الجمعة، 6 أكتوبر 2017

مجلة أمريكية: سياسة ترامب ستلجم الدوحة وتخرس «الجزيرة»..حروب العالم العربي..صناعة قطرية


كشفت مجلة أمريكية، دور قطر في صناعة وتأجيج الثورات والصراعات والحروب الأهلية في سوريا، وفي الدول العربية، التي مرت بما يُسمى ب«الربيع العربي»، كما كشفت عن الطرق التي اعتمدتها الدوحة في تمويل الجماعات المسلحة، والمفاوضات التي أجرتها لإزاحة بعضها من السلطة، وصولاً إلى تمويل المتشددين، كتنظيمي «القاعدة» و«النصرة».
ذكرت مجلة «ذا ناشيونال إنترست» الأمريكية، أمس الخميس، أنه في أواخر عام 2010 وأوائل عام 2011، أعرب أمير قطر السابق حمد بن خليفة عن أمله في إحداث تحول في المنطقة العربية، وتصور أن يقوم بعمل ما سماه ب«الصحوة العربية»، بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية السابقة.
وبناء على هذا الوهم، دعمت قطر سقوط الأنظمة في تونس ومصر، واندلاع الحرب الأهلية في ليبيا، ثم حولت انتباهها إلى سوريا، وفي مارس/آذار 2011 كلف حمد، ابنه تميم للاستفادة من العلاقة الشخصية لأسرته مع بشار الأسد، بالعمل على إقناع الرئيس السوري بالتنحي، في مقابل ضمان مسار للإصلاح السياسي، والانتقال السلمي للسلطة، وعد تميم بتعويضات ومساعدات مالية للأسد، وهو ما رفضه الرئيس السوري، ما حول موقف قطر نحو دمشق من المشاركة إلى المواجهة.
وتابع التقرير، أنه «بالتنسيق الوثيق مع إدارة أوباما، بدأت الدوحة في العمل على مبادرة لعزل نظام الأسد في جامعة الدول العربية في حين شكلت هيئة حاكمة تمثل المعارضة السورية: وهي المجلس الوطني السوري، الذي كان سيصبح الهيئة الاستراتيجية التي تدير المعارضة السورية على أنها شبه حكومية في المنفى تمثل 60% من جميع جماعات المعارضة السورية».
وأشار التقرير إلى أن «جماعة الإخوان المسلمين والتابعين لها كانت أكثر القوى المهيمنة في المعارضة عموماًَ (المجلس على وجه الخصوص)؛ وبسبب العلاقات الشخصية القائمة مع الإخوان السوريين، اتجهت قطر على الفور لدعم الإسلاميين، الذين قدموا أنفسهم كمنظمين ومؤثرين؛ لكن المجلس الوطني السوري تعثر في الحرب والمنافسات السياسية بين مخيمات المعارضة المختلفة».
واستطرد التقرير: «بحلول مطلع عام 2012، ظهرت تقارير أكثر فأكثر أن المجالس العسكرية، التي يشرف عليها المجلس، تطورت إلى شبكات محسوبية فاسدة لم توفر للسوريين المعونة والأمن على نحو شامل، فبدأت الدوحة في الوصول إلى مجموعات فردية في الجماعات الإسلامية السورية، التي كانت في أغلب الأحيان مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين. ورأت قطر أن لهذه المجموعات سجلاً أفضل في توفير السلع العامة؛ لأنها كانت تكمل خدمات النظام محلياً من خلال جمعياتها الخيرية، وهو ما يؤكده بحث مستقل عن فعالية المجالس الإسلامية»، فقامت قطر بالتغلغل من خلال الجمعيات الخيرية.
وأوضحت «المجلة» في تقريرها «أنه كان هناك اعتقاد واسع النطاق بين كبار صنّاع السياسة في قطر بأن الإسلام السياسي يوفر المعارضة الوظيفية الوحيدة للسلطة، كما اعتبرت الدوحة أن «العمل الخيري» للجماعات الإسلامية كان أكثر فاعلية وموثوقية وشمولية من الجمعيات الخيرية العلمانية، وهكذا، في الوقت الذي تفكك فيه النظام الاجتماعي السياسي القائم في العالم العربي، رأت قطر أن الجماعات الإسلامية هي القوة الوحيدة المتاحة القادرة على سد الفراغ الاجتماعي السياسي الذي خلفته الأنظمة».
وأضاف التقرير أن «قطر قدمت الدعم المادي للمجالس العسكرية المتشددة، وعندما بدا لها واضحاً أن المعارضة السورية كانت تقاتل في معركة شاقة وسط بيئة جيوستراتيجية مقيدة، سحبت قطر ضباط الاتصال العسكريين من سوريا في عام 2014». 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق