أبوظبي في 18 أكتوبر / وام
قالت نشرة " أخبار الساعة " إن دولة الإمارات العربية المتحدة قطعت مؤخرا خطوة جديدة تجاه تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة تمثلت في اعتماد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي فكرة إنشاء شبكة الإمارات لجودة الهواء وهي الشبكة التي ستكون معنية بتنفيذ عدد من المهام من بينها رصد مؤشرات جودة الهواء في مناطق الدولة المختلفة وتوفير بيانات دقيقة عنها ..مشيرة إلى توجيه سموه بسرعة استيفاء الدراسات حول هذه الفكرة وإطلاقها كمشروع وطني خلال الفترة القصيرة المقبلة.
وأوضحت النشرة التي يصدرها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في إفتتاحيتها تحت عنوان "خطوات على طريق التنمية المستدامة" أن هذه الخطوة ذات أهمية كبرى لدولة الإمارات التي تعد من أعلى دول العالم في مؤشر نصيب الفرد من انبعاثات الملوثة للبيئة وعلى رأسها غاز ثاني أكسيد الكربون إذ تشير بيانات كل من البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة والبنك الدولي إلى أن نصيب الفرد من تلك الانبعاثات في الإمارات يصل إلى 19.9 طن سنويا وهو أعلى منه في دول متقدمة عديدة كالولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وكندا واليابان وكوريا الجنوبية فضلا عن العديد من الاقتصادات الصاعدة كالصين والهند وروسيا والبرازيل وهذه الدول جميعها ترتفع فيها نسب انبعاثات الغازات الملوثة للبيئة من جراء عمليات التصنيع والاستهلاك المرتفع للطاقة والوقود الأحفوري.
وأكدت النشرة أن دولة الإمارات وعت هذه الحقيقة منذ سنوات عديدة وعمدت إلى تنفيذ عدد من المبادرات التي تهدف إلى ترشيد استهلاك الطاقة ورفع كفاءتها والحد من مظاهر التلوث البيئي المختلفة وكان لهذه المبادرات أثر إيجابي كبير على مؤشراتها البيئية إذ خفضت نصيب الفرد الإماراتي من انبعاثات الغازات الملوثة للبيئة بشكل ملحوظ.
وأشارت إلى أن خطوة إنشاء شبكة الإمارات لجودة الهواء تأتي في إطار عزم الدولة على تحقيق المزيد من التحسن في هذا المؤشر في إطار استراتيجية شاملة تتبعها وهي استراتيجية الاقتصاد الأخضر التي تحرص على تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتضع حماية البيئة ضمن أهم أولوياتها باعتبار أن ذلك هو أحد متطلبات التنمية الشاملة والمستدامة.
وأضافت أنه في الإطار ذاته تتبنى الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021 أهدافا عدة ذات علاقة مباشرة بالبيئة والتنمية الخضراء كتحقيق بيئة مستدامة من حيث جودة الهواء والمحافظة على الموارد المائية وزيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة وهي الأهداف التي ستستفيد من إنشاء شبكة الإمارات لجودة الهواء التي ستمثل آلية على درجة عالية من الفاعلية في دعم القرار البيئي الإماراتي وتمكن الحكومة من التفاعل بشكل آني وسريع مع أي مشكلة أو تطور منذر فيما يتعلق بجودة الهواء في أي منطقة من مناطق الدولة ومن شأن ذلك أن يرفع كفاءة سياساتها البيئية ويزيد عائداتها التنموية ويخفف في الوقت نفسه الآثار البيئية السلبية التي ترتبط بمظاهر التطور والازدهار في المجتمعات الحديثة والتي تمر بها الإمارات في خضم تطورها وازدهارها الاقتصادي الحالي.
و قالت النشرة في ختام افتتاحيتها إن فكرة إنشاء شبكة الإمارات لجودة الهواء تعد إحدى مخرجات جلسات العصف الذهني التي نظمتها الحكومة الإماراتية ممثلة في وزارة البيئة والمياه مؤخرا ما يبرز ويؤكد قيمة إيجابية كبيرة تتعلق بمنهجية العمل التي تتبناها الحكومة وهي قيمة الانفتاح على جميع الأفكار التي تحقق المصلحة العامة ويجسد في الوقت ذاته الاستجابة السريعة من قبل الحكومة واستعدادها التام لتوفير جميع الإمكانات والموارد اللازمة لتنفيذ أي مشروع أو فكرة تستهدف الارتقاء ليس فقط بالوضع البيئي ولكن بالوضع التنموي الشامل على مستوى الدولة كلها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق