يتمتع الإعلام بأهمية كبيرة داخل هيكلية التنظيمات الإرهابية، ولذا ركزت هذه التنظيمات جهودها على الإنترنت، نتيجة إدراكها الأهمية الاستثنائية لتلك الوسائط الاتصالية، في إيصال رسائلها المتطرفة دينياً وسياسياً، ونشر أيديولوجياتها الجهادية، لخلق ما يسمى بـ«الجهاد الإلكتروني»، الذي بات أحد الأركان الرئيسة لقوة وتأثير جماعات مثل «التوحيد والجهاد»، ثم «القاعدة» في بلاد الرافدين، وأخيراً «داعش»، الذي تمكن من إحداث تطور كبير في شكل ومحتوى أساليبه في تجنيد أعضاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ويتطرق هذا التحقيق إلى وسائل استغلال الإرهابيين مواقع التواصل الاجتماعي، لتشمل تنظيم وتنسيق عملياتهم حول العالم، حتى باتت المواقع الإلكترونية لتلك المنظمات لا تخاطب أعوانها ومموليها فحسب، بل توجه رسائلها أيضاً إلى الإعلام والجمهور الخاص بالمجتمعات التي تقوم بترويعها وإرهابها. مثلما خصصت فرقاً إلكترونية للانتشار عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وغرف الدردشة، بهدف غسل أدمغة الشباب وتجنيدهم لخدمة الأغراض المتطرفة، بالإضافة إلى اختراق واستغلال ألعاب «الفيديو جيم»، للتأثير في الشباب والأطفال، وحثهم على الانعزال عن مجتمعاتهم والانخراط في القتال مع من يطلقوا عليهم «المجاهدين»، ليكونوا نواة طيّعة عند تجنيدهم مستقبلاً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق