باريس في 9 أكتوبر / وام
استقبل معالي هارلم ديزير وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية في مقر وزارة الخارجية الفرنسية في باريس معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي والوفد المرافق لها خلال زيارة العمل الرسمية التي تقوم بها للجمهورية الفرنسية.
وثمن معالي وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية الدور الذي تضطلع به دولة الإمارات كداعمة للسلام والاستقرار واعلاء قيم التسامح على مستوى المنطقة والعالم ..مشيدا بزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى الفاتيكان ولقائه البابا وما رمزت اليه هذه الزيارة من رسالة سلام وتسامح وقيم تدافع عنها وتتبناها دولة الإمارات ..مؤكدا أن فرنسا تدعم بكل قوة دولة الإمارات في مختلف المجالات.
وقال إن إنشاء وزارة للتسامح في الإمارات هو تعبير عن القيم التي تريد دولة الإمارات الدفاع عنها مشيدا برؤية 2030 التي تراهن على الطاقات المتجددة والبديلة واقتصاد المعرفة وبنموذج التنمية الاجتماعية والاقتصادية الذي تتبناه دولة الإمارات وبجهود دولة الإمارات ومساعيها لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم وبما تقدمه من مساعدات إنسانية وإنمائية وباهتمامها بقضية اللاجئين.
ورحب معالي هارلم ديزير بمعالي الدكتورة القبيسي والوفد المرافق لها ..مؤكدا أهمية هذه الزيارة لأهمية الموضوعات والقضايا التي جرت مناقشتها مع العديد من المسؤولين في باريس ..وقال يسعدني أن التقي بكم كأول امرأة تترأس مؤسسة برلمانية على المستوى العربي ومنطقة الشرقة الأوسط ..مؤكدا أن العلاقات بين البلدين متميزة جدا بل استثنائية في مجالات عدة من حيث كثافة هذه المجالات السياسية والثقافية والعسكرية وهناك مشاريع ثقافية كبرى يتعاون فيها البلدان مثل متحف اللوفر-أبوظبي وجامعة السوربون ..مشيرا إلى تطلع بلاده إلى أهمية المؤتمر الدولي حول صون التراث البشري المهدد الذي سيعقد في شهر ديسمبر في أبوظبي.
وأكد أن هذا الحدث سيكون فرصة لالتزام البلدين من أجل دعم السلام والتسامح ومكافحة الإرهاب والتطرف وذلك بتعزيز جهود البلدين الرامية إلى مكافحة الإرهابيين.
بدورها أعربت معالي الدكتورة القبيسي عن شكرها لمعالي الوزير على الحفاوة وحسن استقبال وفد المجلس ..مؤكدة حرص دولة الإمارات بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله على تنمية علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين والتي تعتبر مثالا في جميع الميادين وعلى كافة المستويات الاقتصادية والثقافية والتعليمية ومجالات التعاون في قطاعات الطاقة والصناعات المختلفة وقالت لقد كنت من ضمن أعضاء اللجنة الإماراتية المشتركة على المستوى الحكومي وشاركت على مدى عامين في لقاءات فاعلة جدا.
وأكدت أن حجم هذا التعاون والحرص على تنمية مجالاته المتعددة يعكس حجم الثقة المتبادلة وأهمية التخطيط المستقبلي المشترك.
وقالت إن المشاريع الثقافية المشتركة بين البلدين تمثل امتدادا للتواصل الثقافي والحضاري .
كما اكدت أن أفضل جسور التواصل هو من خلال الشعوب ومن خلال الجسور الإنسانية وعملنا كبرلمانيين أن نمثل شعوبنا ونعمل دائما على تعزيز الرؤية والتوجهات للدولة من خلال العمل البرلماني وتفعيل الدبلوماسية البرلمانية مع مختلف المؤسسات البرلمانية والمنظمات الدولية المتخصصة على مستوى العالم.
واستعرضت معاليها أبرز القضايا التي تمت مناقشتها خلال اللقاءات التي عقدتها خلال هذه الزيارة ..مؤكدة انها كانت مناقشات مثمرة جدا وايجابية بشكل كبير ووجدنا الكثير من العوامل المشتركة والمبادرات التي نستطيع أن نعمل معا فيها كمؤسسات برلمانية بشكل يدعم تسهيل وتطوير التعاون القائم ..مشيرة إلى أن هناك مواقف كثيرة مشتركة بين الجانبين سواء من ناحية العمل الإنساني وقضية اللاجئين ومكافحة الإرهابية والتطرف والتشاور المستمر في القضايا الدولية محط الاهتمام المشترك للبلدين وهي أولوية لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وأكدت معاليها مواقف دولة الإمارات حيال عدد من القضايا وحرصها على تنفيذ القانون الدولي الإنساني ومبدأ الشرعية الدولية والالتزام بقرارات مجلس الأمن ..مشيرة الى أن التحالف العربي في اليمن جاء للحرص على تنفيذ الشرعية الدولية وبناء على مطلب الحكومة الشرعية اليمنية.
وأضافت أن الإمارات تهتم بالبعد الإنساني وإعادة الإعمار في اليمن وتعتبر أكبر مانح للمساعدات في اليمن وتساهم بشكل فاعل في عملية إعادة الإعمار وتقديم كل الدعم المعنوي أيضا لاستتباب الأمن وحماية المدنيين.
واستعرضت معالي الدكتورة القبيسي توجهات الدولة في استشراف المستقبل والتخطيط لاقتصاد ما بعد النفط ولمستقبل تتنوع فيه موارد الدخل واعداد كوادر مؤهلة وتشكيل حكومة المستقبل والتي ضمت وزارات للتسامح والسعادة ومفهوم السعادة هو الحرص على جودة الحياة والخدمات المقدمة والبيئة الموجودة والعمل ونشر الايجابية والفاعلية مع الصغار والكبار مع الاهتمام الكبير بالشباب حيث تم تعيين اصغر وزيرة شباب في العالم ..مشيرة إلى أن الحكومة نظمت مؤخرا خلوة للشباب بمشاركة من الشباب للاستماع إلى تطلعاتهم وآرائهم وكيف تتم ترجمة ذلك من خلال خطط حكومية لإشراكهم في العمل في الحاضر والتخطيط للمستقبل.
وأكدت معالي رئيسة المجلس أهمية ملتقى الحوار الاستراتيجي كأحد الآليات التي تم تأسيسها لتعزيز مسار العلاقات بين البلدين لحجم القضايا المشتركة التي يتناولها والتي تشمل جوانب سياسية وثقافية واقتصادية تتعلق بالتجارة والاستثمارات والطاقة بمختلف مجالاتها كما تشمل قضايا التعليم والدفاع والأمن بالإضافة إلى بحث التعاون في القضايا الدولية والإقليمية والعالمية.
**********----------********** وقالت إن المجلس الوطني كمؤسسة تشريعية حريص على المساهمة في جهود صنع مستقبل آمن وأفضل ونحرص على تعزيز هذه الجهود والمساهمة فيها من خلال مشاركة البرلمانيين ومن خلال عملهم والعلاقات مع برلمانات العالم.
وأكدت أهمية تعزيز دور المؤسسات البرلمانية عبر تعزيز الدبلوماسية البرلمانية والمشاركة في الجهود الرامية إلى محاربة الإرهاب ومد جسور التواصل والتعاون بين المجتمعات.
واستعرضت جهود دولة الإمارات في مكافحة الإرهاب والتطرف والفكر الضال ..مشيرة الى أنه تم تأسيس مركز هداية لمواجهة التطرف العنيف ومركز صواب لتصويب الفكر الضال والخاطئ الذي يسعى الإرهابيين إلى نشره عبر القنوات الإلكترونية وتم اصدار قانون لمنع التمييز والكراهية.
وأشادت بالعلاقات الثنائية المتنامية على كافة المستويات لا سيما في دعم المطالب العادلة للبلدين والحفاظ على السيادة الداخلية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ..محذرة من أن بعض الأنظمة في المنطقة تعرض شعبها الى عقوبات وتضعه في عزله ولها دور في التدخل في الشؤون الداخلية للدول وتعمل على تأجيج النزعة الطائفية والمذهبية وتمارس صورا عديدة من الإرهاب الأمر الذي يدفع دول المنطقة ومجتمعاتها للدفاع عن حقوقها بعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
وثمنت مواقف فرنسا الداعمة لدولة الإمارات ومطالبها العادلة في استعادة جزرها الثلاث "طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى" المحتلة من قبل ايران ..مؤكدة أن الإمارات تعمل وفق ثلاثة مبادئ أساسية هي مبدأ الأمن والسلم للعالم وهو جزء لا يتجزأ من أمن دولة الإمارات التي لديها التزام تجاه المجتمع الدولي لضمان نشر الأمن والسلام والمبدأ الثاني التخطط لمستقبل ابنائنا ..اضافة إلى مبدأ نشر وإعلاء قيم التسامح.
ونبهت من خطورة الأجندات التي تتبناها الجماعات الإرهابية والمتطرفة الذين يظهرون الإسلام على غير حقيقته كدين سلام وامن واستقرار وتسامح.
كما تقدمت معالي الدكتورة القبيسي بتعازي ومواساة دولة الإمارات قيادة وحكومة وشعبا إلى القيادة والحكومة والشعب الفرنسي ولذوي الضحايا الذين سقطوا جراء الهجمات الإرهابية التي استهدفت المدنيين الأبرياء في فرنسا.
وثمنت دور فرنسا ضمن منظومة الاتحاد الأوروبي وعملها بفاعلية كبيرة على الساحة الدولية في الدفع بإعادة مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين مشيدة بالجهود الكبيرة في هذا المجال وبدعوتها لعقد مؤتمر دولي للسلام ..معربة عن التطلع لتحقيق نتائج ايجابية في هذا المجال.
**********----------********** وأكدت معالي الدكتورة القبيسي أن من بين المجالات المشتركة التي يجري العمل عليها قضية اللاجئين والحماية وتقديم الدعم الإنساني بما يحافظ على الاستقرار في المنطقة والعالم ودولة الإمارات كونها تحتل المرتبة الأولى عالميا في تقديم المساعدات الإنسانية ولديها التزام اخلاقي وانساني وديني تجاه كل اللاجئين خاصة السوريين لذلك قامت الإمارات بتقديم دعم بعدة صور حتى لا يتشتتوا في بقاع الأرض.
وبدوره أشاد وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية بالدور الذي يلعبه المجلس الوطني الاتحادي وبعلاقة المتينة مع الجمعية الوطنية الفرنسية وبالتعاون الذي يمكن أن ينشط بين المجلسين ..مثمنا أهمية دور المجموعات البرلمانية ومجموعات الصداقة وممثلي الشعوب والعمل المشترك لأنها تدعم العلاقات والتعاون على مستوى الحكومات.
وأشاد بمشاركة المرأة الفاعلة في مختلف المجالات في دولة الإمارات وفي عضويتها في المجلس الوطني الاتحادي وهذا يرمز بشكل قوي جدا ويمثل مدى الرؤية الثاقبة لقيادة الإمارات في تمكين المرأة ..وأكد حرصه على تبادل الآراء خلال هذا اللقاء حول العديد من القضايا التي تهم بلدينا وشعبينا.
وشدد على أهمية ملتقى الحوار والاستراتيجية بين البلدين الذي ستنعقد دورته الثامنة في الإمارات في الدفع بعلاقات التعاون قدما وثمن مواقف دولة الإمارات الداعمة لبلاده في الكثير من القضايا المتعلقة بالمنطقة والعالم.
وأكد أن البلدين يخوضان ذات المعركة ضد الإرهاب والجماعات المتطرفة مثل داعش وغيرها ويتعاونان فيما يتعلق بالوضع الإنساني واحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط وبقضية اللاجئين .
كما اكد العزم على الاستمرار في العمل بحزم بما في ذلك على الصعيد العسكري لاستئصال المجموعات الإرهابية ..مشددا على أن الحلول السلمية هي الكفيلة بإعادة الاستقرار إلى دول منطقة الشرق الأوسط وعلى أهمية بناء نظام دولي يقوم على كل ما يمكن أن يؤسس للأمن والسلام المستدام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق