الخطبة الأولى
الحمد لله الذي جعل في الشباب قوة وعملا، وطاقة وأملا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله تعالى فإن (للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد).
أيها المسلمون: إن الله تعالى خلق الإنسان، وكلفه أن يعمر الأرض بالخيرات، ويستثمر فيها الطاقات، قال عز وجل :(وهو الذي جعلكم خلائف الأرض). أي لتقوموا بطاعة الله وإعمار الأرض، ونشر الخير فيها، فالإنسان هو أساس البناء، وإن تقدم الأوطان يحتاج إلى طاقات الشباب، فهم ذخر الوطن وعدته، وقوته وطاقته، وقلبه النابض، وثروته المتجددة، وحاضره المشهود، ومستقبله الموعود، وهل الخير إلا في الشباب. نعم فالخير كل الخير في الشباب، فلديهم آمال وطموحات، وقضايا وتحديات، وبهم تنهض المجتمعات، وتتحقق الإنجازات، وفيهم الهمة والعطاء، والخير والبناء، ولديهم مؤهلات وقدرات؛ ولذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم باغتنامها، فقال:« اغتنم خمسا قبل خمس، وذكر منها: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك...». وإن اغتنام الشباب يجعلهم أهم قوة وطنية لبناء الحاضر، وركنا أساسيا في رحلة الانتقال إلى المستقبل.
عباد الله: إن قيادتنا الرشيدة تضع الشباب في أولويات اهتماماتها، وتثق بقدرتهم على التحدي والتميز والنجاح، فخصصت لهم وزارة للشباب، وأقامت مجلس الإمارات للشباب، واستثمرت في تعليمهم وتثقيفهم وصقل خبراتهم، وتنمية مهاراتهم، والارتقاء بمعدلات أدائهم؛ وتأهيلهم على أسس مستقبلية مستدامة، وتشجعهم على الإبداع والابتكار، ورفع معنوياتهم؛ لينطلقوا بقوة إلى آفاق المستقبل؛ ويتحملوا مسؤوليتهم كاملة نحو وطنهم الذي يفخر بهم، ومن واجبه عليهم أن يجتهدوا في المضي به قدما لتحقيق طموحاته عملا بقوله تعالى:( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان).
وإن رد الجميل إلى الوطن يحتاج من الشباب إلى العمل الجاد، والحرص على الارتقاء باستمرار، وتقديم رؤى إبداعية لتطوير الأفكار، والتزود بالعلم والمعرفة، وقد قدم لنا القرآن الكريم أنموذجا شابا في الاجتهاد في العلم حيث قال الله عز وجل ليحيى عليه السلام:( يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا). أي: الفهم والعلم والجد والعزم، والإقبال على الخير، وهو في ريعان الشباب.
والشباب هم سفراء أقوامهم في طلب العلم، حتى يرجعوا به إلى أوطانهم، فعن مالك بن الحويرث رضي الله عنه قال: قدمنا على النبى صلى الله عليه وسلم ونحن شباب، فلبثنا عنده نحوا من عشرين ليلة. فكانوا رضي الله عنهم وفدا من طلاب العلم. وهكذا الشباب يجتهدون في دراستهم ويخلصون في وظائفهم وأعمالهم، ويحترمون قانون دولتهم، ويحافظون على تلاحم وطنهم الغالي، فهو أمانة بين أيديهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« إن الله سائل كل راع عما استرعاه أحفظ أم ضيع». وإن الشباب الذين يحفظون أمانة الوطن يسعون إلى إسعاد الناس جميعا، وتقديم النفع لهم؛ قال نبينا صلى الله عليه وسلم :« أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس».
أيها المصلون: إن دولة الإمارات العربية المتحدة دولة شابة قامت على الشباب، لأنهم سر قوتها، وإن الذي يعرف تاريخ قيام الاتحاد يدرك جيدا أن الشيخ/ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه وإخوانه المؤسسين وضعوا ثقتهم في الشباب، وحفزوهم على التعلم وتطوير أنفسهم لخدمة وطنهم، فأغلب المتعلمين في ذلك الوقت من خريجي الجامعات كانوا من الشباب في العشرينات من أعمارهم، فتولوا المهام، لبناء دولة الإمارات بكل إخلاص وعزم، وعملوا بلا كلل ولا ملل، وكانوا على قدر المسؤولية، وإن الشباب اليوم مطالبون بمواصلة مسيرة الآباء، والحفاظ على إنجازاتهم، فبالشباب الواعي ترقى الأمم, وبالأخلاق تدوم مكانتها، وبالقيم النبيلة, والأخلاق الفاضلة نحافظ على حضارتنا, ونحمي منجزات وطننا.
فاللهم احفظ شبابنا، وأدم سعادتنا، وأسبغ علينا نعمك، وأكرمنا بفضلك، ووفقنا لطاعتك أجمعين، وطاعة رسولك محمد الأمين صلى الله عليه وسلم وطاعة من أمرتنا بطاعته، عملا بقولك:( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم).
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم،
وبسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم،
فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فيا أيها المصلون، إن أهم ما نتواصى به تقوى الله عز وجل، وترسيخ القيم النبيلة في الشباب لتثبيت هويتهم، وتعزيز تلاحمهم، وتعميق روح الانتماء لوطنهم، والولاء لقيادتهم وحكامهم، والتحلي بالأخلاق الكريمة، وهي الرسالة التي بعث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عنها:« إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق». وإن الشباب بكريم أخلاقهم، وجميل صنيعهم، وحسن فعالهم؛ يعبرون عن المبادئ الأصيلة للوطن المستمدة من ديننا الحنيف، وأخلاق الآباء والأجداد، ويحرصون على نشر عاداته وتقاليده بين الأجيال لتدوم على مر الزمان.
فيا أيها الشباب: هل استثمرتم الإمكانات والفرص التي وفرتها لكم الدولة؟
ويا أيها الآباء والأمهات: هل قمتم بدوركم في توجيه ودعم الشباب إناثا وذكورا لتحقيق طموحاتكم؟
هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا».
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. اللهم وفق الشباب لكل خير، واحفظهم من كل شر، واجعلهم ذخرا لأوطانهم يا رب العالمين.
اللهم ارحم شهداء الوطن وقوات التحالف الأبرار، وأنزلهم منازل الأخيار، وارفع درجاتهم في عليين مع النبيين والصديقين، يا عزيز يا كريم.
اللهم اجز خير الجزاء أمهات الشهداء وآباءهم وزوجاتهم وأهليهم جميعا، اللهم انصر قوات التحالف العربي، الذين تحالفوا على رد الحق إلى أصحابه، اللهم كن معهم وأيدهم، اللهم وفق أهل اليمن إلى كل خير، واجمعهم على كلمة الحق والشرعية، وارزقهم الرخاء يا أكرم الأكرمين.
اللهم انشر الاستقرار والسلام في بلدان المسلمين والعالم أجمعين.
اللهم ارض عن الخلفاء الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة الأكرمين.
اللهم إنا نسألك من الخير كله، عاجله وآجله، ونسألك الجنة لنا ولوالدينا، ولمن له حق علينا، وللمسلمين أجمعين.
اللهم وفق رئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد، وأدم عليه موفور الصحة والعافية، واجعله يا ربنا في حفظك وعنايتك، ووفق اللهم نائبه وولي عهده الأمين لما تحبه وترضاه، وأيد إخوانه حكام الإمارات.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحم الشيخ زايد، والشيخ مكتوم، وشيوخ الإمارات الذين انتقلوا إلى رحمتك،وأدخل اللهم في عفوك وغفرانك ورحمتك آباءنا وأمهاتنا وجميع أرحامنا ومن له حق علينا.
اللهم إنا نسألك المغفرة والثواب لمن بنى هذا المسجد ولوالديه، ولكل من عمل فيه صالحا وإحسانا، واغفر اللهم لكل من بنى لك مسجدا يذكر فيه اسمك، أو وقف وقفا يعود بالخير على عبادك، أو تنتفع به ذريته من بعده.
اللهم اجعل جمعنا هذا جمعا مرحوما، واجعل تفرقنا من بعده تفرقا معصوما، ولا تدع فينا ولا معنا شقيا ولا محروما.
اللهم احفظ دولة الإمارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأدم عليها الأمن والأمان يا رب العالمين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
عباد الله:( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون).
اذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم ( وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون).
-----------------------------------------------------------------
تنبيه رسمي وارد من الهيئة العامة
للشؤون الإسلامية والأوقاف
يلقى عقب صلاة الجمعة (خاص بإمارة أبوظبي)
عباد الله: أطلقت هيئة البيئة مشروعا لحصر آبار المياه الجوفية؛ يهدف إلى رفع كفاءة استخدام الموارد المائية والحد من إهدارها، فالتقدير لأصحاب المزارع والمزارعين على تعاونهم مع موظفي هيئة البيئة ومساعدتهم في عملية مسح الآبار.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق