أعرب فضيلة الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين عن تقديره للقاء الذي جمع أمس بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان، مؤكداً أن هذا اللقاء يعزز من جهود نشر التسامح والعمل المشترك بهدف تحقيق السلام للبشر جميعاً .
وقال فضيلته في تعليق على صفحة الأزهر بموقع التواصل الاجتماعي (تويتر) إنه لابد من تكثيف الجهود المشتركة من أجل تحقيق التقارب بين الشرق والغرب وبناء جسور التفاهم التي من شأنها أن تسهم في بناء السلام العالمي العادل الذي ننشده ونعمل جميعا على بلوغه
عبر فضيلته عن سعادته بمثل هذه اللقاءات المهمة التي تدعم الجهود التي يبذلها الأزهر الشريف من أجل التأسيس لحوار بناء قائم على الاحترام المتبادل وقبول الآخر وتحقيق التعايش المشترك ونشر السلام في كافة ربوع العالم خاصة في ظل الرؤية المنصفة للإسلام التي يتمتع بها البابا فرنسيس.
إلى ذلك، ثمن علماء الأزهر الشريف ورجال الكنيسة الأرثوذوكسية في مصر الزيارة التاريخية التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ووصفوا الزيارة بأنها تمد جسور التواصل بين الأديان، وتعطي صورة إيجابية عن مدى تفهم القيادات العربية لما ينبغي أن يكون عليه التعاون بصفة عامة بين المسلمين والمسيحيين، وبصفة خاصة مع مؤسسة عالية المستوى مثل الفاتيكان.
السماحة والإخاء
ووصف الدكتور علي السمان، رئيس الاتحاد الدولي لحوار الثقافات والأديان، الزيارة التي يقوم بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى الفاتيكان، بالمبادرة الايجابية التي جاءت في مكانها وتوقيتها المناسب من جانب قيادات الإمارات، وأضاف: ذهاب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للفاتيكان مبادرة جاءت في وقتها، حتى تكتمل المنظومة بعد لقاءات شيخ الأزهر مع بابا الفاتيكان، مما يعطي صورة إيجابية عن مدى تفهم القيادات العربية لما ينبغي أن يكون عليه التعاون بصفة عامة بين المسلمين والمسيحيين، وبصفة خاصة مع مؤسسة عالية المستوى مثل الفاتيكان.
وأكد الدكتور السمان، أن الهدف من الزيارة واضح وصريح، فهي دعوة للحوار والتفاهم ودعوة أن نقول لهم إن المسلمين في هذا المجال قلوبهم وعقولهم مفتوحة وأيديهم ممدودة لهم، مشيراً إلى أن القيادات السياسية والدينية دائماً ما تضع لنفسها هدفاً وهو أن يتكاتفوا في التصدي للإرهاب ونبذ العنف والتطرف وهذا ما نأمل أن تخرج به هذه الزيارة المهمة التي يقوم بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأنا أثق أن تحقيق السلام سيكون جزءاً مهماً من آثار هذه الزيارة، وتمنياتي لقيادات الإمارات بالتوفيق، وكل الشكر والتقدير للإمارات لما تقوم به من دور مهم في نشر روح التسامح وتقديم هذه القدوة والنموذج.
نقلة حضارية
وثمن الأنبا رويس كاهن كنيسة مارجرجس في ببا بمصر، زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، للفاتيكان، وأشاد بأعمال سموه الفاضلة، وقال: أعمال ومجهودات سموه لا تخفى علينا، ومحبته للخير والسعي لنشر قيم التسامح والتعايش يشهد عليها العالم. ووصف الأنبا رويس هذه التحركات والأعمال التي يقوم بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بأنها ليست جديدة عليه، وأن له أيادي بيضاء في هذه الاتجاهات، خاصة بين التآلف بين الأديان وأعمال الخير والتسامح.
وأشار الأنبا رويس إلى أن من يقوم بزيارة دولة الإمارات لا يشعر بأن هناك تفرقة بين الأديان هناك، ووصف هذه الزيارة بأنها نقلة حضارية للفكر المستنير الذي تتسم به دولة الإمارات، يقوم بنقلها للعالم وللأديان الأخرى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في زيارته تدل على الإسلام المتسامح والمسيحية المتسامحة وعلاقات المودة بين أهل المؤمنين بالأديان التوحيدية كلها.
وأكد أن هذه الزيارة المهمة سوف ترسخ لقيم التسامح والحوار والتعايش بين الأديان، فهذه ليست زيارة وليدة الصدفة إنما هي تعبير عن سياسة التسامح والقيم الراسخة في دولة الإمارات.
وقال: نحن نشاهد هذه القيم في كل الأماكن التي تنسب إلى الإمارات في مصر من مشروعات خيرية ودينية في الأزهر والكنيسة القبطية منذ عهد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه – وحتى الآن، فأهل الإمارات ينقلون الخير والسماحة والتعايش بين الأديان في كل مكان ودولة في العالم، فهذه القيم العظيمة موجودة في قلوبهم قبل أن تكون في فكرهم. وأشار الأنبا رويس إلى تطلعه إلى أن ترسي الزيارة قيم السلام والتعايش في العالم، وتعزز جهود نشر السلام ونبذ العنف والتطرف الذي ترفضه الأديان السماوية، فالسلام الذي ينشأ على أسس ومفاهيم دينية سمحة يدخل بسرعة للقلب والعقل وتستنير به عقول كثيرة.
أهل الكتاب
وثمن الدكتور أحمد عشماوي زيدان، الأستاذ بجامعة الأزهر، زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى الفاتيكان، ووصفها بأنها تطبيق عملي لما أمر به الإسلام من حسن العلاقات بين الأديان، ونشر ثقافة التسامح والتعايش التي جاء بها الإسلام، وخاصة بين الدين الإسلامي والمسيحي، وقال الدكتور العشماوي: كانت وصية الله بأهل الكتاب دائمة في كل شيء حتى في الحديث والجدال معهم، قال تعالى: «ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم»، وتابع: وأحل الله للمسلمين أن يطعموا مع أهل الكتاب من دون غضاضة أو استحياء، بل وأباح للمسلمين التزاوج من بناتهم ونسائهم من دون العالمين دلالة على أن الإسلام يحترم ويستبقي ما تبقى من توحيد عند أهل الكتاب من اليهود والنصارى، قال تعالى: «اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أتوا الكتاب من قبلكم».
وأشار عشماوي، إلى أن النبي الكريم –صلى الله عليه وسلم- أوصى بأهل الكتاب خيراً، وخاصة المسيحيين، ونهى عن ظلمهم وفي الحديث : «إلا من ظلم معاهداً أو ذميا أو غدر به فأنا حجيجه يوم القيامة»، وقال: إنها الأخلاق الكريمة التي استقاها المسلمون من كتاب ربهم وسنة نبيهم – صلى الله عليه وسلم -، وتابع: ولا ينسى التاريخ للفاروق عمر أنه رفض الصلاة في كنيسة القيامة فيأتي المسلمون من بعده ويقولون هنا صلى عمر ويبنون عليه مسجداً، ولا ينسى التاريخ أيضا للفاروق عمر رضي الله عنه أنه اقتص للمسيحي المصري من ابن والي مصر في وقتها عمرو بن العاص رضي الله عنه، حين ضرب ابن عمرو بن العاص المسيحي حينما استبقا فسبقه وقال: أتسبق ابن الأكرمين، وقال الفاروق قولته المشهورة - متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟ هذه هي أخلاق الإسلام مع المخالفين للدين لا حقد ولا كراهة ولا اضطهاد، بل رحمة وسلام وعفو وصفح، قال تعالى: «ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً».
دولة القيم
ورحب الدكتور شعبان إسماعيل، أستاذ أصول الفقه بجامعة الأزهر بهذه الزيارة المهمة، ووصف الزيارة بأنها مد لجسور التواصل بين المسلمين وغيرهم، وأشار إلى أن مثل هذه الزيارات تعد السبيل الأمثل والأنجع لبحث المشكلات التي تؤرق المجتمعات، وأشار إلى أن دولة الإمارات منذ تأسيسها على يد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، طيب الله ثراه، تراعي القيم والأخلاق والمبادئ التي جاء بها الإسلام الحنيف، ومنها قيم التسامح والحوار والتعايش بين الناس جميعا باختلاف عقائدهم وأجناسهم.
وأكد أن الإسلام دين المحبة والتسامح بين سائر البشر والتعايش السلمي بين سائر الديانات، وهو ما جاء صريحاً في قول الحق تبارك وتعالى عن رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، :»وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، ووضحه الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف:» مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وجمله إلا موضع لبنة، فجعل الناس يطوفون به ويقولون : هلا وضعت هذه اللبنة؟ فأنا اللبنة وبي ختم الله النبيين»، وتابع: الشرائع السماوية على اختلاف أزمنتها كلها تأخذ من معين واحد هو الوحي الإلهي، وتهدف إلى غاية واحدة هي مصلحة الإنسان أيا كانت عقيدته أو جنسيته، وهذا ما تطبقه دولة الإمارات. وأشار الدكتور شعبان إلى أن هذا المنهج الذي تنتهجه الإمارات في نشر روح التسامح والتعايش بين الأديان، هو المنهج الذي طبقه الرسول صلى الله عليه وسلم حينما هاجر إلى المدينة المنورة حيث جمع المسلمين بأصحاب الديانات المختلفة وبين لهم أن الجميع أمة واحدة، وأن التعاون بين أتباع الديانات المختلفة هو السبيل الوحيد لجمع الكلمة وتوحيد الصفوف، وتحقيق الأمن والاستقرار والقضاء على المفسدين والإرهابيين، الذين عاثوا في الأرض فساداً، وسلبوا خيراتها، وشردوا أهلها، وقتلوا الشيوخ والشباب، ورملوا النساء، ويتموا الأطفال، ولا علاج لذلك سوى التعايش والتعاون بين المسلمين وغيرهم من سائر الديانات، وهو ما نأمل تحقيقه من زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى الفاتيكان، ولقائه البابا فرنسيس بابا الفاتيكان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق