يشير موقع ماركت وتتش إلى أنه وبالرغم من توفر الإنترنت لدى كل من الأثرياء والفقراء، على افتراض أنها تؤمن مساواة في الفرص من خلال إتاحة المعرفة واكتساب المهارات للجميع، إلا أن أبناء الأثرياء يتقدمون من خلالها فيما تضر بأولاد الفقراء.
أصبحت المعرفة رخيصة، يكفي الضغط على بضعة أزرار على الهاتف الذكي ليطال أي كان عالم أفلاطون وإينشتاين، أو حتى مشاهدة محاضرة في جامعة هارفارد أو البحث عن وصفة وجبتك المفضلة دون أن تنفق فلسا واحدا.
لكن رغم كل هذه الإنجازات المعرفية والثروات التي تولدها مشاريع إتاحة المعرفة مجانا، لم تقدم الإنترنت الكثير لتحسني فرص الأولاد الفقراء في الولايات المتحدة الأمريكية بحسب كتاب جديد صدر مؤخرا للكاتب روبرت بوتنام بعنوان (أولادنا: الحلم الأمريكي في أزمة) Our Kids: The American Dream in Crisis.
لم تحقق التطورات التقنية المساواة أمام الجميع من منطلق إزالة الفوارق بين الأولاد الأغنياء والأولاد الفقراء. ويقول الكاتب أن التقنيات الاجتماعية والأجهزة الجوالة لا تقدم أي شيء لفرص الصعود على السلم الاجتماعين أي الانتقال من الفقر إلى الاستقرار المادي أو الثراء، ولا يكم العيب في التقنية ولا في الأولاد.
تستكشف أبحاث بوتنام في الكتاب سبب الفجوة بين فرص أبناء الأثرياء وأبناء الفقراء في الولايات المتحدة، والتي اتسعت منذ خمسينيات القرن الماضي، وكيف ساهم العزل الطبقي والانعزال الجغرافي في استفحال الفجوة.
بالنسبة للتقنية، يمتلك معظم الأولاد الذين يتناولوهم الكتاب هواتف ذكية لكن يميل الأكثر فقرا بينهم لاستخدام الأجهزة بطريقة مختلفة كليا وبلا فائدة، ولا يعد ذلك خطأ منهم. فيما يميل أولاد الأثرياء لاستخدام الإنترنت للعثور على وظيفة أو الحصول على التعليم والتفاعل الاجتماعي والسياسي، والحصول على معلومات صحية والإطلاع على الأخبار، وبدرجة أقل للترفيه والتسلية. يشير الكاتب أن الأثرياء الأمريكيين يستخدمون الإنترنت بما يعزز الصعود الاجتماعي والمالي فيما يستخدم الفقراء الإنترنت بطرق لا تفيدهم ماليا واجتماعيا.
لا يعني ذلك أن أولاد الأثرياء يستخدمون هواتفه الذكية لمشاهدة المحاضرات العلمية عن الترموديناميكا، فهم يمضون أيضا أوقاتا طويلة لتبادل الصور والألعاب ومشاهدة لقطات على يتوتيوب. ولكن نظرا لأن الشبكات على الإنترنت تعكس الشبكات الاجتماعية في الواقع فإن أولاد الأثرياء لديهم معارف أكثر للاستفادة منهم في إحراز تقدم أكاديمي ومهني.
فلدى أولياء الأمور على قمة الهرمية الاقتصادية أصدقاء أكثر معدل من 20 إلى 25% مقارنة مع أولياء الأمور الأدنى في الهرمية الاجتماعية، ويضم معارف الأثرياء أعداد أكبر من الأصدقاء في مجالات أوسع من المهن بحسب الدراسات.
وفي الواقع فإن الروابط الاجتماعية الشائعة لدى الأثرياء قد تكون أكثر أهمية في الوقت الراهن الذي أصبح فيه أي شخص قادر على تنزيل كل معارف العالم.
يوضح بتونام بالقول:" لا تعني قدرة الصغار على الوصول إلى التقنية التي تتيح لهم التواصل مع أي كان في أي مكانن أن لديهم حرية الوصول إلى المعارف والفرص"، على الأرجح أن التقنية التي تختزل كل معارف العالم تسهم بزيادة الفجوة بين الأثرياء والفقراء، بحسب مؤلف الكتاب، فهي توسع الفجوة أمام الفرص بدلا من تقليصها أو إلغاءها.
(لا أعرف لماذا أجرى المؤلف كل هذه الأبحاث وقام بتأليف الكتاب يكفي أن يطلع على ما يتندر به الكثير من الأمريكيين بأن الحلم الأمريكي هو أن تعرف شخصية نافذة تؤمن لك عملا بمنصب رفيع براتب خيالي دون أن تتمتع بأي كفاءة للقيام بالعمل، ومع ذلك تعيش حياة الرفاه وما يسمى الحلم الأمريكي الجديد- المحرر)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق