الأربعاء، 9 أكتوبر 2013

عودة "باسم يوسف" تجدد الجدل حول برنامجه الساخرفي مصر

وجه باسم يوسف كثيرا من سهام النقد للرئيس المعزول محمد مرسي

عودة "باسم يوسف" تجدد الجدل حول برنامجه الساخرفي مصر

  الاثنين، 7 أكتوبر/ تشرين الأول، 2013

مسرح "راديو" بوسط العاصمة المصرية تحول إلى خلية نحل لإتمام تجهيزات جديدة. الاستعدادات تجري على قدم وساق لتصوير حلقات جديدة من برنامج أثار الجدل في مصر على مدار ثلاثة عهود متتالية.
أعضاء فريق إعداد برنامج "البرنامج" السياسي الساخر لم يجتمعوا لفترة جاوزت الأشهر الثلاثة، ولكنهم اليوم يعملون تحت ضغط وفي تكتم شديد استعدادا لموسم جديد يعرض وسط أجواء سياسية مختلفة في مصر. 
ولكن عودة البرنامج الذي يقدمه الطبيب الساخر باسم يوسف، ربما تثير جدلا يضاهي الجدل الذي أثارته حلقاته الأسبوعية التي حظيت بجماهيرية واسعة.
فضائية (سي بي سي) المصرية الخاصة لم تعلن أسباب توقف البرنامج ولكنها أكدت عودته على شاشتها قريبا.
وقالت مها ناجي مسؤولة الإعلام في القناة في تصريح خاص لبي بي سي إن يوسف عاد إلى مكتبه في القناة بالفعل وبدأ العمل مع فريق الإعداد في التحضير للحلقات الجديدة، ولكنها رفضت الإفصاح عن الموعد الدقيق لعودة البرنامج للبث.
وأوضح محمد خليفة مخرج البرنامج لبي بي سي أن الحلقات ستبث من مسرح "راديو" الكائن بوسط القاهرة بيد أنه يجري تغيير الديكورات لتتلاءم مع الموسم الجديد.

تساؤلات

وكان توقف برنامج "البرنامج" الذي يقدمه الطبيب الساخر قد أثار موجة من التساؤلات بسبب تزامن التوقف مع تطورات شهدتها البلاد أفضت إلى اتخاذ الجيش قرارات من بينها عزل الرئيس محمد مرسي. وكان مرسي قد حظي بنصيب وافر من التعليقات اللاذعة خلال الموسم السابق من الحلقات.
رفعت دعاوى قضائية ضد باسم يوسف بتهمة إهانة الرئيس
ومن بين المشاهد التي أغضبت مؤيدي تيار الإسلام السياسي في مصر سخرية يوسف من زي الدكتوراه الفخرية الذى ظهر به الرئيس محمد مرسى في باكستان في مارس / آذار الماضي حيث ظهر معتمرا قبعة ضخمة. وقال ساخرا " كل حاجة واسعة عليك يا ريس".

وتعرض يوسف الذي قيل أنه يتقاضى أجرا خياليا نظير تقديم البرنامج الساخر للمساءلة أمام النيابة العامة المصرية بتهمتي ازدراء الأديان وإهانة الرئيس، ودخل مقر التحقيق، وسط حشد من المتضامنين معه، معتمرا ذات القبعة التي أغضبت أنصار الرئيس المعزول. وبعيد إحالته للتحقيق أنشأ بعض مؤيدي يوسف صفحات للتضامن معه تجاوز عدد معجبي واحدة منها المليون.

"دور محدد"

ويعلق المحامي والناشط الإسلامي خالد نور الدين، على عودة البرنامج قائلا "كان باسم مجرد مؤدي لدور محدد في توقيت معين. كان يتعمد السخرية من شخصيات دينية بعينها".
واستدرك مؤكدا تأييده حرية الإعلام ورفضه قصف الأقلام أو وقف بث البرامج أيا كان اتجاهها. ولكنه تابع في حديث لبي بي سي: لا أرى في "البرنامج" قيمة مضافة. لقد تخرَّج مقدِّمه في كلية الطب وليس الإعلام. إنه يستنسخ برنامجا أمريكيا شهيرا حتى في الزي وتعبيرات الوجه وحركة اليدين.
ويوجه نور الدين سؤالا لباسم: "ترى هل ستنتقد بنفس الأسلوب وذات القوة الوزارة الحالية كما كنت تفعل في عهد مرسي؟"

ثلاث مراحل

وتحاول عبير سعدي وكيل مجلس نقابة الصحفيين المصريين الإجابة على هذا السؤال بتذكيرها بأن باسم يوسف تنقَّل بين ثلاثة قنوات أولها اليوتيوب عبر الإنترنت ثم فضائية أون تي في المصرية الخاصة وبعدها سي بي سي. ومارس دوره النقدي خلال ثلاثة عهود متتالية سواء عهد الرئيس السابق حسني مبارك ومن بعده المجلس العسكري وأخيرا خلال عهد محمد مرسي.
وبدأ باسم حلقاته بإمكانيات متواضعة من غرفة المعيشة بشقته. وسرعان ما ذاع صيته مع اطراد تزايد عدد المشاهدين لقناته على الإنترنت.
وبالتزامن مع إجراءات واسعة اتخذها الجيش على المستوى السياسي في يوليو / تموز الماضي، تم إغلاق عدد من القنوات ذات التوجه الديني، كما توقفت قنوات أخرى عن بث برامج حوارية تركز على الشأن السياسي دون أسباب واضحة.
ولم تشأ المتحدثة باسم فضائية (سي بي سي) التي تعرض البرنامج كشف النقاب عما إذا كان العمل الذي حظي بجماهيرية كبيرة في مصر سيحتفظ بطبيعته الساخرة أم أن محتواه سيتغير. وأوضحت "لا نتدخل في محتوى البرامج".
وتوضح سعدي: القنوات الخاصة لم تتعرض لضغوط إدارية لوقف بعض البرامج، وحتى نفهم ما جرى علينا أن نعي أن هذه القنوات يحكمها رأس المال والعرض والطلب وربما لم يكن ملاك القنوات في حاجة إلى التعرض للحرج خلال مناخ ملتبس. ولكن الآن يبدو أن مواقف الملاك تغيرت. والدليل على هذا أن باسم واصل كتابة مقال أسبوعي حفل بالكثير من الانتقادات السياسية خلال الفترة التي انقطع فيها برنامجه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق