الجمعة، 15 سبتمبر 2017

حضور عربي ودولي كبير في مؤتمر لندن وعملية تغيير النظام بدأت..المعارضة القطرية تهز عرش الحمدين


 قالت المعارضة القطرية، خلال المؤتمر الأول لها في العاصمة البريطانية لندن أمس الخميس، إن الأزمة الأخيرة كشفت الوجه الحقيقي لسلطات الدوحة، وأن السلطة هناك لبست العباءة الإيرانية منذ عام 1995.
وانطلق المؤتمر بحضور قطري وعربي ودولي واسع؛ لكشف انتهاكات الدوحة على المستويين المحلي والعالمي في عدة مجالات، وجرت فعاليات المؤتمر تحت عنوان: «قطر في منظور الأمن والاستقرار الدولي»، وقد أحيط المؤتمر بنوع من السرية؛ بسبب محاولات الدوحة التخريبية والفاشلة للضغط على أعضاء من البرلمان البريطاني لمقاطعته.
وقال المتحدث باسم المعارضة القطرية في لندن، خالد الهيل، إن سلطات قطر دفعت رشاوى وقامت بشن حملة إعلامية في محاولة منها لوقف انعقاد المؤتمر الأول للمعارضة القطرية في لندن، مطالباً بضرورة النظر في «تغيير النظام القطري الحاكم؛ بسبب دعمه للإرهاب».
وأضاف الهيل بكلمته في افتتاح المؤتمر، أن سلطات قطر حرمت الكثيرين من المواطنين من جنسيتهم، واعتقلت العديد منهم، مشيراً إلى أن «التغيير الذي ينشده الشعب القطري لن يكون مفروشاً بالورود». ولفت خالد الهيل إلى أن هذا المؤتمر يعد «تاريخاً فاصلاً في مستقبل قطر». وقال إن سياسة الدوحة تشق الصف الخليجي.
وقال الهيل في تصريح لصحيفة «عكاظ» السعودية قبل المؤتمر، إن قطر منذ أكثر من 25 عاماً تدار بواسطة حمد بن خليفة وحمد بن جاسم، فالنظام القطري بالكامل سواء من الناحية الاستراتيجية أو الفكرية يحركه تنظيم «الحمدين»، فتميم لا يملك من أمره شيئاً، هو مجرد واجهة ينفذ أجندة الحمدين؛ لذلك تجد قطر دائماً في مشكلات وفي مأزق مع دول الجوار، باعتبار سياسات «الحمدين» لا تتوافق مع دول الخليج أو مع المجتمع الدولي سواء في مجال مكافحة الإرهاب أو في مجال حفظ أمن واستقرار المنطقة، كونهم يسعون لبسط نفوذهم في المنطقة، وهذا أمر يتعارض مع اتفاقية دول مجلس التعاون الخليجي.
وأكد الهيل أن مشكلة الدوحة تمتد لأكثر من 25 عاماً؛ إذ ظلت طوال تلك الفترة تحت سطوة حمد بن خليفة وحمد بن جاسم بن جبر. ويراهن الهيل على أن أمير قطر الحالي تميم بن حمد ليس إلا واجهة أو دمية يحركها «الحمدان»؛ لتنفيذ أجندتهما في المنطقة، ولا يستبعد الهيل حدوث انقلاب أو عصيان مدني في الدوحة، باعتباره أمراً معتاداً في الإمارة الخليجية على حد قوله.
وأكد أن الشعب القطري الآن في مأزق؛ لأنهم لا يعرفون ماذا سيحدث في المستقبل، كون النظام القطري يرفض تقديم تسهيلات للشعب، والمشكلة اليوم ليست من دول الخليج؛ بل من النظام القطري نفسه؛ لأنه يقدم مصالحه على مصالح المواطنين القطريين؛ لذا لا تجد أي حلول للمشكلات الداخلية في الدوحة، والشعب يحاول حالياً إيجاد حلول لنفسه؛ لذا إن وجد البديل المناسب الذي يؤمن لهم الاستقرار المناسب في قطر، أعتقد أن القطريين سيسارعون لإحداث عملية تغيير.
أما بالنسبة لموضوع الأسعار والتضخم في الاقتصاد القطري، فقد قال: أعتقد أنه بات واضحاً، بعد تغيير منظومة الاستيراد والتصدير، حتى إن جودة المنتجات تغيرت على الشعب القطري؛ لأن المنتجات أصبحت مختلفة عليهم، إضافة إلى أن الفنادق وسوق العقارات في أزمة، في ظل مغادرة الكثيرين للدوحة، ووجود شح في مواد البناء والمواد الأساسية.
وأشار إلى أن العصيان المدني والانقلابات هو أمر معتاد عليه في قطر؛ لذا لا أستبعده، وأرى أن الانقلاب مطروح على الطاولة، إذا نفذت الحلول، وعلى الشعب القطري أن يجد الحل بنفسه من غير كسر منظومة الحكم الملكي الدستوري، لكن يجب عليك أن تجد البديل المناسب لهذا النظام.
فدولة قطر تعتقد أن صديق الكل سيبقى صديق الكل، في حين أن القاعدة تقول إن صديق الكل هو عدو الكل، ومحاولة الدوحة كسب إيران في صفها، وكسب السعودية في صفها أيضاً، هو تناقض عجيب، في ظل السعي القطري لتوسيع تلك العلاقات، رغم أن إيران دولة تحارب دول الخليج وتمول الإرهاب فيها وتسعى لزرع الفتنة فيها.
في الأثناء، قال المعارض القطري البارز علي الدنيم، إن مؤتمر المعارضة القطرية أطلق فعلياً عملية لتغيير النظام القطري الذي «انتحر سياسياً». وأوضح الدنيم الذي عمل في السابق مستشاراً في المخابرات القطرية ل«سكاي نيوز عربية»، إن «رسالة المؤتمر قوية وواضحة إلى النظام القطري.. دورك انتهى.. عليك المغادرة أو التغيير.. فالتغيير قادم». وقال الدنيم: إن «المؤتمر شهد ولادة حقيقية للمعارضة القطرية؛ لتغيير النظام وفضحه أمام العالم كله».
وأكد أن الشعب القطري معارض لما وصفه بسياسة «الحمدين»، في إشارة إلى الأمير السابق الذي مازال يتمتع بالنفوذ الأكبر حمد بن خليفة آل ثاني، ووزير الخارجية السابق حمد بن جاسم. وأشار المعارض البارز إلى أن المعارضة تسعى حالياً لعملية التغيير، بعد ظهور الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني كبديل واقعي ومنطقي ومقبول لدى الشارع القطري.
وأوضح «أن الشيخ عبد الله ليس بعيداً عن سلالة الحكم في قطر. وبطبيعة الحال هو الأمير القادم إن شاء الله في المستقبل القريب»، مشيراً إلى أن المعارضة سيكون لها الصدى القوي في المستقبل.
وأكد المتحدثون في مؤتمر المعارضة القطرية في لندن، أن مجلس التعاون الخليجي أساسي لاستقرار الشرق الأوسط. وقال المشاركون في مؤتمر المعارضة القطرية، إن تمويل الإرهاب لا يمكن أن يتم بمعزل عن معرفة الحكومات بذلك. وقال دانيل كوزينسكي: نريد أن نفهم كيف لدولة صغيرة كقطر أن تشق الصف الخليجي.
وأشار المشاركون في المؤتمر إلى أن السعودية قدمت الكثير في محاربة تنظيم «داعش». وقال المؤتمر، إن هناك سياسات غربية أثرت في التناغم الدولي في محاربة الإرهاب. وعشية انعقاد الحدث، اتهم معارضون قطريون الحكومة في الدوحة بمحاولة عرقلة عقد المؤتمر.
وشارك في المؤتمر الذي يعد الأول من نوعه، عدد من صانعي القرار من الساسة في العالم، والأكاديميين، ومن المواطنين القطريين؛ لمناقشة أوضاع الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات ومكافحة الإرهاب في قطر، ويُنظمه رجل الأعمال والمعارض القطري خالد الهيل، علاوة على مجموعة من المعارضين القطريين الحريصين على إيجاد حل منطقي للأزمة الحالية، وعلى استقرار وأمن بلادهم في المستقبل.
وكان الهيل، المتحدث الرسمي باسم المعارضة القطرية، قد قال: إن المؤتمر يهدف إلى إبراز حقائق الأمور التي تشهدها قطر، وإلى إفساح المجال للتعبير عنها في ظل «سياسة تكميم الأفواه التي يمارسها النظام القطري».
هذا وتوقع برلمانيون وخبراء بريطانيون أن يزيد المؤتمر من الضغوط المفروضة على الدوحة، وأن يمهد لمزيد من المواقف الرسمية الإقليمية والدولية ضد قطر. وكان القائمون على المؤتمر، وبينهم نواب في البرلمان البريطاني، أكدوا أنهم أحبطوا محاولات قطرية عدة لإفشاله.
ودارت حلقات المؤتمر النقاشية في 5 محاور هي، قطر: الإسلام السياسي ودعم الإرهاب، العلاقة بين قطر وإيران: مصدر رئيسي لعدم الاستقرار الإقليمي، الدور الغائب: تطلعات قطر للنفوذ العالمي في مقابل الديمقراطية وحقوق الإنسان، ويتطرق إلى مخالفات القوانين الدولية لحقوق الإنسان، خاصة بتسليط الضوء على ملف تنظيم كأس العالم لسنة 2022. كما تشمل محاور المؤتمر ملف «الجزيرة»: صوت الإعلام الحر أم بوق الإرهاب؟ الدائرة المفرغة: الاقتصاد والجيوسياسة وأمن الطاقة الدولية. (وكالات) 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق