الشارقة في 8 نوفمبر/ وام
شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة مساء أمس "الجمعة"ندوة قدمها معالي أحمد أبوالغيط وزير الخارجية المصري الأسبق تحت عنوان "قراءة في في كتاب: شاهد على الحرب والسلام" وذلك ضمن فعاليات الدورة الثالثة والثلاثين من معرض الشارقة الدولي للكتاب في مركز إكسبو الشارقة.
حضر الندوة الى جانب سموه كل من معالي محمد أحمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي والشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيس هيئة الاستثمار والتطوير شروق والشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم ومعالي أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية ومعالي الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري مدير عام المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو" وسعادة عبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة والاعلام وسعادة الدكتور عبيد سيف الهاجري مدير مكتب الإيسيسكو الإقليمي في الشارقة وأحمد بن ركاض العامري مدير معرض الشارقة الدولي للكتاب وحشد كبير من الجمهور المهتمين وممثلي وسائل الاعلام المختلفة وزوار المعرض.
وتناول أحمد أبو الغيط في بداية الندوة الظروف التي واكبت تأليفه الكتاب وكذلك كتابه الآخر "شهادتي" وقال أنه ترك وزارة الخارجية في الخامس من مارس 2011 وقرر بعدها بثلاثة أشهر أن يتفرغ للعمل على هذين الكتابين معا مشيرا إلى أن كتاب "شاهد على الحرب والسلام" يتناول العملية الدبلوماسية وعلاقتها بالحرب وصولا إلى تحقيق الهدف السياسي وأضاف أنه يؤمن شخصيا بأن السياسة والدبلوماسية وجهان لعملة واحدة.
وقال: "الكتاب لا يؤرخ لحرب أكتوبر ولكن لما شاهدته وسمعته وعاصرته من خلال عملي وجاءت فكرته عندما تأكدت أن الحرب أصبحت أمرا واقعا فقررت أن أسجل تفاصيل ما يدور من جلسات واجتماعات واتصالات في دفاتر صغيرة على شكل ملاحظات كي تبقى في ذاكرة الأجيال القادمة".
وأشار إلى أنه قبل 41 عاما وتحديدا في السابع من نوفمبر 1973 التقى هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق لأول مرة مع الرئيس المصري الراحل أنور السادات واتفقا على فض الاشتباك والبدء بحل الصراع تدريجيا مع إسرائيل.
وأضاف أنه قبل حرب 1973 كان هناك جهد مصري كبير لإقناع الولايات المتحدة بحل الصراع دون اللجوء إلى الخيار العسكري لكن إسرائيل واصلت تعنتها رغم صدور القرار 242 في نوفمبر 1967 بإنسحابها من "أراض احتلتها في النزاع الأخير" وجاء حذف "أل" التعريف متعمدا في صياغة القرار بنسخته الإنجليزية من أجل إفساح المجال أمام إسرائيل للتلاعب بالقرار وهذا ما كان.. موضحا أن مصر قررت استرداد حقها بالقوة فتجهزت واستعدت جيدا للحرب دون أن تغلق الباب أمام محاولات الحصول على دعم أمريكي حول ذلك القرار الشهير.
وأشار إلى أن الاجتماع السري الذي عقد بين كيسنجر ومحمد حافظ إسماعيل مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الأمن القومي آنذاك تضمن استعدادا أمريكيا لتحقيق الإنسحاب الإسرائيلي على مراحل لكن مصر كانت ترفض سياسة المراحل لأنها غير فعالة واشترطت إنسحابا كاملا وفي إطار زمني محدد..
وقال إن قرار الحرب اتخذ في 30 سبتمبر 1973 خلال الاجتماع الذي عقد في مجلس الأمن القومي بمشاركة عدد من القادة العسكريين وقادة المؤسسات الأمنية في مصر.
**********----------********** وواصل أحمد أبو الغيط رواية تفاصيل ملحمة الحرب والسلام قائلا إنه مع بدء الحرب في السادس من أكتوبر اتصل كيسنجر مع محمد حسن الزيات وزير الخارجية المصري آنذاك قبل ساعة واحدة من انطلاق أولى قذائف المعركة وأكد له أن إسرائيل ليست لديها نية لعمل عسكري وبعد أن بدأت الحرب أعاد كيسنجر الاتصال طالبا من مصر إعادة قواتها والعودة إلى مواقعها وإلا سيصيبها الدمار والخراب كما طالب الاتحاد السوفييتي مصر بضرورة إيقاف الحرب لتجتمع الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي ضد مصر.
ووصف أبو الغيط مشاعره آنذاك فقال إنه كان متوجسا من موقف سوريا وما إذا كانت ستشارك فعلا إلى جانب مصر في الحرب وأوضح أنه لم يشعر بالراحة إلا عندما رأى الطيران السوري يضرب القوات الإسرائيلية في الجولان.. ونفى أن تكون الحرب مدبرة كما يدعي البعض وقال : "لا يوجد أحد يدبر حربا والدم ليس رخيصا كما ليس صحيحا أيضا أن مصر أبلغت الولايات المتحدة وإسرائيل بالحرب فلا يوجد دولة تخبر عدوها بخططها".
وأكد وزير الخارجية المصري الأسبق أن الدول العربية وقفت إلى جانب مصر قولا وفعلا مشيدا بمواقف الملك فيصل والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه مشيرا إلى أن مجريات الحرب فاجأت إسرائيل وأثبتت عجزها عن فعل أي شيء.
وأضاف أنه خلال الفترة من 1975-1977 حاول السادات الضغط على الولايات المتحدة بشأن التسوية خاصة أن السوفييت عملوا على منع تدفق السلاح إلى مصر لكن مع كل ذلك تمكنت القوات المصرية من فعل المستحيل ودمرت 1000 دبابة إسرائيلية على الجبهة المصرية.
وقال أبو الغيط إن اتفاقية السلام التي وقعتها مصر عام 1979 ونفذت على مدار ثلاث سنوات حتى عام 1982 نتج عنها تحرير سيناء بالكامل لتتحقق رؤية المشير محمد حافظ إسماعيل للعمل العسكري المصري والذي يتمثل في ضرورة المزاوجة بين العمل الدبلوماسي والعسكري في الحرب حيث كان الهدف من الحرب هو تحريك عملية السلام بما يؤدي إلى استعادة حقنا وهو ما تحقق فعلا على أرض الواقع.
وفي نهاية الندوة شكر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الوزير المصري الأسبق أحمد أبو الغيط على عرضه الواضح وسأل سموه عن الذي جرى للفريق الشاذلي في تلك الفترة.. فأقر أبو الغيط بوجود خلاف تاريخي بين سعد الدين الشاذلي ومحمد حافظ إسماعيل مؤكدا أن السادات قرر أن يحتفظ بالشخصين معا في نفس الأهمية خاصة أن الفريق الشاذلي يتمتع بعقلية عسكرية رائعة.
وكان أحمد أبو الغيط قد سبق الندوة بتوقيع كتابه: "شاهد على الحرب والسلام" في ركن التواقيع بالمعرض وبحضور عدد كبير من كبار الشخصيات والمهتمين من الزوار.
ويحكي أبو الغيط في الجزء الأول من الكتاب مشاهد عايشها بحكم مهام عمله مع المشير محمد حافظ إسماعيل لمدة عامين تابع خلالها كيفية إعداد مصر لحربها مع إسرائيل ثم فترة الحرب ذاتها وما تلاها من مفاوضات.
فيما يروي في الجزء الثاني من الكتاب كواليس صناعة عملية السلام مع إسرائيل حيث شاءت الأقدار أن ينضم عام 1977 إلى المجموعة المكلفة بمتابعة هذا الملف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق