اعتبر تقرير أعدته "مؤسسة وطني الإمارات" أن الفراغ الفكري المدخل الرئيس لولوج التطرف إلى نفوس الشباب والطريق السهل الذي يؤدي إلى التحكم في أفكارهم مشيرا إلى 4 مراحل للأعراض والمواجهة.
ونوه التقرير - الذي أعدته المؤسسة وفقا لدراسة أجرتها - إلى الجهود المتطلبة لحماية فكر الناشئة مشيرا إلى العلاقة بين الانغلاق الفكري وأصحاب الشخصيات المتشددة والإرهاب.
وأوضح أن الشخصية المنغلقة للشاب تتصف بعدم القدرة على تغيير اتجاهاتها والتمسك بأنماط سلوكية محددة مع صعوبة التغيير وعدم القدرة على حل المشكلات.
وقال : " إن أكثر ما يلفت نظر أصحاب هذه الشخصيات ويتملك وجدانهم هي الأمور التي ترتبط بمجال التطور الحضاري السريع وما تتطلبه من محاولاتهم الداخلية الضعيفة للتوافق معها" .
وأفاد سعادة ضرار بالهول الفلاسي المدير العام للمؤسسة بأن مضمون الدراسة يشير إلى أن الشخصية المهيئة للتطرف يتملكها الاعتداد بالرأي والاستجابة والميل إلى الحلول القاطعة التي تنحاز للشيء على أنه خيار واحد أو تقسيم الأمور إلى طرفين متعارضين.
ولفت بالهول إلى أن خطورة مثل هذه الشخصيات وفق ما بينته الدراسة تكمن في إمكانية تحولها للتطرف بسرعة منوها إلى مؤشرات أو صفات قد تظهر على الشاب يمكن ملاحظتها وأبرزها الميل للانضمام للأحزاب والحركات المتطرفة واستخدام العنف والعدوان.
وأضاف مدير مؤسسة وطني الإمارات إنه وبالتمعن في أكثر الأسباب التي تؤدي بالشباب إلى التطرف وجد أنها قد تكون اجتماعية وثقافية يتوجب التوقف عندها خاصة أن التغيرات الثقافية والتكنولوجية السريعة قد تتسبب بتداخل القيم والمفاهيم لديهم مع ما يتطلبه هذا التطور من محاولات التوافق معه.. وقال: " يشرح التقرير الذي أعد بناء على الدراسة المراحل والأسباب التي تجعل الناشئة والشباب ينجرفون وراء دعاوى الجماعات المنحرفة لأنها تستغل ضعف الثقة بالنفس وانخفاض المستوى الثقافي وسطحية الفكر وعددا من الأمور التي تجعل من الشباب ضحية محتملة، ومن ثم تبدأ العمل عليه حتى إنضاجه "إرهابيا".
وأوضح أن الشاب يبدأ في هذه المرحلة الاكتفاء بما لديه من أفكار منحرفة اعتقادا منه بأنها حقائق ينبغي التسليم لها والدفاع العنصري عنها ونشرها بين الأقران بلا نقاش مع التخلي تدريجيا عن "المواطنة" والاعتزاز بالوطن.
وفي هذا الصدد نوه بالهول إلى عدد من الجلسات الحوارية والمحاضرات التوعوية التي عقدتها مؤسسة وطني الإمارات حول المواطنة الصالحة منذ عام 2007 والتي استفاد منها 1048 طالبا وطالبة في المرحلة الأساسية و1360 في المرحلة الإعدادية و1829 في المرحلة الثانوية و488 من طلبة الجامعات.
وقال: إن التربية على الاعتدال والانفتاح على الآخر من شأنه تحسين الفهم وإزالة كافة أشكال التمييز لدى الناشئة مشيرا إلى أنه من الضروري تعليمهم قواعد العلاقات السليمة واحترام حقوق الآخرين.
وتحدث بالهول عن المنهج التربوي السليم الذي يقوم بمسؤوليات عدة أهمها تأكيد عدم وجود تعارض بين الهوية الوطنية والإنسانية، الأمر الذي يكسب الناشئة مقومات الانتماء للوطن عبر الولاء للأسرة والمجتمع المحلي بمصالحه ومؤسساته والمجتمع الوطني بمنظماته وهيئاته موضحا أن ذلك كله يكتمل بالانتماء العالمي ببعده الإنساني.
من جهتها قال الدكتورة أمل حميد مستشارة الشؤون المجتمعية في المؤسسة إن مراحل التطرف لدى الشباب المنغلق أو الفارغ فكريا، تتكون من 4 مستويات.
وشرحت بالتفصيل ما وصفته ب "فن صناعة الكراهية" وهو عنوان لأحد الكتب التي أصدرتها المؤسسة موضحة أن المستوى الأول تنظيري وتتم محاربته عبر بدائل ثقافية وإحاطة نفسية واجتماعية وتوعية دينية.
أما المستوى الثاني فأوضحت أن الشخص الأقرب للتطرف يدخل في مرحلة رفض الآخر ويكون التصدي لها بالحوار فيما تظهر في المستوى الثالث السلوكيات العدائية والتي يتم التصدي لها بالتوضيح والتوجيه من خلال وسائل الإعلام ومناصحة المجتمع.
وقالت: " أما المستوى الرابع الذي يعتبر الأخطر فهو وصول الفرد إلى مرحلة إيذاء نفسه ومجتمعه بكل الوسائل المتاحة عنده، وهنا يجب اتخاذ قرارت حازمة" .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق