الجمعة، 28 أبريل 2017

أكدت أن السلام تحية الإسلام الخالدة ودعوة الأديان السماوية..القبيسي تطالب بضرورة الفصل التام بين الإسلام والإرهاب

القاهرة: «الخليج»
أكدت الدكتورة أمل عبدالله القبيسي، رئيسة المجلس الوطني الاتحادي أن السلام هو تحية الإسلام الخالدة ودعوة الأديان السماوية وقيمة إنسانية غالية راح ضحية غيابها الكثير من الأبرياء من الأديان كافة، على حد سواء، جراء الحروب والصراعات أو في اعتداءات إجرامية آثمة، مشيرة إلى أن السلام مطلب حيوي وأمر حتمي للعالم أجمع، وهو لن يتحقق إلا بتحملنا مسؤوليتنا تجاه اختلافاتنا الإنسانية، وأن نسعى للبحث عن المشترك بيننا ونقبل المختلف بيننا.
وأكدت القبيسي، أمام مؤتمر الأزهر العالمي للسلام أمس، أن التطرف والغلو قد أساء للإسلام إساءة كبيرة، ودفع ضريبته المسلمون في مناطق شتى من العالم، مشددة على ضرورة الفصل التام بين الإسلام والإرهاب، وأن يكون الفصل واضحًا لا جدال فيه، دينيا وإعلاميا وسياسيا وفكريا، فتخليص صورة الإسلام، بل الأديان جميعها، من براثن الإرهابيين أولوية قصوى لتحقيق التعايش الحقيقي، مشيرة هنا إلى دور القيادات الدينية في مواجهة التطرف والإرهاب. ونوهت بأن هذا المؤتمر العالمي في حضور رموز وقامات دينية وسياسية وفكرية وثقافية لها جهود وأدوار واضحة في السعي نحو السلام، وهذه الرؤية الحضارية لا يمكن أن تتجسد بشكل أكثر وضوحاً من تجمعنا هنا اليوم، وهو ما يوجب علينا التقدم بخالص الشكر والتقدير والامتنان لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، لدعوته لهذا المؤتمر، منوهةً بأنه من المؤشرات الإيجابية أن يناقش موضوع السلام بتنظيم من الأزهر الشريف، الذي كان ولايزال صرحًا عريقًا للاعتدال، وقلعة شامخة للدفاع عن التعايش والتسامح، على أرض مصر الشقيقة، أرض السلام، مهد الحضارة، وملتقى الأديان والثقافات.
وأوضحت القبيسي أن السلام لا بد أن يتحقق بالحوار، الذي هو السبيل لبناء المشتركات وتكريس التفاهم وأسس التعايش، فالتعايش ثراء وتنوع وتفاعل حضاري بنَّاء، مشيرة إلى أنه لم يعد السلام مفهوما مرتبطا بالعلاقات بين الدول، بل بات مطلوباً وبإلحاح داخل كل دولة على حدة، كونه ركيزة جوهرية للاستقرار والعيش المشترك بين المكونات الدينية والمذهبية والطائفية والعرقية للدول، باعتبار أن الاحترام المتبادل وقبول الآخر ثوابت تنطبق على الأفراد كما تنطبق على الدول.
وشددت القبيسي على أن التنمية وتلبية تطلعات الشعوب تتطلب ثقافة راسخة للتعايش، الذي يوفر بدوره بيئة مجتمعية ملائمة للاستقرار والعمل والإبداع، وأن تأسيس مجلس حكماء المسلمين، الذي يترأسه فضيلة الإمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، يأتي انطلاقا من إيمان لا يتزعزع بحتمية تعايش الأديان والحضارات والثقافات، وقد لعب منذ تأسيسه دوراً حيويّاً في تقديم الصورة الحقيقية للإسلام في مختلف أرجاء العالم، وتعزيز السلام والتسامح والعيش المشترك والتقارب بين الأديان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق