الجمعة، 29 يونيو 2018

ولدار الآخرة خير..خطبة الجمعة اليوم بجميع مساجد الدولة

الخطبة الأولى
الحمد لله الذي جعل الدنيا زادا لليوم الآخر، وأعد لمن آمن به الجزاء الوافر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله، قال سبحانه وتعالى:والدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون).
أيها المسلمون: إن التصديق باليوم الآخر من أركان الإيمان، فهو يوم يبعث فيه الناس للحساب؛ فيجازون على أقوالهم وأعمالهم، قال تعالى:( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره). والإيمان باليوم الآخر يدفع صاحبه إلى عمل الصالحات؛ ليكون من السعداء في الدنيا والآخرة، فقد قرن الله سبحانه بين الإيمان والعمل الصالح فقال تعالى:( من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون). والتماس هذا الأجر يجعل المؤمن يسأل ربه تبارك وتعالى أن يكرمه بخيري الدنيا والآخرة، قال سبحانه:( ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار). ومن تمام سعادة المؤمن في الدنيا أن يعمل العمل الصالح وهو ينتظر ثوابه وجزاءه في الآخرة؛ قال تعالى:ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا) أي: ومن أراد الدار الآخرة وما فيها من النعيم والسرور وسعى إلى ذلك بالعمل الصالح شكر الله سبحانه له سعيه، وتجاوز عن سيئاته، وأحسن جزاءه برحمته.
فكيف نستثمر دنيانا لآخرتنا؟ إن تقوى الله تعالى من أعظم ما يستثمر به المؤمن حياته لينال الثواب في الآخرة، قال الله عز وجل:( الذين آمنوا وكانوا يتقون* لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة)وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليتق الله».
ومما يرجو به المؤمن الخير عند الله تعالى في الآخرة التأسي بهدي النبي صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل:( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر).
أيها الراجون ثواب الآخرةإن الذي يرجو ثواب الله في الآخرة يعمر مساجد الله تعالى، ويحافظ على صلاته، ويؤدي زكاة ماله، ويخشى الله عز وجل، قال تعالى:إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين). وقال سبحانه :(أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب). أي: الذين يبتغون رحمة الله سبحانه، فيقومون بين يديه عز وجل قانتين، وبالأسحار مستغفرين.
والإيمان بما أعده الله تعالى لعباده في اليوم الآخر من أجر عظيم ونعيم مقيم يحفز الإنسان على التوجه إلى الله سبحانه بالدعاء، والتضرع إليه بالرجاء، سائلا ثواب الدنيا والآخرة، كما ذكر الله تعالى دعاء عباده المؤمنين الذين قالوا:( ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا). فاستجاب الله عز وجل دعاءهم، وأحسن ثوابهم، قال سبحانه:( فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين).
أيها المصلون: إن الإيمان باليوم الآخر يعزز التحلي بالأخلاق الحميدة، والتعامل بالسلوكيات الرفيعة، ومن ذلك التواضع ابتغاء ثواب الآخرة؛ فإن الله عز وجل جعل نعيم الدار الآخرة لعباده المتواضعين، قال تعالى:( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين).
والإحسان إلى الجيران، وإكرام الضيوف، وبذل القول الحسن للناس أجمعين؛ من الأعمال التي يطلب بها المرء الجزاء الأوفى في الآخرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت».
ومن أراد الأجر العظيم في الآخرة فليصل أرحامه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه».
فاللهم اجعلنا من عبادك المؤمنين الفائزين بعظيم ثوابك في الدنيا والآخرة، ووفقنا جميعا لطاعتك، وطاعة رسولك محمد صلى الله عليه وسلم وطاعة من أمرتنا بطاعته، عملا بقولك:( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم(. 
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم،
وبسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم،
فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله عز وجل.
أيها المصلون: إن من يبذل المعروف للناس في الدنيا يؤتيه الله تعالى جزاء معروفه في الآخرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة». فصنع المعروف للناس والإحسان إليهم والتعامل معهم بالتسامح والتيسير على المعسرين منهم سبب لتيسير الله تعالى وستره في الدنيا والآخرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة». وقال تعالى:( للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين). وقال عز وجل:وإن الآخرة هي دار القرار* من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب).
هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه، قال تعالى:( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا». اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة الأكرمين. اللهم اجعلنا من البارين بآبائهم وأمهاتهم، المحسنين إلى أهليهم. اللهم أدم السعادة على الحاكم والوطن. اللهم وفق رئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد لكل خير، واحفظه بحفظك وعنايتك، ووفق اللهم نائبه وولي عهده الأمين لما تحبه وترضاه، وأيد إخوانه حكام الإمارات. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحم الشيخ زايد، والشيخ مكتوم، وشيوخ الإمارات الذين انتقلوا إلى رحمتك، اللهم ارحمهم رحمة واسعة من عندك، وأفض عليهم من خيرك ورضوانك. وأدخل اللهم في عفوك وغفرانك ورحمتك آباءنا وأمهاتنا وجميع أرحامنا ومن له حق علينا. اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، اللهم إنا نسألك الفوز بالجنة، والنجاة من النار، اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا مريضا إلا شفيته، ولا ميتا إلا رحمته، ولا حاجة إلا قضيتها ويسرتها يا أكرم الأكرمين، فأنت على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير. اللهم احفظ لدولة الإمارات استقرارها ورخاءها، وزد نعمها، وبارك في خيراتها، وأدم عليها الأمن والأمان يا رب العالميناللهم اجعل الإمارات بلاد علم وحضارة، وتسامح وسعادة، وبناء وقراءة، وجمال ونظافة.
اللهم ارحم شهداء الوطن وقوات التحالف الأبرار، واجز خير الجزاء أمهات الشهداء وآباءهم وزوجاتهم وأهليهم جميعا، اللهم انصر قوات التحالف العربي، الذين تحالفوا على رد الحق إلى أصحابه. اللهم كن معهم وأيدهم، اللهم وفق أهل اليمن إلى كل خير، واجمعهم على كلمة الحق والشرعية، وارزقهم الرخاء يا أكرم الأكرمين.
اللهم انشر الاستقرار والسلام في بلدان المسلمين والعالم أجمعين. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
اذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم. وأقم الصلاة.

الإمارات تنظم العرس الجماعي السابع في البحرين

 بتوجيهات صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبدعم صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، رئيس مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، نظمت المؤسسة أمس الأول، حفل الزفاف الجماعي السابع في مملكة البحرين الشقيقة، الذي ضم ألف شاب وفتاة.
حضر الحفل، الذي يقام برعاية الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، ملك مملكة البحرين، الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب، رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية، في البحرين، والشيخ سلطان بن حمدان بن زايد آل نهيان، سفير الدولة لدى مملكة البحرين، ومحمد حاجي الخوري، المدير العام لمؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، والدكتور مصطفى السيد، الأمين العام للمؤسسة الخيرية الملكية، وعدد من كبار المسؤولين والضيوف وأهل العرسان.
أشاد الشيخ ناصر بن حمد، بعمق العلاقة الأخوية المتميزة التي تربط بين الإمارات والبحرين قيادة وحكومة وشعباً، مثمناً دعم مؤسسة خليفة بن زايد، في تنظيم هذا الحفل الضخم الذي يعكس متانة العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين التي أسسها الآباء والأجداد.
كما أشاد بالدعم الكبير الذي يقدمه الملك حمد بن عيسى، الرئيس الفخري للمؤسسة الخيرية الملكية، الذي يعد الداعم الأول لها، بمبادراته الإنسانية في مختلف المناسبات، مثمناً توجيهاته بتقديم كل أنواع الدعم والرعاية للشباب البحريني، وحرصه على تكامل الجهود للوقوف معهم في بداية حياتهم، ومساندتهم لتوفير الحياة الكريمة المستقرة لجميع أفراد الشعب البحريني الكريم.
وتقدم بأصدق التهاني إلى العرسان، داعياً المولى، عز وجل، أن يباركهم، ويجمع بينهم في الخير ويوفقهم لبناء أسرهم، متمنياً لهم حياة سعيدة ملؤها الحب والوئام.
وأشاد الشيخ سلطان بن حمدان بن زايد، برعاية الملك حمد بن عيسى، للحفل، مثنياً على الدعم الذي تقدمه المؤسسة للشباب البحريني المقبل على الزواج، لافتاً إلى أن عدد العرسان المستفيدين من الأعراس الجماعية، بلغ 3646، منذ عام 2011 وحتى عام 2018.
وأوضح أن هذا الدعم يأتي في إطار العلاقات الأخوية المتميزة القائمة بين البلدين الشقيقين، ومواصلة نهج الأعراس الجماعية الذي تشجعه قيادتنا الرشيدة، لتخفيف الكلف والأعباء عن كاهل المتزوجين، ليؤسسوا حياة زوجية بلا ديون تعكر صفوها.
وتوجه محمد حاجي الخوري، بالشكر الجزيل إلى صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وسموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، على دعمهم المتواصل للأعراس الجماعية في مملكة البحرين الشقيقة.
وأكد أن استمرارية قيادتنا الرشيدة في دعمها محلياً وخليجياً، يسهم في تخفيف الأعباء عن الأسر الإماراتية والخليجية، مشيراً إلى أن شيوخنا هم المثل والقدوة في الحد من الإسراف والمغالاة في الأعراس، وهم أصحاب المبادرة في نشر ظاهرة الأعراس الجماعية.
وأكد الدكتور مصطفى السيد، أن هذا الحفل، خير دليل على مدى العلاقة الأخوية التاريخية الكبيرة التي تربط بين مملكة البحرين ودولة الإمارات، قيادة وحكومة وشعباً. (وام)