جنيف في 31 مارس / وام
أكدت دولة الامارات التزامها ومساهمتها من خلال علاقات الشراكة المجدية في التوصل إلى حلول لقضية اللاجئين السوريين ..مبدية تطلعها إلى النتائج التي سيتم التوصل إليها خلال مؤتمر القمة العالمي للعمل الإنساني المزمع عقده بتركيا في شهر مايو المقبل ومؤتمر القمة المعني باللاجئين المقرر أن تعقده الأمم المتحدة في شهر سبتمبر القادم والاستفادة التي ستعود من تلك المبادرات لوضع حلول لهذه التحديات.
وقالت معالي الدكتورة ميثاء بنت سالم الشامسي وزيرة دولة - في الكلمة التي ألقتها أمام الاجتماع رفيع المستوى الذي عقدته المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في مقر الأمم المتحدة في جنيف أمس لبحث أحوال اللاجئين السوريين والدعوة إلى ايجاد حلول لأزمتهم من خلال توسيع عمليات إعادة التوطين لهم وايجاد حلول ومبادرات مبتكرة ومستدامه توفر سبلا لقبول اللاجئين لتخفيف الضغط عل? البلدان المستضيفة وخاصة دول الجوار - ان الوضع الحالي لسوريا يعتبر مشكلة إنسانية تؤرق العالم بأسره ..مشيرة الى وجود ما يزيد عن 4.8 مليون لاجئ سوري و6.5 مليون شخص نازح داخلي في سوريا.
وشددت معاليها على انه لا يمكن السماح بأن تتفاقم أزمة اللاجئين السوريين لتصبح شبيهة بأزمة اللاجئين الفلسطينيين حيث أصبحت الدول المضيفة موطنا لهؤلاء اللاجئين على مدى عقود وأصبحوا مجبرين على مواصلة العيش للأبد على هذا النحو .
واكدت معاليها في هذا الصدد التزام دولة الامارات بشدة بدعم الشعب السوري ..وقالت انه في عام 2012 كانت الإمارات من أوائل الدول التي قدمت مساعدات إنسانية للاجئين السوريين والأشخاص النازحين فيها ومع استمرار الحرب استمر دعمنا .. مشيرة الى ان دولة الامارات قدمت على مدى السنوات الخمس الأخيرة ما يزيد عن 600 مليون دولار كما تعهدت بتقديم 137 مليون دولار آخرين خلال آخر مؤتمر في لندن الذي عقد في شهر فبراير الماضي فيما تمتد المساعدات الإنسانية الاماراتية للاجئين السوريين لتشمل الموجودين في كل من الأردن ولبنان والعراق ومصر بالإضافة إلى الأشخاص النازحين داخلياً في سوريا.
وأوضحت ان المساعدات الاماراتية شملت توفير الغذاء والمواد غير الغذائية وخدمات الصحة والمياه والصرف الصحي والتعليم والإيواء بما في ذلك بناء وإدارة المخيمات .. مشيرة الى تأسيس الامارات لمخيم للاجئين في الأردن يتسع لـ 10 آلاف لاجئ بالاضافة الى مستشفى ميداني في منطقة المفرق ودعم تقديم الخدمات الصحية الاجتماعية المتنقلة لمساعدة الأشخاص الذين يعيشون خارج المخيمات في شمالي الأردن بالإضافة إلى اللاجئين الآخرين الذين يعيشون في المجتمعات المضيفة داخل الأردن حيث يخدم هذا المستشفى الميداني في المتوسط نحو 800 مريض يوميا الى جانب تأسيس مخيم في شمالي العراق يسع لنحو أربعة آلاف لاجئ سوري ويقدم خدمات دعم مشابهة.
وقالت معاليها انه وبالإضافة إلى الدعم المباشر المقدم للاجئين السوريين في الدول العربية المضيفة وداخل سوريا نفسها رحبت حكومة دولة الإمارات بما يزيد عن 100 ألف مواطن سوري من جميع قطاعات المجتمع السوري ومختلف الطوائف وقدمت لهم أذون الإقامة للتمكن من العيش في الإمارات ليصبح بذلك العدد الإجمالي للسوريين المقيمين في الدولة حوالي 250 ألف شخص منهم ما يزيد عن 17 ألف طفل انتسبوا حديثا للمدارس الإماراتية منذ اندلاع الحرب.
وأكدت ان الامارات وتقديراً منها لصعوبة الظروف والأوضاع الحالية أظهرت حكومتها تعاطفا كبيرا مع المتضررين من الأزمة من خلال السماح لآلاف السوريين ممن انتهت تأشيراتهم أو صلاحية أوراق هوياتهم وجوازات السفر بتعديل أوضاعهم لتمكينهم من استمرار إقامتهم في الدولة حيث يحدث هذا الأمر تبعاً لوضع كل حالة ومن خلال القنوات الشرعية المعتادة.
وأعربت معالي الدكتورة ميثاء بنت سالم الشامسي وزيرة دولة عن تثمين وتقدير دولة الامارات للجهود التي تبذلها كل من الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والشركاء الدوليين وكذلك المبعوث الخاص السيد ستيفان دي ميستورا لدعم الشعب السوري ..مؤكدة ايمان دولة الامارات بأن معالجة الأسباب الجذرية للصراع العنيف الدائر هو الحل الأمثل الى جانب الثقة التامة بأن كافة الحاضرين يرحبون بالإيقاف الجزئي للقتال وتجمعهم رغبة مشتركة في حث كافة الأطراف المعنية لاحترام هذا الاتفاق.
وقالت معاليها " ندرك ونتفهم وجود العديد من التحديات الكبيرة فيما يتعلق بإتاحة دخول المساعدات والمنتمين للعمل الإنساني داخل سوريا ونرحب بالتقدم المحقق حتى الآن في هذا الشأن في أعقاب توقف القتال .. وبمجرد إرساء دعائم السلام في سوريا فإننا سندعم عمليات العودة الطوعية والآمنة والكريمة للاجئين والنازحين السوريين إلى وطنهم متى أمكن وحتى يأتي هذا اليوم ستواصل دولة الإمارات التأكيد على أهمية تلبية احتياجات اللاجئين وكذلك المجتمعات المضيفة من خلال المساهمة بمساعداتها" ..مؤكدة معاليها على ضرورة توجيه الاهتمام الواجب ومراعاة الخطط الإنسانية والتنموية لحكومات الدول المضيفة عند التنسيق فيما بين المانحين والأطراف الفاعلة المختلفة.
ضم وفد الدولة المشارك في الاجتماع سعادة عبيد سالم الزعابي المندوب الدائم لدولة الامارات لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف والسيد راشد الشامسي سكرتير أول في البعثة والسيد خليفة الكتبي رئيس قسم التنسيق والاستجابة بإدارة تنسيق المساعدات في وزارة الخارجية والتعاون الدولي.
ويأتي هذا الاجتماع المهم - الذي شارك فيه ممثلون عن 92 دولة و6 منظمات حكومية دولية بالإضافة إلى وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية - لمتابعة اعمال مؤتمر لندن الذي عقد في فبراير 2016 وكخطوة تسبق انعقاد القمة العالمية للعمل الإنساني والمزمع عقدها في مايو 2016 في اسطنبول .
وعقب الجلسة الافتتاحية تحدث ممثلو الدول المستضيفة للاجئين السوريين "الاردن وتركيا ولبنان والعراق ومصر" عن انجازاتهم وسعيهم لتخفيف معاناة اللاجئين بعدها عقدت جلسة تم خلالها استعراض وتبادل الخبرات التي قدمتها بعض الدول لمواجهة التحديات التي تواجه اللاجئين السوريين ثم عقدت جلسة نقاش لممثلي الدول المشاركة.
وكان سعاده فيليبو غراندي المفوض السامي للامم المتحدة لشؤون اللاجئين قد افتتح الاجتماع بكلمة بين فيها الوضع الراهن للاجئين السوريين وزيادة الاعداد النازحة الى دول اوروبا ..معربا عن قلقه ازاء ارتفاع اعدادهم وضرورة استكمال الجهود التي بذلتها دول عديدة استجابة للنداءات التي تم اطلاقها خلال اجتماعات سابقة رفيعة المستو?.
واشار ال? مؤتمر المانحين الذي عقد في لندن حول دعم سوريا في فبراير 2016 والتعهدات المالية التي قدمتها الدول ..معربا عن أمله في ان تقوم بالايفاء بتعهداتها حيث ان نصف تعهدات لندن لم يتم تحصيلها بعد ..كما اشار ال? ان 90% من اللاجئين السوريين يعيشون تحت خط الفقر وعليه يجب تكاتف الجهود من اجل إيجاد حل للازمة.
كما ألقى الامين العام للامم المتحده بان كي مون كلمة اشار فيها ال? زيارته الأخيرة لعدد من الدول المستضيفة للاجئين للاطلاع على عل? احوالهم ..معرباً عن امله في ان يثمر هذا المؤتمر في تعزيز الامل لديهم بحياه افضل ولم شمل الاسر السورية ودعم تعليم الأطفال.
واكد على أهمية اعاده توطين 10% من النازحين في بلدان ثالثة وفتح مسارات آمنة وقانونية لقبولهم مع مراعاة ان لا تأتي الحلول التي ستثمر عن الاجتماع عل? حساب اللاجئين الاخرين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق