فرانكفورت في 9 أكتوبر /وام
أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجس الأعلى حاكم الشارقة أن القراءة والاطلاع سبيل الأمم لتحقيق الرقي والازدهار وأن إمارة الشارقة تسعى لتحقيق ذلك لأفراد مجتمعها من خلال مختلف مشاريعها التنموية الثقافية وعلى رأس تلك المشاريع " مكتبة لكل بيت " الذي انطلق في العام 2008 .
وأشار سموه إلى المشاركات الخارجية في مختلف معارض الكتب الدولية بشكل عام ومعرض فرانكفورت للكتاب بشكل خاص كونها معارض عريقة وعلى المرء أن يتعلم من تجارب الآخرين ليقدم الأفضل دائما.
جاء ذلك في الحديث التلفزيوني لصاحب السمو حاكم الشارقة عبر قناة الشارقة الفضائية والذي أجراه مع سموه الاعلامي محمد خلف مدير إذاعة وتلفزيون الشارقة وذلك في جناح إمارة الشارقة المشارك في معرض فرانكفورت للكتاب في دورته 66 والذي يشهد في دورته الحالية استضافة شرفية لجمهورية فنلندا.
وقال سموه : " نشاهد في هذه الدورة من معرض فرانكفورت اختيار جمهورية فنلندا كضيف شرف نابع من اعتبارها نموذجا يجب الاحتذاء به ففيها يقرأ كل مواطن فنلندي أكثر من كتاب واحد في الشهر وبالقراءة ارتقى الشعب الفنلندي ونسعى نحن في امارة الشارقة لتحقيق ذلك بإذن الله تعالى ونتطلع لأن يكون لدينا القارئ الجيد الذي يتدبر الأفكار التي يقرأها ويأخذ منها العبر ويستقي منها السلوك ويهذبها بتصرف ".
وأضاف سموه أن في إمارة الشارقة وضعنا الثقافة والاهتمام بها نصب أعيننا والثقافة كمصطلح عربي فصيح يفوق كل معاني الثقافة في باقي لغات العالم فلدينا نحن العرب عندما نقول ثقف فلان العود أي ازال الشوك منه ولذلك الثقافة التي لا تتأتى إلا عن طريق القراءة نجدها تعطي فكرا وتهذب النفس وتجعل النفس الراقية الهادئة أكثر قدرة على التقاط الأفكار السليمة النيرة ويكتسبها العقل بسلاسة وترسخ فيه ".
وأوضح سموه أنه " من أجل تحقيق ذلك بدأ مشروعنا التنموي الثقافي بنواة بناء المجتمع الطفل والأم والأب فأقمنا مراكز الأطفال والأمومة ومؤسسات التعليم وأعددنا منظومة تربوية تعليمية متكاملة تعمل على تنشئة الطفل التنشئة السليمة وترتقي به لتحقق له الاعتماد على نفسه والانتقال الى الدراسة التأسيسية والثانوية ومن ثم الجامعية الاكاديمية ليلتحق بعد ذلك ويواصل دراساته العليا وخوض غمار الاختراع والتطوير" .
وقال : " يجب علينا كصناع قرار عدم الاكتفاء بتقديم التعليم والمعرفة واقامة المراكز التربوية والفنية والأدبية فحسب بل علينا متابعة عمل تلك المؤسسات والمراكز وقياس مدى فاعليتها ومدى تأثيرها على المجتمع وكيف استطاعت أن تغير من طباع أفراد المجتع خصوصا في مجال القراءة..
والعلم لا ينفع أن يقدم خاليا من القيم ويجب أن يكونا جنبا إلى جنب وذلك لتهذيب الأنفس وما نراه اليوم في مدارسنا من تقديم جعل من طالب العلم به شيء من الجمود ولذلك نأمل من القائمين والمشرفين على تلك المدارس أن يسعوا الى اعادة تلك المناشط كالقراءة الرشيدة من خارج نطاق المقررات لأن النفس البشرية تكل من العلم ويجب الترويح عنها وإعطاؤها فرصة للتفكير السليم .. وهذه كانت تجربتنا ولن ندعي أننا قمنا باختراعها بل نقلناها من خلال تواصلنا مع الآخرين والتعرض لتجاربهم فبذلك التواصل نتدارك الأخطاء ونرى إن كنا بحاجة للمزيد ".
وحول حرص صاحب السمو حاكم الشارقة على التواجد في مثل هذه المحافل الدولية والعناية بزيارة كافة الأجنحة العربية من دور نشر ومؤسسات ثقافية رسمية المشاركة فيها والوقوف على آخر ما يقدمونه لخدمة صناعة النشر والقراءة والاستماع لهم وتوجيههم وتقديم مختلف أنواع الدعم لهم قال سموه " نحن نعتبر بالنسبة لهذا العالم الفسيح قرية صغيرة هي كالطائر الذي يطير بجناحين لا يستطيع الوصول إلى أي مكان دونهما هما الإسلام والعروبة وهذه الدور والمؤسسات المشاركة هي الريش الذي يغطي هذه الأجنحة فلا استطيع تركهم فبمحافظتي عليهم وتوجيهي لهم أقوي ذاتي..
وبزيارتي لهم نعمل على تسليط الضوء على ما يقدمون فقد تكبدوا عناء السفر وعناء التكاليف المادية للمشاركة في هذا المحفل وحتى لا نشعرهم بأنهم منسيين أو أن جهودهم ضاعت هباء نقوم بالتردد عليهم كلما سنحت لنا الفرصة ".
ودعا صاحب السمو حاكم الشارقة في ختام حديثه مختلف أفراد المجتمع والشعوب العربية إلى ضرورة الاهتمام بالقراءة والتزود بها وقال سموه " الكتب حديقة غناء نختار منها ما نريد فهناك الكتاب الذي يعد مرجعا وهناك الكتاب الذي يدعوك للبحث فيه وهناك الكتاب الذي يجلب لك المتعة حين تقرأه ".
وكان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي قد وصل الى مقر إقامة المعرض في أرض معارض مدينة فرانكفورت بجمهورية ألمانيا الاتحادية ترافقه الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق" المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة كلمات حيث كان في استقبالهما كل من سعادة جمعة مبارك الجنيبي سفير الدولة لدى جمهورية ألمانيا الإتحادية وعبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام والدكتور عمرو عبد الحميد مستشار صاحب السمو حاكم الشارقة لشؤون التعليم العالي وعبد العزيز تريم مستشار الرئيس التنفيذي مدير عام اتصالات في المناطق الشمالية وأحمد بن ركاض العامري مدير معرض الشارقة الدولي للكتاب والدكتور علي بن تميم مدير المشاريع في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة أمين عام جائزة الشيخ زايد للكتاب وراشد الكوس مدير عام مشروع ثقافة بلا حدود والدكتور سالم علي الكعبي مدير المكتب الفرعي لسفارة الامارات في بون وسعيد حمدان الطنيجي مدير جائزة الشيخ زايد للكتاب وعدد من مديري معارض الكتب العربية والأجنبية ومروة العقروبي رئيس المجلس الإماراتي لكتب اليافعين ومحمد بن دخين المطروشي نائب رئيس جمعية الناشرين الاماراتين وجمع من المهتمين بصناعة ونشر الكتب من مختلف دول العالم الذين توافدوا على منصة الشارقة للسلام على سموه.
وفي مستهل زيارة المعرض تابع صاحب السمو حاكم الشارقة المشاركة المتميزة لإمارة الشارقة المتمثلة في عدد من المؤسسات الثقافية والإنمائية تحت مظلة دائرة الثقافة والإعلام ومعرض الشارقة الدولي للكتاب حيث تعرف سموه من أحمد العامري على أحدث المشاركات المعروضة في الجناح والتي ضمت اصدارات منشورات القاسمي والمتخصصة بمؤلفات صاحب السمو حاكم الشارقة.
كما ضم جناح الدائرة - الذي يشارك للمرة 16 في أقدم وأعرق معارض الكتب في العالم - مجموعة كبيرة من إصداراتها الخاصة والتي تتنوع مجالاتها بين الشعر والمسرح والرواية والفن والسير والتاريخ والدراسات ومختلف انواع الآداب.
و يشارك ضمن منصة إمارة الشارقة عدد كبير من دور النشر كمجموعة كلمات للنشر وجمعية الناشرين الإماراتيين ومعرض الشارقة الدولي للكتاب ومشروع ثقافة بلا حدود والمجلس الإماراتي لكتب اليافعين وبينالي الشارقة للفنون والمجلس الأعلى لشؤون الأسرة وهيئة الانماء التجاري والسياحي ومراكز الطفولة والناشئة وإدارة متاحف الشارقة.
و استمع سموه خلال تواجده في منصة الشارقة لتفاصيل حول المشاريع المستقبلية لمشروع ثقافة بلا حدود حيث أوضح سعادة راشد الكوس لسموه أن المشروع في صدد إنجاز دراسة حول مدى استفادة الأهالي من مشروع ثقافة بلا حدود المتمثل في " مكتبة لكل بيت" وقياس نسبة الإقبال على قراءة الكتب في إمارة الشارقة وذلك بالتعاون مع دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية.
ونوه الكوس إلى أن هناك جملة من المشاريع الثقافية الاخرى التي سيتم الإعلان عنها وبشكل رسمي في نوفمبر المقبل خلال الدورة القادمة من معرض الشارقة الدولي للكتاب.
وكان سموه قد التقى في منصة الشارقة معالي الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام بسلطنة عمان ومعالي الدكتور ام كيه منير وزير العدالة الاجتماعية في مقاطعة كيريلا بجمهورية الهند وتبادل معهما الأحاديث حول واقع ومستقبل النشر في العالم وإطلع على تجاربهما في هذا المجال وتعرف على نوعية مشاركتهما في المعرض لهذا العام .
و استعرض سموه أمام ضيوف منصة الشارقة عددا من المشاريع الفكرية والأدبية والثقافية التي تتبناها الإمارة وتعمل على ترسيخها في داخل المجتمع الإماراتي وتعريف الآخر بها من خلال المشاركات في مختلف المحافل الدولية الى جانب جهود الإمارة في مد يد العون لمختلف الفنانين والأدباء للنهوض بإنتاجهم الفني والأدبي ودعمه ماديا ومعنويا.
بعدها تجول صاحب السمو حاكم الشارقة بين أروقة الأجنحة العربية المشاركة في المعرض بداية من جناح هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة استمع فيه لشرح حول احدث الإصدارات والمشاريع التطويرية التي من شأنها الارتقاء بمفهوم وطبيعة النشر ودعم الكتاب والمؤلفين.
وتفقد سموه جناح كل من مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم ومركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية واطلع فيهما على آخر المستجدات المتعلقة بالنشر لديهما وبعض المشاريع التي تخدم صناعة النشر.
وزار صاحب السمو حاكم الشارقة جناح مملكة البحرين وتعرف من هيا أحمد السادة رئيسة الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة البحرينية على أهم الكتب التي تشارك بها البحرين في المعرض بينما توقف في جناح سلطنة عمان عند أهم إصدارات وزارة التراث والثقافة العمانية.
كما زار صاحب السمو حاكم الشارقة مجموعة من الأجنحة العربية المشاركة في المعرض منها جناح المملكة العربية السعودية الذي يحوي مشاركة العديد من المؤسسات الثقافية والتعليمية وجناح جمهورية مصر العربية متمثلة بوزارة الثقافة والجمهورية اللبنانية ودولة الكويت ممثلة بوزارة الأوقاف والشؤون الاجتماعية وجناح المملكة المغربية إلى جانب عدد من دور النشر العربية التي تتخذ من الدول الأوروبية مقرا لعملها.
وتوقف سموه عند جناح اتحاد الناشرين العرب والملتقى العربي لناشري كتب الأطفال الذي يتخذ من إمارة الشارقة مقرا له ويحتوي على مجموعة من العناوين العربية والأجنبية لكتاب عرب.
وتلقى صاحب السمو حاكم الشارقة مجموعة كبيرة من الهدايا التي تنوعت بين إصدارات ثقافية وفكرية وأدبية ودروع تذكارية تثمينا من اصحاب دور النشر والأجنحة العربية المشاركة في المعرض لدور سموه في دعم الناشرين والمفكرين وتفضله بزيارتهم والاطلاع على محتويات أجنحتهم هذا الدور الذي اعتبروه الدعم الحقيقي لمواصلة مشاركاتهم في مثل هذه المحافل.
وانتقل بعد ذلك صاحب السمو حاكم الشارقة لتفقد القسم الخاص بدور النشر الأجنبية والألمانية حيث زار جناح دار أولمز للنشر العريقة التي قامت بترجمة ونشر كتاب صاحب السمو حاكم الشارقة "حديث الذاكرة 3" للغة الألمانية وهو بذلك يعتبر المؤلف الرابع لسموه والتي تقوم دار أولمز بترجمته إلى الألمانية بعد "كتاب سرد الذات" وكتابي "حديث الذاكرة 1 و 2." وبحضور رفيع المستوى ووسط إقبال جماهيري كبير من قبل رواد معرض فرانكفورت للكتاب من المثقفين والقراء الألمان قام صاحب السمو حاكم الشارقة بالتوقيع لمجموعة كبيرة من زوار الجناح الذين تهافتوا على اقتناء النسخ الأولى من كتاب "حديث الذاكرة 3" باللغة الألمانية يحمل توقيع سموه وذلك بحضور الدكتور جورج أولمز مؤسس دار أولمز للنشر وديتريش أولمز الرئيس التنفيذي لدار أولمز للنشر والدكتور غونتر موير رئيس الجمعية الأوروبية لأبحاث العالم العربي حيث قام الأخير وأثناء توقيع صاحب السمو حاكم الشارقة على مجموعة الكتب بتقديم نبذة مختصرة عن سموه وعن الكتاب المترجم الجديد وما يحويه من فصول وأحداث وتطرق إلى العلاقة الوطيدة بين إمارة الشارقة ومعرض فرانكفورت فضلا عن عرضه لدور وتكفل صاحب السمو في ترجمة أكثر من 80 عنوانا من أمهات الكتب العربية إلى اللغة الألمانية.
تجدر الإشارة إلى أن حديث الذاكرة في جزئه الثالث فيه سرد للكثير من الحوادث والقرارات التي دارت في دولة الامارات العربية المتحدة و وفاة قطبين مؤسسين للدولة حيث يبدأ هذا الجزء من الكتاب بوفاة الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم رحمه الله ويختتم بوفاة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله وبين تلك الفترتين استعراض لأمور عن دولة الإمارات وأمور بسيطة عن دول الخليج وأمور أكثر عن الشارقة وأمور أخرى تخص سموه كسيرة ذاتية شخصية.
كما تناول سموه في أحد فصول هذا الجزء الحديث عن دستور دولة الإمارات وما يستطيع أن ينظمه في الدولة وكيف تحول من مؤقت إلى دائم وعرض للسلطات التي يشرعها الدستور كسلطة المجلس الأعلى وسلطة رئيس الدولة ونائبه وسلطة مجلس الوزراء وسلطة المجلس الوطني الاتحادي وسلطة القضاء ويعد هذا الفصل مرجعا للدارسين والباحثين في أمور الدولة يستقون منه في هذا الجانب.
وتلقى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي نسخة مذهبة من كتاب حديث الذاكرة 3 باللغة الألمانية قدمها لسموه الدكتور جورج أولمز مؤسس دار أولمز للنشر.
وتأتي مشاركة إمارة الشارقة في الدورة الحالية من معرض فرانكفورت للكتاب والتي تتزامن مع احتفالات الشارقة بلقب عاصمة الثقافة الاسلامية 2014 للترويج والتسويق للدورة 34 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب والتي من المقرر اقامتها في نوفمبر من العام القادم 2015 وذلك سعيا من ادارة المعرض في التجهيز المبكر لهذه الفعالية العملاقة والتي ستشهد في عامنا هذا مفاجآت فكرية وأدبية وثقافية متنوعة على مستوى دور النشر المشاركة فيه وكذلك على مستوى الشخصيات المستضافة والبرامج المصاحبة المهنية والملتقيات والمقاهي الثقافية والمحاضرات.
أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجس الأعلى حاكم الشارقة أن القراءة والاطلاع سبيل الأمم لتحقيق الرقي والازدهار وأن إمارة الشارقة تسعى لتحقيق ذلك لأفراد مجتمعها من خلال مختلف مشاريعها التنموية الثقافية وعلى رأس تلك المشاريع " مكتبة لكل بيت " الذي انطلق في العام 2008 .
وأشار سموه إلى المشاركات الخارجية في مختلف معارض الكتب الدولية بشكل عام ومعرض فرانكفورت للكتاب بشكل خاص كونها معارض عريقة وعلى المرء أن يتعلم من تجارب الآخرين ليقدم الأفضل دائما.
جاء ذلك في الحديث التلفزيوني لصاحب السمو حاكم الشارقة عبر قناة الشارقة الفضائية والذي أجراه مع سموه الاعلامي محمد خلف مدير إذاعة وتلفزيون الشارقة وذلك في جناح إمارة الشارقة المشارك في معرض فرانكفورت للكتاب في دورته 66 والذي يشهد في دورته الحالية استضافة شرفية لجمهورية فنلندا.
وقال سموه : " نشاهد في هذه الدورة من معرض فرانكفورت اختيار جمهورية فنلندا كضيف شرف نابع من اعتبارها نموذجا يجب الاحتذاء به ففيها يقرأ كل مواطن فنلندي أكثر من كتاب واحد في الشهر وبالقراءة ارتقى الشعب الفنلندي ونسعى نحن في امارة الشارقة لتحقيق ذلك بإذن الله تعالى ونتطلع لأن يكون لدينا القارئ الجيد الذي يتدبر الأفكار التي يقرأها ويأخذ منها العبر ويستقي منها السلوك ويهذبها بتصرف ".
وأضاف سموه أن في إمارة الشارقة وضعنا الثقافة والاهتمام بها نصب أعيننا والثقافة كمصطلح عربي فصيح يفوق كل معاني الثقافة في باقي لغات العالم فلدينا نحن العرب عندما نقول ثقف فلان العود أي ازال الشوك منه ولذلك الثقافة التي لا تتأتى إلا عن طريق القراءة نجدها تعطي فكرا وتهذب النفس وتجعل النفس الراقية الهادئة أكثر قدرة على التقاط الأفكار السليمة النيرة ويكتسبها العقل بسلاسة وترسخ فيه ".
وأوضح سموه أنه " من أجل تحقيق ذلك بدأ مشروعنا التنموي الثقافي بنواة بناء المجتمع الطفل والأم والأب فأقمنا مراكز الأطفال والأمومة ومؤسسات التعليم وأعددنا منظومة تربوية تعليمية متكاملة تعمل على تنشئة الطفل التنشئة السليمة وترتقي به لتحقق له الاعتماد على نفسه والانتقال الى الدراسة التأسيسية والثانوية ومن ثم الجامعية الاكاديمية ليلتحق بعد ذلك ويواصل دراساته العليا وخوض غمار الاختراع والتطوير" .
وقال : " يجب علينا كصناع قرار عدم الاكتفاء بتقديم التعليم والمعرفة واقامة المراكز التربوية والفنية والأدبية فحسب بل علينا متابعة عمل تلك المؤسسات والمراكز وقياس مدى فاعليتها ومدى تأثيرها على المجتمع وكيف استطاعت أن تغير من طباع أفراد المجتع خصوصا في مجال القراءة..
والعلم لا ينفع أن يقدم خاليا من القيم ويجب أن يكونا جنبا إلى جنب وذلك لتهذيب الأنفس وما نراه اليوم في مدارسنا من تقديم جعل من طالب العلم به شيء من الجمود ولذلك نأمل من القائمين والمشرفين على تلك المدارس أن يسعوا الى اعادة تلك المناشط كالقراءة الرشيدة من خارج نطاق المقررات لأن النفس البشرية تكل من العلم ويجب الترويح عنها وإعطاؤها فرصة للتفكير السليم .. وهذه كانت تجربتنا ولن ندعي أننا قمنا باختراعها بل نقلناها من خلال تواصلنا مع الآخرين والتعرض لتجاربهم فبذلك التواصل نتدارك الأخطاء ونرى إن كنا بحاجة للمزيد ".
وحول حرص صاحب السمو حاكم الشارقة على التواجد في مثل هذه المحافل الدولية والعناية بزيارة كافة الأجنحة العربية من دور نشر ومؤسسات ثقافية رسمية المشاركة فيها والوقوف على آخر ما يقدمونه لخدمة صناعة النشر والقراءة والاستماع لهم وتوجيههم وتقديم مختلف أنواع الدعم لهم قال سموه " نحن نعتبر بالنسبة لهذا العالم الفسيح قرية صغيرة هي كالطائر الذي يطير بجناحين لا يستطيع الوصول إلى أي مكان دونهما هما الإسلام والعروبة وهذه الدور والمؤسسات المشاركة هي الريش الذي يغطي هذه الأجنحة فلا استطيع تركهم فبمحافظتي عليهم وتوجيهي لهم أقوي ذاتي..
وبزيارتي لهم نعمل على تسليط الضوء على ما يقدمون فقد تكبدوا عناء السفر وعناء التكاليف المادية للمشاركة في هذا المحفل وحتى لا نشعرهم بأنهم منسيين أو أن جهودهم ضاعت هباء نقوم بالتردد عليهم كلما سنحت لنا الفرصة ".
ودعا صاحب السمو حاكم الشارقة في ختام حديثه مختلف أفراد المجتمع والشعوب العربية إلى ضرورة الاهتمام بالقراءة والتزود بها وقال سموه " الكتب حديقة غناء نختار منها ما نريد فهناك الكتاب الذي يعد مرجعا وهناك الكتاب الذي يدعوك للبحث فيه وهناك الكتاب الذي يجلب لك المتعة حين تقرأه ".
وكان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي قد وصل الى مقر إقامة المعرض في أرض معارض مدينة فرانكفورت بجمهورية ألمانيا الاتحادية ترافقه الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق" المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة كلمات حيث كان في استقبالهما كل من سعادة جمعة مبارك الجنيبي سفير الدولة لدى جمهورية ألمانيا الإتحادية وعبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام والدكتور عمرو عبد الحميد مستشار صاحب السمو حاكم الشارقة لشؤون التعليم العالي وعبد العزيز تريم مستشار الرئيس التنفيذي مدير عام اتصالات في المناطق الشمالية وأحمد بن ركاض العامري مدير معرض الشارقة الدولي للكتاب والدكتور علي بن تميم مدير المشاريع في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة أمين عام جائزة الشيخ زايد للكتاب وراشد الكوس مدير عام مشروع ثقافة بلا حدود والدكتور سالم علي الكعبي مدير المكتب الفرعي لسفارة الامارات في بون وسعيد حمدان الطنيجي مدير جائزة الشيخ زايد للكتاب وعدد من مديري معارض الكتب العربية والأجنبية ومروة العقروبي رئيس المجلس الإماراتي لكتب اليافعين ومحمد بن دخين المطروشي نائب رئيس جمعية الناشرين الاماراتين وجمع من المهتمين بصناعة ونشر الكتب من مختلف دول العالم الذين توافدوا على منصة الشارقة للسلام على سموه.
وفي مستهل زيارة المعرض تابع صاحب السمو حاكم الشارقة المشاركة المتميزة لإمارة الشارقة المتمثلة في عدد من المؤسسات الثقافية والإنمائية تحت مظلة دائرة الثقافة والإعلام ومعرض الشارقة الدولي للكتاب حيث تعرف سموه من أحمد العامري على أحدث المشاركات المعروضة في الجناح والتي ضمت اصدارات منشورات القاسمي والمتخصصة بمؤلفات صاحب السمو حاكم الشارقة.
كما ضم جناح الدائرة - الذي يشارك للمرة 16 في أقدم وأعرق معارض الكتب في العالم - مجموعة كبيرة من إصداراتها الخاصة والتي تتنوع مجالاتها بين الشعر والمسرح والرواية والفن والسير والتاريخ والدراسات ومختلف انواع الآداب.
و يشارك ضمن منصة إمارة الشارقة عدد كبير من دور النشر كمجموعة كلمات للنشر وجمعية الناشرين الإماراتيين ومعرض الشارقة الدولي للكتاب ومشروع ثقافة بلا حدود والمجلس الإماراتي لكتب اليافعين وبينالي الشارقة للفنون والمجلس الأعلى لشؤون الأسرة وهيئة الانماء التجاري والسياحي ومراكز الطفولة والناشئة وإدارة متاحف الشارقة.
و استمع سموه خلال تواجده في منصة الشارقة لتفاصيل حول المشاريع المستقبلية لمشروع ثقافة بلا حدود حيث أوضح سعادة راشد الكوس لسموه أن المشروع في صدد إنجاز دراسة حول مدى استفادة الأهالي من مشروع ثقافة بلا حدود المتمثل في " مكتبة لكل بيت" وقياس نسبة الإقبال على قراءة الكتب في إمارة الشارقة وذلك بالتعاون مع دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية.
ونوه الكوس إلى أن هناك جملة من المشاريع الثقافية الاخرى التي سيتم الإعلان عنها وبشكل رسمي في نوفمبر المقبل خلال الدورة القادمة من معرض الشارقة الدولي للكتاب.
وكان سموه قد التقى في منصة الشارقة معالي الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام بسلطنة عمان ومعالي الدكتور ام كيه منير وزير العدالة الاجتماعية في مقاطعة كيريلا بجمهورية الهند وتبادل معهما الأحاديث حول واقع ومستقبل النشر في العالم وإطلع على تجاربهما في هذا المجال وتعرف على نوعية مشاركتهما في المعرض لهذا العام .
و استعرض سموه أمام ضيوف منصة الشارقة عددا من المشاريع الفكرية والأدبية والثقافية التي تتبناها الإمارة وتعمل على ترسيخها في داخل المجتمع الإماراتي وتعريف الآخر بها من خلال المشاركات في مختلف المحافل الدولية الى جانب جهود الإمارة في مد يد العون لمختلف الفنانين والأدباء للنهوض بإنتاجهم الفني والأدبي ودعمه ماديا ومعنويا.
بعدها تجول صاحب السمو حاكم الشارقة بين أروقة الأجنحة العربية المشاركة في المعرض بداية من جناح هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة استمع فيه لشرح حول احدث الإصدارات والمشاريع التطويرية التي من شأنها الارتقاء بمفهوم وطبيعة النشر ودعم الكتاب والمؤلفين.
وتفقد سموه جناح كل من مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم ومركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية واطلع فيهما على آخر المستجدات المتعلقة بالنشر لديهما وبعض المشاريع التي تخدم صناعة النشر.
وزار صاحب السمو حاكم الشارقة جناح مملكة البحرين وتعرف من هيا أحمد السادة رئيسة الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة البحرينية على أهم الكتب التي تشارك بها البحرين في المعرض بينما توقف في جناح سلطنة عمان عند أهم إصدارات وزارة التراث والثقافة العمانية.
كما زار صاحب السمو حاكم الشارقة مجموعة من الأجنحة العربية المشاركة في المعرض منها جناح المملكة العربية السعودية الذي يحوي مشاركة العديد من المؤسسات الثقافية والتعليمية وجناح جمهورية مصر العربية متمثلة بوزارة الثقافة والجمهورية اللبنانية ودولة الكويت ممثلة بوزارة الأوقاف والشؤون الاجتماعية وجناح المملكة المغربية إلى جانب عدد من دور النشر العربية التي تتخذ من الدول الأوروبية مقرا لعملها.
وتوقف سموه عند جناح اتحاد الناشرين العرب والملتقى العربي لناشري كتب الأطفال الذي يتخذ من إمارة الشارقة مقرا له ويحتوي على مجموعة من العناوين العربية والأجنبية لكتاب عرب.
وتلقى صاحب السمو حاكم الشارقة مجموعة كبيرة من الهدايا التي تنوعت بين إصدارات ثقافية وفكرية وأدبية ودروع تذكارية تثمينا من اصحاب دور النشر والأجنحة العربية المشاركة في المعرض لدور سموه في دعم الناشرين والمفكرين وتفضله بزيارتهم والاطلاع على محتويات أجنحتهم هذا الدور الذي اعتبروه الدعم الحقيقي لمواصلة مشاركاتهم في مثل هذه المحافل.
وانتقل بعد ذلك صاحب السمو حاكم الشارقة لتفقد القسم الخاص بدور النشر الأجنبية والألمانية حيث زار جناح دار أولمز للنشر العريقة التي قامت بترجمة ونشر كتاب صاحب السمو حاكم الشارقة "حديث الذاكرة 3" للغة الألمانية وهو بذلك يعتبر المؤلف الرابع لسموه والتي تقوم دار أولمز بترجمته إلى الألمانية بعد "كتاب سرد الذات" وكتابي "حديث الذاكرة 1 و 2." وبحضور رفيع المستوى ووسط إقبال جماهيري كبير من قبل رواد معرض فرانكفورت للكتاب من المثقفين والقراء الألمان قام صاحب السمو حاكم الشارقة بالتوقيع لمجموعة كبيرة من زوار الجناح الذين تهافتوا على اقتناء النسخ الأولى من كتاب "حديث الذاكرة 3" باللغة الألمانية يحمل توقيع سموه وذلك بحضور الدكتور جورج أولمز مؤسس دار أولمز للنشر وديتريش أولمز الرئيس التنفيذي لدار أولمز للنشر والدكتور غونتر موير رئيس الجمعية الأوروبية لأبحاث العالم العربي حيث قام الأخير وأثناء توقيع صاحب السمو حاكم الشارقة على مجموعة الكتب بتقديم نبذة مختصرة عن سموه وعن الكتاب المترجم الجديد وما يحويه من فصول وأحداث وتطرق إلى العلاقة الوطيدة بين إمارة الشارقة ومعرض فرانكفورت فضلا عن عرضه لدور وتكفل صاحب السمو في ترجمة أكثر من 80 عنوانا من أمهات الكتب العربية إلى اللغة الألمانية.
تجدر الإشارة إلى أن حديث الذاكرة في جزئه الثالث فيه سرد للكثير من الحوادث والقرارات التي دارت في دولة الامارات العربية المتحدة و وفاة قطبين مؤسسين للدولة حيث يبدأ هذا الجزء من الكتاب بوفاة الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم رحمه الله ويختتم بوفاة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله وبين تلك الفترتين استعراض لأمور عن دولة الإمارات وأمور بسيطة عن دول الخليج وأمور أكثر عن الشارقة وأمور أخرى تخص سموه كسيرة ذاتية شخصية.
كما تناول سموه في أحد فصول هذا الجزء الحديث عن دستور دولة الإمارات وما يستطيع أن ينظمه في الدولة وكيف تحول من مؤقت إلى دائم وعرض للسلطات التي يشرعها الدستور كسلطة المجلس الأعلى وسلطة رئيس الدولة ونائبه وسلطة مجلس الوزراء وسلطة المجلس الوطني الاتحادي وسلطة القضاء ويعد هذا الفصل مرجعا للدارسين والباحثين في أمور الدولة يستقون منه في هذا الجانب.
وتلقى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي نسخة مذهبة من كتاب حديث الذاكرة 3 باللغة الألمانية قدمها لسموه الدكتور جورج أولمز مؤسس دار أولمز للنشر.
وتأتي مشاركة إمارة الشارقة في الدورة الحالية من معرض فرانكفورت للكتاب والتي تتزامن مع احتفالات الشارقة بلقب عاصمة الثقافة الاسلامية 2014 للترويج والتسويق للدورة 34 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب والتي من المقرر اقامتها في نوفمبر من العام القادم 2015 وذلك سعيا من ادارة المعرض في التجهيز المبكر لهذه الفعالية العملاقة والتي ستشهد في عامنا هذا مفاجآت فكرية وأدبية وثقافية متنوعة على مستوى دور النشر المشاركة فيه وكذلك على مستوى الشخصيات المستضافة والبرامج المصاحبة المهنية والملتقيات والمقاهي الثقافية والمحاضرات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق