كتلة ضخمة من اللهب تغطي سماء عين العرب بعد قتال وغارات على داعش أ.ف.ب |
برلمان كردستان يوافق على إرسال البيشمركة وأردوغان ينتقد تسليح الأكراد..
صحيفة البيانتكبد تنظيم داعش خسائر كبيرة في معركة عين العرب، حيث فقد 50 مقاتلاً خلال يومين من القتال مع المقاتلين الأكراد الذين يُحضّرون لهجمات كبيرة مستفيدين من الأسلحة التي تلقوها من التحالف، على الرغم من استقدام التنظيم تعزيزات إضافية زج بها في المعركة التي تحولت إلى نزيف مستمر له براً وجواً، حيث تستهدفه غارات التحالف، في وقت أكدت وزارة الدفاع الأميركية أن معظم هذه الأسلحة هي في يد الأكراد ما عدا طرد وحيد استولى عليه التنظيم الإرهابي.
وفيما وافق برلمان إقليم كردستان على إرسال البيشمركة إلى عين العرب، انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تسليح الأكراد الذين يقاتلون في المدينة الكردية السورية لكنه أبدى نوعاً من التفهم لإرسال البيشمركة.
واندلعت معارك جديدة بين تنظيم داعش والمقاتلين الأكراد في مدينة عين العرب (كوباني) السورية الحدودية مع تركيا انما من دون ان تحدث تغييراً على الأرض.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بريد الكتروني ان اشتباكات اندلعت ثم تراجعت قبل ان تستأنف صباحاً وتتركز في وسط وشمال المدينة.
واشار المرصد الى مقتل «ما لا يقل عن 18 مقاتلاً من داعش خلال الاشتباكات التي دارت على جبهات عدة»، بالإضافة الى ستة مقاتلين من وحدات حماية الشعب التي تدافع عن المدينة.
كما قتل ثلاثة عناصر من التنظيم جراء قصف لطائرات التحالف. وبذلك يرتفع عدد قتلى التنظيم خلال يومين من المعارك إلى أكثر من 50 مقاتلاً.
وعلى الرغم من الخسائر الكبيرة، فإن «داعش» استقدم تعزيزات إضافية من المناطق المجاورة التي يسيطر عليها، وخصوصاً من منبج والرقة والباب. وقال ناشطون إن التنظيم بات منكشف الظهر في هذه المناطق بسبب تعويضه استنزاف قواته في عين العرب بتعزيزات جديدة، حيث يتم لاحقاً تدميراً في غارات التحالف، ويسقط المقاتلون في المعارك مع القوات الكردية. ووصلت قافلة من التعزيزات إلى مشارف كوباني أمس، حيث دمرها التحالف غربي كوباني. كما نفذت طائرات أميركية خمس غارات أخرى في المدينة ومحيطها.
تصريحات «البنتاغون»
وأكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ان المقاتلين الاكراد ما زالوا يسيطرون على القسم الاكبر من المدينة.
واوضح الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية الأميرال البحري جون كيربي خلال مؤتمر صحافي ان الوضع في كوباني يبقى «هشاً» ولكن في الوقت الراهن فإن القوات الكردية صامدة بشكل جيد. وقال كيربي ان «الوضع في كوباني يبقى هشاً ولكن، بحسب تقديراتنا، فإن القسم الاكبر من المدينة هو تحت سيطرة الاكراد».
واكد ان التنظيم «لم يتقدم في كوباني في الأيام الأخيرة»، لكنه تدارك محذراً من ان «هذا الوضع قابل لأن يتغير».
من جهة أخرى، قالت وزارة الدفاع الأميركية إن طردين من المساعدات العسكرية التي يتم إسقاطها جوا ضلا طريقهما بعيدا عن يد أكراد سوريا في كوباني في وقت سابق هذا الأسبوع. وأضافت أن أحدهما تم تدميره والآخر حصل عليه مقاتلو داعش. وأضاف أن 26 طرداً آخر أسقطت للأكراد في كوباني ووصلت إلى المستهدفين.
هجوم أردوغان
وانتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عمليات القاء المعدات والأسلحة الأميركية من الجو الى المقاتلين، معتبراً انه قرار «خاطئ». وقال اردوغان: «من الواضح ان هذا القرار قرار خاطئ»، موضحاً ان هذه الاسلحة وقعت في ايدي حزب الاتحاد الديموقراطي -- السوري الكردي الذي تعتبره انقرة منظمة ارهابية -- وتنظيم داعش.
وصرح الرئيس التركي للصحافيين في انقرة قبل توجهه الى ليتوانيا في زيارة رسمية: «كل مساعدة تقدم لحزب الاتحاد الديموقراطي تصب في مصلحة حزب العمال الكرستاني (التركي المتمرد). ونحن في تركيا سنتصدى لذلك». وشدد اردوغان: «نرى بوضوح من الذي يستفيد من هذه المساعدة. يجب عدم القيام بهذا النوع من العمليات من اجل المظاهر فقط فهناك وسائل اكثر حكمة وفاعلية لتحقيق ذلك». واضاف: «لا افهم لماذا تعتبر كوباني بهذه الأهمية الاستراتيجية في نظر الأميركيين، في حين لم يعد فيها اي مدني».
ورفضت تركيا حتى الآن التدخل عسكرياً لمساعدة المدافعين عن كوباني خشية ان يستفيد من ذلك نظام الرئيس السوري بشار الأسد، عدوها اللدود، إلا إنها وتحت ضغط الولايات المتحدة أعلنت الاثنين استعدادها للسماح للبشمركة الأكراد العراقيين بعبور اراضيها للتوجه الى عين العرب.
وأضاف أردوغان: «انا الذي اقترح على (الرئيس الأميركي باراك) اوباما السماح بمرور البيشمركة حتى كوباني». وتابع: «قلنا لهم (للأميركيين) ان الدعم الذي سيقدمونه الى حزب الاتحاد الديموقراطي وحزب العمال الكردستاني غير مقبول بالنسبة الينا. كما قلنا لهم اننا لا نستطيع التعاون الا مع الجيش السوري الحر والبيشمركة».
إرسال البيشمركة
إلى ذلك، وافق برلمان كردستان العراق على ارسال قوات من البيشمركة الى مدينة كوباني، بحسب رئيس البرلمان يوسف محمد صادق. وقال صادق في نهاية الجلسة المغلقة التي عقدها برلمان الإقليم: «قرر برلمان كردستان ارسال قوات الى كوباني بهدف مساندة المقاتلين هناك وحماية كوباني»، وذلك بحسب شريط مصور عرضته الدائرة الإعلامية للبرلمان.
نازحون رضّع
أوضح الناشط والصحافي الكردي مصطفى عبدي ان الأشخاص العالقين على الحدود مع تركيا «لا يزالون في مكانهم. لا يمكنهم دخول كوباني لأن مناطقهم يسيطر عليها داعش، ولا يمكنهم دخول تركيا التي تضع قيوداً كبيرة على دخول الأكراد».
وذكر ان «البعض يريد ادخال ماشيته وسياراته معه، الأمر الذي ترفضه السلطات التركية». وأكد أن «السلطات التركية تحاول ان تحول دون دخول اي شيء الى كوباني».
وقال الناشط محمد علي احمد الموجود في منطقة الحدود التركية من جهته إن «بين العالقين على الحدود مئتي طفل رضيع، وقد ابلغنا المنظمات الدولية بذلك»، مضيفاً: «هم يعيشون في العراء على مقربة من حقل ألغام. ولا يملكون شيئاً». أ.ف.ب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق