السبت، 11 أكتوبر 2014

في البداية صدمتها الفكرة وسرعان ما أمسكت بطرف الحبل فأبدعت..عفراء العويس تحقق حلم المشي على الماء



البيان-دبي – أحمد يحيى
التاريخ:

الأعمال العظيمة وليدة فكرة ملهمة، تُغلف بإرادة قوية حتى تكتمل، وتبحث عن حيز زمني لتثبت أنها الأفضل بين مثيلاتها، وعندما تقترن الفكرة بالدراسة، فذلك يكون أدعى للتميز والبروز، هذا هو حال كثيرين من طلبة الكليات العملية التي تعتمد على مشاريع تخرج، تكون نواة ربما في قادم الأيام لاختراعات، قد تغير واقعاً، أو تبدل مساراً للأفضل.
عفراء العويس طالبة هندسة الطاقة المتجددة والمستدامة في جامعة الشارقة، استطاعت تطويع نظرية علمية خاصة بقانون الطفو، لتحيلها إلى التطبيق العملي لاختراع أثبت نجاحه من خلال مختبرات الجامعة.
بداية الحلم 

البداية كانت من خلال طلب الدكتور صالح عكور من قسم الطاقة المتجددة المستدامة، بتطبيق دراسة علم «ميكانيكا الموائع»، في إنجاز حذاء يمشي على الماء. وهنا تقول عفراء: في البداية لم أستوعب الفكرة جيداً ووجدتها ضرباً من الخيال، فكيف لحذاء أن يسير فوق الماء، لحظات قصيرة حتى وجدت نفسي أمام فكرة بالفعل قابلة للتحقق وبجدارة، إذ إن قانون الطفو الذي ندرسه من خلال «ميكانيكا الموائع»، هو الاتجاه الأمثل لتطبيق الفكرة.
وتضيف: تطلب الأمر أوراقاً قليلة، واستدعاء سريعاً لبعض النظريات العلمية، مدعومة ببعض الأرقام، ودراسة مركز الاستقرار في الأجسام، لأن أي جسم طافٍ يحتاج إلى اتزان واستقرار على الماء، هذه كانت أدواتي الأولى، وظل الأهم وهو كيفية تنفيذ الحذاء، وكيف سيكون شكله المثالي، وقدرته على حمل أوزان كبيرة.
مراحل التنفيذ

بدأت الأفكار تتوارد إلى ذهن عفراء، ويوماً بعد آخر تتشكل فكرة الحذاء، وقد اعتمدت في خاماته على مادة الفوم «البوه» المضغوط الذي يعرف بقدرته على تحمل الضغط، وإمكانية كسره ضعيفة. ثم بدأت بتنفيذ الحسابات الهندسية، وتصميم الشكل، مع إطلاع الأستاذ المشرف على الاختراع، والتأكد من صحة العمليات الهندسية والحسابية، وتالياً الاتفاق مع أحد المصانع للبدء في خطوة التنفيذ وتصنيع الحذاء.
وبعد أيام قليلة أصبح الحلم حقيقة منظورة، فبدأت مرحلة التجريب العملي، بارتداء الحذاء والمشي على الماء، وأثبت الحذاء قدرة عالية على تحمل الأوزان الثقيلة فوق الماء، التي وصلت إلى أكثر من 80 كيلو غراماً، إلا أن التجربة أفصحت عن مشكلة صغيرة وهي ضعف الاتزان للحذاء على الماء نسبياً، وسرعان ما وجدت عفراء حلاً لذلك بإضافة زوائد جانبية للحذاء، مع مجدافين يساعدان مرتديه على الحركة بسهولة فوق سطح الماء من دون سقوط.
تفاصيل ومميزات

توضح عفراء أن أساس أي عمل ناجح هو تكرار المحاولة للوصول إلى أدق التفاصيل الكفيلة بتحقيق النجاح، مشيرة إلى أن خطوات التصنيع استغرقت نحو عشرة أيام، وبلغت كلفة الحذاء نحو 250 درهماً، هي قيمة المواد المستخدمة، وتلك قيمة زهيدة مقابل ما ستقدمه الفكرة مستقبلاً، إذا ما تم تطويرها بشكل أكثر احترافية من قبل أي شركة تريد أن تتبنى الفكرة والعمل عليها لطرحها بالأسوق، أما وزنه فلا يتعدى بضعة كيلوغرامات، وقابل للخفض أيضاً.
وتؤكد أن الفكرة نوعية ولافتة، وأن كثيرين سيسعون من باب الفضول إلى تجربة الحذاء، وتضيف: تبقى التجربة والإصرار عاملين مشتركين في نجاح أي شخص يمتلك حلماً ويسعى إلى تحقيقه، وخير دليل على ذلك هو صنعي لهذا الحذاء، كما أنني من الممكن مستقبلاً ومن خلال تخصصي حالياً، أن أسهم في إنشاء محطة توليد طاقة نظيفة، أحد مصادرها طاقة الطفو.
مخاوف الأسرة

قالت عفراء العويس: إن حصولها على تقدير جيد جداً عن مشروع «الحذاء المائي»، بدد كثيراً من مخاوف أسرتها التي لم تكن تتوقع أن تنفذ هذا المشروع لغرابة فكرته وصعوبة تنفيذها، لكن ومع مرور الوقت وفي فترة قصيرة، بدأت هذه الهواجس تتلاشى، وتحديداً بعد نجاح التجارب الأولى، موضحةً أن الدراسة في كلية الهندسة، وبتخصص جديد مثل تخصص الطاقة المتجددة والمستدامة، لم يكن سهلاً على الإطلاق، خاصة لما يتطلبه من دعم وتشجيع أسري، إضافة إلى أن الدولة بحاجة إلى تخصصات جديدة تدعم مشاريعها التنموية المستقبلية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق