البيان-دبي
عقدت الأكاديمية الإعلامية الدولية، ومقرها موسكو، أمس، مؤتمرها العاشر تحت عنوان «الإعلام الإلكتروني والإرهاب» في مدينة بادن النمساوية، والذي شارك فيه خبراء وإعلاميون من أكثر من 30 دولة، كما حضره ممثلون للخارجية الروسية، وحضره أيضا رئيس منظمة الأمن الجماعي لدول الكومونولث، والتي تضم عددا من جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق، نيقولاي برديوجا، كما تلقت «البيان» الدعوة من الأكاديمية لحضور المؤتمر.
ناقش المؤتمر العديد من القضايا المتصلة بظاهرة الإرهاب التي تجتاح العالم الآن، والدور الذي تلعبه وسائل الإعلام بمختلف أنواعها، المرئية والمقروءة والمسموعة في التعامل مع هذه الظاهرة، وخاصة الإعلام الإلكتروني الذي لعب دورا كبيرا في نشر المعلومات والصور والأفلام الحيوية حول ظاهرة الإرهاب وفاق في ذلك الفضائيات ووسائل الإعلام الأخرى، بغض النظر عن سلبيات هذا الدور أو إيجابياته.
نظرة تاريخية
افتتح المؤتمر، الذي شاركت فيه «البيان»، رئيس الأكاديمية الدولية للإعلام، أناتولي ليسينكو، والذي شرح في البداية سبب اختيار الأكاديمية النمسا لعقد المؤتمر العاشر حول الإعلام وظاهرة الإرهاب، قائلا إن النمسا هي البلد التي كانت سببا رئيسيا لانطلاق الحرب العالمية الأولى التي كانت نقطة انطلاق لظاهرة الإرهاب الدولي بمفاهيمه الحديثة التي لعبت فيها الصراعات الدولية والعنصرية والطائفية الدور الرئيسي، كما قدمت الحرب الأولى شكلا جديدا لم تشهده البشرية من قبل في استخدام القوة والأسلحة الحديثة في إبادة المجاميع البشرية وتدمير المدن وظهور ظاهرة النزوح واللجوء الجماعي للبشر، وهي الظواهر التي لم تكن بهذه البشاعة قبل هذه الحرب، ثم تطورت أشكالها بعد ذلك وزادت بشاعة وترويعا وتأثيرا، وما زالت مستمرة في التطور.
وتحدث الحضور في المؤتمر حول ظاهرة الإرهاب التي اعتبرها البعض إحدى مظاهر تطور المجتمع البشري في الجانب السلبي، مثلها مثل ارتباط ظاهرة الفساد بالاقتصاد وتطورها المطرد مع تطور المجالات الاقتصادية، وأشار البعض إلى أن ظاهرة الإرهاب التي تمارسها جماعات وتنظيمات متطرفة وراديكالية الآن، كانت منذ البداية تمارسها الدول والحكومات، سواء ضد شعوبها أو ضد شعوب وجهات أخرى، والآن تستخدمها الجماعات والتنظيمات المتطرفة وأيضا بعض الدول، فيما أطلق عليه اسم «إرهاب الدولة»، والغريب في الأمر أن الدول التي انتصرت في الحرب العالمية الثانية، التي وضعت النظام العالمي الجديد، هي الدول التي ارتبطت بعد ذلك بالإرهاب، سواء في ممارسته كإرهاب دولة، أو كدعم وتأييد للجماعات الإرهابية، أو في مكافحته بشكل حقيقي وواقعي أو بشكل ادعائي ساعد على المزيد من انتشاره وتطوره.
الترويج للإرهاب
أجمع الحضور في مؤتمر بادن على عدم وجود مفهوم محدد ومتفق عليه للإرهاب كظاهرة دولية. وفي الحديث حول دور وسائل الإعلام في انتشار ظاهرة الإرهاب أو الترويج لها أو مكافحتها، ذهب البعض إلى أن وسائل الإعلام ساعدت بشكل مباشر على الترويج للإرهاب وانتشاره بالشكل الذي بات معه الإرهاب بشكل عام مجالا وجهة للبحث عن عمل للكثيرين، ليس فقط للمتطرفين دينيا وعقائديا وأيديولوجيا، بل أيضا للكثيرين من العاطلين عن العمل والمحبطين اجتماعيا ونفسيا، وكذلك للكثير من المجرمين أصحاب السوابق الإجرامية المطلوبين دائما لدى الجهات الأمنية، الذين وجدوا الفرصة لممارسة سلوكهم الإجرامي لدى شركات المرتزقة وأمثالها، وأيضا الباحثين عن المزيد من الثروة والأرباح السريعة، ومعظم هؤلاء جميعا وجدوا الطريق للإرهاب عن طريق التواصل المباشر أو التواصل عن طريق الانترنت الذي تعرفوا عن طريق مواقعه على الجهات والتنظيمات الإرهابية وتواصلوا معها عن طريقه.
بعض الحضور في مؤتمر بادن يرون أن وسائل الإعلام الإلكتروني ساعدت بشكل كبير على نمو ظاهرة الإرهاب وجعلها أكثر عنفا وشراسة عن طريق نشر الأفلام التي تعرض مشاهد ذبح البشر وقطع الرؤوس والقتل الجماعي، وذلك يتم عبر وسائل الإعلام لإلكتروني التي باتت في متناول الجميع في كل مكان، وفي المنازل وأماكن العمل، ولا تخضع في معظمها للرقابة ولا للمساءلة القانونية، مما ساعد الجماعات والتنظيمات الإرهابية على الترويج لنشاطها وطرح شعاراتها وقضاياها التي يصدقها البعض ويكذبها البعض الآخر.
في نفس الوقت استخدمت جهات عديدة الإعلام الإلكتروني لمكافحة ظاهرة الإرهاب والرد على الإرهابيين وادعاءاتهم.
نتائج رئيسية
وخلص مؤتمر بادن لنتائج رئيسية منها، أنه لا يجوز إدانة الإعلام بشكل عام والإلكتروني منه بشكل خاص، كما لا يجوز تبرئته بشكل نهائي، ولكن يمكن تحميله جزءا من المسؤولية في الفشل في مواجهة ظاهرة الإرهاب وتحقيق نجاحات في مكافحتها.
وتبقى المشكلة الرئيسية حسب وجهات نظر الحضور في المؤتمر في فشل المجتمع الدولي، وخاصة الدول الكبرى والمنظمات الدولية في الاتفاق على مفهوم محدد مجمع عليه لـ «الإرهاب» كظاهرة عالمية، الأمر الذي يعوق بشكل كبير الإجماع على آليات محددة لمكافحة الإرهاب والقضاء عليه، كما يعوق بشكل كبير وضع قواعد محددة تراقب وتنظم عمل وسائل الإعلام بشكل عام، والإلكتروني منها بشكل خاص، في التعامل بالشكل الصحيح مع ظاهرة الإرهاب الدولي، وعدم الوقوع في أخطاء الترويج للنشاط الإرهابي والجماعات والتنظيمات الإرهابية.
إرهاب الاحتلال
ناقش مؤتمر «الإعلام الإلكتروني والإرهاب» في مدينة بادن النمساوية جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، خاصة الجرائم البشعة التي مارستها إسرائيل في قطاع غزة، ووصفوا هذا على أنه نموذج واضح لإرهاب الدولة الذي نقله الإعلام الإلكتروني بشكل حيوي من واقع الميدان عن طريق الفيديو والصور الحية التي أرسلها الكثيرون من قطاع غزة عن طريق وسائل الإعلام الإلكتروني لكل أنحاء العالم، مما ساعد على الحشد الدولي لدعم إنقاذ شعب غزة، وهو نفس الدور الذي لعبه الإعلام الإلكتروني في العديد من المواقع الأخرى في العراق وسوريا واليمن وأوكرانيا وغيرها.
عقدت الأكاديمية الإعلامية الدولية، ومقرها موسكو، أمس، مؤتمرها العاشر تحت عنوان «الإعلام الإلكتروني والإرهاب» في مدينة بادن النمساوية، والذي شارك فيه خبراء وإعلاميون من أكثر من 30 دولة، كما حضره ممثلون للخارجية الروسية، وحضره أيضا رئيس منظمة الأمن الجماعي لدول الكومونولث، والتي تضم عددا من جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق، نيقولاي برديوجا، كما تلقت «البيان» الدعوة من الأكاديمية لحضور المؤتمر.
ناقش المؤتمر العديد من القضايا المتصلة بظاهرة الإرهاب التي تجتاح العالم الآن، والدور الذي تلعبه وسائل الإعلام بمختلف أنواعها، المرئية والمقروءة والمسموعة في التعامل مع هذه الظاهرة، وخاصة الإعلام الإلكتروني الذي لعب دورا كبيرا في نشر المعلومات والصور والأفلام الحيوية حول ظاهرة الإرهاب وفاق في ذلك الفضائيات ووسائل الإعلام الأخرى، بغض النظر عن سلبيات هذا الدور أو إيجابياته.
نظرة تاريخية
افتتح المؤتمر، الذي شاركت فيه «البيان»، رئيس الأكاديمية الدولية للإعلام، أناتولي ليسينكو، والذي شرح في البداية سبب اختيار الأكاديمية النمسا لعقد المؤتمر العاشر حول الإعلام وظاهرة الإرهاب، قائلا إن النمسا هي البلد التي كانت سببا رئيسيا لانطلاق الحرب العالمية الأولى التي كانت نقطة انطلاق لظاهرة الإرهاب الدولي بمفاهيمه الحديثة التي لعبت فيها الصراعات الدولية والعنصرية والطائفية الدور الرئيسي، كما قدمت الحرب الأولى شكلا جديدا لم تشهده البشرية من قبل في استخدام القوة والأسلحة الحديثة في إبادة المجاميع البشرية وتدمير المدن وظهور ظاهرة النزوح واللجوء الجماعي للبشر، وهي الظواهر التي لم تكن بهذه البشاعة قبل هذه الحرب، ثم تطورت أشكالها بعد ذلك وزادت بشاعة وترويعا وتأثيرا، وما زالت مستمرة في التطور.
وتحدث الحضور في المؤتمر حول ظاهرة الإرهاب التي اعتبرها البعض إحدى مظاهر تطور المجتمع البشري في الجانب السلبي، مثلها مثل ارتباط ظاهرة الفساد بالاقتصاد وتطورها المطرد مع تطور المجالات الاقتصادية، وأشار البعض إلى أن ظاهرة الإرهاب التي تمارسها جماعات وتنظيمات متطرفة وراديكالية الآن، كانت منذ البداية تمارسها الدول والحكومات، سواء ضد شعوبها أو ضد شعوب وجهات أخرى، والآن تستخدمها الجماعات والتنظيمات المتطرفة وأيضا بعض الدول، فيما أطلق عليه اسم «إرهاب الدولة»، والغريب في الأمر أن الدول التي انتصرت في الحرب العالمية الثانية، التي وضعت النظام العالمي الجديد، هي الدول التي ارتبطت بعد ذلك بالإرهاب، سواء في ممارسته كإرهاب دولة، أو كدعم وتأييد للجماعات الإرهابية، أو في مكافحته بشكل حقيقي وواقعي أو بشكل ادعائي ساعد على المزيد من انتشاره وتطوره.
الترويج للإرهاب
أجمع الحضور في مؤتمر بادن على عدم وجود مفهوم محدد ومتفق عليه للإرهاب كظاهرة دولية. وفي الحديث حول دور وسائل الإعلام في انتشار ظاهرة الإرهاب أو الترويج لها أو مكافحتها، ذهب البعض إلى أن وسائل الإعلام ساعدت بشكل مباشر على الترويج للإرهاب وانتشاره بالشكل الذي بات معه الإرهاب بشكل عام مجالا وجهة للبحث عن عمل للكثيرين، ليس فقط للمتطرفين دينيا وعقائديا وأيديولوجيا، بل أيضا للكثيرين من العاطلين عن العمل والمحبطين اجتماعيا ونفسيا، وكذلك للكثير من المجرمين أصحاب السوابق الإجرامية المطلوبين دائما لدى الجهات الأمنية، الذين وجدوا الفرصة لممارسة سلوكهم الإجرامي لدى شركات المرتزقة وأمثالها، وأيضا الباحثين عن المزيد من الثروة والأرباح السريعة، ومعظم هؤلاء جميعا وجدوا الطريق للإرهاب عن طريق التواصل المباشر أو التواصل عن طريق الانترنت الذي تعرفوا عن طريق مواقعه على الجهات والتنظيمات الإرهابية وتواصلوا معها عن طريقه.
بعض الحضور في مؤتمر بادن يرون أن وسائل الإعلام الإلكتروني ساعدت بشكل كبير على نمو ظاهرة الإرهاب وجعلها أكثر عنفا وشراسة عن طريق نشر الأفلام التي تعرض مشاهد ذبح البشر وقطع الرؤوس والقتل الجماعي، وذلك يتم عبر وسائل الإعلام لإلكتروني التي باتت في متناول الجميع في كل مكان، وفي المنازل وأماكن العمل، ولا تخضع في معظمها للرقابة ولا للمساءلة القانونية، مما ساعد الجماعات والتنظيمات الإرهابية على الترويج لنشاطها وطرح شعاراتها وقضاياها التي يصدقها البعض ويكذبها البعض الآخر.
في نفس الوقت استخدمت جهات عديدة الإعلام الإلكتروني لمكافحة ظاهرة الإرهاب والرد على الإرهابيين وادعاءاتهم.
نتائج رئيسية
وخلص مؤتمر بادن لنتائج رئيسية منها، أنه لا يجوز إدانة الإعلام بشكل عام والإلكتروني منه بشكل خاص، كما لا يجوز تبرئته بشكل نهائي، ولكن يمكن تحميله جزءا من المسؤولية في الفشل في مواجهة ظاهرة الإرهاب وتحقيق نجاحات في مكافحتها.
وتبقى المشكلة الرئيسية حسب وجهات نظر الحضور في المؤتمر في فشل المجتمع الدولي، وخاصة الدول الكبرى والمنظمات الدولية في الاتفاق على مفهوم محدد مجمع عليه لـ «الإرهاب» كظاهرة عالمية، الأمر الذي يعوق بشكل كبير الإجماع على آليات محددة لمكافحة الإرهاب والقضاء عليه، كما يعوق بشكل كبير وضع قواعد محددة تراقب وتنظم عمل وسائل الإعلام بشكل عام، والإلكتروني منها بشكل خاص، في التعامل بالشكل الصحيح مع ظاهرة الإرهاب الدولي، وعدم الوقوع في أخطاء الترويج للنشاط الإرهابي والجماعات والتنظيمات الإرهابية.
إرهاب الاحتلال
ناقش مؤتمر «الإعلام الإلكتروني والإرهاب» في مدينة بادن النمساوية جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، خاصة الجرائم البشعة التي مارستها إسرائيل في قطاع غزة، ووصفوا هذا على أنه نموذج واضح لإرهاب الدولة الذي نقله الإعلام الإلكتروني بشكل حيوي من واقع الميدان عن طريق الفيديو والصور الحية التي أرسلها الكثيرون من قطاع غزة عن طريق وسائل الإعلام الإلكتروني لكل أنحاء العالم، مما ساعد على الحشد الدولي لدعم إنقاذ شعب غزة، وهو نفس الدور الذي لعبه الإعلام الإلكتروني في العديد من المواقع الأخرى في العراق وسوريا واليمن وأوكرانيا وغيرها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق