دبي في 24 سبتمبر / وام
أعلنت دبي العطاء ــ جزء من مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية ــ رسميا عن تخصيص 10 ملايين دولار كمبلغ مالي جديد موجه للبحث سيُعرف بـ "الدليل للتعليم في حالات الطوارئ" خلال فعالية خاصة في نيويورك ضمن أسبوع انعقاد الدورة الـ 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتمت استضافة مؤتمر الإطلاق بالتعاون مع الشبكة المشتركة لوكالات التعليم في حالات الطوارئ مع التركيز على تطوير أفكار حول كيفية تقديم المعلومات للبحوث ذات الحاجة الماسة والتي بدورها تساعد صانعي القرارات السياسية على وضع سياسات فعّالة.
وحضر المؤتمر ما يقارب من 90 من الخبراء وصنعي السياسة في مجال التعليم بما في ذلك ممثلون رفيعو المستوى عن وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والمنظمات والحكومات المانحة بالاضافة الى ممثلين عن الأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص.
وباتت أهمية التعليم للوقاية من جيل ضائع من الأطفال والشباب تكتسب اعترافاً متزايداً في السنوات الأخيرة وذلك بفضل جهود مجموعة من المؤيدين من أقطاب السياسة العالمية ..في الوقت نفسه فإن الحالة الحرجة لمسألة النزوح والهجرة وضعت ضغوطات على المجتمع الإنساني الدولي وشركائه الذين يواجهون نقصاً كبيراً في التمويل في جميع القطاعات.
وشهدت السنة الماضية ظروفاً صعبة حيث وصل حجم التهجير القسري إلى أعلى مستوى له منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
ويوجد اليوم واحد من بين 113 شخصا هو إما أن يكون لاجئا أو نازحا أو من طالبي اللجوء وأكثر من نصف اللاجئين في العالم هم من الأطفال ..وفي الوقت الحالي يصل متوسط مدة النزوح إلى 17 عاما ومتوسط طول الصراع إلى 37 عاما وفي ظل هذه الظروف فإن جهود الإغاثة في حالات الطوارئ في جميع القطاعات تتحول إلى دعم إنساني طويل الأمد.
وقال طارق القرق الرئيس التنفيذي لدبي العطاء خلال المؤتمر الذي شارك في استضافته كل من دبي العطاء والشبكة العالمية لوكالات التعليم في حالات الطوارئ انه من الواضح أن هناك مشاكل متفاقمة في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وخارجها فالأطفال هم الأكثر عرضة لهذه المشاكل حيث يتأثر تعليمهم في كثير من الأحيان أو يُحرمون منه ووفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" يُعد أطفال اللاجئون أكثر عرضة بمقدار خمس مرات ليكونوا غير ملتحقين بالمدرسة مقارنةً بغير اللاجئين.
واضاف القرق ان دبي العطاء تعلن اليوم عن تخصيص مبلغ مالي موجه للبحث بقيمة 36,735,000 درهم "10 ملايين دولار" بهدف توفير أدلة أكثر وأفضل لإطلاع صانعي القرار والسياسة حول الأساليب الأكثر فعالية وأفضل النماذج المتبعة لتوفير التعليم في حالات الطوارئ والتي يمكن أن يكون لها تأثير كبير.
وأوضح أننا نقف شاهدين على مليارات الدولارات التي تُنفق على المساعدات الإنسانية حيث يخصص 1 في المائة منها فقط للتعليم ومن أجل زيادة تلك النسبة ومعالجة العجز الكبير في التعليم الذي نشهده حاليا نحن بحاجة ملحة للمزيد من الأدلة حول تأثير التدخلات المختلفة في مجال التعليم في حالات الطوارئ على الإنجازات التعليمية والسعادة الاجتماعية والعاطفية للأطفال والشباب المتضررين من عدم الاستقرار والأزمات وهذا ما نسعى إليه من خلال إطلاقنا لـ "الدليل للتعليم في حالات الطوارئ" ..مشيرا إلى أن هذا الغطاء المالي لن ينتج سلعا عالمية من أجل التعليم في حالات الطوارئ فقط بل سيسمح أيضا للمؤسسات الإنسانية مثل دبي العطاء في اتخاذ القرارات المبنية على الأدلة عند تخصيص الموارد المالية لدعم البرامج.
**********----------********** وأضاف القرق أن إطلاق الدليل للتعليم في حالات الطوارئ ينسجم مع التزام دبي العطاء الذي أعلنت عنه خلال القمة العالمية الإنسانية في اسطنبول بتركيا حيث قمنا في اسطنبول بالإعلان عن تخصيصنا 10 في المائة على الأقل من مجموع تمويلنا من أجل التعليم في حالات الطوارئ للأبحاث ونعمل الآن من أجل الإيفاء بهذا الوعد الذي ينسجم مع هدف دبي العطاء بضمان إحداث تأثير طويل الأمد ومستدام من خلال نظم التعليم.
وأشار إلى أن ضمان جودة التعليم العادل والتعلم للجميع يتطلب تحديد الأطفال الأكثر حرماناً من التعليم وهناك أكثر من 124 مليون طفل ومراهق حاليا خارج المدرسة والعديد من الملايين في المدرسة ولكن لا يتعلمون بسبب النزاعات المسلحة والأزمات وبالرغم من ذلك تتفق منظمات المجتمع المدني ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والحكومات والمجتمعات المحلية والجهات المانحة على وجود نقص هائل في الأدلة حول الأساليب الناجحة في تعزيز تعلم الأطفال في حالات الطوارئ.
قال دين بروكس مدير الشبكة المشتركة لوكالات التعليم في حالات الطوارئ إنه خلال المشاورات الدولية التي عقدت ما بين عام 2015 و 2016 جدد أعضاء الشبكة المشتركة لوكالات التعليم في حالات الطوارئ في أنحاء العالم طلبهم لتوفير أدلة ثابتة يتم وضع السياسات والبرامج على أساسها وبرنامج دبي العطاء "الدليل للتعليم في حالات الطوارئ" هو استجابة مباشرة وموضع ترحيب لهذا الطلب.
واختتم القرق بالقول اننا لسنا وحدنا في هذا المجال حيث تقوم دبي العطاء حالياً بدعم بحوث مهمة في كل من لبنان والنيجر وسيراليون بالشراكة مع لجنة الإنقاذ الدولية وجامعة نيويورك ونعمل بشكل جيّد للغاية ونريد أن نشجع بقوة هذه الممارسة من خلال عقد شراكات بين المؤسسات الأكاديمية والوكالات المنفذة.
وعلى هامش الجمعية العامة للامم المتحدة وقعت دبي العطاء ايضا اتفاقية شراكة بقيمة 11,020,500 درهم اماراتي "3 ملايين دولار" مع منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" بهدف دعم البلدان النامية في سعيها لتحقيق الهدف الرابع من اهداف التنمية المستدامة وذلك لضمان تعليم سليم وشامل وعادل بالإضافة إلى تعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع ..ووقع الاتفاقية كل من طارق القرق وايرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو.
يشار إلى أن وفد دبي العطاء برئاسة طارق القرق حضر أيضاً عدداً من الاجتماعات الثنائية المهمة على هامش الدورة الـ 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة بما في ذلك إطلاق تقرير وجدول أعمال اللجنة الدولية لتمويل فرص التعليم العالمي برئاسة جوردون براون مبعوث الأمم المتحدة الخاص بالتعليم العالمي بالإضافة الى فعالية اجتماع الفريق التوجيهي رفيع المستوى لمبادرة "التعليم لا يمكن أن ينتظر" والاجتماع الرفيع المستوى الأممي بشأن اللاجئين والمهاجرين وقمة القادة بشأن اللاجئين واجتماع الإفطار رفيع المستوى حول تحالف الأعمال العالمي للتعليم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق