أبوظبي في 9 أكتوبر/ وام
ركزت صحف الإمارات في افتتاحيتها اليوم على ظاهرة الإرهاب و ضرورة محاربتها من خلال معالجة العوامل والمسببات التي توفر أرضية خصبة لانتشارها .. مؤكدة أن المواجهة الفكرية للإرهاب لا تقل أهمية عن المواجهة العسكرية لأن النجاح فيها يعني اجتثاث جذور هذا الإرهاب و تجريد الجماعات التي تتبنى النهج الإرهابي من المبررات التي تعتمد عليها و من ثم حرمانها من القدرة على التلاعب بعقول الشباب أو استغلال الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة في بعض المجتمعات لنشر أفكارها الهدامة والخبيثة.
ودعت للشروع فورا برسم استراتيجيات ورؤى واضحة واتخاذ إجراءات حازمة ورادعة لمواجهة التنظيمات المتشددة الإرهابية خاصة مع اتساع حجم نشاطاتها الإرهابية و عملياتها الوحشية وارتكابها جرائم ضد الإنسانية بقتلها المدنيين العزل من الأطفال والنساء في العديد من البلدان العربية والإفريقية.
وتحت عنوان " وأد الإرهاب .. وصفة شاملة " قالت صحيفة " البيان ".. إن العالم يلهث وراء " داعش " من أقصاه إلى أقصاه أملا في القضاء عليه بعد أن نشر الرعب بين الناس إثر ظهور مفاجئ كما النبت الشيطاني لا تعرف له جذور أو مصدر تمويل وجد في المنطقة المضطربة سياسيا وأمنيا مرتعا خصبا ينفذ فيه أجندته القائمة على استحلال أرواح الناس و دمائهم باسم الإسلام.
وأكدت أن الاعتماد على القوة العسكرية منفردة للقضاء على ظاهرة الإرهاب التي أطلت كأخطر المهددات خلال القرن الحادي والعشرين قد يكون رؤية لا شمولية ناقصة تحتاج مكملات أخرى تعالج الظاهرة أبرزها معالجة العوامل والمسببات التي توفر أرضية خصبة لانتشار الأفكار الشاذة والمتطرفة وهي المبادئ التي أكدت عليها كلمة الشعبة البرلمانية الإماراتية في اجتماعات البرلمان الدولي في جنيف .
وأضافت .. لعل في نزع فتيل النزاعات الناشبة في عدة مناطق من دول العالم تمثل رأس الرمح في وأد الإرهاب والقضاء عليه..فمع استمرار النزاع في سوريا و ترك ليبيا فريسة الاقتتال الداخلي وتواصل التوتر في العراق يفتح الباب على مصراعيه لهذه الجماعات المتطرفة سواء داعش أو غيرها للتمدد والانتشار كالنار في الهشيم ".
وشددت في ختام إفتتاحيتها على ضرورة وجود رؤية شاملة لمحاربة الإرهاب وتطويقه تستصحب التعاون الوثيق بين الجهود الحكومية والبرلمانية داخل كل دولة و بين حكومات وبرلمانات الإقليم..ومن ثم توسيع الأمر إلى شراكة دولية فعالة والتوافق الدولي على عقد إتفاقية شاملة لمكافحته واعتبرتها أبرز معالم "خريطة الطريق" إلى نهاية عصر الإرهاب .
من جانبها قالت صحيفة " الخليج " في مقالها الافتتاحي تحت عنوان " عين العرب و ثمن الدم " .. إن مدينة " عين العرب " الكردية السورية المحاذية تماما للحدود التركية قد يكون مصيرها مثل مصير قرى وبلدات جبل سنجار وسهل نينوى في العراق عندما وقعت في أيدي تنظيم " داعش " الإرهابي حيث تعرض سكانها من الإيزيديين والمسيحيين وحتى المسلمين للإبادة والتنكيل والذبح وتعرضت النساء للسبي ومن تمكن من النجاة فقد هام على وجهه أو لجأ إلى المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في شمال العراق.
ونبهت إلى أن " عين العرب " قد تتحول في أية لحظة إلى مأساة إنسانية فعلية إذا ما تمكن تنظيم " داعش " من احتلالها وذلك إذا ما حصل فإنه يتم تحت أعين المجتمع الدولي ودول الجوار خصوصا تركيا التي تراقب المذابح التي تجري فيها عن قرب حيث يترك سكان المدينة فريسة لهمجية " داعش ".
**********----------********** ولفتت إلى أن الغارات الجوية التي تستهدف " داعش " حول المدينة لم تؤثر في هذا التنظيم ولا في تصميمه على اقتحامها كما أن تركيا التي تقف قواتها على مقربة منها تكتفي بالمراقبة وتمنع وصول أي دعم أو إسناد لها من جانب الأكراد في الجهة الشمالية وكأن تركيا تريد بذلك أن يتحول أكراد المدينة إلى ضحايا مثلهم مثل غيرهم في سنجار وسهل نينوى والموصل.
وأشارت إلى أن شروط تركيا لإنقاذ أهل المدينة من مصير مأساوي يدل على أنها تريد ثمنا سياسيا لعمل إنساني وهو ثمن يتناقض مع كل القوانين والشرائع الدولية ويصب في مجرى تحقيق مصالح ومنافع من خلال استخدام الدم الكردي ورقة للابتزاز لإقامة منطقة عازلة على طول الحدود مع سوريا بما يحقق طموحات تركية تاريخية في الأرض العربية ولا علاقة له بعمل إنساني..إذ إن الموقف التركي منذ ثلاث سنوات تجاه سوريا والعراق من خلال فتح الحدود لآلاف المرتزقة وتوفير المأوى والدعم لهم لا ينم عن أي عمل إنساني بل عن نية مسبقة في تخريب وتدمير البلدين وبالتالي تنفيذ أحلام عثمانية تراود ذهن رجب طيب أردوغان منذ وصل حزبه " العدالة والتنمية " إلى السلطة.
وأكدت " الخليج " في ختام مقالها أنه من المعيب أن تلجأ دولة إلى أساليب أقل ما يقال فيها إنها تفتقد إلى الأخلاق السياسية في التعامل مع قضية إنسانية في هذا المستوى حيث مصير آلاف الأبرياء من نساء وأطفال ورجال بات في يد حفنة من المجرمين والسفاحين في حين يتم التفرج عليهم عن بعد أو يتم وضع شروط لإنقاذهم.
وحول الموضوع ذاته كتبت صحيفة " الوطن " أن كل التقارير التي تتحدث عن ظاهرة " تجنيد الشباب " لصالح التنظيمات المتطرفة مثل داعش والقاعدة وجبهة النصرة وفجر ليبيا وبيت المقدس..تؤكد أن الوسيلة الأكثر استخداما هي " الانترنت " و شبكات التواصل المختلفة ووسائل الاتصالات والاعلام التي أصبحت في متناول يد هذه الفئة التي تستخدمها بمهارة وفن ودأب.
وتحت عنوان " استعادة الشباب المضلل " أوضحت أن المحركات هي الأفكار والظروف الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها هؤلاء الشباب خاصة الذين تنقصهم الثقافة الدينية الحقيقية والرؤى المعتدلة للنظر في قضايا انسانية واجتماعية وسياسية أخذت تلح على الشباب أكثر فأكثر بعد أن أصبحت وسائل الشحن الفكري والمعنوي ووسائل التعبئة الدعائية والترويجية أكثر انتشارا واستخداما.
ونبهت إلى أن آفة الفراغ والضياع النفسي والمعنوي والفكري يدفع هؤلاء الشباب نحو تبني أوهام خادعة وسراب مضلل لن يكتشفوا حقيقته إلا بتسليط الضوء على أكاذيبه وضلاله وفجوره وجرائمه ولكن بعقلانية وموضوعية وفكر وكياسة ونضوج .. مؤكدة أن الشعارات لن تنفع في مثل هذه المعركة الفكرية لأن الدعاة الأدعياء وأصحاب الأوهام الخادعة لديهم من الشعارات البراقة ما استطاعوا به خداع الشباب وتضليله.
وخلصت الصحيفة إلى تأكيد أهمية الخطاب الواعي والموضوعي والمليء بالفكر والنظر والتأمل والحركة والانتماء لحماية الشباب من الوقوع في مستنقع تلك الجماعات المتطرفة على أن يكون منظما ومستمرا ودؤوبا لأن المعركة طويلة وعميقة ومتسعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق