الجمعة، 7 يوليو 2017

عبدالله بن زايد: تبقى حالة الانفصال عن قطر حتى تغير مسارها

القاهرة في 5 يوليو / وام 
 أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي أن حالة الانفصال عن قطر ستبقى حتى تعدل عن مسارها.
وقال سموه - خلال مؤتمر صحفي مشترك مع معالي عادل الجبير وزير خارجية المملكة العربية السعودية ومعالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية البحريني ومعالي سامح شكري وزير خارجية جمهورية مصر العربية - إنه بالرغم من صبرنا الطويل على أشقائنا في قطر .. لم نجد حتى اليوم أي بوادر حقيقية منها حتى بعد ردها أمس.
وأضاف سموه " أن الدوحة ليست مهتمة بأشقائها ومحيطها كما هي مهتمة بالتطرف والتحريض والتخريب والإرهاب ".
ونوه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان - خلال المؤتمر الذي عقد في قصر التحرير بالقاهرة في أعقاب اجتماع لوزراء خارجية الدول الأربع - إلى أن " هدف كل دولة في العالم هو أن توفر لشعبها أفضل فرص الحياة والازدهار والاستقرار والأمان .. معربا عن أسفه لانتهاج الدوحة - في العقدين الماضيين - نهج الدمار والفوضي " .. مضيفا " ورغم صبرنا الطويل على أشقائنا في قطر لم نجد حتى اليوم أي بوادر حقيقية منها فهي ليست مهتمة بأشقائها ومحيطها كما هي مهتمة بالتطرف والتحريض والتخريب والإرهاب ".
وقال سموه " هناك سؤال يجب على قطر أن تجيب عنه .. لماذا تريد هذه الفوضى والتخريب والتدمير.. ولاتسعد برسم الابتسامة على وجوه البشر "..
مضيفا سموه " مع الأسف .. أثبتت قطر في العقدين الماضيين أن هوايتها هي رسم الحزن على وجوه البشر وإن ساد الخراب ".
وشدد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان على أن الدول الأربع ستكون في حالة انفصال عن قطر حتى تغيير مسارها من الدمار إلى الإعمار مضيفا " سنبقى في حالة انفصال عن قطر حتى تعدل عن مسارها ".
وأوضح سموه " أننا سنقوم بكل جهد ممكن لمواجهة الإرهاب في المنطقة ".. مشيرا إلى أن " المنطقة عانت كثيرا من الفوضى والتدمير ولدينا آمال لمستقبل أفضل لآبنائنا " .. مضيفا " إننا دول ذات سيادة وسنقوم بحماية أنفسنا ومواجهة الإرهاب والتطرف بما يتوافق مع القانون الدولي ".
من جانبه .. قال معالي سامح شكري وزير الخارجية المصري إن الدول الأربع أكدت مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه وأنه لا تسامح مع الدور القطري الداعم للتطرف والإرهاب .. مضيفا " نتطلع دائما للتنسيق والتشاور فيما يجمعنا من مصالح مشتركة في مواقف متطابقة في مواجهة الإرهاب ".
وأوضح أنه تم تناول خلال الاجتماع المستجدات الخاصة بالأزمة مع قطر والتعامل مع التطورات المرتبطة بالأزمة.
وحول رد الدوحة على المطالب التي تسلمتها الدول المقاطعة من دولة الكويت .. أوضح أنه " كما وصف البيان فإن الرد الذي تم موافاة الدول الأربع به في مجمله سلبي ويفتقر إلى أي مضمون ولا يضع الأساس لتراجع دولة قطر عن السياسات التي تنتهجها أو تلبية المشاغل التي تم طرحها".
وأضاف أنه حتى الآن نجد أن هذا الموقف ينم عن عدم الإدراك لخطورة الموقف وأهمية الالتزام بالمبادىء التي استقر عليها المجتمع الدولي والتي تم إقرارها عدة مرات في إطار المقررات الدولية ".. موضحا أن هذه المبادىء راسخة استقرت وتم تأكيدها بشكل واضح خلال القمة الأمريكية العربية الإسلامية بالرياض مؤخرا.
وشدد على أنه يجب احتضان هذه المبادىء من أعضاء المجتمع الدولي الذي دعاه إلى إظهار قدرته والتزامه.. محذرا من أن أي تهاون في هذا الشأن يثير تساؤلات عديدة حول الهدف من هذا النوع من التهاون والموائمة مع مثل هذه الأعمال التي يذهب ضحيتها الأبرياء.. حيث تظهر تداعياتها في الأزمات التي تجتاح المنطقة العربية في التدمير الذي نراه في اليمن وسوريا وليبيا والضغوط التي تفرض والساحة التي تترك لأطراف غير إقليمية وغير عربية بالنفاذ والتدخل في شئون الدول العربية والأمن القومي العربي.
وأوضح شكري أن " الوقت الذي استغرقه الاجتماع خلال الساعات الماضية كان لتداول هذه الأزمة من جميع الجوانب وتقدير التطور الخاص بوجود الرد السلبي من قبل قطر .. وماقد نتخذه من مواقف وإجراءات في المستقبل للحفاظ على مصالحنا للتأكيد على المبادىء التي تم تلاوتها والعمل المشترك مع شركائنا الدوليين للقضاء التام على الإرهاب وهذا هو الهدف ".
وأضاف أن " التضحيات والاستهداف والدماء التي سالت نظير الأعمال الإرهابية سواء في مصر أو في دول عربية شقيقة أو في العالم بصفة عامة لا يجب التهاون فيها .. فقد فاض الكيل ولابد من الحسم الآن في مواجهة هذا التحدي وكل من يرعاه وبالتأكيد فإن المواقف يتم دراستها بعناية بما يؤدي إلى نتائج محددة .. ومن هنا جاء التوافق على استمرار الاتصال والاجتماعات فيما بيننا لدراسة وبلورة كافة الإجراءات التي تتخذ لرعاية والحفاظ على مصالحنا وتحقيق هذا الهدف ".
وأشار إلى أن الرئيسين المصري عبدالفتاح السيسي والأمريكي دونالد ترامب تطرقا - خلال الاتصال الهاتفي الذي جرى بينهما اليوم - إلى الأزمة مع قطر وكان هناك وضوح بأنه لابد من القضاء على أشكال التمويل والدعم وأي نوع من التجاوز في إطار سياسات أي دولة .. موضحا أن هذا هو الأمر الوحيد الذي يؤكد القضاء على هذه الظاهرة حيث لا يمكن الاستمرار في هذه الأوضاع المغلوطة.
من جانبه .. قال معالي عادل الجبير وزير الخارجية السعودي " إننا اتخذنا هذه الإجراءات ضد الدوحة بسبب دعمها للإرهاب والتدخل في شئون المنطقة ونشر الكراهية " .. مشددا على ضرورة وقف مثل هذه الأمور من جانب قطر.
وأضاف أن المقاطعة مستمرة حتى تعدل الدوحة من موقفها.. مشيرا إلى أنه سيتم اتخاذ خطوات إضافية في الوقت المناسب بعد التشاور مع مصر والبحرين والإمارات.. مضيفا " لنا الحق السيادي لاتخاذ قرارات تتماشي مع القانون الدولي".
وقال معاليه " إنه ليس من المستغرب أن تحاول قطر التقرب من إيران لأن طهران هي الدولة الأولى الراعية للإرهاب كما أنها دول معزولة عن العالم وخارج القانون الدولي ".
أما بالنسبة للموقف التركي فأوضح الجبير أن " أنقرة أخبرتنا بأنها على الحياد ونأمل أن تستمر على هذا الموقف".. مشيرا إلى أن الأزمة تتعلق بدول مجلس التعاون الخليجي والأزمة تتعلق بموضوع يهم العالم كله وهو وقف تمويل الإرهاب وأن الدول الأربع اتخذت هذه الإجراءات بسبب المعاناة من سياسات قطر ".
وقال معاليه " تمكنا من كشف الكثير من مخططات الإرهاب ضد بعض الدول قبل حدوثها " .. مشيرا إلى وجود العديد من الجهود التي تبذل لمنع حدوث هجمات إرهابية وإحباطها" .
وأشار الجبير إلى أنه تم " وضع تدابير على المصارف والبنوك وتم منع الجمعيات الخيرية من إرسال أموال للخارج ومراقبة إلى كل التدفقات المالية التي تدخل وتخرج من السعودية عن كثب إضافة لقوانين وتشريعات صارمة تراقب كل أولئك الذين قد ذهبوا إلى بؤر للتوتر والقتال ".. مؤكدا الحرص على وقف كل الأموال التي يشتبه في ذهابها إلى إرهابيين.. منوها إلى اعتقال وسجن العديد من الأشخاص الذين تورطوا في تمويل الإرهاب والمتطرفين وأن المملكة في مقدمة الدول التي تعمل على وقف تدفق الأموال إلى الإرهابيين والمتطرفين.
و قال " علينا مواصلة العمل بهذا الحزم في إطار المجتمع الدولي وهو أن تكون لدينا قوانين تجرم الإرهاب والتطرف والدعم المالي لهما وتطبيق هذه القوانين من خلال إدانة هؤلاء الأشخاص المتورطين وتقديمهم للعدالة والعمل في تبادل المعلومات ".. مضيفا " وما نحرص على أن نفعله هو ندعوا الجميع إلى محاربة الإرهابيين".
وشدد على أنه لا تسامح مع قطر على ما تقوم به من دعم للإرهاب ..
معربا عن استغرابه لإيوائها الإرهابيين رغم أن لديها قاعدة أمريكية من بين عملياتها محاربة تنظيم القاعدة.. منوها إلى أن هذه التدابير التى اتخذت تهدف إلى مساعدة المنطقة والعالم.. إضافة إلى قطر نفسها.
بدوره.. قال معالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية البحريني إن هذا الاجتماع يؤكد أهمية العمل المشترك بين الدول الأربع في هذا الموضوع وفي أي موضوع آخر.. مشيرا إلى أن هذه المبادئ التى تم الاتفاق عليها اتفق عليها العالم أجمع وليس الدول الأربع فحسب.
وأضاف " إن دورنا هو مواجهة إرهاب / داعش/ والإرهاب الذى يأتينا من إيران.
ووصف وزير خارجية البحرين .. الإخوان بأنها جماعة ألحقت الضرر بمصر واستباحت دماء شعبها إلى جانب دولنا .. مضيفا " وعلى هذا الأساس نعتبرهم منظمة إرهابية ".. مشددا على أن كل من يبدي تعاطفه معهم أو ينتمي سيحاكم على هذا الأساس.
وحول إمكانية تجميد عضوية قطر في مجلس التعاون الخليجي قال " إن هذا الموضوع يبحثه مجلس التعاون.. واجتماع اليوم تنسيقي جاء بعد الرد القطري السلبي على المطالب التي قدمناها لصاحب السمو أمير دولة الكويت .. فنحن لا نأخذ قراراتنا بسرعة.. فقرارات مثل هذه هامة جدا وتؤثر في الموقف الراهن ".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق