ابوظبي في 13 فبراير / وام
التقت معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي مؤخرا بمعالي الدكتور جيم يونغ كيم رئيس مجموعة البنك الدولي والوفد المرافق الذي يضم مجموعة من المدراء الإقليميين في منطقة الشرق الأوسط .
وتم خلال اللقاء بحث سبل وآليات تعزيز علاقات التعاون المشترك في المجالات المختلفة لا سيما البرلمانية منها.
حضر اللقاء أعضاء المجلس الوطني الاتحادي سعادة كل من عبدالعزيز عبدالله الزعابي النائب الثاني لرئيسة المجلس وعفراء راشد البسطي وعزا سليمان بن سليمان وعائشة راشد ليتيم وماجد رحمه الشامسي وجمال محمد الحاي والدكتور محمد عبدالله المحرزي وسالم عبدالله الشامسي وعبدالرحمن الشامسي الأمين العام المساعد للشؤون التشريعية والبرلمانية.
وقدم معالي كيم التهنئة لمعالي القبيسي بمناسبة انتخابها لرئاسة المجلس الوطني الاتحادي كأول امرأة تترأس السلطة البرلمانية على مستوى الوطن العربي والشرق الأوسط وعبر عن انبهاره في أول زيارة له لدولة الإمارات بالتجربة والمشاريع التنموية في الدولة وخططها الناجحة في التمكين السياسي وجديتها في إشراك المرأة في جميع مناحي الحياة وتميز تجربة تمكين المرأة والمساواة على المستوى العربي باعتلاء المرأة الإماراتية أعلى المناصب في سلطات اتخاذ القرار.
وتم خلال اللقاء بحث سبل التعاون بين المجلس الوطني الاتحادي ومجموعة البنك الدولي والاتفاق على الاستفادة من البحوث والدراسات المعيارية التي يصدرها البنك الدولي في مختلف المجالات عبر إبرام مذكرة تفاهم ويمكن من خلالها تعظيم الاستفادة من الجانبين وتوظيف الدراسات والإحصائيات والبناء عليها في إطار العمل البرلماني ضمن الاختصاصات الدستورية للمجلس الوطني الاتحادي التشريعية والرقابية والدبلوماسية البرلمانية.
وأكد الجانبان خلال اللقاء أهمية التعاون والشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات ومجموعة البنك الدولي باعتبار أن البنك الدولي شريك استراتيجي لدولة الإمارات ومشارك فعال في العديد من المشروعات والفعاليات والمناسبات التي تقيمها دولة الإمارات خاصة في قطاعات البنية التحتية والتعليم والصحة.
من جانبها أكدت معالي الدكتورة أمل القبيسي خلال اللقاء على الدعم القوي الذي تحظى به المرأة الإماراتية من القيادة الرشيدة منذ تأسيس الدولة التي وفرت لها جميع السبل في العلم والعمل للارتقاء بها بين نساء العالم لإيمانها بقدرة وكفاءة ابنة الإمارات في العمل والعطاء في شتى القطاعات وأن تمكين المرأة الإماراتية وتعزيز دورها المجتمعي والوطني في البناء والتنمية الشاملة جاء وفق مبادئ الدستور التي كفلت جميع الحقوق والواجبات للمرأة بالتساوي مع الرجل.
كما أكدت معالي القبيسي على ريادة دولة الإمارات وفق رؤية قيادتها الرشيدة في تنفيذ الخطط الاستراتيجية التنموية المستقبلية الهادفة إلى تطوير مختلف القطاعات الحيوية والأساسية عبر التعاون والتكامل بين القيادة والحكومة والمجتمع ومختلف مؤسساته بصورة تعكس التلاحم المجتمعي الصادق في وحدة البيت الإماراتي ..موضحة أن حكومة الدولة تنتهج استراتيجية قائمة على الإبداع والابتكار والاستدامة وإطلاق طاقات الشباب واستغلالها للمحافظة على المؤشرات التنموية وتحقيق الرفاهية والسعادة لمواطنيها ونتيجة هذا النهج استطاعت خلال زمن قياسي بأيادي وكفاءات وطنية من تحقيق إنجازات عالمية.
وأشارت معالي الدكتورة أمل القبيسي إلى توافق سياسة دولة الإمارات وتوجهات قيادتها برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله مع الأهداف الرئيسية للبنك الدولي والمتعلقة بضرورة إنهاء الفقر المدقع وتعزيز الرخاء المشترك وتجلى هذا التوجه في الأنشطة والفعاليات والحملات والمبادرات العالمية التي أطلقتها الدولة من خلال مؤسساتها الخيرية العالمية كمؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية وهيئة الهلال الأحمر ومؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله حيث أعلن سموه عن العديد من المبادرات الاستراتيجية كمبادرة دبي العطاء حيث ركزت المؤسسة على قطاعات مكافحة الفقر ونشر المعرفة وتمكين المجتمع وابتكار المستقبل وتركز هذه المبادرات على التنمية الإنسانية بشكل متكامل يبدأ من توفير الاحتياجات البشرية الأساسية من صحة ومكافحة الأمية والفقر مرورا بتوفير المعرفة ونشر الثقافة وتطوير التعليم والعمل بشكل متوازٍ على تطوير جيل من القيادات العربية الشابة ودعم تغيير حقيقي في مجال الحوكمة الرشيدة في المنطقة وانتهاءً بتوفير أكبر حاضنة للمبتكرين والعلماء والباحثين.
وأضافت معالي القبيسي أن دور الإمارات تجلى أيضا في مجال المبادرات والمساعدات الإنسانية والتنموية برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة من خلال التعاون الاستراتيجي بين الإمارات مع مختلف المراكز البحثية الصحية على مستوى العالم ومن أبرزها مؤسسة "بيل وميليندا غيتس" لمكافحة واستئصال مرض شلل الأطفال في العالم والبلدان الفقيرة بشكل خاص.
وأشادت معالي القبيسي خلال اللقاء بالدور الذي يقوم به البنك الدولي في مجالات تحسين حياة شعوب العالم ومكافحة الفقر والتنمية البشرية وتعزيز الرخاء المشترك والعمليات التطويرية الاستراتيجية للمؤسسات خاصة في الدول التي تعاني ويلات الحروب أو الفقيرة في مواردها الطبيعية ودوره الكبير في وضع خطط على مستوى دول العالم بهدف التنمية المستدامة.
وأكدت معالي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي على أهمية دعم البنك الدولي لكونه مصدرا مهما في تقديم المساعدات المالية والفنية للبلدان النامية في جميع أنحاء العالم ومساهمته الفاعلة في توفير المشاريع الحيوية كمشاريع التعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية والاتصالات وإصلاحات الأجهزة الحكومية الأمر الذي أدى بدوره إلى توفير فرص عمل لشعوب الدول النامية وبالتالي تعزيز العائدات الحكومية التي تساعد في تقديم الخدمات الأساسية لدى هذه الدول مثمنة نجاحه خلال السنوات العشرين الماضية في تخفيض عدد الأشخاص الذين يعيشون على أقل من دولار أمريكي واحد بالرغم من ازدياد عدد سكان العالم.
وشددت معالي الدكتورة أمل القبيسي على أهمية الدور التنموي للبنك الدولي في ظل التغيرات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والبيئية التي يشهدها العالم وأهمية تحقيق التنمية المستدامة والنمو والازدهار والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وضرورة تعزيز الجوانب التعليمية والثقافية في العالم وضرورة توفير التعليم العام والعالي وتحسين نوعية التعليم وجودته للتقليل من مستويات البطالة في صفوف الشباب وإكسابهم الخبرات والمهارات اللازمة لمواكبة سوق العمل ومتطلباته باعتبار التعليم قاطرة التنمية الفاعلة والمستدامة.
وأوضحت القبيسي أن الشباب في العالم العربي تهدر طاقاتهم ويصابون بالإحباط نتيجة للبطالة والفقر والاحساس بانعدام العدالة الاجتماعية ..مشيرة في الوقت ذاته إلى أهمية حماية الشباب من خطر الإرهاب وضرورة مكافحة أفكار التنظيمات الإرهابية التي تعتبر الشباب العاطل عن العمل وقودها المحرك لأفكارها التكفيرية عبر العالم ..مؤكدة أهمية اتفاق القوى السياسية في العالم على سياسة موحدة للتصدي لجميع الأعمال الإرهابية أياً كانت دوافعها ومبرراتها لما تمثله من تهديد خطير للسلم والأمن الدوليين ورفض ربطها باسم الدين الإسلامي أو بأية ديانة أو معتقد.
وأشارت معالي القبيسي إلى تأييد المجتمع الإماراتي لقرارات قيادته الحكيمة ودعم الاشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي لنصرة الشرعية في اليمن الشقيق بمشاركة الإمارات ضمن قوات التحالف تحت قيادة المملكة العربية السعودية في عمليتي الحزم وإعادة الأمل الأمر الذي ساهم في الحد من انتقال التهديد والإرهاب لمجتمعاتنا.
وشددت معالي القبيسي على أهمية إيجاد الحلول المناسبة لإنهاء معاناة اللاجئين السوريين وفي مختلف دول العالم وتلبية احتياجات البلدان المتضررة من الأزمات وبشكل خاص التي تشهد اضطرابات وحروباً وضرورة خلق شراكة قوية وحلول ابتكارية تمويلية لتلبية احتياجات هذه الدول المتأثرة بالأزمة الراهنة ..مشيرة إلى أن خلق آلية للتمويل وإعداد خارطة طريق للتنفيذ يعدان مطلبا ملحا بعد تفاقم معاناة السكان في تلك البلدان.
بدوره عبر الدكتور جيم يونغ كيم رئيس مجموعة البنك الدولي عن إعجابه الشديد بالتقدم والتطور الذي شاهده في دولة الإمارات في جميع المجالات خاصة في العمل الحكومي المسخر للارتقاء باسم دولة الإمارات وجميع شعبها ..مشيدا بسياسة الانصاف والشفافية التي تنتهجها الحكومة في التعامل مع مواطنيها والتواصل المباشر معهم وإشراكهم في صنع واتخاذ القرار فضلا عن استثمارها لطاقات وامكانيات مواطنيها بتشجيعهم على العلم والعمل والابتكار والمنافسة في القطاعات المختلفة.
ووصف دولة الإمارات بأنها أرض الفرص والطموحات نظرا لما تتميز به من أصالة وانفتاح وتسامح قل ما نجد نظيره بين دول العالم وأنها دولة حضارية عادلة ذات قانون تحتضن الكثير من الجنسيات وتوفر فرص العمل المناسبة بما يضمن العيش الكريم لجميع من يعيش على أرضها مضيفا أن شعب الإمارات يمثل نموذج فريد من التوازن والأصالة والانفتاح الحضاري وأظهر الإماراتي قدرة عالية على التكيف مع التطورات والتغيرات التي حوله بأسلوب متميز عبر عنها من خلال محافظته على هويته الوطنية والاقبال على العمل والتطوير بكل جدية وحيوية.
وأشاد رئيس مجموعة البنك الدولي بالدور الرائد لدولة الإمارات في تحقيق أهداف البنك الدولي ..مؤكدا أنها تعتبر من ضمن أكبر الدول المانحة للمساعدات الإنمائية بما يعود بالخير على البشرية جمعاء ..مشيرا إلى أنه ليس بغريب على دولة الإمارات هذا العطاء نظرا للإنجازات التي استطاعت تحقيقها خلال سنوات تأسيسها وتصدرها العديد من مؤشرات التنمية على مستوى العالم والتي تعكس جدية قيادة الدولة واستراتيجيتها الحكيمة في أن تحتل الإمارات مكانة عالمية في التنمية والاستدامة.
وقال إن البنك الدولي يقدم المساعدات المالية والفنية والتدريبية للبلدان النامية في جميع أنحاء العالم ويبلغ عدد أعضائه اليوم 185 دولة وأنه يعمل على المساهمة في إنهاء الفقر المدقع وإعادة إعمار البلدان التي تعاني النزاعات خاصة في دول منطقة الشرق الأوسط التي تعاني الصراع وعدم الاستقرار فضلا ارتفاع نسبة المهاجرين واللاجئين الذين فروا من بلدانهم للبحث عن الأمان الأمر الذي يؤثر ويجهد ميزانيات الدول المستضيفة لهم.
وأكد معالي كيم أن مجموعة البنك الدولي سوف تزيد التزامها حيال منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى ثلاثة أضعاف في السنوات الخمس المقبلة ليصل إلى ما يقرب من 20 مليار دولار أمريكي لمعالجة آثار الصراعات ومساعدة الدول على إعادة الاعمار والتأهيل والتنمية لتحقيق التنمية المستدامة عبر اعتماد مشاريع وخطط اقتصادية واستثمارية ذات جدوى اقتصادية تساهم في توفير فرص العمل وتحقيق الرخاء للجميع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق