أبوظبي في 26 مايو / وام
وصل إلى البلاد اليوم الفريق العسكري للقوات المسلحة لتسلق جبل إيفرست بعد أن تمكن من الوصول إلى أعلى قمة في العالم والتي يبلغ ارتفاعها 8848 مترا عن سطح البحر.
وكان في استقبال الفريق لدى وصوله مطار البطين الخاص بأبوظبي سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية .
كما كان في الاستقبال سعادة إبراهيم عبدالملك أمين عام هيئة الشباب والرياضة وعدد من كبار ضباط القوات المسلحة وأهالي أعضاء الفريق.
وحظي أعضاء الفريق باستقبال حافل فور وصولهم إلى أرض المطار على متن الطائرة الخاصة التي أقلتهم من العاصمة النيبالية كاتمندو حيث شارك في الاستقبال طلاب المدارس والجامعات وجمع من المواطنين وأهالي الفريق وهم يرفعون أعلام الدولة وصور أعضاء الفريق تعبيرا عن الانجاز العالمي الذي حققوه إلى جانب فرقة الموسيقى العسكرية للقوات المسلحة.
وصافح سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان أعضاء الفريق وهنأهم على هذا الإنجاز الكبير الذي حققوه والذي يضاف إلى سجل التميز الرياضي الذي يحققه أبناء الإمارات .. مشيدا بالجهود التي بذلها أعضاء الفريق خلال مهمتهم .
وقام سموه بتطويق أعناق الأبطال بأكاليل الزهور تقديرا وابتهاجا بالإنجاز .
وأهدى سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان هذا الإنجاز إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة " حفظه الله " وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي " رعاه الله " وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لدعمهم أبناء الدولة في المجالات كافة.
وثمن سموه دعم القيادة الرشيدة لمنتسبي القوات المسلحة وتشجيعهم على بذل المزيد من الجهد والعطاء لمواصلة النجاحات وتحقيق الانجازات ورفع اسم الدولة عاليا في المحافل الاقليمية والدولية كافة.
وقال سمو الشيخ نهيان بن زايد إن الفريق العسكري للقوات المسلحة لتسلق جبل إيفرست هو أول فريق إماراتي استطاع أن يصل إلى القمة كفريق واحد بعد أن تجاوز الأحوال الجوية المتقلبة والخطرة على ارتفاع قرابة / 8848 / مترا من سطح البحر.
وأشار سموه إلى أن أعضاء الفريق أثبتوا قدرتهم من خلال التدريب المتواصل والعمل الجماعي والتكاتف على تحقيق إنجاز استثنائي على الرغم من تعرض بعضهم لأعراض المرتفعات الشاهقة فمن خلال تجاوز أصعب التحديات في العالم جسد هذا الفريق روح الإصرار والتصميم التي يتميز بها أفراد القوات المسلحة.
وهنأ سعادة إبراهيم عبدالملك القيادة الرشيدة وشعب الإمارات على هذا الإنجاز الذي حققه فريق القوات المسلحة بوصولهم لقمة ايفريست كاول فريق خليجي عربي يصل إلى القمة .. مشيرا إلى أن هذا الإنجاز ليس بغريب على قواتنا المسلحة الذين عودونا ان يكونوا على قدر المسؤولية و التميز العالي سواء كانوا في مواقف العمليات الحربية أو الرياضية.
وقال " اليوم نحتفل بانجاز رياضي حققه أبناء الإمارات لأول مرة ونتفرد بهذا الإنجاز على مستوى المنطقة .. إننا نهنئ انفسنا والأبطال الذين حققوا هذا الإنجاز الذي لم يات من فراغ بل جاء إثر الإعداد له قبل أكثر من خمس سنوات من خلال الدخول في معسكرات خارجية وفي طقوس جوية مختلفة " .
وأشار عبدالملك إلى أن الوصول الى قمة ايفرست ليس بالأمر السهل واليسير بل يحتاج إلى شجاعة وصبر وإلى اعداد جيد وتسخير كافة الإمكانات لهم حتي استطاعوا ان يحققوا الإنجاز ويضيفوا نجمة إلى نجوم انجازات الإمارات على المستوى الخليجي والعربي والعالمي خلال السنوات الماضية .
وتم في ختام الاستقبال التقاط الصور التذكارية لسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان مع أعضاء الفريق.
يذكر أن هذه المغامرة هي الأولى لفريق عسكري بهدف الوصول إلى قمة الجبل البالغ إرتفاعه /8848/ مترا كأعلى جبل على وجه الأرض.
ويتألف الفريق من 16 عضوا منهم 13 متسلقا عسكريا من مختلف الرتب العسكرية وأفرع القوات المسلحة بينهم طبيب مختص بالطب الرياضي وفسيولوجيا طب المرتفعات و3 مدربين محترفين من ذوي الخبرة العالية في تسلق الجبال والتجهيزات الخاصة لتلك المغامرة.
ويتكون الفريق من .. حسن النقبي قائدا ومحمد الظهوري ومحمد آل علي وذياب خليفة حمدان آل نهيان والدكتور هاشل الطنيجي والمدرب جون ارثر جيرالد والمدرب جون دويل وعبدالعزيز النعيمي والمدرب باول الكسندر ستيوارت وناصر البلوشي وطارق الزروعوني وأحمد المزروعي وغانم الضرس ومحمد النقبي وسعيد المعمري ومعاذ النقبي.
ويعد الفريق العسكري لتسلق جبل إيفرست من أكبر الفرق العسكرية من ناحية عدد المتسلقين لخوض مثل هذه المغامرة من الوطن العربي ومن أوائل الفرق العالمية التي تصل إلى نيبال هذا العام بعد أن أوقفت الحكومة النيبالية إصدار التصاريح اللازمة لتسلق الجبل بعد الزلزال المدمر الذي ضرب النيبال عام 2015 .
وكان سعادة الفريق الركن مهندس عيسى سيف بن عبلان المزروعي نائب رئيس أركان القوات المسلحة قد استقبل أعضاء الفريق بالقيادة العامة للقوات المسلحة قبل مغادرته إلى النيبال وتمنى لهم التوفيق في مهمتهم التي ستتيح لكل عضو في الفريق استكشاف ذاته وقدراته الذهنية والجسمانية.
وأكد الفريق المزروعي لأعضاء الفريق على ضرورة العمل كفريق واحد لإنجاح هذه البعثة .. مشيرا إلى أن وصول فريق عسكري حاملا اسم الإمارات للمخيم الأساسي لجبل إفيرست والسعي للوصول لأعلى قمة في العالم يعتبر إنجازا بحد ذاته.
وقال إن خوض تجربة تسلق جبل إيفرست هي مغامرة ولكنها مغامرة مخطط لها من عدة سنوات وعلى أعلى المعايير الدولية من حيث التدريب والتدرج في كسب الخبرات اللازمة لتسلق الجبال الشاهقة.
وذكر المزروعي أن هذه التجربة أتاحت لكل عضو في الفريق استكشاف ذاته وقدراته الذهنية والجسمانية .. مشددا على على ضرورة العمل كفريق واحد لإنجاح هذه البعثة.
من جهتهم عبر أعضاء الفريق عن سعادتهم بحفاوة الاستقبال الذي حظيوا به في المطار وبالانجاز الذي حققوه برفع اسم الإمارات فوق أعلى قمة في العالم .
وأهدوا هذا الإنجاز إلى القيادة الرشيدة التي لم تألو جهدا في تسخير كافة الإمكانيات لأبناء الدولة لتحقيق الإنجازات محليا واقليميا ودوليا.
وقال حسن راشد النقبي قائد الفريق إن أعضاء الفريق أثبتوا قدرتهم من خلال التدريب المتواصل والعمل الجماعي والتكاتف على تحقيق إنجاز استثنائي على الرغم من تعرض بعضهم لأعراض المرتفعات الشاهقة .. مشيرا إلى أنه من خلال تجاوز أصعب التحديات في العالم جسد هذا الفريق روح الإصرار والتصميم التي يتميز بها أفراد القوات المسلحة وتم اختيار هذا التحدي لكونه يعد مثالا على التضحيات الفائقة والصعوبات التي أبدى أعضاء فريق القوات المسلحة استعدادهم.
من جانبه أكد محمد سليمان محمد الظهوري أن الرسالة النصية التي بعثها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى أعضاء الفريق وهم في المخيم الرابع وعلى ارتفاع اكثر 8 آلاف متر من سطح الأرض وقبل الإنطلاق إلى القمة مخاطباً الفريق " أنتم أبطال دولتكم " شكلت حافزا وتشجيعا لأعضاء الفريق في المرحلة الأخيرة والحاسمة من عملية الصعود لقمة الجبل وحثتهم على بذل المزيد من الجهد والعطاء من أجل تحقيق هذا الإنجاز غير المسبوق.
وقال محمد سعيد سهيل آل علي " إن المغامرة كانت صعبة لإحتوائها الكثير من التحديات والخطورة ولكننا استطعنا التأقلم على الظروف المناخية الصعبة من خلال التدريبات المكثفة في المناطق الباردة التي قمنا بها في الكثير من الأماكن والدول كالنرويج " .
ولفت المدرب ناصر حسين أحمد البلوشي إلى أن وصول أعضاء الفريق إلى قمة إيفرست شعور لا يمكن وصفه كونه يعد إنجازا إماراتيا تحقق في ظروف صعبة .. مؤكدا أن تعاون الفريق كان هو المبدأ الأساسي في تحقيق هذا الإنجاز.
من جانبه أشاد الدكتور هاشل عبيد سالم الطنيجي بعزيمة وهمة أعضاء الفريق الذين استطاعوا التغلب على التحديات التي واجهوها كنقص الاكسجين والضغط النفسي ونوعية الأكل والبرد القارس والرياح والارتفاعات الشاهقة والمرض وقلة النوم والعمل لساعات طويلة ولكن الفريق كان جاهزا نظراً لفترات التدريب المفيدة الذي تدرب عليها الفريق وكذلك توفر المعدات والتجهيزات الخاصة واللازمة مثل هذه المغامرات التي ساعدت كل أعضاء في التغلب على تلك التحديات.
بدوره عبر ذياب خليفة حمدان عن فخره بالانجاز الذي حققه الفريق العسكري للقوات المسلحة لتسلق جبل إيفرست .. كما أشاد بالإنجاز الذي حققه الفريق النسائي للقوات المسلحة لتسلق الجبال والذي أنهى مغامرته بنجاح وبلغ هدفه النهائي في الوصول إلى المعسكر الاساسي لجبل إيفرست .. وقال إن ذلك يعد نجاحا لدولة الامارات ولإبنة الإمارات .. متمنيا أن يحقق الفريق النسائي المزيد من الانجازات في مشاركاته المستقبلية".
وكان الفريق العسكري للقوات المسلحة لتسلق جبل إيفرست وصل إلى قمة جبل ايفرست صباح يوم التاسع عشر من مايو الجاري وفي الساعة العاشرة وأربعين دقيقة رفع الفريق علم دولة الإمارات على القمة في احتفال خاص بالذكرى الأربعين لتوحيد القوات المسلحة للدولة .
وقد حقق الفريق هذا النجاح بعد أن مضى لمدة 17 ساعة صعودا من المعسكر رقم 3 مسافة 1600 متر دون أن يرتاح إلا قليلا في المعسكر رقم 4 في المنطقة المعروفة باسم "منطقة الموت" حيث تحمل انخفاض درجات الحرارة التي وصلت إلى أقل من 30 درجة مئوية تحت الصفر وتابع تسلقه إلى القمة مستخدمين أسطوانات أوكسجين الخاصة بالمتسلقين وسترات لتحمل درجات الحرارة المنخفضة جدا.
وقد انطلق الفريق قبل عدة أيام من " المخيم الأساسي لجبل إيفرست " وعبر كتلة " كومبو " الجليدية الخطرة ويعتبر عبور النهر الجليدي الشهير " كومبو" من أخطر المراحل للوصول الى قمة الجبل وهو المسار الجنوبي الوحيد في جبال الهملايا من الجانب النيبالي.
وترجع خطورة النهر الجليدي " كومبو " إلى حركة الجليد التي تنتج عنها الصدوع والفجوات والتشققات والانهيارات الثلجية فيما يستخدم خلالها المتسلقون الحبال والسلام لعبور هذه التصدعات والتشققات مما يسبب الصعوبات الكبيرة على المتسلقين بجانب الأحوال الجوية المتغيرة باستمرار.
ووصل الفريق بعد ذلك إلى المخيم الثالت وعلى ارتفاع أكثر من / 7162 / مترا من سطح البحر بعد مروره والمبيت في المخيمات " 1 و 2 " وهي من المخيمات الأربعة المتقدمة لـ " جبل إيفرست " المتدرجة في الارتفاع ما بين / 6400 / متر إلى أكثر من / 7500 / متر وبمعدل من " 4 إلى 8 ساعات " سيرا وتسلقا على الجليد المتجمد والثلوج يوميا وسط مخاطر كبيرة مثل الرياح العاتية والعواصف والإنهيارات الثلثجية.
ويعد المبيت في المعسكرات المتقدمة إجباريا لتكيف الجسم على الأداء تحت معدل منخفض للأوكسجين فيما تم نقل المعدات اللازمة وأهمها الحبال وعبوات الأوكسجين والوجبات الملائمة للظروف المناخية القاسية بواسطة أعضاء الفريق وبعض المساعدين من " الشيربا ".
وبعد الوصول الى قمة جبل ايفرست بدأ الفريق بالنزول التدريجي والمسير باتجاه المخيمات الأربعة نزولا لعدة أيام في ظل وجود عدة تحديات أهمها تقلبات الأحوال الجوية حتى الوصول إلى المخيم الأساسي لجبل إيفرست على إرتقاع 5364 مترا.
وكان أعضاء الفريق غادروا المخيم الأساسي لجبل إيفرست قبل عدة أيام متوجهين إلى المخيمات الأربعة المتقدمة وبعد التأكد من التأقلم الكلي لأعضاء الفريق على الإرتفاعات والتي تمت خلال التدريبات على الصعود والنزول والمبيت بالمخيمات الثلاثة المتقدمة والتي قاموا بها أثناء تواجدهم بالمعسكر الاساسي لجبل إيفرست .. عبر الفريق كتلة "نهر كومبو" الجليدية الخطرة سيرا وتسلقا على الجليد المتجمد والثلوج يوميا وسط تحديات كبيرة مثل الرياح العاتية والعواصف والإنهيارات الثلجية واستغرق وقت التسلق من المخيم 3 إلى المخيم 4 قرابة 12 ساعة ثم استراح أعضاء الفريق لمدة تتراوح من 4 الى 6 ساعات على ارتفاع أكثر من 7100 متر من سطح الأرض وهي إرتفاعات لم يصلها معظم أعضاء الفريق من قبل لينطلقوا بعدها بالتسلق والمسير من المخيم الرابع إلى القمة وهو ما استغرق قرابة 16 ساعة أيضا وسط درجات البرودة المنخفضة التي وصلت إلى 26 درجة تحت الصفر وتساقط الثلوج والرياح العاتية ونقص الأوكسجين ما يجبر المتسلقين على استخدام عبوات الأوكسجين للوصول للقمة.
وتزامنت مغامرة "الفريق العسكري لتسلق جبل إيفرست" مع مغامرة الفريق النسائي للقوات المسلحة لتسلق الجبال الذي أنهى مغامرته بنجاح وبلغ هدفه النهائي في الوصول إلى المعسكر الاساسي لجبل إيفرست بوادي "كامبو" والواقع على ارتفاع 5363 مترا فوق سطح البحر ضمن سلسلة جبال الهملايا في جمهورية النيبال بعد رحلة شاقة استمرت قرابة الاسبوعين سيرا على الأقدام .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق