وأخيرا في جدة عاد إلينا معرض الكتاب والعودة هذه المرة كانت أجمل جوار البحر وفي الأجواء المتخمة بالنسمات الباردة والتي تتماها مع سخونة الحدث حين يجتمع أهل الأدب والثقافة والحرف تحت سقف واحد , ولأن جدة غير فمعرض جدة الدولي للكتاب لم يكتفي بدور النشر بل جمع الفوتوغرافيين والخطاطين والرسامين وكأن المنظمين يحاولون القول أن الأدب والثقافة والقراءة والفن دُرر تزدان إن اجتمعت , وبعد كل هذه الديباجة لا يمكن أن نغفل حادثة من إحتسب بلا سبب وحاول أحداث البلبلة لكن ما يثلج الصدر أن معيار الوعي عند الناس تضاعف واختلف فكان الرد من الحضور وبالبنط العريض (نعم يرضينا) قيلت هذه الجُملة بكل عفوية فأخمدت نار (الشوشرة) في مهدها وهذا ما يؤكد أن ردة الفعل الأولى بعد أي تجاوز هي من تحدد اتجاه الأحداث , عموما عتبي هنا على اللجنة المنظمة فكان من المفترض عدم الركون للتعامل (الناعم) مع من تجاوز وعدم الاكتفاء بإخراجه من مكان الندوة بل كان من المفترض أن يُسلم لرجال الأمن ليأخذ حقه في الحساب أوالعقاب , فحدثٌ دولي كهذا لن ينعكس على فرد إن أخفق بل سيسحب على مجتمع كامل وهو ما لا نرضاه , وبالعودة للظواهر الجميلة فأجمل ما شدني هو تواجد الجميع من أكبر مسئول لأصغرهم فقد رأيت بنفسي كيف أن د.سعود كاتب يتواجد بنفسه ويرافق بعض الضيوف ليأخذهم في جولة وبكل سعادة , ورأيت شباب القناة الثقافية ومديرهم عبد العزيز العيد وهم في قمة حماسهم وعطائهم وتغطيتهم بشكل لحظي واستضافتهم للكتاب والمؤلفين وفي لحظة وإثناء تجوالي أذن العشاء واصطف الناس بلا أمر من أحد يؤدون فرض الله إنه بحق منظرٌ بألف محاضرة فالفِطرة لا تنتظر الأمر من أحد وافهم يا فهيم.
بسام فتيني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق