الشارقة في 15 أكتوبر /وام
أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد
القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة أن الاهتمام بإقامة وعقد المؤتمرات
المعنية بحماية ورعاية الأطفال واليافعين ليس بالأمر الجديد ولا المستحدث
بل هو ذو علاقة مباشرة بالفطرة والمبادىء الإنسانية السامية التي تعتنقها
جميع شعوب العالم مهما اختلفت حضاراتها وهوياتها وقد نتج عن تلك المؤتمرات
العديد من المواثيق الدولية والتشريعات والقوانين المحلية التي تبرز حقوق
الأطفال واليافعين في الحماية من الاعتداء بكل أنواعه ومصادره والرعاية
الشاملة وخاصة الثقافية والصحية والتعليمية لينمو الأطفال واليافعين آمنين
وليشاركوا في صنع مستقبل ورخاء مجتمعاتهم أينما كانوا.
جاء ذلك في كلمة لسموه ألقاها صباح اليوم خلال افتتاح فعاليات مؤتمر
"الاستثمار في المستقبل - حماية الأطفال اللاجئين في منطقة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا" الذي ينظم للمرة الأولى في المنطقة تلبية لدعوة من قرينة
صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي المناصرة
البارزة للأطفال اللاجئين في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون
اللاجئين وبحضور سموها شخصيا إلى جانب حضور الملكة رانيا العبدالله عقيلة
ملك المملكة الأردنية الهاشمية وسمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي
ولي عهد و نائب حاكم الشارقة وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار
الأمن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي.
وأضاف سموه "للأسف الشديد ونظرا للظروف المختلفة والمتغي رة التي تحيط
بالعديد من بلاد العالم وخاصة منطقتنا في السنوات الأخيرة نجد أمامنا الآن
ملايين الأطفال واليافعين والنساء.. في حالة مأساوية قاسية نزحوا من ديارهم
هاربين من أهوال الصراعات والنزاعات المسل حة التي تدمر بدون تمييز كل ما
هو أمامها من بشر وممتلكات ويتجاهل منفذوها ما تنادي به الأديان السماوية
كلها وكل ما تحتويه التشريعات والقوانين المحلية والمواثيق الدولية من
الحقوق الأساسية ".
وأشاد صاحب السمو حاكم الشارقة بالجهود التي بذلتها دول جوار مناطق الصراع
وبعض الدول الاخرى والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة
الأمم المتحدة للطفولة /يونيسيف/ والمنظمات المعنية بجامعة الدول العربية
وبعض مؤسسات المجتمع المدني كل في مجاله بإقامة المخيمات المؤقتة لايواء
اللاجئين والنازحين وتقديم المساعدات المادية والعينية والتنسيقية والعمل
على توفير بعض الخدمات الاساسية في المخيمات.
واردف سموه قائلا // لقد تبين جليا من خلال الممارسات الفعلية في أماكن
تجمع اللاجئين والنازحين الحاجة الملحة لزيادة ودعم التعاون بين جميع
المشاركين في تقديم الحماية والرعاية الشاملة وخاصة في مجالي الصحة
والتعليم داخل وخارج المخيمات لتعظيم الاستفادة من الجهود المبذولة ولتأهيل
الاطفال واليافعين لمستقبل أفضل باذن الله لهم ولمجتمعاتهم ونحن نتوق
لمعرفة خلاصة خبراتكم وتوصيات مؤتمركم في هذا الشأن //.
وأعرب سموه في ختام كلمته عن أمله في أن تؤدي الحوارات والمناقشات إلى
الخروج بتوصيات عملية مبتكرة تتلاءم مع أوضاع منطقتنا لدفع الجهود المبذولة
لحماية وتوفير الرعاية الشاملة للأطفال واليافعين النازحين من ديارهم في
ظروف قهرية قاسية داخل وخارج بلادهم.
وكان قد حضر الافتتاح الذي أقيم في قاعة
الجواهر للمناسبات والمؤتمرات كل من معالي الدكتور نبيل العربي الأمين
العام لجامعة الدول العربية وأنطونيو غوتيريس المفوض السامي للأمم المتحدة
لشؤون اللاجئين والشيخة بدور بنت سلطان بن محمد القاسمي رئيس هيئة الشارقة
للاستثمار والتطوير "شروق" والشيخ خالد بن سلطان بن محمد القاسمي رئيس مجلس
التخطيط العمراني والشيخة عزة بنت سلطان بنت محمد القاسمي والشيخة عائشة
بنت محمد القاسمي والشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم
والشيخ فاهم بن سلطان القاسمي رئيس دائرة العلاقات الحكومية والشيخة نوار
بنت أحمد بن محمد القاسمي والشيخ ماجد بن فيصل بن خالد القاسمي ومعالي مريم
الرومي وزيرة لشؤون الاجتماعية ومعالي أحمد محمد الجروان رئيس البرلمان
العربي وعدد من الشيوخ وأعيان البلاد من كبار الشخصيات الرسمية وأصحاب
السعادة أعضاء السلك الدبلوماسي من السفراء والقناصل العاملين لدى الدولة
وجمع غفير من الباحثين والمهتمين والأكاديمين وممثلي وسائل الإعلام
المختلفة من داخل دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها.
بعدها تفضلت الملكة رانيا العبدالله بإلقاء كلمة رئيسية خلال الافتتاح
أكدت فيها أن كارثة اللاجئين تعتبر من أعظم الكوارث الإنسانية التي يدرك
الجميع حجمها وقوة صفعتها على وجه إنسانيتنا. وقالت: "نعلم أن الجميع
يحاولون مساعدة اللاجئين والوقوف إلى جانبهم في محنتهم. لكن الكوارث
الإنسانية تحتاج إلى جهود كل الناس فالاقتلاع من الوطن.. يخلق واقعا جديدا
فالدنيا صغيرة عندما ننظر إليها ونحن آمنين لكنها موحشة وكبيرة وغريبة لمن
لا يعيش في أمان حين يخرج الإنسان من وطنه قسرا ينتقل من كونه ملكا في بيته
إلى كونه رقما .. بالرقم يأكل وبالرقم يسكن وبالرقم يعيش".
وأضافت : "في الأردن كثافة اللجوء السوري تشكل تحديا كبيرا لنا خاصة في
المجتمعات المحلية المستضيفة.؟ هناك أكثر من مليون سوري في الأردن منهم 613
ألفا فقط مسجلون في الوثائق والسجلات.. الأردن صغير بحجمه إلا أنه كبير في
انتمائه القومي والإنساني.. والبركة المطروحة في أرضه والشهامة الأردنية
لا تقبل الذل والمعاناة والتشرد لأي عربي". مضيفة أن "العالم منذ عقود يعرف
جي دا أن بإمكانه الإعتماد على الأردن في المواقف الإنسانية الصعبة وعلى
العالم دور كبير في مساندة جميع الدول الحاضنة والمستضيفة للاجئين لأن في
هذا إستقرار لمنطقتنا".
وفي حديثها عما يقدم للاجئين قالت الملكة رانيا العبدالله : "هناك عجز
واضح في العطاء الإنساني فالاحتياجات لتخفيف المصائب والمحن تفوق ما يقدم
بكثير.. تقديرات الأمم المتحدة لحاجة الدول المستضيفة للاجئين السوريين
تتجاوز ثلاثة مليارات دولار لتغطية نفقات احتضان اللاجئين في عام 2014! ولم
يتبق من عامنا هذا سوى شهرين! ولم يتم تأمين سوى 50 بالمائة من هذا
الرقم".. مؤكدة أن هذه الأرقام تغطي نفقات اللاجئين المسجلين وليس كلفة
استضافة النازحين ككل.. فالعائلة النازحة والعائلة المواطنة التي تشاركت
معها في مواردها الشحيحة من مياه وطاقة وكهرباء والطفل الذي ترك مدرسته
وبيته ووطنه والطفل الذي اكتظ صفه وتقاسم عطاء معلمه ووقت حصته الدراسية..
كلهم بحاجة للدعم لئلا يشعر أي منهم بالقهر.
وتساءلت : "أية طفولة وأي مستقبل ينتظر
الأطفال في أوطاننا العربية الممزقة؟ وهل سنرضى لهؤلاء الأطفال.. للملايين
من هذا الجيل أن يكبروا وهم يعتقدون أننا رأينا حالهم والفراغ في مستقبلهم
ولم نفعل شيئا ؟" وقالت: "هناك مئات الآلاف من الأطفال العرب خارج المدارس
بسبب النزاعات.
وأثمن ما قد نقدمه لهؤلاء الأطفال هو تعليم يقيهم ذل الضياع حتى لا تقعدهم دوامة اللجوء عن بناء حياة ملكهم".
وأضافت: "واجبنا هو أن نؤمن لهم تعليما يرون من خلاله مستقبلهم...
تعليما يخرج بخيالهم وطموحهم من الشتات إلى عالم لهم فيه دور. فحين ينقشع
غبار الحرب سيبدأ أطفال وشباب اليوم بالعودة لأوطانهم ولكي يبنوا وطنا
ينعمون فيه بالأمن والإستقرار.. يجب أن نعلمهم اليوم. التعليم هو أداتهم
لإعادة بناء أنفسهم وإعادة إعمار أوطانهم" . وأكدت الملكة رانيا أن إغاثتهم
وتمكينهم من العيش مسؤولية كل شخص خارج تلك الدوامة لا عطفا بل واجب
إنساني .
وقدمت الملكة رانيا العبدلله الشكر لدولة الإمارات العربية المتحدة
ولإمارة الشارقة وصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي وسمو
الشيخة جواهر القاسمي وللمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على
عقد وتنظيم هذا المؤتمر الذي يأتي في الوقت المناسب لحشد الجهود لدعم
ومساندة اللاجئين.
كما ألقى معالي الدكتور نبيل العربي كلمة أعرب فيها عن ألمه لناقشة قضية
تتعل ق بمستقبل المنطقة العربية بأسرها وهي قضية حماية الأطفال أثناء
النزاعات المسلحة وأثناء اللجوء مشيرا إلى أنه من واجبنا اليوم أن نتضامن
جميعا وباسم الضمير الإنساني من أجل حماية الأطفال من كل أشكال العنف .
وأضاف: إن شلالات الدم التي نشهدها على الأرض العربية في مناطق مختلفة من
بينها سوريا أصبحت ت عب ر عن نقص واضح في وسائل وآليات التدخل الإنساني
للتعامل مع الأزمات الدولية الكبرى التي لا تهدد مستقبل المنطقة فحسب وإنما
تمثل أيضا تهديدا خطيرا للأمن والسلم الدوليين ويؤكد مشهد موت وإصابة
الأطفال في المنطقة العربية الفجوة الكبيرة بين التشريعات والقرارات
الدولية من جهة وإمكانية تطبيقها من جهة أخرى.
وأشاد العربي بالجهود الكبيرة التي تقوم بها سمو الشيخة جواهر بنت محمد
القاسمي من خلال حملة "القلب الكبير" لحماية الأطفال واليافعين من اللاجئين
السوريين وتوفير الرعاية الصحية والمواد الإغاثية الأساسية والمأوى
والغذاء وكذلك الجهود التي تقوم بها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون
اللاجئين في تسجيل اللاجئين وتوفير ظروف الأمن الإنساني لهم مطالبا بضرورة
وضع إستراتيجية عربية لحماية الأطفال اللاجئين ورفع كفاءة المؤسسات الوطنية
للتعامل مع حالات الطوارىء ومنها حالات اللجوء والنزوح الداخلي إضافة إلى
تعزيز التعاون الإقليمي والدولي وبناء الشراكات الهادفة إلى حماية الأطفال
اللاجئين.
وأعرب غوردون براون رئيس وزراء المملكة
المتحدة سابقا المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للتعليم العالمي
في رسالة عبر الفيديو إلى المشاركين في المؤتمر عن تقديره العميق للجهود
المبذولة من قبل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين و سمو
الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي في الدفاع عن حقوق اللاجئين وتلبية
احتياجاتهم.
وقال: يسرني التوجه بالشكر إلى سموالشيخة جواهر وأنطونيو غوتيريس المفوض
السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على تنظيم هذا المؤتمر البالغ الأهمية
والذي يأتي في فترة مصيرية تشهد تزايد كبير في أعداد اللاجئين من الشباب
واليافعين الذين هم بحاجة إلى المساعدة من المجتمع الدولي.
وأضاف أود أن أقدم دعمي الكامل لهذا المؤتمر المهم ولهذه المبادرات التي
تم اتخاذها.. وأنا على علم تام ومنذ بداية الأزمة ومن خلال تواصلي وأحاديثي
مع الناس في لبنان ومناطق الجوار السوري بأن المساعدات المقدمة للاجئين
السوريين تأتي بفضل العمل الذي يقوم به كل من قائدي هذا المؤتمر وبفضل جهود
العديد من المنظمات التي يتواجد ممثلوها في هذا المؤتمر إنها واحدة من
أصعب التحديات التي نواجهها منذ العام 1945 فدعونا نواجهها معا وأنا أعي
بأن هذا المؤتمر قادر على إحداث فارق كبير.
وتابع الحضور فيلما قصيرا مؤثرا قدمته النجمة العالمية أنجلينا جولي
المبعوثة الخاصة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وأعربت
خلاله عن دعمها للمبادرات التي تم اتخاذها لحل أزمة اللاجئين السوريين وذلك
بمساهمتها بهذا الفيلم الذي يسل ط الضوء على التحديات اليومية التي
يواجهها الأطفال اللاجئين.
ويروي الفيلم قصة هلا الطفلة التي تبلغ من
العمر 11 عاما تعيش وأخوتها حياة اللجوء في لبنان وتناول الفيلم من منظور
عاطفي هذه المحنة المأساوية والمعاناة الإنسانية الأليمة التي فرضت على
أعداد كبيرة من السوريين حيث نرى حالات كثيرة من الأطفال اللاجئين الذين
فقدوا منازلهم وفي كثير من الأحيان فقدوا الدعم الكامل الذي يحتاجه الأطفال
اللاجئين.
وقالت جولي في الرسالة التي سبقت عرض الفيلم من المروع أن نرى من بين كل
إثنين من اللاجئين في الشرق الأوسط طفلا لاجئا .. آمل بأن يمنحكم هذا
الفيلم القصير الذي يعرض قصة فتاة صغيرة تدعى هلا رؤية حول التحديات التي
تواجه الأطفال اللاجئين.. وآمل بأن تمثل قدرتها على التأقلم وقوتها مصدر
إلهام لكم لتقوموا بكل ما تستطيعون القيام به فرديا وجماعيا لدعم هؤلاء
الأطفال في وقت الحاجة وللمساعدة على إعادة السلام إلى سوريا.
وفي ختام حفل الافتتاح زارت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي معرض الصور
المصاحب للمؤتمر والذي يتضمن مجموعة كبيرة من الصور الفوتوغرافية والأفلام
القصيرة التي تروي معاناة اللاجئين السوريين الأطفال داخل وخارج سوريا
وخاصة في مخيمات اللجوء والتي تم اختيارها من أرشيف المفوضية السامية للأمم
المتحدة لشؤون اللاجئين بالتعاون مع القلب الكبير.
وستركز جلسات المؤتمر في يومه الثاني على موضوع المشاركة كأداة للحماية
حيث يتضمن حلقة نقاشية تحت عنوان "مشاركة الأطفال واليافعين اللاجئين في
حماية أنفسهم" ومناقشه تتضمن 3 جلسات متوازية هي: العيش والتعلم بأمان:
حماية الأطفال من خلال التعليم والاستفادة من القدرات: اليافعين والشباب
كعوامل للتغيير والعائلات والمجتمعات عنصر أساسي في حماية الأطفال.
في حين ستتناول الجلسات المسائية مبدأ "الشراكة من أجل الحماية" وستبدأ
بخطاب رئيسي بهذا الخصوص يسلط الضوء على الحاجة إلى إشراك القطاعات
المختلفة من أجل إحداث تغيير إيجابي على مختلف مستويات الأوضاع الإنسانية
وسيليه مناقشه تتضمن ثلاث جلسات هي: بناء الشراكات من أجل حماية الأطفال
اللاجئين والشراكات مع القطاع الخاص من أجل الأطفال واللاجئون في وسائل
الإعلام.
كما يتضمن المؤتمر فعالية "منتدى اليافعين" التي تطرح مواضيع مهمة من
أبرزها التعريف بالعمل الإنساني والابتكار في المجال الإجتماعي وتمكين
الفئات الضعيفة من أجل تحقيق الاستقلال المالي وسبل تعزيز الشراكات
الإجتماعية وكذلك التعليم في حالات الطوارئ وغيرها من الورش التي تساهم في
تثقيف وتوعية الشباب واليافعين في مسائل وقضايا اللاجئين وتقديم المعلومات
حول المبادرات التي تم إطلاقها لحماية الأطفال واليافعين..
كما يتضمن المؤتمر معرض صور عن الأطفال اللاجئين.
بدوره أعرب أنطونيو غوتيريس المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين
خلال كلمته عن تقديره لصاحب السمو حاكم الشارقة على رعايته ودعمه للمؤتمر
وسمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي التي كان لجهودها الدؤوبة في حشد الدعم
للاجئين بالغ الأثر على صعيد المنطقة وكذلك في مساهمتها للإعداد لهذا
المؤتمر.
وقال ان معد ل النزوح القسري في العالم بلغ مستوى غير مسبوق منذ نهاية
الحرب العالمية الثانية فقدت تسببت الصراعات والاضطهاد بتهجير أكثر من 51
مليون شخص حول العالم.. وفي العام الماضي اضطر أكثر من 32 الف شخص إلى
النزوح يوميا أي بما يفوق معد ل النزوح اليومي المسجل قبل عامين فقط بأكثر
من الضعف.
وأضاف : لقد كانت هذه المنطقة الأكثر تضر را فقد استضافت بلدان عديدة بدءا
من موريتانيا وصولا إلى اليمن أعدادا كبيرة من اللاجئين.. إلا أن أزمة
النزوح التي تطرح أهم التحديات في العالم اليوم هي بالطبع تلك التي تسبب
بها الصراع في سوريا وامتداده الهائل إلى العراق.
وأشار إلى أن المفوضية سجلت أكثر من 3.2 مليون لاجئ سوري في لبنان والأردن
وتركيا والعراق ومصر وهو أكبر عدد من اللاجئين تحت ولايتنا في الوقت
الراهن. .مضيفا ان لهذا التدفق أكبر الأثر على اقتصادات البلدان الم ستقبلة
ومجتمعاتها وعلى حياة المواطنين العاديين في المجتمعات المضيفة فالبنى
التحتية العامة والمدارس والمستشفيات في جميع أنحاء المنطقة مكتظة كما أن
ارتفاع معد لات البطالة وتقلص قيم الرواتب وارتفاع الأسعار كلها عوامل
تتسبب بالمعاناة للكثيرين من أفراد المجتمعات المضيفة الذين يصارعون من أجل
تلبية احتياجاتهم.. وفي الوقت عينه يزداد اللاجئون السوريون ضعفا نظرا
لنفاد مدخراتهم منذ وقت طويل ولأن الكثيرين من بينهم على وشك إمضاء فصل
الشتاء في المنفى للعام الثالث أو الرابع.
واختتم قائلا : إن التواني عن الاستثمار في اللاجئين الشباب هو إضاعة
لفرصة كبرى وينبغي علينا القيام بما في وسعنا للحؤول دون تحول هؤلاء
الأطفال إلى جيل ضائع فإن لم نؤم ن لهم الحماية اللازمة من الاستغلال
والإيذاء ولم نوفر لهم التعليم وفرص اكتساب المهارات فإن ذلك سيؤخر تعافي
بلدانهم ونموها لسنوات.. ومن الواضح أن السبيل الأساسي لحماية الأطفال هو
إيجاد حلول للصراعات التي أجبرتهم على الفرار ومن الواضح أيضا أن هذه
الحلول لا بد أن تكون سياسية. ولكن إلى حين العثور عليها و يتعين علينا
القيام بكل ما يلزم من أجل حماية هذا الجيل من الأطفال اللاجئين ورعايته
فهؤلاء هم الركن الذي يقوم عليه مستقبل بلدانهم وهم الطريق إلى السلام
والازدهار في المنطقة برمتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق