بدأت المرحلة الثانية من هذه الأزمة أساساً في صيف 2015 تحديداً منذ أغسطس 2015، حيث يعبر الآلاف من السوريين الحدود نحو أوروبا هرباً من الحرب الأهلية السورية، وتم استقبالهم أساسا في ألمانيا والنمسا، بينما علقوا ومنعوا من حرية التنقل في المجر التي بدأت في بناء حاجز بينها وبين صربيا وذلك يبين تباعد السياسات تجاه هذه الأزمة بين دول الاتحاد الأوروبي.
الدوافع الأكيدة معقدة، لكن كثير (وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة لشهر يوليو 2015 فإن 62%) من المهاجرين هم لاجئين بسبب الحرب، حيث فروا من بلدان مثل سوريا وإريتريا وأفغانستان. بينما المهاجرون القادمون من دول أفريقيا جنوب الصحراء فروا على الأرجح من الفقر المدقع وانعدام فرص العمل، ويسعى معظمهم لتكوين حياة أفضل والحصول على عمل.
قال لي مغني الراب الجزائري «دياز»، ذات مرّة، أنّه رفض المشاركة في حملة لإطلاق سراح مغني راب تونسي، رفض بحدّة، وقال لهم: «أنتم تدخلون في اللعبة»، الكلّ سيستفيد من قضية المحبوس، الكلّ سيأخذ مجداً ومالاً ربما، الكلّ سيتقمّص دور البطل والمغني يقبع وحده في السّجن مع جلاّديه.. بالمختصر: حملات التضامن المُعولمة والافتراضية لن تفيد إلاّ القائمين عليها.. والميديا طبعاً. الدّرس: لا أحد سيُفيدك، ومن يعطيك ديناراً سيأخذ من وراء ظهرك ألفاً.
في جزائر التسعينيات، كنا في حفرة والعالم كان يتبوّل علينا، لا فايسبوك ولا تلفاز ولا أي شيءٍ آخر. الخوف تحوّل إلى قوتٍ يومي للناس والدّم صار ديكوراً للمدن والقرى، وأوروبا تصفّي حساباتها مع النّظام بمنح إسلاميين حقّ اللجوء السياسي ومباركة شرعيتهم المُسقطة، والجزائريون في داخل الحفرة يتعفّنون. من يقرأ الصّحافة وهو في الخارج، يرى أن الجزائر جحيم دانتي حيث «يتخلى الداخلون عن كل أمل«.
اللعبة نفسها تتكرّر اليوم، مع أضواء وكاميرات وحسّ إنساني مُعولمٍ أكبر، الكلّ يُزايد على الإنسانية والرحمة، لكن الكلّ (أو الأغلبية يتنصل من المسؤولية)، تماماً مثل صور أنجلينا جولي وهي تحضن أطفالاً يتمتهم الحروب، بينما يلعب أشبههم، في هوليوود، أدوار إرهابيين.. العالم السّفلي لا يريد رحمة من العالم العلوي، وبما أن العالم العلوي لن يتوقف عن إفقار العالم السفلي، فليتحضر العالم العلوي ليصير ملجئاً كبيراً..
قال السياسي الإيطالي ماوريتسيو جاسباري، المنتمي لليمين الوسط المعارض، إن إيطاليا تعاني من "غزو المهاجرين" بسبب "عجز" رئيس الوزراء ماتيو رينزي، عن التعامل مع أزمة الهجرة، بحسب قناة "روسيا اليوم"..وتابع نائب رئيس مجلس الشيوخ: "أوروبا تواجه فشلا ذريعا من ناحية سياسات الهجرة"، منتقدا السياسة الإيطالية التي ترحب باللاجئين التي وصفها بسياسة "الباب المفتوح"، في حين تعتزم دولة السويد في ترحيل اللاجئين، واصفا ذلك بأنه حقها المشروع...وأضاف جاسباري أن "المهاجرين غير الشرعيين سيغزوننا بسبب حكومة رينزي"...وهاجم "جاسباري" حكومة رئيس الوزراء ماتيو رينزي، وقال إنه ووزرائه "لا يتمتعون بأي كفاءة"، موجها كلمة لرئيس الوزراء قال فيها "أخجل يا رينزي".
كما قامت فرنسا وألمانيا وإيطاليا بالمطالبة بانشاء نظام أوروبي لترحيل أعداد أكبر من المهاجرين الذين يفشلون في الحصول على حق اللجوء، ولتحسين سبل السيطرة على الحدود، في حين سعى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي للتوصل إلى حل أوسع نطاقا لأزمة المهاجرين التي تواجه الاتحاد.
وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون استعداد بلاده لاستقبال آلاف اللاجئين السوريين الإضافيين، وسط تزايد الضغوط داخل وخارج بريطانيا لإيجاد حل لهذه الأزمة.
وقال كاميرون، خلال زيارة إلى العاصمة البرتغالية لشبونة، «إزاء ضخامة الأزمة ومعاناة الناس أعلن أننا سنبذل المزيد من الجهود من خلال استقبال آلاف اللاجئين السوريين الإضافيين، بموجب المعايير الحالية والتي سنقوم بمراجعتها». وأضاف «سنواصل نهجنا في نقلهم من مخيمات اللاجئين»، في إشارة إلى مخيمات الأمم المتحدة على الحدود السورية.
ودعت حكومات ايطاليا وفرنسا وألمانيا، في خطاب إلى وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني، لتبني قواعد جديدة لإنهاء مجموعة من السياسات الأحادية التي أثارت الخلافات بين الدول الأعضاء. وطالبت «بنظام لجوء أكثر فعالية، يسير بالتوازي مع سياسة أكثر فعالية لترحيل المهاجرين غير الشرعيين».
ولا يحق للمهاجرين الذين يصلون إلى أوروبا من أجل فرصة عمل فقط الحصول على حق اللجوء، وينبغي إعادتهم إلى دولهم، لكن المفوضية الأوروبية تقدر أن نحو ثلثهم فقط يتم ترحيله.
ودعا الخطاب الاتحاد الأوروبي للاتفاق على قائمة بالبلدان التي تصنف كبلدان آمنة، والتي لا يملك مواطنوها فرصا كبيرة للمطالبة بحق اللجوء.
وهناك مقترح ثالث بإنشاء «نظام متكامل لإدارة الحدود» من شأنه المساعدة في تحديد هوية المهاجرين طالبي اللجوء والحصول على بصماتهم وتسجيلهم.
ولدى دول الاتحاد الأوروبي وعددها 28 قليل من القواعد المشتركة فيما يتعلق بالتعامل مع اللاجئين، وتقول إيطاليا إن شركاءها في الاتحاد تركوها وحيدة تتعامل مع عشرات آلاف الأشخاص الذين يصلون إلى أراضيها بقوارب بعد عبور البحر المتوسط. وقال وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني «علينا السعي نحو نظام موحد لطلبات اللجوء، لأن الأزمة لم تعد تخص فقط البلد الذي يصله اللاجئ أولا».
وأكد النائب الأول لرئيس المفوضية الأوروبية فرانس تيمرمانس ان رئيس المفوضية جان كلود يونكر سيقترح الأسبوع المقبل مخططا أوسع لنقل طالبي اللجوء في أرجاء الاتحاد من المجر واليونان وايطاليا وفق حصص لكل دولة.
وقال تيمرمانس «سنكرر اقتراحنا للدول الأعضاء، حتى نتأكد من أننا نملك خريطة للتوزيع، ونضع بذلك التضامن الأوروبي موضع التنفيذ لنتأكد من توزيع من يصلون إلى أوروبا بين الدول الأعضاء». وأضاف «المفوضية ستصر على ذلك، وأنا واثق أننا نستطيع تحقيق نتائج».
لكن الدول الأربع في مجموعة فيسغراد، وهي تشيكيا والمجر وسلوفاكيا وبولندا، رفضت مبدأ الحصص التلقائية للاجئين، فيما اقترحت براغ وبراتيسلافا إقامة ممر للسوريين بين المجر وألمانيا.
وكرر وزراء الداخلية ورؤساء الوزراء رفضهم لمبدأ الحصص الذي اقترحته المفوضية الأوروبية بتأييد ألماني خصوصا.
ودعا المفوض الأعلى للاجئين في الأمم المتحدة انطونيو غوتيريسن في جنيف، الأوروبيين إلى تقاسم استقبال نحو 200 الف شخص، مؤكدا أن على جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي أن يردوا على هذه «الأزمة الهائلة». (ا ف ب، رويترز)
وقال كاميرون، خلال زيارة إلى العاصمة البرتغالية لشبونة، «إزاء ضخامة الأزمة ومعاناة الناس أعلن أننا سنبذل المزيد من الجهود من خلال استقبال آلاف اللاجئين السوريين الإضافيين، بموجب المعايير الحالية والتي سنقوم بمراجعتها». وأضاف «سنواصل نهجنا في نقلهم من مخيمات اللاجئين»، في إشارة إلى مخيمات الأمم المتحدة على الحدود السورية.
ودعت حكومات ايطاليا وفرنسا وألمانيا، في خطاب إلى وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني، لتبني قواعد جديدة لإنهاء مجموعة من السياسات الأحادية التي أثارت الخلافات بين الدول الأعضاء. وطالبت «بنظام لجوء أكثر فعالية، يسير بالتوازي مع سياسة أكثر فعالية لترحيل المهاجرين غير الشرعيين».
ولا يحق للمهاجرين الذين يصلون إلى أوروبا من أجل فرصة عمل فقط الحصول على حق اللجوء، وينبغي إعادتهم إلى دولهم، لكن المفوضية الأوروبية تقدر أن نحو ثلثهم فقط يتم ترحيله.
ودعا الخطاب الاتحاد الأوروبي للاتفاق على قائمة بالبلدان التي تصنف كبلدان آمنة، والتي لا يملك مواطنوها فرصا كبيرة للمطالبة بحق اللجوء.
وهناك مقترح ثالث بإنشاء «نظام متكامل لإدارة الحدود» من شأنه المساعدة في تحديد هوية المهاجرين طالبي اللجوء والحصول على بصماتهم وتسجيلهم.
ولدى دول الاتحاد الأوروبي وعددها 28 قليل من القواعد المشتركة فيما يتعلق بالتعامل مع اللاجئين، وتقول إيطاليا إن شركاءها في الاتحاد تركوها وحيدة تتعامل مع عشرات آلاف الأشخاص الذين يصلون إلى أراضيها بقوارب بعد عبور البحر المتوسط. وقال وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني «علينا السعي نحو نظام موحد لطلبات اللجوء، لأن الأزمة لم تعد تخص فقط البلد الذي يصله اللاجئ أولا».
وأكد النائب الأول لرئيس المفوضية الأوروبية فرانس تيمرمانس ان رئيس المفوضية جان كلود يونكر سيقترح الأسبوع المقبل مخططا أوسع لنقل طالبي اللجوء في أرجاء الاتحاد من المجر واليونان وايطاليا وفق حصص لكل دولة.
وقال تيمرمانس «سنكرر اقتراحنا للدول الأعضاء، حتى نتأكد من أننا نملك خريطة للتوزيع، ونضع بذلك التضامن الأوروبي موضع التنفيذ لنتأكد من توزيع من يصلون إلى أوروبا بين الدول الأعضاء». وأضاف «المفوضية ستصر على ذلك، وأنا واثق أننا نستطيع تحقيق نتائج».
لكن الدول الأربع في مجموعة فيسغراد، وهي تشيكيا والمجر وسلوفاكيا وبولندا، رفضت مبدأ الحصص التلقائية للاجئين، فيما اقترحت براغ وبراتيسلافا إقامة ممر للسوريين بين المجر وألمانيا.
وكرر وزراء الداخلية ورؤساء الوزراء رفضهم لمبدأ الحصص الذي اقترحته المفوضية الأوروبية بتأييد ألماني خصوصا.
ودعا المفوض الأعلى للاجئين في الأمم المتحدة انطونيو غوتيريسن في جنيف، الأوروبيين إلى تقاسم استقبال نحو 200 الف شخص، مؤكدا أن على جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي أن يردوا على هذه «الأزمة الهائلة». (ا ف ب، رويترز)
غرق 30 ـ 40 مهاجراً قبالة سواحل ليبيا
ذكرت المنظمة الدولية للهجرة، امس، ان ما بين 30 و 40 مهاجرا غرقوا في البحر الابيض المتوسط، بعدما فرغ الهواء من قارب مطاطي كان يحمل ما بين 120 و 140 صوماليا وسودانيا ونيجيريا.
وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة فلافيو دي جياكومو ان المهاجرين انطلقوا من مصراتة في ليبيا، لكن بعد ست أو سبع ساعات بدأ الهواء يفرغ من القارب المطاطي، وسقط بعض الناس في المياه، مشيراً الى ان 91 شخصاً نجوا. (أ ف ب)
ذكرت المنظمة الدولية للهجرة، امس، ان ما بين 30 و 40 مهاجرا غرقوا في البحر الابيض المتوسط، بعدما فرغ الهواء من قارب مطاطي كان يحمل ما بين 120 و 140 صوماليا وسودانيا ونيجيريا.
وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة فلافيو دي جياكومو ان المهاجرين انطلقوا من مصراتة في ليبيا، لكن بعد ست أو سبع ساعات بدأ الهواء يفرغ من القارب المطاطي، وسقط بعض الناس في المياه، مشيراً الى ان 91 شخصاً نجوا. (أ ف ب)
رفض رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت دعوات من داخل حزبه لزيادة عدد اللاجئين السوريين في أستراليا، مشيرا إلى أن بلاده أوفت بالتزاماتها تجاه مسألة اللجوء.
وحث عددٌ من أعضاء الحكومة بما في ذلك أحد كبار الوزراء -الذين تأثروا بصورة الطفل إيلان الذي مات غرقا- أبوت على السماح باستقبال عدد أكبر من اللاجئين السوريين.
وحث عددٌ من أعضاء الحكومة بما في ذلك أحد كبار الوزراء -الذين تأثروا بصورة الطفل إيلان الذي مات غرقا- أبوت على السماح باستقبال عدد أكبر من اللاجئين السوريين.
واقترح وزير الهجرة السابق فيليب رودوك -العضو الأطول خدمة في البرلمان- على الحكومة أن تفعل ما فعلته خلال أزمة كوسوفو في أواخر تسعينيات القرن الماضي، عندما قبلت عددا كبيرا من اللاجئين على أن يعودوا إلى ديارهم بعد انتهاء الحرب.
كما دعا زعيم حزب الخضر ريتشارد دي ناتالي إلى استقبال عشرين ألف لاجئ سوري في هذا الوضع الطارئ، قائلا إن أستراليا "قوية بما يكفي لمنح السوريين الأمان والراحة من الحرب".
ولكن أبوت قال إنه لن يرضخ للضغوط، مشيرا إلى أن أستراليا وافقت بالفعل العام الماضي على استقبال 4400 شخص إضافي من الهاربين من الحرب في شمال العراق وسوريا، وأكد أن بلده "استقبل المزيد من اللاجئين بشكل إنساني أكثر من أي بلد آخر".
وكان أبوت قد دعا أوروبا أمس الجمعة إلى تبني وسائل مماثلة لما قامت به أستراليا من أجل منع قوارب اللاجئين من القيام برحلات محفوفة بالمخاطر سعيا للوصول إلى شواطئها، قائلا "إذا أردتم الحفاظ على سلامة الناس عليكم وقف الهجرة غير النظامية وهذا ما فعلناه".
ويأتي رفض أبوت لاستقبال مزيد من اللاجئين في وقت يتوقع فيه أن توافق حكومته الثلاثاء المقبل على طلب من الولايات المتحدة لتوسيع نطاق دورها في استهداف وقصف قوات تنظيم الدولة الإسلامية داخل سوريا.
في ذلك الموقف الجديد والمتغير كتب دكتور علي الجابري يقول :
وتخذلهم مع تزايد تدفق اللاجئين الى اوروبا منتصف العام الماضي ، وبالتزامن مع صدمة نشر صورة غريق المتوسط الطفل "إيلان"، إعتقد مئات الالاف من العراقيين والسوريين والافغان وغيرهم إن اوروبا فتحت الابواب على مصراعيها لهم جميعا، بل ذهب البعض لابعد من هذا التصور، واطلق العنان لتخيلاته لينذرنا بوجود مؤامرة في اوروبا لافراغ المنطقة العربية من الطاقات (الخلاقة) لتستفيد منها (القارة العجوز)؟!
وما زاد الطين بلة، تلك التظاهرات التي خرجت في عموم اوروبا للترحيب باللاجئين، ولا زلت اتذكر جيداً صورة رئيس وزراء السويد وهو يتقدم صفوف المتظاهرين تحت الامطار، ويقول ان اوروبا التي نعرفها لا يمكن ان تبني الاسوار امام اللاجئين!!
كل تلك المظاهر ، وما رافقها من زخم اعلامي عالمي يدعو للتخفيف عن معاناة الهاربين من الموت وفتح الابواب امامهم ليبدأوا حياة جديدة في دول تسود فيها الديمقراطية وحقوق الانسان ؟! اوصلت رسائل خاطئة لمن يعيشون في بلدان مثل العراق وسوريا وافغانستان واليمن وفلسطين وغيرها ان اوروبا تناديهم ، وربما هي بأمس الحاجة لهم ، وان ذهابهم الى تلك الارض الموعودة كفيل بنقلهم من مصاف المقهورين والمظلومين والغارقين في غياهب الموت والقتل والطائفية الى جنة لم يكن يحلم بها السابقون ولا اللاحقون !! فهبت الجموع عن بكرة ابيها الى (أرض الميعاد) الجديدة، حتى ضاقت بهم الارض وإمتلات مراكز اللجوء بالمستحقين وغير المستحقين ، بالمظلومين والقتلة، بالمؤيدين والمعارضين، بالعلمانيين والاسلامويين واللادينيين.
الجميع هربوا من ارض امة العرب ظناً منهم ان الخلاص يكمن بمجرد ان تطأ قدمك ارضاً اوروبية ، وان السعادة والرفاهية والنعيم سيكون بإنتظارهم !!
وما ان غصت اوروبا باللاجئين حتى علت اصوات اليمين المتطرف ، والتحق بها لاحقا مئات الالاف من الاوروبيين المعتدلين او دعاة الانسانية الذين كانوا يتعاطفون مع اللاجئين !! إذ لم يكن يخطر ببالهم ان تختنق ارضهم بهذه الجموع التي جاء اكثر من نصفها بطرا وليس هربا من الموت ..
الان تحول المزاج الاوروبي ، وانقلبت الشعوب على حكوماتها التي فتحت الابواب امام هذه الجموع ..
وعلا صوت المتطرفين ، وظهر صوت آخر لمن كانوا يدافعون عن حقوق الانسان.
وعلا صوت المتطرفين ، وظهر صوت آخر لمن كانوا يدافعون عن حقوق الانسان.
تحول الكلام الان الى كيفية التخلص من اللاجئين وطردهم ، وبدأت الحكومات تتسابق لتشديد قوانين اللجوء في اوروبا لكي تكون بلدانها طاردة للاجئين وليست جاذبة للمزيد منهم..
حتى رئيس وزراء السويد الذي قال بالامس انه ضد بناء الاسوار، سبق الجميع ببناء سور كبير بوجه اللاجئين بعد ان اختنقت بلاده بهم؟!
حتى رئيس وزراء السويد الذي قال بالامس انه ضد بناء الاسوار، سبق الجميع ببناء سور كبير بوجه اللاجئين بعد ان اختنقت بلاده بهم؟!
هل نلوم الحكومات الاوروبية ، ام نلوم اللاجئين الذين ارتكب الكثير منهم جرائم وتصرفات مشبوهة أساؤوا من خلالها لمن يستحق فعلا، وقلبت المعادلة ضدهم ؟
من المهم ان يدرك الجميع ان اوروبا الانسانية لا يمكن ان تبقى هكذا لتسمح بتدفق الملايين إليها ..
ومن المهم ان نعي ان الحكومات الاوروبية التي بدأت تفقد شعبيتها لن تبقى مكتوفة الايدي وتسمح بتراجع اكبر يفقدها السلطة.
ومن المهم ان نعي ان الحكومات الاوروبية التي بدأت تفقد شعبيتها لن تبقى مكتوفة الايدي وتسمح بتراجع اكبر يفقدها السلطة.
الاحزاب والتحالفات التي تحكم بلدان اوروبا تعرف ان إستمرارها بهذا الوجه الانساني سيبعدها عن السلطة ويدفع بالمعارضة الى الواجهة، لذلك ستتعامل بواقعية في قادم الايام، وتقدم مصالحها ورغبات شعوبها على قضية اللاجئين برمتها ؟!
نعم اوروبا بدأت تنقلب على اللاجئين ..
وتخدلهم ، والقادم أسوأ إن بقيت هذه الجموع تتوافد الى القارة التي كانت حلما للهاربين من الموت ..
وبداية الحل تكمن في رسم صورة حقيقة للحالمين باللجوء من اجل الرفاهية والنعيم بإنها ليست كذلك، وان الطرق غير معبدة امام الجميع ، الا لمن يستحق الحماية ، ولمن هرب فعليا من الموت في بلده ..
وتخدلهم ، والقادم أسوأ إن بقيت هذه الجموع تتوافد الى القارة التي كانت حلما للهاربين من الموت ..
وبداية الحل تكمن في رسم صورة حقيقة للحالمين باللجوء من اجل الرفاهية والنعيم بإنها ليست كذلك، وان الطرق غير معبدة امام الجميع ، الا لمن يستحق الحماية ، ولمن هرب فعليا من الموت في بلده ..
ازمة اللجوء لن تحل عن طريق بناء الاسوار ، بل عن طريق وضع حلول جذرية لما ارتكبته القوى الكبرى من اخطاء في الشرق الاوسط جعلت كل من يعيش فيه يبحث عن الخلاص بأي ثمن كان.
بعد مرور حوالی خمسة أعوام للسياسات الامريكية في اضعاف الدولة السورية، بدءت الدول الأوروبية تدفع شیء من ثمن مشاركتها في زعزعة الأمن والاستقرار في سوريا، وذلك من خلال مواجهتها الاعداد الهائلة من المهاجرين السوريين الذين فروا من بلادهم بسبب المجازر التي ترتكبها المجموعات الإرهابية هناك. الكثير من الدول ومن عدادها إيران حذرت الدول الاوروبية من تداعيات دعمها للإرهاب في سوريا، لكن لم تكن هنالك آذان لتصغي لهذه التحذيرات، حتی بات الإرهاب يضرب في عقر البلاد الأوروبية، وبات یطرق عشرات الآلاف من المهاجرين السوريين أبواب الدول الأوروبية. إذن علی مايبدوا فان الدول الاوروبية باتت تدرك أنها الیوم تواجه أزمة المهاجرين السوريين، فما هو الحل الجذري لهذه الأزمة وكيف يمكن إعادة الهدوء الی سوريا لوقف تدفق المهاجرين باتجاه الدول الأوروبية، وکيف تعاملت أوروبا مع هؤلاء المهاجرين؟.
لا شك أنه في حال استمر دعم الجماعات الإرهابية بالمال والسلاح من قبل الدول الداعمة لهذه المجموعات وهي معروفة للجميع وتاتي في مقدمتها قطر وتركيا والسعودية، فان الإرهاب سيعبث فسادا في سوريا كما هي الحال علیه الآن منذ ما يقارب خمسة أعوام. لذا الخطوة الأولی التي يجب القيام بها لانقاذ الدول الأوروبية من تداعيات الأزمة السورية، هي العمل علی تجفيف جذور الإرهاب في سوريا وذلك من خلال وقف الدعم المالي واللوجستي الذي تتلقاه حالیا الجماعات الإرهابية في سوريا.
وبالاضافة الی ذلك لابعد من العمل علی تعزيز قدرات الحكومة السورية الشرعية، ليكون بوسعها محاربة الإرهاب وإعادة الأمن والإستقرار الی البلاد التي مزقتها الحرب، حتی يشعر المواطن السوري بالأمن والأمان في بلاده، عند ذلك سوف يقتنع هذا المواطن بالبقاء في سوريا وعدم تعريض نفسه للمخاطر من خلال اتخاذ قرار الهجرة الی أوروبا الحفوفة بالمخاطر. حيث فقد ما يزيد علی ثلاثة آلاف مهاجر حياته بسبب الغرق في المتوسط، بسبب غرق قوارب الموت التي ركبوها بقصد نقلهم لدول كان من المفترض أن تمنحهم الحیاة وحق اللجوء بسبب المعاناة التي يلاقونها في بلادهم.
وإذا ما ارادت الدول الأوروبية الوصول لحل للأزمة السورية فعلیها العمل علی اقناع المعارضة السورية المعتدلة (ولا نقصد الجماعات الإرهابية مثل جبهة النصرة وغيرها) علی الجلوس مع الحكومة السورية، لإنهاء الأزمة في البلاد عبر الحلول السياسية، لا أن تكون الدول الأوروبية وأمريكا، عنصراً في افشال المفاوضات السياسية كما جری ذلك خلال إجتماعات جنيف، من خلال الإلحاح علی قضايا لا يمكن القبول بها من قبل سوريا وحلفائها مثل تنحية الرئيس السوري المنتخب، بشار الأسد عن السلطة.
وفي ما تزال الدول الأوربية تمتنع عن دعم اللاجئين السوريين والعراقيين، فان أعداد الضحايا ترتفع بين هؤلاء المهاجرين الذين تقطّعت بهم السبل بعد أن رفضت هذه الدول استضافتهم ولو حتی كان ذلك، لحين من الزمن. حيث أعلنت قبل أيام الشرطة النمساوية عثورها علی جثث ما يقارب خمسين لاجئا سوريا، فارقوا الحياة داخل أحد الشاحنات شرقي البلاد، وفق ما اعلنت الشرطة النمساوية؛ حيث اعتبرت وزيرة الداخلية النمساوية الحادث بالیوم الأسود، مؤكدة ان المتاجرون بالبشر هم مجرمون. وفي هذه الأثناء ذكرت الشرطة المجرية أن حوالي ثلاثة آلاف لاجیء يدخل أراضيها يوميا من بينهم 700 طفل.
وللاسف فان الدول الأوروبية بدل أن تفكر بمعالجة أزمة المهاجرين السوريين، فانها أصبحت تضع المزيد من القيود والعراقيل، من بينها إغلاق الحدود أمام هؤلاء البشر الذين شردهم الإرهاب من بلادهم. حيث أعلنت أمس المجر أنها أغلقت الممر الرئيسي علی حدودها مع صربيا ألتي كان يستقلها المهاجرون للدخول الی المجر، فضلا عن اعتقالها أكثر من 7000 لاجیء خلال يوم واحد. وبالاضافة الی المجر، اعلنت كل من النمسا وسلوفاكيا وفنلندا وجمهورية التشك، أنها رفعت نسبة مراقبة حدودها لمنع تدفق اللاجئين.
الدول الأوربية التي كثيرا ما تدعی دعمها لحقوق الإنسان، والحريات العامة، أصبحت هذه الايام ترسم انطباع فاشل لدی الرأي العام من خلال معاملتها السيئة وغير اللائقة تجاه اللاجئين السوريين. حيث أن هؤلاء اللاجئين الذين وصلوا الی أوروبا، بعد أن نجوا بشكل يشبه المعجزة من أمواج البحار، هم الیوم بحاجة الی الدواء والمأوی والطعام والمعاملة الحسنة، خاصة أن الاطفال والنساء يشكل الآلاف من هؤلاء المهاجرين، لا أن يتم معاملتهم بالركل كما رأينا من قبل مراسلة تلفزيون ان1 تي في المجرية بترا لاسزو، وهي تركل المهاجرين، بمن فيهم اطفال. هذه المعاملة السيئة مع اللاجئين السوريين والعراقيين من قبل الدول ألاوروبية، تدل علی أن هذه الدول لا تعير اهتماما للقيم الإنسانية، وتبقی دعايتها في هذا السياق محض افتراء، لا وجود لها علی أرض الواقع.
وأخيرا يجب أن لا ننسی أن تلك الدول الأوروبية التي وافقت علی منح أعداد قليلة من اللاجئين حق اللجوء، لم تقوم بهذه الخطوة ايماناً بها بالقيم الإنسانية وتكريما للشأن الإنساني، بل كان ذلك للإستفادة من هؤلاء المهاجرين، لتوفير الید العاملة الرخيصة التي تحتاجها أوروبا، من أجل تعزيز قدراتها الإقتصادية بأقل الأجور، عبر منح هؤلاء المهاجرين شيء من الأمان ولقمة عيش لا تسمن ولا تغني من جوع. إذن نعود مرة اخری لنذكر أن اللاجئين السوريين لديهم بلاد لتأويهم وليسوا بحاجة الی شوارع أوروبا ليفترشوها للنوم، وستنتهي معاناتهم في حال أنهت الدول الأوروبية مثل فرنسا وبريطانيا دعمها للجماعات الإرهابية التي شردت السوريين من بلادهم. إذن اوقفوا دعم الإرهاب في سوريا وساعدوها علی حل أزمتها سياسياً، ليتوقف تدفق المهاجرين الی أوروبا.
بنقد لاذع تناولت عدة صحف ألمانية طريقة التعامل مع اللاجئين في أوروبا. وعلى وجه الخصوص أدانت الصحف الاعتداءات على مراكز إيواء اللاجئين في ألمانيا، منتقدة الساسة الألمان في تأخرهم في معالجة الفكر اليميني المتطرف.
كتب صحفي من جريدة "بيلد" الواسعة الانتشار تعليقا عن رحلة له مع لاجئين سوريين يقول:
"لمدة اثني عشر يوما رافقت خمسة سوريين فارّين إلى ألمانيا. وكثيرا ما خجلت من نفسي، لأن فراس المثقف جدا وأفضل طالب في جامعته في حلب كان يسألني: لماذا تعاملنا أوروبا هكذا على حدودها؟ لماذا لا يسمحون لنا نحن لاجئي الحرب بالدخول؟ لماذا علينا أن ندفع للمهربين ولا يوجد لنا حقوق؟ فراس على حق: لا يوجد تفسير لمعاناة اللاجئين على حدود أوروبا. هذا عار!"
أما صحيفة براونشفايغر تسايتونغ، فتناولت ردود فعل القادة السياسيين الألمان على الاعتداءات ضد اللاجئين:
"تتحدث المستشارة أنغيلا ميركل عن "حناجر مخمورة" ونائبها سيغمار غابرييل عن "عصابة" ورئيس البرلمان نوربرت لامرت عن "عار". بهذا الوضوح والموقف السليم ينأى قادة ألمانيا بأنفسهم عن أعمال الشغب التي ارتكبها اليمين المتطرف مؤخرا، لكن هذا الموقف يأتي بعد فوات الأوان. الخلفية الفكرية لمشعلي الحرائق المتعمدة لا يأتون من صفوف حركة "بيغيدا" فقط، التي انطلقت من مدينة دريسدن بالتظاهر ضد أسلمة أوروبا. اليوم يرمون الحجارة والزجاجات ويهاجمون رجال الشرطة ويهتفون: نحن الشعب. لم تنجح بيغيدا بإثارة نقاش حول دوافع الهجرة. إذ وبسبب كثرة خلافاتها الداخلية لم تكن الحركة قادرة ولا راغبة بذلك. والأسوأ هو: أن السياسة سمحت بحدوث كل ذلك".
أما صحيفة نويه أوزنابروكر تسايتوننغ، فكتبت تقول:
"آلاف اللاجئين يفرون من العنف والحرب في أوطانهم ويقابلون بالعنف في ألمانيا. وهذا لم يعد مقبولاً. نقابة الشرطة تطالب الآن بفرض مناطق عازلة حول مراكز إيواء اللاجئين، وقد رفض وزير العدل الألماني هايكو ماس هذا الطلب عن حق. فمثل هذه المناطق الأمنية تفرض فقط في حال الضرورة ولمنع تفاقم الأمور. إن عزل مراكز إيواء اللاجئين من الأساس، سيزيد في عزلهم عن المجتمع ويحول دون اندماجهم فيه".
وكتبت صحيفة فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ تقول:
"من السهل المطالبة بالتركيز أساسا على مكافحة أسباب الهجرة. ألمانيا تفعل هذا منذ مدة – لكن متى ستؤتي هذه السياسة أُكلها؟ الاقتراحات غير المريحة تبدو مختلفة ولا تحظى بشعبية. لأن هدفها هو ردع، من يعتبرون أنفسهم لاجئين، عن مغادرة أوطانهم أو أن يلجأوا إلى أماكن أخرى غير ألمانيا. ومن الوهم الاعتقاد أن يؤدي هذا الاقتراح أو ذاك وبين عشية وضحاها لأن نستطيع إغلاق مراكز إيواء الاجئين. سيتوجب على ألمانيا تحضير نفسها لهجرة تفوق ما عرفته (ألمانيا) في تاريخها الحديث".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق