الجمعة، 14 يوليو 2017

ثقافة الاحترام..خطبة الجمعة اليوم بجميع مساجد الدولة

الخطبة الأولى
الحمد لله رب العالمين، أحمده سبحانه حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله، قال تعالى:( واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين).
أيها المصلون: إن العلاقات الاجتماعية مبنية على الاحترام المتبادل بين الجميع، وثقافة الاحترام أساس التواصل والتعامل بين الناس، فكلهم مكرمون، قال الله سبحانه وتعالى:( ولقد كرمنا بني آدم). والاحترام يدل على الرقي والتحضر، وهو ثقافة تتربى عليها الشعوب، فكم من حضارة أو بلد تميز باحترامه بين أفراده، واحترامه للآخرين، وبها عرف.
وتبدأ ثقافة الاحترام بتعظيم شعائر الله تعالى، وتوقير رسوله صلى الله عليه وسلم والعمل بهديه والتأسي بأخلاقه، قال سبحانه:( لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا).
كما أوجب ديننا الحنيف احترام القانون والنظام؛ فالقوانين وضعت لإقامة المصالح، والمحافظة على المقدرات، وصيانة الأرواح والمكتسبات، ومنها قانون السير، فاحترامه يكفل قيادة آمنة، خالية من المخاطر، بعيدة عن ترويع الآخرين عملا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :« لا ضرر ولا ضرار».
عباد الله: ومن مظاهر ثقافة الاحترام في المجتمعات؛ احترام كبار السن والاهتمام بهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه». فإجلال كبير السن من إجلال الله عز وجل وتعظيمه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم». فإكرامهم من أجل الطاعات، وبهم تحل البركات، قال صلى الله عليه وسلم :« البركة مع أكابركم». ويكون احترامهم بإجلالهم ورعاية مقامهم أينما كانوا، والإنصات إليهم إذا تكلموا، وعدم مقاطعتهم إذا تحدثوا، فقد كان صلى الله عليه وسلم إذا تحدث عنده اثنان في أمر ما؛ يبدأ بأكبرهما سنا، ويقول:« كبر كبر». فيبدأ الأكبر بالحديث قبل الأصغر، احتراما وتقديرا لمقام الكبير، ونقلا لتجاربه ومعارفه إلى الصغير.
أيها المسلمون: ومن ثقافة الاحترام: احترام المرأة وتقديرها وإكرامها، فقد رفع الإسلام مكانة المرأة، فأمر برعايتها على اختلاف صلة القرابة بها، والإحسان إليها، فإذا كانت المرأة أما فتجب طاعتها وخدمتها، وقد جعل الله تعالى رضاه في رضاها وبرها، ولما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحق الناس بحسن صحبتي؟ قال :«أمك». قال: ثم من؟ قال:« أمك». قال: ثم من؟ قال :«أمك». قال: ثم من؟ قال:« ثم أبوك». وهذا غاية في البر والاحترام.
وإن كانت المرأة بنتا فقد بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم من يرعاها ويقوم على شؤونها بأن يكون رفيقه في الجنة، قال صلى الله عليه وسلم :«من عال جاريتين دخلت أنا وهو الجنة كهاتين». وأشار بأصبعيه.
وإن احترام الناس كافة على اختلاف بلدانهم أو أعراقهم أو أديانهم ومعتقداتهم من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد مرت جنازة فقام صلى الله عليه وسلم فقيل: إنه يهودي. فقال:« أليست نفسا».
فاللهم أعنا على نشر ثقافة الاحترام، ووفقنا جميعا لطاعتك وطاعة رسولك محمد صلى الله عليه وسلم وطاعة من أمرتنا بطاعته, عملا بقولك:( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم).
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم،
وبسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم،
فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله عز وجل.
أيها المصلون: إن ترسيخ ثقافة الاحترام لدى البنات والبنين تبدأ مع الطفل في سنواته الأولى، من خلال ما يراه من احترام متبادل بين أفراد أسرته، فيكون البيت بيت سلام واحترام، وكذلك ما يتلقاه من تعليم في المدرسة، وتتعزز ثقافة الاحترام لدى الطلاب في المدارس، بمعرفة قدر المعلم ومنزلته، وحفظ هيبته واحترامه، واحترام الطلاب بعضهم بعضا، كما تتأصل هذه القيمة باقتداء الأبناء بقدوة حسنة، فيتربى النشء على خلق الاحترام لما شاهدوه من أمثلة عملية في حياتهم، ولما وجدوه من احترام الناس لمن يحترمهم، فكما تدين تدان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« من أحب أن يزحزح عن النار، ويدخل الجنة، فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه». وهذا مبدأ مهم، فالمرء يعامل الناس بمثل ما يحب أن يعاملوه به.
وقديما قالوا: احترم تحترم.
فهل نعزز في نفوس بناتنا وأبنائنا ثقافة الاحترام؟
وهل نحرص على نشر ثقافة الاحترام في المجتمع؟
هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه، قال تعالى:( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا».
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم إنك قد مننت علينا بوطن التسامح والمحبة؛ فاجعل العفو شيمتنا، والتسامح خلقنا.
اللهم اجعل الإمارات بلاد علم وحضارة، وموطن بناء وازدهار، ونظافة وجمال.
اللهم ارزقنا حب القراءة والكتاب وطلب العلم.
اللهم اجعل ألسنتنا رطبة بذكرك، ناطقة بشكرك، محسنة إلى خلقك.
اللهم ارحم شهداء الوطن وقوات التحالف الأبرار، اللهم اجز خير الجزاء أمهات الشهداء وآباءهم وزوجاتهم وأهليهم جميعا، اللهم انصر قوات التحالف العربي، الذين تحالفوا على رد الحق إلى أصحابه، اللهم وفق أهل اليمن إلى كل خير، واجمعهم على كلمة الحق والشرعية، وارزقهم الرخاء والاستقرار يا أكرم الأكرمين.
اللهم ارض عن الخلفاء الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة الأكرمين. اللهم انشر الاستقرار والسلام في بلدان المسلمين والعالم أجمعين. اللهم إنا نسألك من الخير كله، عاجله وآجله، ونسألك الجنة لنا ولوالدينا، ولمن له حق علينا، وللمسلمين أجمعين.
اللهم وفق رئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد، وأدم عليه موفور الصحة والعافية، واجعله يا ربنا في حفظك وعنايتك، ووفق اللهم نائبه وولي عهده الأمين لما تحبه وترضاه، وأيد إخوانه حكام الإمارات.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحم الشيخ زايد، والشيخ مكتوم، وشيوخ الإمارات الذين انتقلوا إلى رحمتك،وأدخل اللهم في عفوك وغفرانك ورحمتك آباءنا وأمهاتنا وجميع أرحامنا ومن له حق علينا.
اللهم اجعل جمعنا هذا جمعا مرحوما، واجعل تفرقنا من بعده تفرقا معصوما، ولا تدع فينا ولا معنا شقيا ولا محروما.
اللهم احفظ دولة الإمارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأدم عليها الأمن والأمان يا رب العالمين. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
عباد الله:( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون).
اذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم ( وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق