القاهرة في 24 ديسمبر/وام
ترأس معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية أعمال الاجتماع غير العادي لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب الذي انطلق اليوم بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بحضور معالي الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية.
ويناقش الاجتماع - الذي يعقد بناء على طلب من العراق - التدخل العسكري التركي داخل الأراضي العراقية.
وكان العراق قد طلب رسميا عقد دورة غير عادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية لبحث التحرك العربي إزاء دخول قوة عسكرية تركية إلى عمق أراضيه وتحديدا في محافظة الموصل وقد أيدت الطلب العراقي عدد من الدول العربية.
وضم وفد الدولة المشارك في الإجتماع .. معالي محمد بن نخيرة الظاهري سفير الدولة بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية وسعادة الدكتور جاسم الخلوفي مدير ادارة الشؤون العربية بوزارة الخارجية وسعادة شهاب الفهيم الوكيل المساعد لشؤون المراسم بالوزارة وعلى الشميلي مسؤول مندوبية الدولة لدى الجامعة العربية والدبلوماسي هاني بن هويدن عضو مندوبية الدولة لدى جامعة الدول العربية.
و قال معالي الدكتور أنور قرقاش - في كلمته خلال افتتاح اعمال الدورة الطارئة - إن هذا الاجتماع يأتي بناء على طلب جمهورية العرق لمناقشة دخول قوة عسكرية تركية إلى عمق الأراضي العراقية وبتأييد من كل من الكويت والأردن وتونس وموريتانيا ومصر ولبنان ..كما يناقش طلب دولة الامارات بإدراج التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية والطلب القطري بإدراج مسألة القطريين المختطفين في الاراضي العراقية.
وأضاف معاليه إنه لا يخفى علينا الظروف الدقيقة التي تمر بها منطقتنا العربية في هذه اللحظة التاريخية ومدى ما يدور بدولنا من اخطار تهدد عوامل الاستقرار فيها والمتمثلة على وجه الخصوص في محاولات المساس بالسيادة الاقليمية التي كانت ولا تزال اهم ضمانات الامن القومي العربي بوجه عام .
وتابع معاليه انه بالاضافة الى تفشي ظاهرة الارهاب متمسحا بالدين الاسلامي الحنيف نشهد محاولات حثيثة لاثارة الفتن في مكونات المجتمعات العربية بما يمس امننا القومي في الداخل والخارج وبث الدعايات المغرضة ..مشددا على ان كل ذلك يفرض علينا التمسك بكل ما تفرضه قواعد القانون الدولي وما تضمنته المواثيق الدولية من ضرورة الالتزام من جانب الكافة باحترام السيادة الاقليمية لكل الدول وحظر التدخل في شئونها الاقليمية.
وقال " لعلنا كدول عربية ضمن هذه الاسرة الكريمة نحرص الا نتدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى وفي المقابل فإننا نأبى تدخل الآخرين في شؤوننا تحت اى ذريعة كانت وفي اى صورة يأتي عليها هذا التدخل".
واضاف معاليه " ونحن اذ نؤكد على ما سبق فذلك لانه يساورنا قلق عميق من محاولات التدخل في شؤون الدول العربية -كدول وطنية- من جانب بعض القوى الاقليمية الامر الذي يجعل من اجتماعنا اليوم لمناقشة التدخل التركي في العراق فرصة سانحة لنطرح على بساط البحث مظاهر التدخل الاخرى سواء من جانب تركيا او ايران وما يقتضيه ذلك من مناقشة سبل حماية امننا القومي والسيادة الاقليمية لدولنا -كدول وطنية - ضد مظاهر هذا التدخل وأخطاره.
ولفت معاليه الى ان ما يزيد من قلقنا ان التدخل السافر من جانب تركيا وإيران قد ترك اثاره السيئة على الاستقرار في العديد من الدول العربية باعتباره انتهاكا لسيادتها وسلامتها الاقليمية على نحو لا يمكن التغاضي عنه ولا التهاون فيه ولا المساومة عليه.
وقال معاليه انه لا ينبغي على هذه الدول الساعية الى المساس بأمننا القومي ان تغتر ببعض مظاهر الضعف المؤقت الذي يشهده النظام العربي حاليا ذلك ان سيادتنا وأمننا وسلامتها الاقليمية تمثل خطا احمر يستوجب الدفاع عنه بكل ما اوتينا من قوة ولنا في هذا الصدد ظهير قوى من نصوص ميثاق جامعة الدول العربية وميثاق الامم المتحدة اللذان يجعلان من احترام السيادة الاقليمية حجر الزاوية في العلاقات السليمة فيما بين الدول كما يجعل المساس بها صورة من صور العدوان .
واضاف معاليه " انه ووعيا منا بحقيقة كوننا نعيش في منطقة واحدة فانه من مصلحة الجميع خلق ارضية مشتركة للتعاون وارساء الثقة فيما بيننا قوامها الحفاظ على المصالح المشتركة لكافة الدول على أساس الاحترام المتبادل لسيادة دول المنطقة واتباع سياسة حسن الجوار فيما بينها".
وقال " لعلها فرصة طيبة ان يكون اجتماعنا اليوم على المستوى الوزاري لكي ندعو فيه للحرص على هذه المبادئ لاسيما ان ما يعاني منه العراق تعاني منه دول عربية اخرى فمبدأ احترام السيادة الاقليمية هو مبدأ عام لا يقبل التجزئة ومن ثم يجب احترامه من الكافة وعلى الكافة ".
وقال معاليه " نتطلع ان نخرج من هذا الاجتماع عاقدين العزم ومتوافقين على ان تكون علاقاتنا مع جيراننا قائمة على أساس الاحترام المتبادل لسيادتنا الوطنية مع التعبير على حرصنا الجازم على حمايتها بكل ما اوتينا من عزم وتصميم ".
وقدم معالي الدكتور أنور قرقاش تعازي دولة الإمارات قيادة وشعبا للرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز في وفاة نجله الذي وافته المنية إثر حادث سير أليم وقع شرقي موريتانيا داعيا الله عز وجل أن يتغمد الفقيد برحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يلهم عائلته وذويه وكافة محبيه الصبر والسلوان.
كما هنأ معاليه الأمتين العربية والإسلامية بذكرى المولد النبوي الشريف ..وهنأ الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية والإنجيلية والأسقفية والمسيحيين جميعا في داخل الدول العربية وخارجها بمناسبة عيد الميلاد المجيد.
من جانبه اكد الدكتور نبيل العربي الامين العام لجامعة الدول العربية اهمية اعمال الدورة الطارئة لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية من اجل مناقشة الطلب العراقي للنظر في توغل القوات التركية في عمق الاراضي العراقية .. مشددا على ان هذا يشكل انتهاكا واضحا لقواعد القانون الدولي والسلامة والأمن الإقليميين ..ودعا القوات التركية للانسحاب فورا للحدود الدولية المعترف بها.
وقال العربي - في كلمته خلال افتتاح اعمال الدورة - ان التأييد العربي السريع والقوي لعقد الاجتماع يعكس حجم التضامن العربي الواضح مع العراق ..معربا عن دعم الجامعة للجهود الدبلوماسية التي تبذلها الحكومة العراقية من اجل إقناع تركيا لسحب قواتها ..آملا ان تستجيب الحكومة التركية لهذه المساعي.
وأكد العربي مساندة الجامعة العربية للحكومة العراقية وما تقوم به لمكافحة الارهاب خاصة وان القوات العراقية تشن حاليا حملة عسكرية واسعة ضد تنظيم داعش الارهابي .. كما أكد أن الطلب الإماراتي بإدراج التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية يشكل مدخلا مناسبا لبحث جميع المسائل المتعلقة بصيانة الامن القومي العربي.
واستعرض العربي في كلمته تطورات الاوضاع في فلسطين واليمن وليبيا وسوريا.
من جانبه استعرض ابراهيم الجعفري وزير الخارجية العراقي الجهود الدبلوماسية التي تبذلها بلاده لاقناع تركيا بسحب قواتها من العراق بإسلوب متحضر ودبلوماسي كون العراق يعتمد الان على قوة الدبلوماسية وليس دبلوماسية القوة .
وشدد الجعفري على ان الجانب التركي اصر على استخدام مصطلح اعادة نشر القوات وهى ما زالت باقية والعراق لن يسمح أبدا بذلك لانه يعد انتهاكا واضحا لسيادته .
وطالب الجعفري مجلس الجامعة العربية بإتخاذ موقف يرتقي لحجم الانتهاكات التى يتعرض لها العراق ..مؤكدا ان ما يبذله العراق من جهود دبلوماسية ليس من قبيل ضعفه ولكن من قبيل القوة والحرص على الحفاظ على العلاقات مع كافة الدول.
يرجى الضغط على الرابط التالي للاطلاع على كامل النص لكلمة معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية : نص الكلمة (PDF)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق