لندن في 12 أبريل / وام
قال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة إن كتاب " تحت راية الاحتلال " يروي حكاية فترة من فترات سيطرة شركة الهند الشرقية وممارساتها في مناطق الخليج العربي .. مؤكدا أن تلك الممارسات تمثل قادة الشركة ولا تمثل البريطانيين أو الإنجليز.
جاء ذلك في كلمة لسموه ألقاها أمام حضور حفل تدشين النسخة الإنجليزية من كتاب " تحت راية الاحتلال " الذي أقيم أمس في العاصمة البريطانية لندن بحضور الشيخة بدور بنت سلطان بن محمد القاسمي رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير " شروق " والشيخة عزة بنت سلطان بن محمد القاسمي.
وأضاف سموه " إذا ما عدنا إلى تاريخ شركة الهند الشرقية لوجدنا العجب العجاب من هذه الشركة وتصرفات رئيسها السيد فوكس والذي طلب في حينها من رئيس مجلس الوزراء بأن يمنح الصلاحية نيابة عن الحكومة البريطانية للقيام بتجييش الجيوش للحرب ولإبرام اتفاقيات السلام دون الرجوع إليها وعرض الأمر على البرلمان الإنجليزي إلا أنه قبل بالرفض إلا أنه وفيما بعد تم الالتفاف على الأمر بأن ذيل طلب النيابة عن الحكومة البريطانية في الحرب والسلم بعبارة "على أن تقوم شركة الهند الشرقية بتقديم أسباب لاحقة لهذا التصرف".
وقال سموه " الآن نحن أمام أمر غائب عن الإنجليز الذين يعتبرون بأن هذا الكتاب يحكي عن العداء القائم بين الإنجليز والقواسم أو العرب في منطقتنا وهذا أمر لا صحة له إطلاقا بل هذا الكتاب يتحدث عن شركة الهند الشرقية وهي عندما رأت بأن الهند كادت أن تطير من بين يديها وذلك بوصول نابليون بونابرت إلى غزة تشبثت الشركة في المنطقة حتى لا تفقد نصيبها ولو بجزء بسيط من بلاد الشرق وهذا الكتاب لا يحكي الحروب التي حصلت بل يحكي فترة الممارسات التي تلت وهو من عام 1820 من بعد توقيع الاتفاقية مع البريطانيين إلى عام 1866 فالمتمحص في دراسة التاريخ والتعرف عليه في تلك الفترة سيستشعر حجم المصائب والمشاكل التي جرتها شركة الهند على الحكومة البريطانية ".
وأضاف سموه " هذه الممارسات والتصرفات من شركة الهند الشرقية ألصقت بالبريطانيين وهم منها براء ففي سنة 1839 قامت حرب الأفيون وهونكونغ ولو أن أحدكم قرأ عن حرب الأفيون للاحظ أن الحكومة البريطانية قد أعطت شركة الهند الشرقية توكيل تجارة عامة حتى وصل بها الأمر إلى أن تاجرت بالأفيون حتى تتمكن من الدفع بالفضة مقابل شراء الشاي من الصين هذا من جانب فضلا عن الممارسات التي قامت خلال فترة الحرب التي استمرت من 1839 إلى 1841 لقد كانت حرب ظالمه لا تستحق أن يفاخر بها المرء لا يذكرونها الإنجليزي على أنها فعل من أفعال شركة الهند الشرقية وإنما يلصقونها بأنفسهم وأنا أدعوهم لتبرأة أنفسهم منها لأنها تهمه سيئة جدا فهذه واحدة من ممارسات شركة الهند الشرقية ".
ودعا صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي إلى إعادة كتابة التاريخ من قبل المتخصصين حتى تزال منه الشوائب ..حيث قال " من هنا ادعوا إلى إعادة كتابة التاريخ الإنجليزي بصورة من النقاء والمصداقية الموجودة لم تكتفي شركة الهند الشرقية بممارساتها على سواحل الخليج العربي وخليج عمان بل كانت هناك ممارسات أخرى لها في الساحل الشرقي لأفريقيا وقد كتبت كتابا وهو "تقسيم الإمبراطورية العمانية" يبين تلك الممارسات التي دفعت الحكومة البريطانية حينها بإصدار أمر بمخالفة كل ما صدر سابقا لصالحه شركة الهند الشرقية وتم إيقاف جميع صلاحياتها بعمل أي اتفاقية سلام وكان ذلك في عام 1858 وفي تلك الفترة الواردة في الكتاب سميتها الفترة الظالمة لبريطانيا والظالمة لنا نحن شعوب تلك المناطق ".
ورحب نايجل نيوتن مؤسس ورئيس دار بلومسبيري للنشر في كلمته خلال الحفل بصاحب السمو حاكم الشارقة والسفراء والحضور .. معربا عن سعادته بتدشين النسخة الإنجليزية من كتاب "تحت رايات الاحتلال" والتي تخص بريطانيا بشكل مباشر.
وعرض نيوتن في كلمته محتويات الكتاب واستعرض أهم محطاته الزمنية والأحداث الدراماتيكية التي رافقت التواجد البريطاني آنذاك ممثل في شركة الهند الشرقية.
وأشار إلى أن دار بلومسبيري للنشر تتمتع بدور فاعل في مجال الترجمة والنشر في منطقة الخليج والعالم العربي حيث سبق لها أن نشرت عددا كبيرا من المؤلفات باللغة العربية حققت مستويات عالية من المبيعات وها هي اليوم تعيد التجربة وتنشر النسخة المترجمة إلى اللغة الانجليزية من كتاب " تحت راية الاحتلال " لمؤلفه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي.
وأثنى على دور سموه في خدمة البحث والباحثين وجهوده الحثيثة والمستمرة في دعم طلبة العلم بتزويد المكتبات البحثية بأندر وأهم المخطوطات والمراجع.
من جهته أبدى جون ماكارثي مؤلف ومقدم برامج بريطاني إعجابه الجم بمؤلفات وكتابات صاحب السمو حاكم الشارقة التي يستشعر من خلالها بالشخصية القيادية لدى المؤلف في توثيق مجريات الأحداث وسرد القصص بما يتناسب مع مكنونه وشخصه حتى يفهمها ويعيها من يأتي بعدهم من أجيال.
وتحدث ماكارثي عن إعجابه الشديد خلال زيارته الشارقة وكيف وجد الاقبال الكبير على الكتب في معرض الكتاب وكيف أن للكتاب منزلة خاصة وكيف أن الاهتمام بالقراءة قادهم في الشارقة إلى العمل على توفير مكتبة مجانية لكل بيت فيها.
وتناول أبرز موضوعات كتاب " تحت راية الاحتلال " الذي يدور حول فترة تواجد شركة الهند الشرقية في منطقة الخليج وما حواليها ..
مشيرا إلى أهمية فهم تلك الفترة والتفريق بين التواجد البريطاني الذي كانت تحكمه قوانين وبين ممارسات شركة الهند الشرقية التي لم تعطي أي اعتبار لأي نوع من القوانين.
ونوه ماكارثي بأن مؤلفات صاحب السمو حاكم الشارقة تنقل التاريخ البريطاني إلى العالم العربي بكل حيادية وإنصاف دون إغفال لإبراز الحقائق ودون مغالاه مما يجعله حافظا حقيقيا للتاريخ من أجل خدمة الإنسانية.
بعدها وقع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي على عدد من النسخ المترجمة للغة الانجليزية من كتاب تحت راية الاحتلال قدمها سموه كإهداء للحضور ضيوف الحفل.
وتم خلال الحفل عرض فيلما تسجيليا قصيرا لمحتوى الكتاب مستعرضا ما فيه من حقائق ومعلومات ووثائق وصور توضيحية لمختلف الفترات والمراحل التاريخية التي واكبت تلك الفترة وشهدت على ممارسات شركة الهند الشرقية.
ودعي الحضور لمأدبة العشاء التي أقامها صاحب السمو حاكم الشارقة تكريما لهم على حضورهم لهذه المناسبة ومشاركتهم لفعالياتها.
حضر الاستقبال وشهد الحفل كل من سعادة عبدالرحمن غانم المطيوعي سفير الدولة لدى المملكة المتحدة وعبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة والاعلام وأحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب ومعالي محمد المر وعدد من السفراء العرب لدى المملكة المتحدة وممثلي من دور النشر البريطانية بجانب ممثلي وسائل الإعلام الدولية المختلفة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق