الأحد، 19 أكتوبر 2014

هلع في البنتاغون وأوباما يطمئن وكوبا في طليعة الدول المتصدية للفيروس والمجتمع الدولي يتخوف من خسارة الحرب على “إيبولا“

عبر البنك الدولي والأمم المتحدة عن استيائهما من غياب التضامن الدولي مع الدول الافريقية المتضررة بانتشار مرض إيبولا الذي أودى بحياة 4555 شخصاً حتى الآن، ودعوا الى تحويل الوعود الدولية بتقديم مساعدة مالية وانسانية الى افعال، بالتزامن مع تواصل الاجتماعات والبيانات من عواصم عدة بشأن هذا الوباء . ودعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما مواطنيه إلى عدم الانسياق وراء الهيستريا ودعت بريطانيا وألمانيا إلى زيادة المخصصات لمكافحة "إيبولا"، بينما تبدو كوبا في طليعة الدول النشيطة في مكافحة هذا الفيروس .
وقال رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم في مؤتمر صحفي في باريس، أمس السبت، "نحن في طريقنا إلى خسارة المعركة" ضد الفيروس الذي أدى إلى وفاة 4555 شخصاً من أصل 9216 اصيبوا بالمرض مسجلة في سبعة بلدان هي: ليبيريا وسيراليون وغينيا ونيجيريا والسنغال وإسبانيا والولايات المتحدة .
وأضاف كيم أن "بعض الدول مهتمة بحدودها وحدها ( . . .) وهذا أمر مقلق جداً"، معتبراً أنه "لم ندرك بعد أهمية التضامن" على المستوى الدولي .
وأعلن مكتب الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة في جنيف أن المنظمة الدولية تلقت حتى الآن 377 مليون دولار من أصل 988 طلبتها، أي 38 في المئة فقط من المبلغ . وتابع أنه "يضاف إليها 217 مليوناً قطعت وعود بتقديمها لكنها لم تصل بعد إلى الحسابات المصرفية" .
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" من جهتها أن كولومبيا هي الدولة الوحيدة حتى الآن التي دفعت مساهمتها في الصندوق أي مئة ألف دولار . ورداً على نداء الصندوق، تعهدت الحكومة الكندية التي أعلنت الشهر الماضي عن مساهمة قدرها 30 مليون دولار كندي (21 مليون يورو)، الجمعة دفع ثلاثين مليوناً إضافية .
وطالب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الاتحاد الأوروبي بزيادة مخصصاته المالية لمكافحة الإيبولا إلى مليار يورو . وفي خطاب إلى هيرمان فان رومبوي رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي وزعماء دول التكتل، كتب كاميرون:"يجب بذل المزيد"، مشدداً على ضرورة إقرار "حزمة دعم طموحة" خلال القمة الأوروبية المزمع عقدها بعد أيام .
ودعا الرئيس الامريكي باراك أوباما الأمريكيين، أمس السبت، إلى عدم "الانسياق وراء الهستيريا" بسبب فيروس إيبولا، وطلب منهم التحلي بالصبر والاستناد الى الوقائع .
وفي كلمته الأسبوعية إلى الأمة، اعتبر أوباما أن فرض قيود على الرحلات من غرب إفريقيا بؤرة الوباء سيزيد من تفاقم الوضع . وقال "علينا جميعاً، مواطنين وقادة واعلام، مسؤولية ودور نؤديه" . وأضاف "إنه مرض خطير لكن لا يمكننا الانسياق وراء الهستيريا لأن ذلك من شأنه فقط أن يجعل من الصعب على الناس الحصول على المعلومات الدقيقة التي يحتاجون إليها . علينا أن نتبع العلم ونستند الى الوقائع الأساسية" .
وعين أوباما منسقاً مكلفاً بتنظيم حملات تشخيص حالات الاصابة بفيروس إيبولا وعزل المرضى وتأمين علاجهم، وذلك من اجل تنظيم الحملة لمكافحة المرض وأيضاً لطمأنة الأمريكيين . وسيتولى المحامي رون كلاين التنسيق بين مختلف هيئات الإدارة في واشنطن لحماية المواطنين وايضا لضمان ان الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لن تكون على حساب "الالتزام الصارم بالقضاء على الوباء في بؤرته بغرب افريقيا"، بحسب البيت الأبيض .
وانتقلت عدوى الهلع الى البنتاغون إذ قامت وزارة الدفاع الأمريكية أيضاً بإغلاق احد مداخلها لعدة ساعات بعدما تقيأت امرأة عادت على ما يبدو من إفريقيا في مرآب قريب من المجمع، إلا أن متحدثاً باسم الشركة التي تعمل لديها المرأة أكد عدم توجهها الى إفريقيا .
وشكر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري شخصياً أمس الأول الجمعة كوبا لمساعدتها في المكافحة الدولية لفيروس إيبولا .
ورغم الصعوبات الاقتصادية ووسائلها القليلة، تقف كوبا في طليعة حملة مكافحة الفيروس بإرسالها طاقماً كبيراً إلى غرب إفريقيا بينما تترك الدول الكبرى الأمر لمنظمات العمل الإنساني .
وفي كوبا سيعقد ايضاً أول مؤتمر إقليمي مخصص لإيبولا بحضور رؤساء تسع دول في تكتل البديل البوليفاري للامريكتين الذي يضم خصوصاً فنزويلا والاكوادور وبوليفيا ونيكاراغوا .
وكانت كوبا اول دولة عبرت عن اهتمامها بالقضية وخصصت مساعدة طبية كبيرة لغرب إفريقيا . وقد توجه طاقم يضم 165 من الاطباء والعاملين في قطاع الصحة مطلع اكتوبر/تشرين الاول إلى سيراليون بينما ينتظر ان يتوجه 296 آخرون قريباً إلى ليبيريا وغينيا المجاورتين .
ورحبت الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية وجمعيات عدة للعمل الانساني بهذه المبادرة بينما تكتفي الدول الكبرى حالياً بتقديم مساهمات مالية واتخاذ إجراءات وقاية على الحدود .
وكتبت صحيفة "الغارديان" البريطانية السبت آسفة أن "كوبا تقود حملة مكافحة إيبولا في إفريقيا بينما الغرب قلق على سلامته على حدوده" .
وقال الرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو في الرابع من اكتوبر/تشرين الأول إن "مهمة الذين يسافرون لمكافحة إيبولا من أجل بقاء أشخاص آخرين صعبة وتشكل خطورة على حياتهم" .
واعلنت وزارة الصحة الكوبية أن نحو خمسين ألف طبيب وعامل في القطاع الصحي يقومون ب "مهمات" في 66 بلداً في أمريكا اللاتينية وإفريقيا وآسيا . (وكالات) 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق