الشارقة في 16 أكتوبر / وام
بحضور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ..أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مساء اليوم "مبادئ الشارقة" الرامية إلى حماية الأطفال واليافعين اللاجئين حول العالم وتوفير سبل العيش الكريم لهم في مختلف أماكن انتشارهم.
جاء ذلك خلال الجلسة الختامية لمؤتمر "الاستثمار في المستقبل - حماية الأطفال اللاجئين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" الذي استضافته إمارة الشارقة بالتعاون بين المفوضية السامية وحملة القلب الكبير يومي 15 و16 أكتوبر الجاري تلبية لدعوة قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
حضر الجلسة التي أقيمت في مقر إنعقاد المؤتمر بقاعة الجواهر للمناسبات والمؤتمرات سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع والشيخة بدور بنت سلطان بن محمد القاسمي رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق" والشيخة عائشة بنت محمد القاسمي وأنطونيو غوتيريس المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وعدد من كبار الشخصيات وضيوف المؤتمر وممثلين عن المنظمات الإقليمية والدولية العاملة في مجال حماية الأطفال واللاجئين.
وثمنت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي الدول والحكومات والمنظمات التي شارك ممثلوها في صياغة "مبادئ الشارقة" ..وأكدت سموها أن هذه المبادئ تسهم في توفير الحماية للأطفال واليافعين اللاجئين من خلال تركيزها على الأولويات الثلاث التي تؤمن للاجئين مستقبلا آمنا وتتطلب تحركا عاجلا من المجتمع الدولي وهي تسجيل وتوثيق الأطفال اللاجئين وتزويدهم بالتعليم النوعي وحمايتهم من العنف والاستغلال.
وقالت سموها " سنعمل بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على أن ترقى هذه المبادئ إلى مرتبة إلزامية لكافة دول العالم".
وأعربت سموها عن أملها في أن يعمل المجتمع الدولي بمختلف مكوناته على توحيد جهوده لإنهاء معاناة الأطفال اللاجئين وتخليصهم من الظروف البائسة التي يعيشون فيها كي يعودوا إلى ممارسة حياتهم الطبيعية التي تكفل لهم تمتعهم بحقوقهم الأساسية والبيئة السليمة التي تمنحهم الثقة بالمستقبل وتزيد من مشاركتهم وتفاعلهم مع قضايا بلدانهم بشكل إيجابي وفاعل ..مشيرة إلى أن كرامة الأطفال خط أحمر يجب أن يكون التعدي عليه أمرا محرما وفق كل القوانين والشرائع كي يعيشوا بأمان جسدي ونفسي.
وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان في الكلمة التي ألقاها أن توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بالاهتمام بالقضايا الإنسانية وتأكيد معاني التكافل والتراحم والإسهام المشترك في مجالات العمل الإنساني بالمنطقة والعالم مثلت حافزا قويا كي يعمل الجميع معا من أجل حماية الأطفال والشباب الذين يمثلون أكثر من نصف اللاجئين في المنطقة.
وأكد معاليه ان الرعاية الكريمة لصاحب السمو حاكم الشارقة للمؤتمر تمثل امتدادا طبيعيا للاهتمام الكبير الذي توليه دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" حيث يؤكد سموه دوما على رعاية الأطفال والشباب في كل مكان وحمايتهم من المخاطر تحت كل الظروف باعتبار أن ذلك يمثل بعدا مهما في التنمية البشرية المستدامة واستثمارا أساسيا في مستقبل المجتمع والمنطقة والعالم .. بل وقبل كل هذا يمثل دليلا قاطعا على إنسانية مجتمعاتنا وتجسيدا أكيدا لالتزامنا جميعا بمد يد العون والمساندة إلى كل محتاج نرفع الظلم عنه ونوفر له الأمان والاستقرار ونساعده بأقصى ما نستطيع على المساهمة النافعة في شؤون وطنه ومنطقته.
وشكر معالي الشيخ نهيان بن مبارك ..سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي على جهودها المتواصلة في رعاية وحماية اللاجئين في المنطقة ومبادراتها المتتالية لتخفيف معاناة المتضررين من الحروب والنزاعات ودورها الواضح في رفعة شأن المرأة بإمارة الشارقة وفي كل مكان.
وقال معاليه إن الأطفال والشباب اللاجئين يحتاجون بصفة ماسة إلى رعاية خاصة باعتبارهم يمثلون مشكلة إنسانية وتنموية ولكونهم جزءا من الجيل الجيد في المنطقة علينا أن نتولى حمايتهم وأن نعمل على تمكينهم وبصفة دائمة كي يكونوا قادة للغد وروادا للمستقبل ..مضيفا أن توفير الحماية وتحقيق التمكين للأطفال والشباب واللاجئين في المنطقة يتطلب عملا هائلا على عدد كبير من المحاور يشمل التنمية البشرية والتوعية بالحقوق وتوعية المجتمع العام والالتزام بالمعاهدات والمواثيق الدولية والبحوث والدراسات وتسجيل وتوثيق جميع الحالات والتعرف بشكل دائم على المشكلات التي يواجهها هؤلاء اللاجئون وتحديد أولويات العمل في هذا المجال مع إيجاد الظروف الملائمة التي تؤدي إلى إنهاء الحروب والصراعات بما ينجم عنه عودة هؤلاء اللاجئين إلى بلادهم الأصلية.
واختتم معالي الشيخ نهيان بن مبارك كلمته بالتأكد على أن أهمية هذا المؤتمر سوف تتأكد من خلال ما ينتج عنه من خطط عمل يتم تنفيذها على أرض الواقع ..متمنيا أن يكون هذا المؤتمر بداية موفقة لحماية وتمكين الأطفال والشباب اللاجئين في المنطقة وأن يؤدي كل ذلك إلى تحديد ما ينبغي على الجميع عمله حتى نستطيع وعن جدارة أن نؤدي واجبنا الإنساني والقومي أمام هذه الظاهرة الخطيرة.
من جانبه ألقى أنطونيو غوتيريس المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين كلمة شكر فيها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على رؤية سموه وإنسانيته وتحمله "عبء القيادة الإنسانية" لتوفير الظروف الرامية إلى التعامل مع الأسباب الجذرية لإنهاء مشكلة اللاجئين.. كما شكر غوتيريس سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي على جهود ودعم سموها للمفوضية السامية ولكل اللاجئين في المنطقة والعالم.
وأكد غوتيريس أن المساهمات التي تضمنها المؤتمر تميزت بجودتها وبإلتزام المتحدثين فيها ..معتبرا ذلك أمرا ضروريا لتحسين قدرة المفوضية على مواجهة مشكلة اللجوء والتعامل مع الأطفال واليافعين اللاجئين الذين يواجهون وضعا إنسانيا مأساويا ليس بسبب أعدادهم الكبيرة فحسب وإنما أيضا بسبب حجم المعاناة التي تعرضوا لها.
وطالب المفوض السامي بتوحيد الجهود وتركيزها نحو تخفيف هذه المعاناة مؤكدا أن المنظمات العاملة في المجال الإنساني لن تكون قادرة على فعل شيء بدون كرم الدول المستضيفة لهؤلاء اللاجئين وكذلك دعم المانحين الضروري والمهم لمواصلة تحسين حياة الأطفال واليافعين وحمايتهم من المخاطر.
وأعلن غوتيريس في ختام الجلسة وثيقة "مبادئ الشارقة" التي تتضمن مجموعة من المبادئ والمعايير التي خلص إليها ممثلو الدول والحكومات والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني المشاركون في المؤتمر وتعتبر بمثابة خطة إرشادية لحماية الأطفال اللاجئين في المنطقة ورفاههم.
وجاء في وثيقة "مبادئ الشارقة" ما يلي ..
وجاء في وثيقة "مبادئ الشارقة" ما يلي ..
أجتمع ممثلون عن دول وحكومات وممثلو لمنظمات دولية والمجتمع المدني في شهر أكتوبر/تشرين الأول من عام 2014 في إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة للمشاركة في معالجة أوضاع الأطفال اللاجئين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
بالنظر إلى أن نصف لاجئي العالم هم من الأطفال والملايين منهم يتواجدون في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وإقرارا بتقاليد الضيافة والمثل الإنسانية الراسخة في الإسلام ومنها مبدأ اللجوء "الأمان" وتقديرا لسخاء الدول في توفير الحماية الدولية والمساعدة لملايين الأطفال اللاجئين بما في ذلك امكانية الوصول إلى نظم الحماية الوطنية للأطفال وفرص التعليم والخدمات الأساسية واستذكارا بأن الأطفال اللاجئين لديهم احتياجات خاصة ومكامن ضعف يتعين معالجتها ضمن النطاق الأوسع للنزوح القسري ونظرا إلى التأثير الخطير للنزاعات المسلحة على الأطفال والتي من شأنها تعريضهم لخطر الإيذاء والاستغلال والعنف والتمييز واعترافا بأن الفتيات والفتيان وفي حين أنهم يواجهون مخاطر مماثلة هم يعانون أيضا من مخاطر على صعيد الحماية مرتبطة بنوع جنسهم ويتعين معالجتها بالشكل المناسب واعترافا بأن الأطفال اللاجئين ممن لهم احتياجات خاصة أخرى من بينهم الأطفال من ذوي الإعاقات يحتاجون إلى مساعدات موجهة وإقرارا أيضا بأن الأطفال اللاجئين وعائلاتهم يتمتعون بقدرات كبيرة واعترافا بأهمية تسخير قدرة الأطفال على المشاركة في القرارات التي تؤثر في رفاههم وحمايتهم وتشديدا على أن حماية الأطفال اللاجئين هي مسؤولية الدول في المقام الأول وبالنظر إلى الدور الداعم للمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني وتأكيدا على أهمية التضامن والتعاون وتقاسم الأعباء على الصعيد الدولي للاستجابة للتحديات التي يواجهها الأطفال و اليافعون اللاجئون واعترافا بالحاجة إلى تضافر الجهود لحشد الموارد الضرورية للحكومات والمجتمعات المحلية التي تستضيف اللاجئين وتأمين الدعم لها في ظل نطاق النزوح الذي تتسبب به الأزمات المستمرة وتذكيرا بأن حقوق الطفل مكرسة في القانون الدولي لحقوق الإنسان وخصوصا في اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل واعترافا بأن تحسين وضع الأطفال واليافعين اللاجئين في المنطقة هو مسؤولية مشتركة واداة للاستثمار في مستقبل المنطقة نقر بأن المبادئ والمعايير الدولية التالية هي ذات اهمية خاصة لحماية الأطفال اللاجئين في المنطقة ورفاههم: .. أن يتمتع الأطفال واليافعين اللاجئين جميعهم بالحماية الدولية.
.. أخذ المصالح الفضلى للأطفال واليافعين اللاجئين جميعهم بعين الاعتبار كأولوية في سائر المسائل التي تؤثر في رفاههم ومستقبلهم.
.. تسجيل كافة الأطفال اللاجئين ومنحهم وثائق ثبوتية عند ولادتهم في بلدان اللجوء.
.. أن يتمتع الأطفال والمراهقين اللاجئين بحقهم في وحدة الأسرة وحمايتهم من انفصال العائلة.
.. أن يتمتع الأطفال واليافعين اللاجئين جميعهم بحقهم في التعليم النوعي في بيئة آمنة تدعم احتياجاتهم الخاصة بتطورهم.
.. حماية الأطفال واليافعين اللاجئين كافة ضد العنف والإيذاء والاستغلال بما في ذلك عمالة الأطفال وضمان وصولهم إلى النظم والخدمات الوطنية التي يتم تأمينها بطريقة تضمن حمايتهم بما في ذلك الدعم الصحي والنفسي والاجتماعي.
ونجح مؤتمر الاستثمار في المستقبل الذي شهد حضور نحو 300 شخصية عالمية من القادة والمسؤولين المهتمين بقضايا الأطفال اللاجئين في المنطقة والعالم إلى جانب مئات الخبراء والباحثين وطلبة المدارس والجامعات وممثلي وسائل الإعلام في بحث ومناقشة كيفية العمل معا من أجل حماية الأطفال واليافعين اللاجئين وتعزيز العمل المشترك وبذل الجهد الجماعي لتحسين حياة هؤلاء الأطفال من خلال عدد من الجلسات والحلقات النقاشية التي أقيمت على مدار يومين إضافة إلى فعاليات منتدى اليافعين الذي عمل على تثقيف وإشراك الطلاب الشباب حول قضايا اللاجئين ودفعهم نحو المساهمة الإيجابية تجاه المجتمع إضافة إلى معرض الصور المصاحب للمؤتمر والذي تضمن مجموعة من الصور الفوتوغرافية والأفلام القصيرة التي توثق لمأسأة اللاجئين السوريين في عدد من دول الجوار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق