القاهرة في 28 مايو / وام
ترأس معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية وفد الدولة المشارك في اجتماعات وزراء الخارجية العربية التي انطلقت اليوم بمقر الامانة العامة للجامعة العربية لبحث مستجدات القضية الفلسطينية وتطورات الاوضاع في ليبيا واليمن والتحضير لقمة نواكشوط.
ضم وفد الدولة سعادة جمعة مبارك الجنيبي سفير الدولة لدى جمهورية مصر العربية ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية وسعادة جاسم الخلوفي مدير إدارة الشؤون العربية بوزارة الخارجية والتعاون الدولي وفاطمة المزروعي وزير مفوض بسفارة الدولة بالقاهرة وهاني بن هويدن مسؤول شؤون المندوبية لدى الجامعة العربية.
وعقد الاجتماع برئاسة وزير خارجية مملكة البحرين الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة الرئيس الحالي لمجلس الجامعة وبمشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج والأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي.
وقال الرئيس الفلسطيني في كلمته أمام الاجتماع " ان الوقت قد حان لحشد الإرادة العربية والدولية لينال شعبنا حريته وأن يكون هنالك حل عادل ومتفق عليه للاجئين وإقامة دولة فلسطين مستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967".
وشدد على ان القدس الشرقية التي احتلت عام 1967 بكاملها هي عاصمة دولة فلسطين ومصطلح "الحدود المؤقتة" للدولة الفلسطينية أمر مرفوض تماما ولن نسمح به ..مشيرا الى ان مرجعية مؤتمر باريس الدولي للسلام ستكون القرارات الدولية والمبادرة العربية للسلام وخطة خارطة الطريق والاتفاقات الموقعة سابقا بين الجانبين.
وقال "نحن اعترفنا سابقا بدولة إسرائيل لكن لن نقبل بمصطلح الدولة اليهودية ولن نعترف به .. نحن نطالب بإقامة دولة فلسطين على الأرض الفلسطينية بسمائها وأرضها .. هذا ما أقره العالم ولن نقبل بشيء غيره ..
ولن نسمح بوجود أي إسرائيلي داخل أرض دولة فلسطين .. ولا مانع لدينا من وجود قوات أميركية أو "الناتو" لمراقبة الأمن في بعض المناطق".
وأشار الرئيس الفلسطيني الى اعتراف عدد من الدول الأوروبية بدولة فلسطين ..معربا عن امله في توسيع الجهد العربي للمساعدة في الحصول على اعترافات أخرى خاصة أن عشرات المجالس البرلمانية الأوروبية قدمت توصيات بأن تعترف حكوماتها بدولة فلسطين.
وحول المصالحة الفلسطينية ..قال عباس " قررنا في جلسات المصالحة العديدة تشكيل حكومة وحدة وطنية ثم الذهاب للانتخابات لأنه هكذا فقط نوحد الصف الفلسطيني لنكون كلمة واحدة وصفا واحدا أمام العالم".
واستعرض الرئيس الفلسطيني أمام وزراء الخارجية العرب تقريرا بنتائج مشاوراته واتصالاته مع الأطراف المعنية بشأن المبادرة الفرنسية مع التأكيد على ضرورة بلورة موقف عربي موحد خلال الوزاري ليطرح أمام مؤتمر باريس لمجموعة الدعم الدولية المقرر في 3 يونيو المقبل من أجل العمل إحياء مسار عملية السلام والتحضير للمؤتمر الدولي المقترح للسلام كمرحلة ثالثة وأخيرة من المبادرة الفرنسية.
من جانبه قال فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبي " ان الظروف الدقيقة التي نمر بها تستوجب عملا مشتركا تحت مظلة الجامعة العربية وتنسيق مع التكتلات الاقليمية الاخرى والتجمعات واللقاءات والمواقف المشتركة مع القوى الفاعلة في المجتمع الدولي بما ينسجم مع الارداة الدولية في تحقيق الامن والاستقرار ولا يتعارض مع مبادئ السيادة الوطنية.
وطالب السراج - في كلمته امام الاجتماع - بضرورة الاسراع في اعادة بناء وتأهيل مؤسسات الدولة الليبية الرسمية لتمكين حكومة الوفاق الوطني للاضطلاع بمسؤولياتها الوطنية الملحة ..داعيا الدول العربية الى دعم ومؤازرة جهود الدولة الليبية في بناء مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والامنية ومدها بالخبرات اللازمة وتسهيل الحصول على كل الادوات في كافة المجالات لبناء دولة فاعلة ايجابا في محيطها الاقليمي والدولي.
من جانبه اكد الشيخ خالد بن احمد ال خليفة وزير خارجية البحرين رئيس الدورة الحالية للمجلس اهمية اعمال هذه الدورة غير العادية لمجلس الجامعة العربية وذلك للبحث والتشاور واتخاذ خطوات فاعلة للتعامل مع التحديات التي تواجه دول المنطقة والتي فرضتها تسارع التحديات وتطوراتها.
واشار آل خليفة الى ان الاجتماع يبحث عددا من الموضوعات الهامة والمطروحة على جدول أعماله ويأتي في مقدمتها التحضير للقمة العربية في دورتها السابعة والعشرين والمقررة شهر يوليو المقبل بنواكشوط وخطوات التحرك العربي ازاء القضية الفلسطينية والمبادرة الفرنسية المطروحة للحل فضلا عن مناقشة تطورات الاوضاع في اليمن وليبيا.
وشدد آلِ خليفة على ان اهمية اجتماع القمة العربية في دورته المقبل بنواكشوط موضحا انه يتطلب العمل الدؤوب والاعداد السليم وذلك لمناقشة كل مايهم دول المنطقة من قضايا وخاصة تطوير العمل فيما بيننا ووضع حد لمن يريد التدخل في شؤون المنطقة وبث الفرقة.
واكد آل خليفة على ضرورة ان يخرج اجتماع القمة المقبل بآليات لدعم مسيرة العمل العربي المشترك بإعتباره الركيزة الاساسية لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة.
وحول تطورات الاوضاع في فلسطين اكد ان فلسطين تمر حاليا بمرحلة بالغة الصعوبة ..داعيا الى ضرورة الا نفقد الأمل في حل القضية الحل العادل وعودة الحقوق لاصحابها.
ودعا الى ضرورة تنفيذ المبادرات الرامية لحل الصراع العربي الاسرائيلي وخاصة مبادرة السلام العربية كونها توفر فرصة تاريخية لإنهاء النزاع وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشريفة كما انها توفر الامن لإسرائيل والعيش بسلام مع الدول العربية ..مثمنا في الإطار ذاته الجهود الفرنسية الرامية لحل القضية الفلسطينية.
وحول تطورات الاوضاع اليمن طالب آل خليفة بالعمل على وقف الاعمال القتالية واعلاء مصلحة الوطن والسعي لانجاح المحادثات التي تستضيفها الكويت في ظل الجهود الكبيرة التي يبدلها المبعوث الدولي لليمن الشيخ اسماعيل ولد احمد ..كما دعا الى ضرورة المساهمة في الجهود الانسانية الرامية لتخفيف المعاناة عن الشعب اليمني.
وحول تطورات الاوضاع في ليبيا ..اكد آل خليفة انها تمر بمرحلة صعبة تفرض على الجميع موقفا موحدا لتجاوز هذه المرحلة بما يحفظ وحدة ليبيا واستقرارها ..كما دعا الى ضرورة دعم حكومة الوفاق الوطني لتتمكن من اداء مهامها والنهوض بدورها حتى تكون قادرة على مواجهة مختلف التحديات خاصة العنف والارهاب وتفكيك مؤسسات الدولة.
من جانبه جدد الامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي التأكيد على كافة القرارات والمرجعيات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية ..داعيا المجتمع الدولي الى الضغط على اسرائيل وتنفيذ هذه القرارات واصفا اياها بالدولة الفاشية والعنصرية.
واستعرض العربي تطورات الاوضاع في ليبيا ..معربا عن امله في ان تنجح كافة الاطراف للوصول الى كلمة سواء بشأن تنفيذ اتفاق الصخيرات المغربية حتى تبدأ الحكومة في ممارسة مهامها.
كما استعرض الاوضاع في اليمن ..مؤكدا ضرورة ان يتحلى الجميع بالمسئولية وأعرب عن امله في ان تتكلل المفاوضات الجارية في الكويت بالنجاح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق