الاثنين، 1 فبراير 2016

أحياء بلا حياة..تنكرت لهم الأوطان والإنسانية والأهل وبيعوا بثمن بخس..بين سندان الأوطان الطاردة ومطرقة جحيم اللجوء لمن لايرحمهم..أوروبا تنقلب على اللاجئين !!



 برزت أزمة المهاجرين إلى أوروبا أو أزمة اللاجئين في أوروبا من خلال ارتفاع عدد المهاجرين لأسباب اقتصادية واللاجئين من مناطق النزاعات إلى الاتحاد الأوروبي بشكل أساسي حيث عبر معظمهم البحر الأبيض المتوسط وجنوب شرق أوروباقادمين من الشرق الأوسط وجنوب آسيا وأفريقيا والبلقان. 

بدأت المرحلة الثانية من هذه الأزمة أساساً في صيف 2015 تحديداً منذ أغسطس 2015، حيث يعبر الآلاف من السوريين الحدود نحو أوروبا هرباً من الحرب الأهلية السورية، وتم استقبالهم أساسا في ألمانيا والنمسا، بينما علقوا ومنعوا من حرية التنقل في المجر التي بدأت في بناء حاجز بينها وبين صربيا وذلك يبين تباعد السياسات تجاه هذه الأزمة بين دول الاتحاد الأوروبي.
الدوافع الأكيدة معقدة، لكن كثير (وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة لشهر يوليو 2015 فإن 62%) من المهاجرين هم لاجئين بسبب الحرب، حيث فروا من بلدان مثل سوريا وإريتريا وأفغانستان. بينما المهاجرون القادمون من دول أفريقيا جنوب الصحراء فروا على الأرجح من الفقر المدقع وانعدام فرص العمل، ويسعى معظمهم لتكوين حياة أفضل والحصول على عمل.

 موقف المملكة المتحدة كان واضا منذ الوهلة الأولي حيث قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن بلاده مستعدة لاستقبال ألاف المهاجرين السوريين.

بنما قامت فرنسا بوصفت تصرف بعض دول شرق أوروبا في عدم قبول اللاجئين بالفضيحة، ودعت إلى جانب ألمانيا وإيطاليا إلى استقبال اللاجئين السوريين بتحمل مسؤولية حمايتهم. 

في حين قامت المجر بغلق محطة القطارات التي بها المهاجرين السوريين وأحتجازهم فيها، وقيدت حريتهم في التنقل، ومنعتهم لأيام من المغادرة إلى النمسا التي أبدت استعدادها لاستقبالهم، بينما قال رئيس وزراء المجر أن اللاجئين السوريين يهددون الثقافة المسيحية لأوروبا وقامت ببناء حاجز بينها وبين صربيا.. بعد أيام قامت النمسا وألمانيا باستقبال أغلب السوريين العالقين في النمسا عبر القطارات والحافلات.

رفض رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت أن تستقبل بلاده لاجئين سوريين.

بينما أفادت سلوفاكيا في تصريح لها بأن الحكومة السلوفاكية ستساعد أوروبا باستضافة 200 مهاجر سوري ضمن خطة الاتحاد الأوروبي ولكن بشرط أن يكونوا مسيحيين.

وقامت بلغاريا بتسييد سياج على طول الحدود مع تركيا لمنع المهاجرين من عبور أراضيها من أجل الوصول إلى دول أخرى في الاتحاد الأوروبي. وتم تجهيز السياج بكاميرات الأشعة تحت الحمراء وأجهزة استشعار الحركة والأسلاك ويجري مراقبته من قبل الجيش.

وقد افقت النرويج في يونيو 2015 على استضافة 8 آلاف لاجئ سوري بحلول نهاية عام 2017، وذلك بموجب اتفاق توصلت اليه الأحزاب السياسية الرئيسية في البلاد. وبموجب هذا الاتفاق، تخطط النرويج لاستيعاب ألفي لاجئ عام 2015، وهو عدد يزيد ب500 لاجئ عن الذي كان مخططا له، و3 آلاف لاجئ في كل من العامين 2016 و2017. وتستجيب الأعداد الجديدة للحصص التي حددتها مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

قامت حكومتي ألمانيا والنمسا باستقبال اللاجئين بدون قيود، وقوبلوا بحملات دعم. وتم تسكينهم في أمكنة خصوصية واستقبال بعضهم لدى العائلات نفسها، وكدلك أطلقت حملات تبرعات بالأكل واللباس والنقود وكل الحاجيات التي يحتاجها اللاجئون.

نادي ريال مدريد الإسباني قام بالتبرع ب1 مليون يورو للاجئين الذين ستستقبلهم إسبانيا وذلك للإحاطة بهم.

قام عمدة مدينة سانت إتيان الفرنسية وهي من بين المدن الفرنسية الكبرى، بإعلان أن مدينته ستستقبل اللاجئين السوريين حسب قدرة استطاعتها وذلك في أمكنة متخصصة وبالتعاون مع الإدارات الفرنسية والمنظمات والجمعيات، ودعا لتكوين إتحاد بين المدن الصديقة والتي تريد استقبال اللاجئين السوريين.

قام رئيس وزراء فنلندا يوها سيبيلا بالتبرع بمنزله الثاني للاجئين السوريين الذين سيستقبلهم في بلاده، وقال أن هذا المنزل لا يستعمله كثيرادعا الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي إلى تقاسم اللقمة والعيش بين الشعب التونسي والسوريين، وقال أنه مستعد لاستقبال عائلة سورية في منزله، ودعا إلى تحركات شعبية وحكومية لدعم اللاجئين السوريين.



صرحت منظمة الهجرة الدولية في 29 سبتمبر 2014 أن أكثر من 3،072 شخصاً لقوا حتفهم أو اختفوا في البحر الأبيض المتوسط منذ مطلع عام 2014 أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا.وتشير التقديرات إلى وفاة 22،000 مهاجر بين عامي 2000 و2014.
أصول المهاجرين حسب الوكالة الأوروبية لإدارة التعاون العملياتي على الحدود الخارجية (فرونتكس أو Frontex) فإن جنسيات أول ثلاث دول حسب المهاجرين في 2014 هم سوريا وإريتريا وأفغانستان. 
اعتبرت فرنسا موقف شرق أوروبا من المهاجرين «فضيحة» فى ظل تفاقم أزمة الهجرة فى أوروبا، ولقد شن عدد من الوزراء الأوروبيين هجوما على التعاون بين دول القارة لحل أزمة المهاجرين، ووصفت فرنسا موقف بعض الدول بـ"الفضيحة"، بينما دعت بريطانيا الاتحاد الأوروبى إلى الاستيقاظ لإصلاح نظام الهجرة المعيب.
وفى غضون ذلك، انتقد لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسى موقف بعض دول شرق أوروبا، الذى وصفه بالفضيحة، وذلك بدءا من المجر وعدم تعاونها فى حل أزمة المهاجرين الذين يتدفقون بالآلاف على دول الاتحاد الأوروبي.
وقال فابيوس إنه "عندما أرى أن بعض الدول الأوروبية لا سيما فى الشرق لا توافق على حصص توزيع المهاجرين أجد ذلك مشينا".
ودعا المجر إلى إزالة الأسلاك الشائكة التى أقامتها على حدودها مع صربيا التى اعتبر أنها "لا تحترم القيم الأوروبية المشتركة"







على القناة الفرنسية الثّالثة، ينشّط مذيعان برنامجًا حول «مسألة الهجرة إلى أوروبا»، المذيعة من أصول جنوب آسيوية والمذيع من أصل ألماني في الغالب.. لكن الإثنان فرنسيان. الضّيفان: روبير مينار، السّياسي اليمينيّ المتطرّف والثّاني، مدير لأحد مراكز إيواء المهاجرين.

المذيعان ينحازان للمُدير الذي ينادي بفتح الحدود واستقبال اللاجئين السّوريين (بخاصة)، فقد كرّس كل وقت مداخلاته ليبيّن أنّ هؤلاء النّاس مساكين، وليسوا وحوشاً، بل إن أغلبهم متعلّمون ويحملون شهادات. المذيعان يعطيان الكلمة لروبير مينار الذي يُطلق سلسلة من الاتّهامات والتّحذيرات والمخاوف حول سلامة وأمن الأمّة الفرنسية، والخطر الذي يُمكن أن يشكّله اللاجئون على المجتمع.. يُطلق المذيعان سلسلة من الروبورتاجات حول عائلات الإيواء في فرنسا، ويقدّموا أمثلة ناجحة لعائلة مسيحية عراقية، عائلة سورية، رجل كردي قُتلت عائلته.. ثم يعرضان «تاريخ» فرنسا الإنساني والمُشرّف في إيواء أناس قدموا من فيتنام والشيلي ورومانيا ومن روسيا… يُأمّنُ مدير مركز الإيواء على تاريخ بلاده بفخر، وفي لحظة حرِجة يُشهر روبير مينار (الطّرف الأكثر غباءاً وضعفاً في البرنامج) آخر ورقة له: «لا تقوموا بالحرب في بلدان هؤلاء النّاس حتى لا يأتوننا لاجئين بعد ذلك». لكن، وكما كان مُتوقعا، تمّ تجاهل جملته هذه. لا أحد يردّ عليه، فالبرنامج يسير وِفق خط تحرير مُعيّن، يُحاول استقطاب المُشاهدين، وترجيح كفّة على حساب أخرى، مع الحفاظ على الفارق الطفيف، لا يريد أن يُغلّب الكفّة الإنسانية على اليمينية، في الوقت نفسه لا يُريد (البرنامج وخلفه فرنسا «الإنسانية») أن ينجح اليمين في تخويف النّاس وتصير فرنسا (الأخت الكبرى في أوروبا) أكثر عنصرية من المجر التي أغلقت حدودها بالأسلاك الشّائكة.
وفى لندن، طالبت تيريزا ماى وزيرة الداخلية البريطانية بعدم السماح لمن يحملون جنسية الاتحاد الأوروبى بالتنقل بحرية داخل الاتحاد إلا إذا كان هناك عمل بانتظارهم، ودعت لإعادة تعريف مبادئ حرية الحركة الأصلية، لتصبح حرية "التحرك من أجل العمل".
وفى مقالها فى صحيفة "صنداى تلجراف"، كتبت ماى أن الحق فى الدراسة فى المملكة المتحدة لا يجب أن يمنح الطلبة الحق فى البقاء فى البلاد دون قيد أو شرط.
جاء ذلك فى الوقت الذى دعت فيه كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا أمس إلى اجتماع عاجل لوزراء الداخلية والعدل فى الاتحاد الأوروبى من أجل إيجاد إجراءات مناسبة للتعامل مع الأزمة.
وبعد ساعات من اجتماعهم الطاريء فى باريس أمس الأول، طالب وزراء داخلية الدول الثلاث رئاسة لوكسمبورج إلى تنظيم اجتماع خاص لوزراء الداخلية والعدل خلال الأسبوعين المقبلين فى محاولة لحل الأزمة.
وعلى هامش اجتماع باريس عن الأمن والهجرة، أشار وزراء الداخلية الألمانى توماس دى ميذير والفرنسى برنارد كازانوف والبريطانية تيريزا ماى إلى ضرورة اتخاذ إجراءات فورية للتعامل مع تحدى تدفق المهاجرين.
كما دعوا إلى إنشاء "نقاط ساخنة" لاستقبال المهاجرين فى إيطاليا واليونان، وذلك لتسجل الوافدين الجدد بالإضافة إلى نشر قائمة أوروبية بالدول الآمنة.
وفى فيينا، أرجع سباستيان كورتس وزير خارجية النمسا السبب وراء تحرك المجر بشكل منفرد وقيامها ببناء سور على حدودها مع صربيا إلى "عدم وجود نهج موحد من قبل الاتحاد الأوروبى إزاء قضية اللاجئين".
وفى برلين، دعت شخصيات ألمانية بارزة من الأوساط السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية عبر صحيفة "بيلد أم زونتاج" إلى التصدى لكراهية الأجانب.
وفى الوقت نفسه، دعا المستشار الألمانى السابق جيرهارد شرودر لاتباع سياسة هجرة جديدة فى ألمانيا فى "جدول أعمال عام ٢٠٢٠".
وفى أمستردام، قررت هولندا تشديد سياستها بشأن اللجوء بقطع إمدادات الغذاء والمأوى عن الأشخاص الذين لا يؤهلون كلاجئين.
وفى بودابست، أعلنت الشرطة المجرية اعتقال مشتبه به خامس بلغارى الجنسية على علاقة بقضية الشاحنة المتروكة على حافة الطريق فى النمسا، والتى قتل فيها ٧١ مهاجرا اختناقا.
وفى أثينا، قتل مراهق مهاجر بالرصاص أثناء مطاردة شرطة الموانىء اليونانية فى بحر إيجه لمركب تهريب مهاجرين.


«لا تقوموا بالحرب في بلدان هؤلاء النّاس حتى لا يأتوننا لاجئين بعد ذلك»، عبارة مينار تظلّ معلّقة بلا جواب إلى نهاية البرنامج. اليمين لا يُؤتمنُ جانبه في أي مكان وفي أي زمان، ولا تبرير لما يفعله، لكن العبارة أعلاه (والتي ليست يمينية على الإطلاق) تحتاج لجواب، فحتى مدير مركز اللجوء الفرنسي، بابتسامته ودفاعه عن اللاجئين، كان يُشبه المسيح في الرواية الغربية: أشقر، أخضر العينين يُدافع عن بؤساء لا دخل له في بؤسهم. كلا، الظهور بمظهر الحامي والبريء هو ما تريده جلّ وسائل الإعلام في أوروبا اليوم، يناشدون الرّأي العام بأن يصير إنسانياً ويجرّمون كل سؤال حول اللاجئين، كي تستمر سردية: أوروبا المركزية الإنسانية. سواء في العراق أو سوريا أو أفغانستان أو الجزائر أو ليبيا.. لا أحد له الحقّ في أن يسأل عن الحروب التي تُخاض بالوكالة، ولا أحد له الحقّ في أن يسأل عن الأنظمة الفاسدة من وراءها منذ عقود، ولا أحد له الحقّ في أن يسأل من يُموّل الإسلاميين هنا وهناك! كأنّ فرنسا التي تتأنسنُ اليوم لا دخل لها هي والحلف الأطلسي فيما يحدُث في سوريا أو ما حدث في العراق، أو ما حدث في الجزائر في التسعينيات.


المجر بنت أسواراً من الأسلاك الشائكة، واليمينيون ورجال الدّين، في البلد ذاته، يحذّرون من اللاجئين وخطورتهم على المسيحية والاقتصاد، وسائل الإعلام العالمية تُحاور مواطنين من تلك المناطق الحدودية (قمة العبث، المجر بلدٌ منسي تقريباً، فما بالك بساكني حدوده) فيجيبون نصف مشدوهين: نحن أولى بالمال من المهاجرين!
التلفزيون الفرنسي (مرّة أخرى) يعرِضُ مشاهدًا مُماثلة ويعلّق الحاضرون: يا للعار! المجريّون، أو الهنغاريون، عرفوا الجوع والموت، كبلد سابق في المعسكر السّوفياتي، الغريزة أقوى من المفاهيم التي بُني عليها الاتّحاد الأوروبي (والذي هم أعضاء فيه) من سقوط خرافة الدّولة الوطنية وعدم ارتباط الحدود بالسّيادة الوطنية، وجعل الاقتصاد القاطرة الأساسية بين الدُول، وأوروبا كحاضرة ثقافية كبرى تتشارك الخيرات والمشاكل.. المجريّون كانوا أول ما أحسّ بالخطر، ودعوات المُشاركة في تقسيم حصَص اللاجئين، وأغلقوا الحدود. عكس السويد التي ينظر لها المجتمع الدّولي كأمٍّ حنون، ثدياها يُرضعان قبيلة أطفال صغار، مما يُرسّخ أكبر كليشيه حول السويد: الأريكة أو الصوفا، السويد صارت أريكة اللاجئين، من عراقيين وسوريين وإريتريين وغيرهم..

أوروبا تشتاق لسنوات «الحرّاقة». يوم كان الشّباب المغاربة، بشكل خاص، والأفارقة بشكل عام، يركبون البواخر ويقطعون البحر المتوسّط، أو يركبون من كتف القارة الأيسر، من موريتانيا (من المحيط) ويُبحرون صعوداً. عشرات الأشخاص سنوياً كان يُمكن التحكّم فيهم، وخاصة، التحكّم بهم بلا فضائح ولا صور على الفايسبوك (لم يكن هنالك فايسبوك يومها). اليوم، هم بالآلاف من كل مكان، ورغم ذلك لا تزال سردية المركزية الأوروبية الشّقراء ذات العيون الخُضر تُمثّل إنسانيتها، ميركل أعطت وردة.. ميركل تسأل عن السّعودية والخليج.. السعودية والخليج يأخذون أموال الحجّ لكراء شواطئ في نيس وكوت دازير!.. صحافية مجرية تضرب لاجئاً.. إسلاميون يتسللون وسط اللاجئين.. كأنّها فلسطين أخرى.
قال لي مغني الراب الجزائري «دياز»، ذات مرّة، أنّه رفض المشاركة في حملة لإطلاق سراح مغني راب تونسي، رفض بحدّة، وقال لهم: «أنتم تدخلون في اللعبة»، الكلّ سيستفيد من قضية المحبوس، الكلّ سيأخذ مجداً ومالاً ربما، الكلّ سيتقمّص دور البطل والمغني يقبع وحده في السّجن مع جلاّديه.. بالمختصر: حملات التضامن المُعولمة والافتراضية لن تفيد إلاّ القائمين عليها.. والميديا طبعاً. الدّرس: لا أحد سيُفيدك، ومن يعطيك ديناراً سيأخذ من وراء ظهرك ألفاً.
في جزائر التسعينيات، كنا في حفرة والعالم كان يتبوّل علينا، لا فايسبوك ولا تلفاز ولا أي شيءٍ آخر. الخوف تحوّل إلى قوتٍ يومي للناس والدّم صار ديكوراً للمدن والقرى، وأوروبا تصفّي حساباتها مع النّظام بمنح إسلاميين حقّ اللجوء السياسي ومباركة شرعيتهم المُسقطة، والجزائريون في داخل الحفرة يتعفّنون. من يقرأ الصّحافة وهو في الخارج، يرى أن الجزائر جحيم دانتي حيث «يتخلى الداخلون عن كل أمل«.
اللعبة نفسها تتكرّر اليوم، مع أضواء وكاميرات وحسّ إنساني مُعولمٍ أكبر، الكلّ يُزايد على الإنسانية والرحمة، لكن الكلّ (أو الأغلبية يتنصل من المسؤولية)، تماماً مثل صور أنجلينا جولي وهي تحضن أطفالاً يتمتهم الحروب، بينما يلعب أشبههم، في هوليوود، أدوار إرهابيين.. العالم السّفلي لا يريد رحمة من العالم العلوي، وبما أن العالم العلوي لن يتوقف عن إفقار العالم السفلي، فليتحضر العالم العلوي ليصير ملجئاً كبيراً..
قال السياسي الإيطالي ماوريتسيو جاسباري، المنتمي لليمين الوسط المعارض، إن إيطاليا تعاني من "غزو المهاجرين" بسبب "عجز" رئيس الوزراء ماتيو رينزي، عن التعامل مع أزمة الهجرة، بحسب قناة "روسيا اليوم"..وتابع نائب رئيس مجلس الشيوخ: "أوروبا تواجه فشلا ذريعا من ناحية سياسات الهجرة"، منتقدا السياسة الإيطالية التي ترحب باللاجئين التي وصفها بسياسة "الباب المفتوح"، في حين تعتزم دولة السويد في ترحيل اللاجئين، واصفا ذلك بأنه حقها المشروع...وأضاف جاسباري أن "المهاجرين غير الشرعيين سيغزوننا بسبب حكومة رينزي"...وهاجم "جاسباري" حكومة رئيس الوزراء ماتيو رينزي، وقال إنه ووزرائه "لا يتمتعون بأي كفاءة"، موجها كلمة لرئيس الوزراء قال فيها "أخجل يا رينزي".
كما قامت فرنسا وألمانيا وإيطاليا بالمطالبة بانشاء نظام أوروبي لترحيل أعداد أكبر من المهاجرين الذين يفشلون في الحصول على حق اللجوء، ولتحسين سبل السيطرة على الحدود، في حين سعى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي للتوصل إلى حل أوسع نطاقا لأزمة المهاجرين التي تواجه الاتحاد.
وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون استعداد بلاده لاستقبال آلاف اللاجئين السوريين الإضافيين، وسط تزايد الضغوط داخل وخارج بريطانيا لإيجاد حل لهذه الأزمة.
وقال كاميرون، خلال زيارة إلى العاصمة البرتغالية لشبونة، «إزاء ضخامة الأزمة ومعاناة الناس أعلن أننا سنبذل المزيد من الجهود من خلال استقبال آلاف اللاجئين السوريين الإضافيين، بموجب المعايير الحالية والتي سنقوم بمراجعتها». وأضاف «سنواصل نهجنا في نقلهم من مخيمات اللاجئين»، في إشارة إلى مخيمات الأمم المتحدة على الحدود السورية.
ودعت حكومات ايطاليا وفرنسا وألمانيا، في خطاب إلى وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني، لتبني قواعد جديدة لإنهاء مجموعة من السياسات الأحادية التي أثارت الخلافات بين الدول الأعضاء. وطالبت «بنظام لجوء أكثر فعالية، يسير بالتوازي مع سياسة أكثر فعالية لترحيل المهاجرين غير الشرعيين».
ولا يحق للمهاجرين الذين يصلون إلى أوروبا من أجل فرصة عمل فقط الحصول على حق اللجوء، وينبغي إعادتهم إلى دولهم، لكن المفوضية الأوروبية تقدر أن نحو ثلثهم فقط يتم ترحيله.
ودعا الخطاب الاتحاد الأوروبي للاتفاق على قائمة بالبلدان التي تصنف كبلدان آمنة، والتي لا يملك مواطنوها فرصا كبيرة للمطالبة بحق اللجوء.
وهناك مقترح ثالث بإنشاء «نظام متكامل لإدارة الحدود» من شأنه المساعدة في تحديد هوية المهاجرين طالبي اللجوء والحصول على بصماتهم وتسجيلهم.
ولدى دول الاتحاد الأوروبي وعددها 28 قليل من القواعد المشتركة فيما يتعلق بالتعامل مع اللاجئين، وتقول إيطاليا إن شركاءها في الاتحاد تركوها وحيدة تتعامل مع عشرات آلاف الأشخاص الذين يصلون إلى أراضيها بقوارب بعد عبور البحر المتوسط. وقال وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني «علينا السعي نحو نظام موحد لطلبات اللجوء، لأن الأزمة لم تعد تخص فقط البلد الذي يصله اللاجئ أولا».
وأكد النائب الأول لرئيس المفوضية الأوروبية فرانس تيمرمانس ان رئيس المفوضية جان كلود يونكر سيقترح الأسبوع المقبل مخططا أوسع لنقل طالبي اللجوء في أرجاء الاتحاد من المجر واليونان وايطاليا وفق حصص لكل دولة.
وقال تيمرمانس «سنكرر اقتراحنا للدول الأعضاء، حتى نتأكد من أننا نملك خريطة للتوزيع، ونضع بذلك التضامن الأوروبي موضع التنفيذ لنتأكد من توزيع من يصلون إلى أوروبا بين الدول الأعضاء». وأضاف «المفوضية ستصر على ذلك، وأنا واثق أننا نستطيع تحقيق نتائج».
لكن الدول الأربع في مجموعة فيسغراد، وهي تشيكيا والمجر وسلوفاكيا وبولندا، رفضت مبدأ الحصص التلقائية للاجئين، فيما اقترحت براغ وبراتيسلافا إقامة ممر للسوريين بين المجر وألمانيا.
وكرر وزراء الداخلية ورؤساء الوزراء رفضهم لمبدأ الحصص الذي اقترحته المفوضية الأوروبية بتأييد ألماني خصوصا.
ودعا المفوض الأعلى للاجئين في الأمم المتحدة انطونيو غوتيريسن في جنيف، الأوروبيين إلى تقاسم استقبال نحو 200 الف شخص، مؤكدا أن على جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي أن يردوا على هذه «الأزمة الهائلة». (ا ف ب، رويترز)
غرق 30 ـ 40 مهاجراً قبالة سواحل ليبيا
ذكرت المنظمة الدولية للهجرة، امس، ان ما بين 30 و 40 مهاجرا غرقوا في البحر الابيض المتوسط، بعدما فرغ الهواء من قارب مطاطي كان يحمل ما بين 120 و 140 صوماليا وسودانيا ونيجيريا.
وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة فلافيو دي جياكومو ان المهاجرين انطلقوا من مصراتة في ليبيا، لكن بعد ست أو سبع ساعات بدأ الهواء يفرغ من القارب المطاطي، وسقط بعض الناس في المياه، مشيراً الى ان 91 شخصاً نجوا. (أ ف ب)

رفض رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت دعوات من داخل حزبه لزيادة عدد اللاجئين السوريين في أستراليا، مشيرا إلى أن بلاده أوفت بالتزاماتها تجاه مسألة اللجوء.

وحث عددٌ من أعضاء الحكومة بما في ذلك أحد كبار الوزراء -الذين تأثروا بصورة الطفل إيلان الذي مات غرقا- أبوت على السماح باستقبال عدد أكبر من اللاجئين السوريين.
واقترح وزير الهجرة السابق فيليب رودوك -العضو الأطول خدمة في البرلمان- على الحكومة أن تفعل ما فعلته خلال أزمة كوسوفو في أواخر تسعينيات القرن الماضي، عندما قبلت عددا كبيرا من اللاجئين على أن يعودوا إلى ديارهم بعد انتهاء الحرب.
كما دعا زعيم حزب الخضر ريتشارد دي ناتالي إلى استقبال عشرين ألف لاجئ سوري في هذا الوضع الطارئ، قائلا إن أستراليا "قوية بما يكفي لمنح السوريين الأمان والراحة من الحرب".
ولكن أبوت قال إنه لن يرضخ للضغوط، مشيرا إلى أن أستراليا وافقت بالفعل العام الماضي على استقبال 4400 شخص إضافي من الهاربين من الحرب في شمال العراق وسوريا، وأكد أن بلده "استقبل المزيد من اللاجئين بشكل إنساني أكثر من أي بلد آخر".
وكان أبوت قد دعا أوروبا أمس الجمعة إلى تبني وسائل مماثلة لما قامت به أستراليا من أجل منع قوارب اللاجئين من القيام برحلات محفوفة بالمخاطر سعيا للوصول إلى شواطئها، قائلا "إذا أردتم الحفاظ على سلامة الناس عليكم وقف الهجرة غير النظامية وهذا ما فعلناه".
ويأتي رفض أبوت لاستقبال مزيد من اللاجئين في وقت يتوقع فيه أن توافق حكومته الثلاثاء المقبل على طلب من الولايات المتحدة لتوسيع نطاق دورها في استهداف وقصف قوات تنظيم الدولة الإسلامية داخل سوريا.

في ذلك الموقف الجديد والمتغير كتب دكتور علي الجابري يقول :

 
وتخذلهم مع تزايد تدفق اللاجئين الى اوروبا منتصف العام الماضي ، وبالتزامن مع صدمة نشر صورة غريق المتوسط الطفل "إيلان"، إعتقد مئات الالاف من العراقيين والسوريين والافغان وغيرهم إن اوروبا فتحت الابواب على مصراعيها لهم جميعا، بل ذهب البعض لابعد من هذا التصور، واطلق العنان لتخيلاته لينذرنا بوجود مؤامرة في اوروبا لافراغ المنطقة العربية من الطاقات (الخلاقة) لتستفيد منها (القارة العجوز)؟!

وما زاد الطين بلة، تلك التظاهرات التي خرجت في عموم اوروبا للترحيب باللاجئين، ولا زلت اتذكر جيداً صورة رئيس وزراء السويد وهو يتقدم صفوف المتظاهرين تحت الامطار، ويقول ان اوروبا التي نعرفها لا يمكن ان تبني الاسوار امام اللاجئين!!
كل تلك المظاهر ، وما رافقها من زخم اعلامي عالمي يدعو للتخفيف عن معاناة الهاربين من الموت وفتح الابواب امامهم ليبدأوا حياة جديدة في دول تسود فيها الديمقراطية وحقوق الانسان ؟! اوصلت رسائل خاطئة لمن يعيشون في بلدان مثل العراق وسوريا وافغانستان واليمن وفلسطين وغيرها ان اوروبا تناديهم ، وربما هي بأمس الحاجة لهم ، وان ذهابهم الى تلك الارض الموعودة كفيل بنقلهم من مصاف المقهورين والمظلومين والغارقين في غياهب الموت والقتل والطائفية الى جنة لم يكن يحلم بها السابقون ولا اللاحقون !! فهبت الجموع عن بكرة ابيها الى (أرض الميعاد) الجديدة، حتى ضاقت بهم الارض وإمتلات مراكز اللجوء بالمستحقين وغير المستحقين ، بالمظلومين والقتلة، بالمؤيدين والمعارضين، بالعلمانيين والاسلامويين واللادينيين. 
الجميع هربوا من ارض امة العرب ظناً منهم ان الخلاص يكمن بمجرد ان تطأ قدمك ارضاً اوروبية ، وان السعادة والرفاهية والنعيم سيكون بإنتظارهم !!
وما ان غصت اوروبا باللاجئين حتى علت اصوات اليمين المتطرف ، والتحق بها لاحقا مئات الالاف من الاوروبيين المعتدلين او دعاة الانسانية الذين كانوا يتعاطفون مع اللاجئين !! إذ لم يكن يخطر ببالهم ان تختنق ارضهم بهذه الجموع التي جاء اكثر من نصفها بطرا وليس هربا من الموت .. 
الان تحول المزاج الاوروبي ، وانقلبت الشعوب على حكوماتها التي فتحت الابواب امام هذه الجموع ..

وعلا صوت المتطرفين ، وظهر صوت آخر لمن كانوا يدافعون عن حقوق الانسان.
تحول الكلام الان الى كيفية التخلص من اللاجئين وطردهم ، وبدأت الحكومات تتسابق لتشديد قوانين اللجوء في اوروبا لكي تكون بلدانها طاردة للاجئين وليست جاذبة للمزيد منهم..

حتى رئيس وزراء السويد الذي قال بالامس انه ضد بناء الاسوار، سبق الجميع ببناء سور كبير بوجه اللاجئين بعد ان اختنقت بلاده بهم؟!
هل نلوم الحكومات الاوروبية ، ام نلوم اللاجئين الذين ارتكب الكثير منهم جرائم وتصرفات مشبوهة أساؤوا من خلالها لمن يستحق فعلا، وقلبت المعادلة ضدهم ؟
من المهم ان يدرك الجميع ان اوروبا الانسانية لا يمكن ان تبقى هكذا لتسمح بتدفق الملايين إليها ..

ومن المهم ان نعي ان الحكومات الاوروبية التي بدأت تفقد شعبيتها لن تبقى مكتوفة الايدي وتسمح بتراجع اكبر يفقدها السلطة.
الاحزاب والتحالفات التي تحكم بلدان اوروبا تعرف ان إستمرارها بهذا الوجه الانساني سيبعدها عن السلطة ويدفع بالمعارضة الى الواجهة، لذلك ستتعامل بواقعية في قادم الايام، وتقدم مصالحها ورغبات شعوبها على قضية اللاجئين برمتها ؟!
نعم اوروبا بدأت تنقلب على اللاجئين ..

وتخدلهم ، والقادم أسوأ إن بقيت هذه الجموع تتوافد الى القارة التي كانت حلما للهاربين من الموت ..

وبداية الحل تكمن في رسم صورة حقيقة للحالمين باللجوء من اجل الرفاهية والنعيم بإنها ليست كذلك، وان الطرق غير معبدة امام الجميع ، الا لمن يستحق الحماية ، ولمن هرب فعليا من الموت في بلده ..
ازمة اللجوء لن تحل عن طريق بناء الاسوار ، بل عن طريق وضع حلول جذرية لما ارتكبته القوى الكبرى من اخطاء في الشرق الاوسط جعلت كل من يعيش فيه يبحث عن الخلاص بأي ثمن كان.

بعد مرور حوالی خمسة أعوام للسياسات الامريكية في اضعاف الدولة السورية، بدءت الدول الأوروبية تدفع شیء من ثمن مشاركتها في زعزعة الأمن والاستقرار في سوريا، وذلك من خلال مواجهتها الاعداد الهائلة من المهاجرين السوريين الذين فروا من بلادهم بسبب المجازر التي ترتكبها المجموعات الإرهابية هناك. الكثير من الدول ومن عدادها إيران حذرت الدول الاوروبية من تداعيات دعمها للإرهاب في سوريا، لكن لم تكن هنالك آذان لتصغي لهذه التحذيرات، حتی بات الإرهاب يضرب في عقر البلاد الأوروبية، وبات یطرق عشرات الآلاف من المهاجرين السوريين أبواب الدول الأوروبية. إذن علی مايبدوا فان الدول الاوروبية باتت تدرك أنها الیوم تواجه أزمة المهاجرين السوريين، فما هو الحل الجذري لهذه الأزمة وكيف يمكن إعادة الهدوء الی سوريا لوقف تدفق المهاجرين باتجاه الدول الأوروبية، وکيف تعاملت أوروبا مع هؤلاء المهاجرين؟.    

لا شك أنه في حال استمر دعم الجماعات الإرهابية بالمال والسلاح من قبل الدول الداعمة لهذه المجموعات وهي معروفة للجميع وتاتي في مقدمتها قطر وتركيا والسعودية، فان الإرهاب سيعبث فسادا في سوريا كما هي الحال علیه الآن منذ ما يقارب خمسة أعوام. لذا الخطوة الأولی التي يجب القيام بها لانقاذ الدول الأوروبية من تداعيات الأزمة السورية، هي العمل علی تجفيف جذور الإرهاب في سوريا وذلك من خلال وقف الدعم المالي واللوجستي الذي تتلقاه حالیا الجماعات الإرهابية في سوريا.  

وبالاضافة الی ذلك لابعد من العمل علی تعزيز قدرات الحكومة السورية الشرعية، ليكون بوسعها محاربة الإرهاب وإعادة الأمن والإستقرار الی البلاد التي مزقتها الحرب، حتی يشعر المواطن السوري بالأمن والأمان في بلاده، عند ذلك سوف يقتنع هذا المواطن بالبقاء في سوريا وعدم تعريض نفسه للمخاطر من خلال اتخاذ قرار الهجرة الی أوروبا الحفوفة بالمخاطر. حيث فقد ما يزيد علی ثلاثة آلاف مهاجر حياته بسبب الغرق في المتوسط، بسبب غرق قوارب الموت التي ركبوها بقصد نقلهم لدول كان من المفترض أن تمنحهم الحیاة وحق اللجوء بسبب المعاناة التي يلاقونها في بلادهم.

وإذا ما ارادت الدول الأوروبية الوصول لحل للأزمة السورية فعلیها العمل علی اقناع المعارضة السورية المعتدلة (ولا نقصد الجماعات الإرهابية مثل جبهة النصرة وغيرها) علی الجلوس مع الحكومة السورية، لإنهاء الأزمة في البلاد عبر الحلول السياسية، لا أن تكون الدول الأوروبية وأمريكا، عنصراً في افشال المفاوضات السياسية كما جری ذلك خلال إجتماعات جنيف، من خلال الإلحاح علی قضايا لا يمكن القبول بها من قبل سوريا وحلفائها مثل تنحية الرئيس السوري المنتخب، بشار الأسد عن السلطة.

وفي ما تزال الدول الأوربية تمتنع عن دعم اللاجئين السوريين والعراقيين، فان أعداد الضحايا ترتفع بين هؤلاء المهاجرين الذين تقطّعت بهم السبل بعد أن رفضت هذه الدول استضافتهم ولو حتی كان ذلك، لحين من الزمن. حيث أعلنت قبل أيام الشرطة النمساوية عثورها علی جثث ما يقارب خمسين لاجئا سوريا، فارقوا الحياة داخل أحد الشاحنات شرقي البلاد، وفق ما اعلنت الشرطة النمساوية؛ حيث اعتبرت وزيرة الداخلية النمساوية الحادث بالیوم الأسود، مؤكدة ان المتاجرون بالبشر هم مجرمون. وفي هذه الأثناء ذكرت الشرطة المجرية أن حوالي ثلاثة آلاف لاجیء يدخل أراضيها يوميا من بينهم 700 طفل.

وللاسف فان الدول الأوروبية بدل أن تفكر بمعالجة أزمة المهاجرين السوريين، فانها أصبحت تضع المزيد من القيود والعراقيل، من بينها إغلاق الحدود أمام هؤلاء البشر الذين شردهم الإرهاب من بلادهم. حيث أعلنت أمس المجر أنها أغلقت الممر الرئيسي علی حدودها مع صربيا ألتي كان يستقلها المهاجرون للدخول الی المجر، فضلا عن اعتقالها أكثر من 7000 لاجیء خلال يوم واحد. وبالاضافة الی المجر، اعلنت كل من النمسا وسلوفاكيا وفنلندا وجمهورية التشك، أنها رفعت نسبة مراقبة حدودها لمنع تدفق اللاجئين.

الدول الأوربية التي كثيرا ما تدعی دعمها لحقوق الإنسان، والحريات العامة، أصبحت هذه الايام ترسم انطباع فاشل لدی الرأي العام من خلال معاملتها السيئة وغير اللائقة تجاه اللاجئين السوريين. حيث أن هؤلاء اللاجئين الذين وصلوا الی أوروبا، بعد أن نجوا بشكل يشبه المعجزة من أمواج البحار، هم الیوم بحاجة الی الدواء والمأوی والطعام والمعاملة الحسنة، خاصة أن الاطفال والنساء يشكل الآلاف من هؤلاء المهاجرين، لا أن يتم معاملتهم بالركل كما رأينا من قبل مراسلة تلفزيون ان1 تي في المجرية بترا لاسزو، وهي تركل المهاجرين، بمن فيهم اطفال. هذه المعاملة السيئة مع اللاجئين السوريين والعراقيين من قبل الدول ألاوروبية، تدل علی أن هذه الدول لا تعير اهتماما للقيم الإنسانية، وتبقی دعايتها في هذا السياق محض افتراء، لا وجود لها علی أرض الواقع.  

وأخيرا يجب أن لا ننسی أن تلك الدول الأوروبية التي وافقت علی منح أعداد قليلة من اللاجئين حق اللجوء، لم تقوم بهذه الخطوة ايماناً بها بالقيم الإنسانية وتكريما للشأن الإنساني، بل كان ذلك للإستفادة من هؤلاء المهاجرين، لتوفير الید العاملة الرخيصة التي تحتاجها أوروبا، من أجل تعزيز قدراتها الإقتصادية بأقل الأجور، عبر منح هؤلاء المهاجرين شيء من الأمان ولقمة عيش لا تسمن ولا تغني من جوع. إذن نعود مرة اخری لنذكر أن اللاجئين السوريين لديهم بلاد لتأويهم وليسوا بحاجة الی شوارع أوروبا ليفترشوها للنوم، وستنتهي معاناتهم في حال أنهت الدول الأوروبية مثل فرنسا وبريطانيا دعمها للجماعات الإرهابية التي شردت السوريين من بلادهم. إذن اوقفوا دعم الإرهاب في سوريا وساعدوها علی حل أزمتها سياسياً، ليتوقف تدفق المهاجرين الی أوروبا.

بنقد لاذع تناولت عدة صحف ألمانية طريقة التعامل مع اللاجئين في أوروبا. وعلى وجه الخصوص أدانت الصحف الاعتداءات على مراكز إيواء اللاجئين في ألمانيا، منتقدة الساسة الألمان في تأخرهم في معالجة الفكر اليميني المتطرف.
كتب صحفي من جريدة "بيلد" الواسعة الانتشار تعليقا عن رحلة له مع لاجئين سوريين يقول:
"لمدة اثني عشر يوما رافقت خمسة سوريين فارّين إلى ألمانيا. وكثيرا ما خجلت من نفسي، لأن فراس المثقف جدا وأفضل طالب في جامعته في حلب كان يسألني: لماذا تعاملنا أوروبا هكذا على حدودها؟ لماذا لا يسمحون لنا نحن لاجئي الحرب بالدخول؟ لماذا علينا أن ندفع للمهربين ولا يوجد لنا حقوق؟ فراس على حق: لا يوجد تفسير لمعاناة اللاجئين على حدود أوروبا. هذا عار!"
أما صحيفة براونشفايغر تسايتونغ، فتناولت ردود فعل القادة السياسيين الألمان على الاعتداءات ضد اللاجئين:
"تتحدث المستشارة أنغيلا ميركل عن "حناجر مخمورة" ونائبها سيغمار غابرييل عن "عصابة" ورئيس البرلمان نوربرت لامرت عن "عار". بهذا الوضوح والموقف السليم ينأى قادة ألمانيا بأنفسهم عن أعمال الشغب التي ارتكبها اليمين المتطرف مؤخرا، لكن هذا الموقف يأتي بعد فوات الأوان. الخلفية الفكرية لمشعلي الحرائق المتعمدة لا يأتون من صفوف حركة "بيغيدا" فقط، التي انطلقت من مدينة دريسدن بالتظاهر ضد أسلمة أوروبا. اليوم يرمون الحجارة والزجاجات ويهاجمون رجال الشرطة ويهتفون: نحن الشعب. لم تنجح بيغيدا بإثارة نقاش حول دوافع الهجرة. إذ وبسبب كثرة خلافاتها الداخلية لم تكن الحركة قادرة ولا راغبة بذلك. والأسوأ هو: أن السياسة سمحت بحدوث كل ذلك".
أما صحيفة نويه أوزنابروكر تسايتوننغ، فكتبت تقول:
"آلاف اللاجئين يفرون من العنف والحرب في أوطانهم ويقابلون بالعنف في ألمانيا. وهذا لم يعد مقبولاً. نقابة الشرطة تطالب الآن بفرض مناطق عازلة حول مراكز إيواء اللاجئين، وقد رفض وزير العدل الألماني هايكو ماس هذا الطلب عن حق. فمثل هذه المناطق الأمنية تفرض فقط في حال الضرورة ولمنع تفاقم الأمور. إن عزل مراكز إيواء اللاجئين من الأساس، سيزيد في عزلهم عن المجتمع ويحول دون اندماجهم فيه".
وكتبت صحيفة فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ تقول:
"من السهل المطالبة بالتركيز أساسا على مكافحة أسباب الهجرة. ألمانيا تفعل هذا منذ مدة – لكن متى ستؤتي هذه السياسة أُكلها؟ الاقتراحات غير المريحة تبدو مختلفة ولا تحظى بشعبية. لأن هدفها هو ردع، من يعتبرون أنفسهم لاجئين، عن مغادرة أوطانهم أو أن يلجأوا إلى أماكن أخرى غير ألمانيا. ومن الوهم الاعتقاد أن يؤدي هذا الاقتراح أو ذاك وبين عشية وضحاها لأن نستطيع إغلاق مراكز إيواء الاجئين. سيتوجب على ألمانيا تحضير نفسها لهجرة تفوق ما عرفته (ألمانيا) في تاريخها الحديث".



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق