إسلام آباد في 25 أكتوبر / وام
تنفيذا للتوجيهات الكريمة لصاحب السمو
الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة " حفظه الله " بدعم القطاع الصحي
وتعزيز برامجه الوقائية بجمهورية باكستان الإسلامية وضمن مبادرة الفريق
أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى
للقوات المسلحة لاستئصال مرض شلل الأطفال في العالم ..أعلنت إدارة المشروع
الإماراتي لمساعدة باكستان عن النتائج النهائية لتنفيذ حملة الإمارات
للتطعيم والتي تكللت بالنجاح في تطعيم 13 مليونا و283 ألفا و701 طفل
باكستاني ضد مرض شلل الأطفال .
وكشف عبدالله خليفة الغفلي مدير المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان عن
النتائج التفصيلية لحملة الإمارات للتطعيم ضد مرض شلل الأطفال بجمهورية
باكستان الإسلامية والتي تمكنت خلال يونيو ويوليو وأغسطس وسبتمبر الماضية
من ايصال اللقاحات وتطعيم 13 مليونا و 283 ألفا و 701 طفل منهم 10 ملايين و
235 ألفا و 995 طفلا تم تطعيمهم في منطقة بإقليم خيبر بختونخوا و 3 ملايين
و 477 ألفا و 706 أطفال تم تطعيمهم في إقليم المناطق القبلية فتح وهي
الأقاليم التي تعاني من وجود أكبر عدد من حالات الأطفال المصابين بمرض شلل
الأطفال على مستوى العالم كما سجلت خلال الأشهر الماضية من عام 2014 حوالي
95 بالمائة من نسبة عدد الإصابات بشلل الأطفال التي حدثت بجمهورية باكستان
الإسلامية والتي بلغت 206 حالات إصابة بالمرض .
وأشار مدير المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان إلى أن حملة الإمارات
للتطعيم واصلت وللشهر الرابع على التوالي نجاحها الكبير والاستثنائي في
تنفيذ حملات التطعيم للأطفال الذين تقل أعمارهم عن الخمس سنوات في 25 منطقة
بإقليم خيبر بختونخوا وإقليم المناطق القبلية فتح واستطاعت أن تتجاوز
أعداد الأطفال المستهدفين بنسبة عالية حيث نجحت حملة شهر سبتمبر الماضي في
تطعيم 5 ملايين و 216 ألفا و 405 أطفال منهم 3 ملايين و 822 ألفا و 27 طفلا
في 11 منطقة بإقليم خيبر بختونخوا و مليونا و 394 ألفا و 378 طفلا تم
تطعيمهم في 12 منطقة بإقليم المناطق القبلية فتح .
وأوضح انه وبفضل الله وتوجيهات قيادتنا الرشيدة تم تنفيذ حملات التطعيم
المخطط لها بصورة مثالية ومطابقة للبرنامج الزمني والتوزيع الجغرافي في
جميع المناطق والمدن والقرى المستهدفة حيث نجحت هذه الحملات على مدى أربعة
اشهر من تطعيم عدد 3 ملايين و 48 ألفا و 669 طفلا خلال شهر يونيو وعدد 2
مليون و38 ألفا و 831 طفلا خلال شهر يوليو وعدد 2 مليون و 979 ألفا و 796
طفلا خلال شهر أغسطس وعدد 5 ملايين و 216 ألفا و 405 أطفال خلال تنفيذ
حملات شهر سبتمبر الماضي .
وأكد الغفلي أن النجاح الكبير لحملة الإمارات للتطعيم في ايصال اللقاحات
وتطعيم أكثر من 13 مليون طفل باكستاني ضد مرض شلل الأطفال يبرهن للعالم بأن
الجهود والمبادرات الإنسانية لدولة الإمارات العربية المتحدة بتوجيهات
القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "
حفظه الله " فعالة ومتميزة في تحقيق أهدافها الإنسانية النبيلة وتعزيز
تنمية صحة الإنسان وحمايته من الأمراض والأوبئة كما يؤكد على الدور القيادي
لدولة الإمارات في مساعدة أبناء الشعوب الفقيرة والمحتاجة ودعم الجهود
الدولية وبرامج هيئة الأمم المتحدة لوقاية المجتمعات من الأمراض والأوبئة
والأزمات والكوارث وتأمين الحياة الكريمة للإنسان .
وأكد مدير المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان على أهمية مبادرة الفريق أول
سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى
للقوات المسلحة لاستئصال مرض شلل الأطفال في أصعب وأكبر المناطق الحاضنة له
في العالم ..مشيرا الى ان مؤشرات النجاح الاستثنائي التي بدأت منذ اليوم
الأول لإطلاقها تدل على مدى تقدير ومحبة أبناء الشعب الباكستاني وثقتهم
الكبيرة في ما تقدمه الأيادي البيضاء للقيادة الإماراتية الرشيدة لهم حيث
تميزت حملة الإمارات للتطعيم بنسبة نجاح عالية واقبال كثيف من قبل أهالي
المناطق المستهدفة للاستجابة للحملة والمبادرة إلى تطعيم أطفالهم من خلالها
مؤكدين ثقتهم بأن دولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها الرشيدة لا تقدم
لهم إلا عطاء الخير ولا تساهم بجهد إنساني إلا بما فيه منفعتهم ومنفعة
أبنائهم .
وأوضح أن التنفيذ الميداني لحملات التطعيم تم بتنسيق وتعاون مشترك بين
إدارة المشروع الإماراتي وقيادة الجيش الباكستاني وبمشاركة أطباء وممثلين
عن منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة الباكستانية ووزارات الصحة في حكومات
الأقاليم حيث حرصت جميع الجهات المشاركة على تعزيز نجاح الحملة ودعم جهود
فرق التطعيم والتأمين وتخطيط وتنظيم عمليات إعطاء اللقاحات للأطفال
المستهدفين ..مشيرا إلى أن تنفيذ حملة الإمارات للتطعيم تم وفق الخطة
المحددة لها بالتزامن مع تنفيذ حملة اعلامية واسعة لتوعوية وتنبيه السكان
بخطورة وباء شلل الأطفال وتشجيعهم وحثهم على المبادرة بتطعيم أبنائهم
ووقايتهم من شلل الأطفال تحت شعار " الصحة للجميع .. مستقبل أفضل " .
وقد نفذت الحملة بمشاركة مئات الآلاف من فرق التطعيم الثابتة والمتنقلة
وفرق التدقيق والمتابعة والإشراف وتم خلالها استخدام خيارين لإيصال
اللقاحات وتطعيم الأطفال الأول من خلال فرق التطعيم الثابتة في المراكز
الصحية والثاني من خلال فرق التطعيم المتنقلة التي خصصت لتغطية المناطق
والقرى التي لا يستطيع سكانها الوصول إلى مراكز التطعيم الرئيسية .
وبهذه المناسبة صرح المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في شرق
المتوسط الدكتور علاء علوان بأن "دعم دولة الإمارات العربية المتحدة لحملة
التطعيم ضد شلل الأطفال في باكستان وبتوجيهات وحرص شخصي من قيادتها الرشيدة
وخاصة مبادرة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي
نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة هو مثال بارز ونموذجي للتضامن والمؤازرة
والعون الذي ينبغي أن يسود بين كل أعضاء مجتمعنا الدولي ولاسيما في مجال
مكافحة أوبئة وأمراض لا تعرف حدودا جغرافية ولا تفرق بين شعب وآخر "
..معربا عن الامتنان لهذه المبادرة الإماراتية الكريمة والتطلع إلى المزيد
من التوسع فيها لتغطي مناطق أخرى متضررة وإلى إمكانية انضمام المزيد من
الدول الأخرى القادرة إلى هذه الجهود الإنسانية النبيلة والمشرفة من أجل
تحسين مستقبل الأطفال وحماية صحتهم الغالية.
وتستمد حملة الإمارات للتطعيم أهميتها من خلال دورها في دعم المبادرة
العالمية التي أقرتها الجمعية العامة للصحة العالمية لاستئصال شلل الأطفال
بنهاية عام 2018 ودعم خطة الطوارئ الوطنية التي أطلقتها الحكومة
الباكستانية للقضاء على فيروس مرض شلل الأطفال .
وتحظى حملة الإمارات للتطعيم بدور استثنائي وأهمية خاصة في جهود القضاء
نهائيا على وباء شلل الأطفال حيث تترقب منظمة الصحة العالمية وجميع
المنظمات العالمية الأخرى نجاح حملة الإمارات كمؤشر ايجابي للحد من انتشار
فيروس شلل الأطفال ليس على مستوى جمهورية باكستان الإسلامية ولكن على مستوى
جميع دول العالم .
وكان الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب
القائد الأعلى للقوات المسلحة قد قدم مبلغ 440 مليون درهم "120 مليون دولار
أميركي" مساهمة من سموه في دعم الجهود العالمية لاستئصال مرض شلل الأطفال
بحلول عام 2018 مع التركيز بشكل خاص على باكستان وأفغانستان حيث أكد سمو
ولي عهد أبوظبي أن إنقاذ الأطفال من أمراض يمكن الوقاية منها هو عمل إنساني
عظيم لا يتحقق إلا بتكاتف وتعاون الجميع مشيرا سموه إلى أنه بقيادة
وتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله
فإن دولة الإمارات العربية المتحدة تسعى دائما لإقامة شراكات عالمية لحل
هذه القضايا الدولية المهمة.
وقال سموه ان الفرصة التاريخية لا تزال أمام العالم للقضاء كليا على مرض
شلل الأطفال خلال السنوات الست المقبلة في ظل الانخفاض الكبير في حالات
الإصابة بهذا المرض الموهن عالميا ..مضيفا أن المجتمع الدولي قادر في هذه
اللحظة الحاسمة على مواجهة هذا التحدي للقضاء على مرض شلل الأطفال وتحقيق
منفعة دائمة للأجيال المقبلة.
وتعد هذه المساهمة ثاني المساهمات الكبرى التي يقدمها الفريق أول سمو
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لإيصال اللقاحات المنقذة للحياة إلى الأطفال
في جميع أنحاء العالم.
ففي عام 2011 أعلن كل من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان و
مؤسسة بيل ومليندا جيتس عن شراكة استراتيجية تم خلالها تقديم مبلغ إجمالي
قدره 100 مليون دولار أميركي مناصفة بين الطرفين لشراء وإيصال اللقاحات
الحيوية للأطفال في أفغانستان وباكستان.
وأعرب سكان المناطق التي شملتها حملة الإمارات للتطعيم عن شكرهم وتقديرهم
لدولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها الرشيدة على هذه المبادرة
الإنسانية للقضاء على شلل الأطفال في باكستان ..وأشاروا إلى أهمية المشاريع
التنموية التي نفذتها دولة الإمارات العربية المتحدة في المناطق التي
تأثرت بكارثة الفيضانات وخاصة في مجال الصحة مؤكدين إلى أن ارتباط مبادرة
التطعيم باسم دولة الإمارات العربية المتحدة قد عزز من نجاح الحملة وكثف من
نسبة إقبال السكان عليها لأخذ جرعات التطعيم لأبنائهم .
وأكد الأطباء والمسؤولون المشاركون في الحملة ان حملة الإمارات للتطعيم
مؤثرة في المجتمع المحلي بسبب دعمها من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة
وارتباطها بها مما جعل الإقبال عليها والتجاوب معها كبيرا جدا لم تشهده أي
حملات سابقة ..وأشاروا إلى أهمية مبادرة الإمارات بإطلاق هذه الحملة
الإنسانية لحماية الأطفال الباكستانيين من الأوبئة والأمراض الخطرة التي
تهدد صحتهم وسلامتهم وعافيتهم والتي تعتبر إضافة جديدة في سجل المبادرات
الإنسانية الدائمة والمتواصلة للقيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية
المتحدة لمساعدة أطفال العالم وحمايتهم من الأمراض وتأمين المستقبل المشرق
لهم .
ويصيب هذا المرض الأطفال دون سن الخامسة بالدرجة الأولى ..وتؤدي حالة واحدة من أصل 200 حالة عدوى بالمرض إلى شلل عضال .
وانخفض عدد حالات شلل الأطفال منذ عام 1988 بنسبة تفوق 99% إذ تشير
التقديرات إلى انخفاض ذلك العدد من نحو 350 ألف حالة س ج لت في ذلك العام
إلى 223 حالة أبلغ عنها في عام 2012 ويأتي هذا الانخفاض نتيجة ما ي بذل من
جهود على الصعيد العالمي من أجل استئصال المرض .
وفي عام 2013 لم يعد شلل الأطفال يتوطن إلا ثلاثة بلدان في العالم
"أفغانستان ونيجيريا وباكستان" بعدما كان يتوطن أكثر من 125 بلدا في عام
1988.
وطالما يوجد طفل واحد مصاب بعدوى فيروس الشلل فإن الأطفال في جميع البلدان
معرضون لخطر الإصابة بالمرض وقد يسفر الفشل في استئصال شلل الأطفال من هذه
المعاقل العتيدة التي لا تزال موبوءة به عن الإصابة بنحو 200 ألف حالة
جديدة تعم أرجاء العالم في غضون عشر سنوات .
وفي معظم البلدان أتاحت الجهود العالمية لاستئصال شلل الأطفال المجال
لزيادة القدرة على التصدي لأمراض معدية أخرى من خلال بناء ن ظم فعالة في
مجالي الترصد والتمنيع .
وتفيد تقارير الحكومة والمنظمات الدولية بأن غياب الوعي الصحي حول أخطار
المرض والمعتقدات الخاطئة تعيق حملات القضاء عليه بصورة نهائية .
وأكدت منظمة الصحة العالمية خطورة وباء شلل الأطفال حيث أوضحت أن جمهورية
باكستان الإسلامية سجلت في عام 2011 أعلى عدد من حالات شلل الأطفال في عشر
سنوات ما مجموعه 198 حالة وسجلت في عام 2012 ما مجموعه 58 حالة وسجلت في
عام 2013 ما مجموعه 93 حالة كما سجلت في أول عشرة أشهر من هذا العام 206
حالات حيث تعد باكستان واحدة من ثلاث دول فقط في العالم لا يزال شلل
الأطفال متوطنا فيها .
وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن عدد حالات شلل الاطفال المسجلة في
باكستان خلال الشهور العشرة الماضية هو الأعلى عالميا ..كما تشير تقارير
المنظمة إلى ان حالات الاصابة بشلل الأطفال المكتشفة في دول الشرق الأوسط
يعود مصدر أغلبها إلى الفيروس الموجود بباكستان .
وفي عام 1988 اعتمدت جمعية الصحة العالمية الـ 41 قرارا باستئصال شلل
الأطفال في جميع أنحاء العالم حيث أدى ذلك إلى إطلاق المبادرة العالمية
لاستئصال شلل الأطفال برعاية كل من الحكومات الوطنية ومنظمة الصحة العالمية
ومنظمة الروتاري الدولية ومراكز الولايات المتحدة الأمريكية لمكافحة
الأمراض والوقاية منها واليونيسيف ..وجاء إطلاق المبادرة عقب الإشهاد
الرسمي على استئصال الجدري في عام 1980 والتقدم المحرز خلال الثمانينات صوب
التخل ص من فيروس شلل الأطفال في الأمريكيتين .
وشهدت القمة العالمية للقاحات في أبوظبي 2013 الإعلان عن الخطة
الاستراتيجية 2013 - 2018 للقضاء على شلل الأطفال واستئصاله والتي ستكلف
للقضاء على المرض واستئصاله المجتمع الدولي 5.5 مليار دولار حيث قدرت دراسة
علمية أن جهود المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال يمكن أن توفر 40
الى 50 مليار دولار .
وحالما يتم القضاء على شلل الأطفال يمكن للعالم الاحتفال بالنجاح في إيصال
منفعة عالمية عامة كبرى يستفيد منها جميع الناس على قدم المساواة بغض
النظر عن المكان الذي يعيشون فيه وقد اكتشفت الدراسات الاقتصادية أن القضاء
على شلل الأطفال سيوفر على الأقل 40 الى 50 مليار دولار أمريكي على مدى
السنوات العشرين المقبلة معظمها في البلدان المنخفضة الدخل والأهم من ذلك
أن هذا النجاح يعني عدم معاناة أي طفل مرة أخرى من الآثار الرهيبة لإصابته
بالشلل مدى الحياة نتيجة لفيروس شلل الأطفال .
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال كلمته في القمة العالمية
للقاحات في أبوظبي عام 2013 ان أفضل هبة في الحياة بدايتها بصحة جيدة
وحماية الأطفال من الأمراض وأنه مع الاحتفال بأن 80% من أطفال العالم
محصنون نأسف على الملايين من الأطفال المنسيين فقط لانهم يعيشون في مجتمعات
معزولة تشهد نزاعات أو تعاني عدم توافر الخدمات .. كما أشار بان كي مون
إلى ضرورة الحد من حرمان ملايين الأطفال من حقهم في حياة صحية لأنهم
يفتقدون التحصين حيث يجب الوصول إلى هؤلاء الأطفال للحفاظ على مستقبلهم
ومستقبل مجتمعاتنا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق