الأحد، 1 يونيو 2014

"رؤيتي .. التحديات في سباق التميز"


 كتاب "رؤيتي .. التحديات في سباق التميز"   لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي يستعرض رؤية سموه للتجربة التنموية التي تقوم على تحقيق الامتياز لتحقيق التفوق.

وقد نشرت الكتاب، الذي سطر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد مقدمته بإهداء إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، كل من دار موتيفيت للنشر في دبي والمؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، ومن المقرر أن يطرح خلال الأيام القليلة المقبلة في بقية دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية الأخرى.

وقال الناشران في بيان مشترك: إن الكتاب عمل "فريد يستعرض فيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم جوانب التجربة التنموية، التي تقوم على تحقيق الامتياز والانتقال بالإمارات ودبي من دورهما كمركز اقتصادي إقليمي إلى القيام بدور حيوي كمركز اقتصادي عالمي، مع التركيز على قطاعات الخدمات المتميزة والسياحة واقتصاد الفكر والمعرفة والطاقة البشرية المبدعة وتحقيق معدلات التنمية التي تطمح إليها الدولة".

وأضافا: إن أهمية هذا الكتاب تنبع من اعتماد مادته على المعايشة اليومية للتنمية ذات المواصفات الدولية العالية والتجربة الذاتية والعمل الدؤوب لرفعة الشعب والوطن، وهو يسلط الضوء على المقومات الأساسية لصنع التقدم والريادة، خصوصاً الرؤية الأصيلة والقيادة الحريصة على إعلاء شأن شعبها والإدارة الفعالة وفريق العمل القادر على تحويل رؤية القائد إلى حقيقة وواقع ملموس.

تجربة تنموية


ورأى الناشران أن الكتاب "يعرض تجربة تنموية تتصف بالريادة، وتعتبر من أهم قصص النجاح في عالم اليوم، وباتت محل فخر العرب والمسلمين جميعاً، إضافة إلى بعدها الإنساني والحضاري، لأنها تقدم نموذجاً متجدداً للعالم على إمكان تعايش الحضارات والأديان والتنوع والاختلاف وتعاون الجميع لصنع الامتياز في كل شيء".

وقسم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كتابه إلى خمسة أجزاء، تصدرتها مقدمة جامعة، ثم فصل افتتاحي شامل تضمنه الجزء الأول حمل عنوان "الغزال والأسد"، تلاه الجزء الثاني "مقومات صناعة التنمية" المؤلف من أربعة فصول، هي الرؤية والقيادة والإدارة والقرار وفريق العمل، أما الفصل الثالث، وهو بعنوان "التنمية في سبيل البقاء"، فحوى أربعة فصول اختار لها الكاتب العناوين الآتية: "ضفاف الخور، التنقيب في العقول، الساسة والسياسة، الطاقة الإيجابية والطاقة السلبية".

وانتقل سموه في الجزء الرابع "الامتياز في التنمية" إلى عرض المفاهيم والمواصفات والخصائص التي تتميز بها عملية التنمية في الإمارات ودبي في ثلاثة فصول، هي:

مفهوم الامتياز في رؤية دبي التنموية، صنع في دبي، مأسسة الامتياز، عَبَر إليها بمقدمة افتتح بها الفصل العاشر تضمنت الآتي: الامتياز في التنمية بالنسبة لنا مفهوم حضاري متكامل وعملية بناء رأسية وأفقية للمجتمع المعني بها، لكي نحقق الامتياز في الوطن العربي يجب أن تكون جميع عناصر التنمية متميزة: الرؤية، الأهداف، القيادة، الأفكار، الإدارة، فريق العمل، التخطيط، المعايير، التدريب، التأهيل، المشاريع، التنفيذ، التسويق، التوجه، الإنتاجية، الاستمرارية، المرونة، ومعظم العناصر الأخرى المتصلة بها، والامتياز مرحلة متقدمة في التطور، فكيف نصنع الامتياز في مجتمعات عربية يجب أن نعترف أنها غير متميزة؟ القوانين غير متميزة، الأهداف غير متميزة، التخطيط غير متميز، السلوك غير متميز، وهكذا القطاع العام في الوطن العربي غير متميز، ومثله القطاع الخاص، المدارس والمعاهد والجامعات الحكومية غير متميزة، ومثلها ما يقابلها من المؤسسات التعليمية الأهلية، الشركات الحكومية غير متميزة، وكذلك الشركات الخاصة، وهكذا. البعض يقول إن التميز ليس صفة المجتمعات البشرية كلها فلماذا نريده ونتحمل كلفته العالية؟

سأجيب عن هذا السؤال، فصبراً، وسأقول الآن إن بعض التجارب التنموية في تلك المجتمعات متميز، ويمثل نموذجاً متقدماً يمكن دراسته للتعرف إلى جوهره وأسباب تميزه، ونستطيع عندها صنع نموذج تنموي متقدم يمكن تطبيق عناصره الأساسية في الدول العربية وما وراءها.

الطريق إلى المستقبل

وانتقل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في الجزء الخامس من كتابه، وعنوانه "الطريق إلى المستقبل"، ليستعرض مستقبل الرؤية والتنمية المتميزة في الإمارات ودبي بفصل أخير هو "سباق الأمم والشعوب"، وأتبعه بخاتمة رسم فيها آفاق الرؤية البعيدة وامتدادها إلى الخليج والعالم العربي والعالم للمساهمة في صنع الفرص التنموية الإنسانية الواعدة.

ويتألف الكتاب من نحو 220 صفحة من القطع المتوسط، وهو يتضمن مجموعتين من الصور الفوتوغرافية التي تنضم إلى كلام الكتاب، لتحكي في مجموعها قصة التنمية المتميزة في دبي.

وتتضمن المجموعتان صوراً عامة تتصل بالكتاب، وأخرى شخصية تتصل بالكاتب، سيرى القراء بعضها منشوراً للمرة الأولى.

وقال إيان فيرسيرفيس، ناشر المجموعة ورئيس التحرير المسؤول في دار "موتيفيت" للنشر، التي تولت مهمة نشر الكتاب في دول مجلس التعاون الخليجي وأوروبا:

"نفخر بنشر هذا الكتاب الفريد، الذي يجسد الرؤية التنموية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، من خلال نهج يمزج بين الإبداع والامتياز لتحقيق التفوق"، فقد تحولت تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة ودبي إلى نموذج يحتذى به للتنمية، ليس في العالم العربي فحسب، وإنما في مختلف أنحاء العالم، حيث باتت دولة الإمارات تحظى بمكانة عالمية متنامية الأهمية كمركز اقتصادي فعال، ونتوقع تبعاً لذلك أن يحظى الكتاب بإقبال كبير في مختلف الأسواق التي سيطرح بها، وقد شرعت دار "موتيفيت" للنشر في الإعداد لنشر النسخة الإنجليزية من الكتاب تمهيداً لطرحه في مختلف الأسواق العالمية.

تميز دبي

ومن جهته، قال ماهر كيالي، المدير العام للمؤسسة العربية للدراسات والنشر، التي تولت مهمة نشر الكتاب وتوزيعه في الدول العربية (باستثناء دول مجلس التعاون الخليجي): إن الكتاب يكشف للمرة الأولى أسرار تحقيق التنمية المتميزة في دبي، والأعمدة الفكرية والإبداعية التي قامت عليها، والجهد غير العادي الذي تطلبه تحقيق هذه التنمية، وهذا يتضح من قول المؤلف:

"تحدثنا كثيراً في هذا الكتاب عن الإنجازات والنجاح، لكن الريح الطيبة لم تحمل إلينا إنجازاً واحداً بالمجان، ولا الحظ، لم نحقق شيئاً لم نرم فيه كل طاقاتنا، ولا نعتقد أن الأمر سيكون مختلفاً في المستقبل".

وأضاف كيالي أن ولادة هذا الكتاب المتميز احتفال كبير بالتنمية وبكل من نهض بها في الإمارات عموماً ودبي خصوصاً، وسجل حافل بالانجازات التي تحققت، لكن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد يقدم لأهل الإمارات هذا السجل عبر التواضع الذي يشتهر به، إذ يقول في كتابه: "أريد هنا أن أؤكد للجميع أن محمد بن راشد لم يكن يستطيع القيام بأي شيء لولا الثقة التي وضعها إخواني فيَّ، ولولا تأييدهم ودعمهم المستمر، محمد بن راشد ما كان يقدر على فعل أي شيء من دون فرق العمل التي يقودها، ومن دون دعم القطاع الخاص.. أنا لم أحقق بذاتي كل هذا النجاح، هم الذين حققوه .. من أقصد بـ "هم" كل فرد في كل قسم من كل دائرة حكومية، وكل تاجر في القطاع الخاص وكل ناشط فيه، وكل من أسهم معنا في تحقيق ما سبق من أهدافنا في أي قطاع أو مكان وجد فيه".

وقال كيالي إن الكتاب شعلة من التفاؤل بمستقبل الإمارات، لكنه يجب أيضاً أن يبعث التفاؤل في نفوس كل العرب ببناء التنمية العربية المتميزة، إذ يقول المؤلف: "يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، وأحب لإخواني وأخواتي في العروبة ما أحبه وأريده لإخواني وأخواتي في الإمارات، أريد لهم الوصول إلى مستويات الدول المتقدمة، أريد لهم أن يأخذوا بزمام الأمور، أريد لهم الامتياز في كل شيء، وأريد لهم الريادة.

هذا ما نحاول الوصول إليه في الإمارات ودبي عبر الإنجازات التي أعاننا الله على تحقيقها، والإنجازات الأكبر التي نعمل علي تحقيقها بإذنه تعالى، وكل هذا يدعو إلى الفخر، ولكن لن يكتمل الفخر ولا الاعتزاز ما لم يعم الخير والإنجاز والامتياز كل العرب .. وغايتي من هذا الكتاب النصيحة وتقديم تجربتنا المتواضعة لإخواننا، أملاً في أن تعينهم، لأن حرصنا على مساعدتهم على تحقيق التنمية المتميزة كحرصنا على أنفسنا.

الخطأ والصواب مبدأ مناسب للتوصل إلى النتيجة التنموية الناجحة والمنهج العلمي الذي يمكن تطبيقه في أي دولة عربية، لأننا طورناه في دولة عربية لشعب عربي يربطه بقاطن المغرب في الدين واللغة والتاريخ والتطلعات أكثر مما يربطه بأي عرق آخر يعيش قربنا".



المؤلف في سطور:

* ولد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في العام 1949.

* درس في الإمارات واسكتلندا وتخرج من كلية مونز العسكرية في بريطانيا.

* تسلم قيادة شرطة دبي عام 1968.

* أصبح في ديسمبر 1971 وزيراً للدفاع.

* أصبح ولي عهد إمارة دبي في 4 يناير 1995.

* تولى في 5 يناير 2006 منصب نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم إمارة دبي.

* في حقول التنمية وآفاقها أسس الشيخ محمد بن راشد عدداً من البرامج والآليات، التي تستهدف تحقيق الامتياز في التنمية ورفع مستوى الأداء الإداري وتعميق مفاهيم الإدارة الحديثة والجودة في كل أشكال العمل ومستوياته، مثل برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز "سبتمبر 1997"، وبرنامج دبي للجودة.

* خصص عدداً من الجوائز لتطوير القدرات القيادية والإدارة العربية والمساهمة في رفع مستوى العمل الصحافي، مثل جائزة الإدارة العربية وجائزة الصحافة العربية، وغيرهما.

* أسس عدداً من المؤسسات والبرامج المعنية بتشجيع الشباب وتنمية الطاقات القيادية للمرأة وغيرها.

* أسس عدداً من أكبر الشركات في الشرق الأوسط، مثل: "طيران الإمارات"، "دبي القابضة" "موانئ دبي العالمية"، "إعمار"، "نخيل"، والعشرات غيرها.

* نشر كتابين، هما "ديوان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم" (1990)، و"ديوان الأمسية" (1997).ولد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عام 1949 في دبي، وهو الابن الثالث من أبناء الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم - رحمه الله. درس سموه العلوم العسكرية في كلية مونز العسكرية في بريطانيا ثم ذهب إلى اسكتلندا ليواصل دراسته وعاد مرة أخرى إلى دبي حيث واصل تعليمه.

يشغل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم منصب نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس مجلس وزرائها وحاكم إمارة دبي. ويعرف عن سموه قيادته الحكيمة ونظرته الثاقبة للأمور وعقليته المنفتحة، وهي أمور مكّنت دبي من الوصول إلى ما هي عليه اليوم من ازدهار وتقدم في كافة المجالات.

يمارس سموه، منذ صغره، العديد من الرياضات مثل التنس وكرة القدم والصيد، إلا أن الفروسية تعد جزءاً لا يتجزء من تاريخه وكيانه. وقد فاز سموه بالعديد من سباقات الخيل العالمية، وقام بتأسيس اسطبلات غودلفين عام 1994 وأنشأ كأس دبي العالمي، سباق الخيل الأغلى في العالم، عام 1996. كما يقود صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم فريق الإمارات للقدرة، الذي يعد من أفضل فرق الفروسية في العالم.

وللشعر مكانة خاصة لدى صاحب السمو، فهو ينظم القصيد من صغره، وينتشر شعره في أرجاء العالم العربي، وهو من أهم شعراء النبط. وقد لخّص صاحب السموّ رؤيته في القيادة والحياة في كتابه الذي يحمل عنوان "رؤيتي.. التحديات في سباق التميز" والذي صدر في العام 2006

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق