الجمعة، 19 يناير 2018

نعمة الطعام..خطبة الجمعة اليوم بجميع مساجد الدولة

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَكْرَمَنَا بِسَوَابِغِ النِّعَمِ، وَتَفَضَّل عَلَينَا بالخَيرِ و المِنَن، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ اللَّهُ بِدِينِ السَّلَامِ، وَإِطْعَامِ الطَّعَامِ، وَبَذْلِ الْخَيْرِ لِلْأَنَامِ، فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ. أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ، قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:( وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ). 
أَيُّهَا الْمُصَلُّونَ: لَقَدْ أَكْرَمَنَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِخَيْرَاتٍ عَظِيمَةٍ وَافِرَةٍ، وَأَسْبَغَ عَلَيْنَا نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً، قَالَ تَعَالَى:( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا)( ). وَمِنْ أَهَمِّ هَذِهِ النِّعَمِ الْجَلِيلَةِ نِعْمَةُ الطَّعَامِ، فَهُوَ مِنْ قِوَامِ حَيَاةِ الْإِنْسَانِ، وَمِنْ مَصَادِرِ قُوَّتِهِ وَطَاقَتِهِ، وَغِذَاءِ بَدَنِهِ، وَقَدِ امْتَنَّ اللَّهُ سُبْحَانَهُ بِالطَّعَامِ عَلَى الْإِنْسَانِ فَقَالَ:( فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ* الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ)( ). كَمَا أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى الْإِنْسَانَ بِالتَّفَكُّرِ فِي تَكَوُّنِ طَعَامِهِ، وَالتَّأَمُّلِ فِي بَدِيعِ تَكْوِينِهِ( ). لِيُقَدِّرَ نِعْمَةَ الطَّعَامِ حَقَّ قَدْرِهَا، فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ :(فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ* أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا* ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا* فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا* وَعِنَبًا وَقَضْبًا* وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا* وَحَدَائِقَ غُلْبًا* وَفَاكِهَةً وَأَبًّا* مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكمْ). فَتَأَمَّلُوا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى الطَّعَامَ أَلْوَانًا وَأَشْكَالًا شَتَّى، فَنَرَى النَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ، وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ. وَهَا هُوَ الْبَحْرُ سَخَّرَهُ (لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا). وَتِلْكَ الأَنْعَامُ:( لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ). 

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: تِلْكُمُ النِّعَمُ تَسْتَوْجِبُ مِنَّا شُكْرَ الْمُنْعِمِ جَلَّ جَلَالُهُ، عَمَلًا بِقَوْلِهِ تَعَالَى:( كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ). وَقَدْ عَرَفَ الأَنْبِيَاءُ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ قَدْرَ هَذِهِ النِّعْمَةِ الْعَظِيمَةِ، فَاعْتَرَفُوا لِلَّهِ بِهَا، وَشَكَرُوهُ عَلَيْهَا، فَهَذَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَعْتَرِفُ بِفَضْلِ رَبِّهِ تَعَالَى فَيَقُولُ:( وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ). وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ، يَشْكُرُ اللَّهَ تَعَالَى عَلَى نِعَمِهِ، وَيَحْمَدُهُ عَلَيْهَا، وَكَانَ أَوَّلُ نِعْمَةٍ يَذْكُرُهَا نِعْمَةَ الطَّعَامِ، فَعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ، قَالَ:« الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا، وَكَفَانَا وَآوَانَا، فَكَمْ مِمَّنْ لَا كَافِيَ لَهُ وَلَا مُؤْوِيَ». فَكَيْفَ نَشْكُرُ اللَّهَ تَعَالَى عَلَى نِعْمَةِ الطَّعَامِ؟ إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ السُّبُلِ لِشُكْرِ هَذِهِ النِّعْمَةِ أَنْ نَعْرِفَ قَدْرَهَا، وَنُعَظِّمَهَا وَنُدْرِكَ أَنَّنَا مَسْؤُولُونَ أَمَامَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهَا، فَقَدْ وُضِعَ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ وَأَصْحَابِهِ طَعَامٌ مِنْ رُطَبٍ وَتَمْرٍ وَلَحْمٍ، فَلَمَّا أَكَلُوا وَشَبِعُوا، قَالَ لِيُذَكِّرَهُمْ بِنِعْمَةِ اللَّهِ وَفَضْلِهِ عَلَيْهِمْ:« هَذَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مِنَ النَّعِيمِ الَّذِي تُسْأَلُونَ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». وَمِنْ شُكْرِ نِعْمَةِ الطَّعَامِ أَنْ نَقْتَصِدَ فِيهِ، وَنَتَجَنَّبَ الإِسْرَافَ، قَالَ تَعَالَى:( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)، قَالَ ابنُ كثير : قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ جَمَعَ اللَّهُ الطِّبَّ كُلَّهُ فِي نِصْفِ آيَةٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا وَقَالَ الْبُخَارِيُّ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كُلْ مَا شِئْتَ وَالْبَسْ مَا شِئْتَ مَا أَخْطَأَتْكَ خَصْلَتَانِ سَرَفٌ وَمَخِيلَةٌ. فَنَبْتَعِدَ عَنِ الْمُبَالَغَةِ فِي تَعَدُّدِ أَصْنَافِ الطَّعَامِ، وَنُحَافِظَ عَلَيْه فَلَا نَهْدُرُهُ، فَقَدْ كَانَ لَا يَدَعُ مَا بَقِيَ فِي الإِنَاءِ مِنْ طَعَامٍ، فَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ يُعْجِبُهُ الثُّفْلُ أَيْ مَا بَقِيَ مِنَ الطَّعَامِ، وَكَانَ يَقُولُ:« إِنَّكَ لَا تَدْرِي فِي أَيِّ طَعَامِكَ تَكُونُ الْبَرَكَةُ». وَمِنْ شُكْرِ نِعْمَةِ الطَّعَامِ الإِهْدَاءُ مِنْهُ إِنْ أَمْكَنَ ذَلِكَ، وَلْيَبْدَإِ الْإِنْسَانُ بِالأَهْلِ وَالأَرْحَامِ، وَيَتَعَاهَدْ بِهِ جِيْرَانَهُ، فَيَصِلَهُمْ وَيُهْدِيَ إِلَيْهِمْ، قَالَ :«يَا أَبَا ذَرٍّ إِذَا طَبَخْتَ مَرَقَةً فَأَكْثِرْ مَاءَهَا، وَتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ». وَكَذَلِكَ يُهْدِي إِلَى الأَصْدِقَاءِ، فَعَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: إِنْ كَانَ النَّبِيُّ لَيَذْبَحُ الشَّاةَ فَيُهْدِي فِي خَلَائِلِ خَدِيجَةَ -أَيْ صَدِيقَاتِهَا– مِنْهَا مَا يَسَعُهُنَّ. أَيْ: يَكْفِيهِنَّ. وإِنَّ مِنْ إِكْرَامِ نِعْمَةِ الطَّعَامِ أَنْ يَحْفَظَ الْمُؤْمِنُ الفَائِضَ مِنْهُ، فَيَأْكُلَ مِنْهُ قَدْرَ حَاجَتِهِ، وَيَتَصَدَّقَ بِالفَائِضِ عَلَى مَنْ يَحْتَاجُهُ مِنَ الفُقْرَاءِ، قَالَ :« مَنْ كَانَ لَهُ فَضْلُ زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا زَادَ لَهُ». فَقَدْ يُدْخِلُ بِذَلِكَ سُرُورًا عَلَى جَائِعٍ. وَمِنَ الشُّكْرِ الاِعْتِرَافُ بِفَضْلِ اللَّهِ، وَحَمْدُهُ وَالثَّنَاءُ عَلَيْهِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ :« إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا». فَاللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى دَوَامِ ذِكْرِكَ، وَأَدَاءِ شُكْرِكَ، وَالْقِيَامِ بِحَقِّ نِعَمِكَ، وَوَفِّقْنَا جَمِيْعًا لِطَاعَتِكَ وَطَاعَةِ رَسُولِكَ مُحَمَّدٍ ? وَطَاعَةِ مَنْ أَمَرْتَنَا بِطَاعَتِهِ، عَمَلًا بِقَوْلِكَ:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ). نَفَعَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَبِسُنَّةِ نَبِيِّهِ الْكَرِيمِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ. أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. 

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ 
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ. أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. 
أَيُّهَا الْمُصَلُّونَ: إِنَّ مِنْ صُوَرِ الْحِفَاظِ عَلَى نِعْمَةِ الطَّعَامِ أَنْ لَا يُرْمَى الزَّائِدُ مِنَ الطَّعَامِ فِي النُّفَايَاتِ، فإن ذلك إسراف وتبذير،(إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ) . فَإِنَّكَ إِنْ تَجْمَعْهُ فَيَأْكُلْ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ حَيَوَانٌ يَكُنْ لَكَ بِهِ صَدَقَةٌ. وَلَقَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْنَا فِي هَذَا الْبَلَدِ الْمُبَارَكِ بِنِعْمَةِ رَغَدِ الْعَيْشِ، وَتَنَوُّعِ الأَرْزَاقِ، وَمِنَ الوَاجِبِ عَلَيْنَا رِعَايَةُ نِعْمَةِ الطَّعَامِ وَتَجَنُّبُ هَدْرِهَا، وَأَنْ يَتَحَمَّلَ الآبَاءُ وَالأُمَّهَاتُ وَالْمُعَلِّمُونَ مَسْؤُولِيَّةَ تَوْعِيَةِ أَبْنَائِهِمْ وَتَلَامِيذِهِمْ بِضَرُورَةِ حِفْظِ النِّعْمَةِ، وَضَبْطِ سُلُوكِهِمْ تُجَاهَهَا، حَتَّى يُصْبِحَ ذَلِكَ ثَقَافَةً مُجْتَمَعِيَّةً تَعُودُ بِالْخَيْرِ وَالرَّفَاهِيَةِ عَلَى الفَرْدِ وَالأُسْرَةِ وَالوَطَنِ. وَمِنَ الْمُبَادَرَاتِ الْمُبَارَكَةِ الَّتِي أَطْلَقَتْهَا الْحُكُومَةُ الرَّشِيدَةُ مُبَادَرَةُ "بَنْكِ الطَّعَامِ" وَ"مَشْرُوعِ حِفْظِ النِّعْمَةِ" بِهَدَفِ الاِسْتِفَادَةِ مِمَّا يَفِيضُ مِنَ الطَّعَامِ عَنْ حَاجَةِ الأَفْرَادِ وَالْمُؤَسَّسَاتِ، وَإِيصَالِهَا إِلَى الْفِئَاتِ الْمُحْتَاجَةِ لَهَا، وَبِذَلِكَ تُقَدِّمُ أُنْمُوذَجًا حَضَارِيًّا يُحْتَذَى بِهِ فِي الْعَمَلِ الإِنْسَانِيِّ الَّذِي يُرَسِّخُ قِيَمَ حِفْظِ النِّعْمَةِ، وَإِطْعَامِ الطَّعَامِ. فَهَلْ نُحَافِظُ عَلَى نِعْمَةِ الطَّعَامِ وَنُقَدِّرُهَا حَقَّ قَدْرِهَا؟ وَنُعَلِّمُ ذَلِكَ بَنَاتِنَا وَأَبْنَاءَنَا؟ 
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أُمِرْتُمْ بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ، قَالَ تَعَالَى:( إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا). وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ :« مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا». اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ. وارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ الأَكْرَمِينَ. اللَّهُمَّ ارْحَمْ شُهَدَاءَ الْوَطَنِ الأَوْفِيَاءَ، وَارْفَعْ دَرَجَاتِهِمْ فِي عِلِّيِّينَ مَعَ الأَنْبِيَاءِ، وَاجْزِ أُمَّهَاتِهِمْ وَآبَاءَهُمْ وَزَوْجَاتِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ جَمِيعًا جَزَاءَ الصَّابِرِينَ يَا سَمِيعَ الدُّعَاءِ. اللَّهُمَّ انْصُرْ قُوَّاتِ التَّحَالُفِ الْعَرَبِيِّ، الَّذِينَ تَحَالَفُوا عَلَى رَدِّ الْحَقِّ إِلَى أَصْحَابِهِ، اللَّهُمَّ كُنْ مَعَهُمْ وَأَيِّدْهُمْ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ أَهْلَ الْيَمَنِ إِلَى كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْمَعْهُمْ عَلَى كَلِمَةِ الْحَقِّ وَالشَّرْعِيَّةِ، وَارْزُقْهُمُ الرَّخَاءَ يَا أَكْرَمَ الأَكْرَمِينَ. اللَّهُمَّ انْشُرِ الاِسْتِقْرَارَ وَالسَّلاَمَ فِي بُلْدَانِ الْمُسْلِمِينَ وَالْعَالَمِ أَجْمَعِينَ. اللَّهُمَّ زِدِ الإِمَارَاتِ بَهْجَةً وَجَمَالاً، وَاكْتُبْ لِمَنْ غَرَسَ فِيهَا هَذِهِ الْخَيْرَاتِ الأَجْرَ وَالْحَسَنَاتِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللَّهُمَّ وَفِّقْ رَئِيسَ الدَّوْلَةِ، الشَّيْخ خليفة بن زايد، وَأَدِمْ عَلَيْهِ ‏مَوْفُورَ الصِّحَّةِ ‏وَالْعَافِيَةِ، وَاجْعَلْهُ يَا رَبَّنَا فِي حِفْظِكَ وَعِنَايَتِكَ، ‏وَوَفِّقِ اللَّهُمَّ نَائِبَهُ الشَّيْخ محمد بن ‏راشد لِمَا تُحِبُّهُ وَتَرْضَاهُ، ‏وَأَيِّدْ إِخْوَانَهُ حُكَّامَ الإِمَارَاتِ وأولياءَ عُهُودِهِمْ أَجْمَعِينَ. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، اللَّهُمَّ ارْحَمِ الشَّيْخ زَايِد، وَالشَّيْخ رَاشِد، وَالشَّيْخ مَكْتُوم، وَشُيُوخَ الإِمَارَاتِ الَّذِينَ انْتَقَلُوا إِلَى رَحْمَتِكَ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُمْ رَحْمَةً وَاسِعَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَأَفِضْ عَلَيْهِمْ مِنْ خَيْرِكَ وَرِضْوَانِكَ. وَأَدْخِلِ اللَّهُمَّ فِي عَفْوِكَ وَغُفْرَانِكَ وَرَحْمَتِكَ آبَاءَنَا وَأُمَّهَاتِنَا وَجَمِيعَ أَرْحَامِنَا وَمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا. اللَّهُمَّ احْفَظْ دَوْلَةَ الإِمَارَاتِ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَأَدِمْ عَلَيْهَا الأَمْنَ وَالأَمَانَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ. اللَّهُمَّ اسْقِنَا الْغَيْثَ وَلاَ تَجْعَلْنَا مِنَ الْقَانِطِينَ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاءِ، وَأَنْبِتْ لَنَا مِنْ بَرَكَاتِ الأَرْضِ. اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثَاً مُغِيْثَاً هَنِيْئَاً مُرِيْعَاً سَحّاً غَدَقَاً طَبَقَاً مُجَلَلَّاً دَائِمَاً إلى يومِ الدِّينِ ، اللَّهُمَّ أَنْبِتْ لَنا الزَّرْعَ وَأَدرْ لَنَا الضَّرْعَ وَأَنْزِلْ عَلِيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ الأرضِ واكْشِفْ عَنَّا مِنْ البَلَاءِ مَالَا يَكْشِفْهُ غَيْرُكَ اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَغْفِرُكَ إِنَّكَ كُنْتَ غَفَّارَاً فَأَرِسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْنَا مِدْرَارَاً اذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكرُوهُ علَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ. وَأَقِمِ الصَّلاَةَ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق