الاثنين، 26 ديسمبر 2016

الامارات تؤكد مواصلة العمل مع كافة الأطراف لإنهاء الأزمة السورية

القاهرة في 19 ديسمبر / وام 
 أكدت دولة الامارات انها ستواصل العمل مع كافة الدول والمنظمات الدولية المعنية بالأزمة السورية لدعم الجهود الإنسانية والسياسية للتعجيل في إنهاء هذه الأزمة بكل آثارها المأساوية .
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية خلال ترؤسه وفد الدولة المشارك في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الذي عقد مساء اليوم بالقاهرة لبحث تطورات الأوضاع في سوريا وخاصة في مدينة حلب.
ضم وفد الدولة المشارك سعادة المستشار عبد الرحيم العوضي مساعد وزير الخارجية للشؤون القانونية وسعادة المهندس جمعة مبارك الجنيبي سفير الدولة بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية وعلى المناعي مدير مكتب معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية.
وقال معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش " إن المأساة التي تشهدها مدينة حلب والتي قتلت أطفالها ونساءها وهجرتهم ودمرت منازلهم وحياتهم جزء من كابوس حول سوريا إلى جحيم وسرق طفولة الأطفال ويتمتهم وفرق الأسر وثكل الأمهات " ..مشيرا الى ان حلب حلقة من مسلسل رعب مستمر طال سوريا الشقيقة من أقصاها إلى أقصاها.
واضاف معاليه " أصبحت سوريا مشاعا لكل تدخل من نظام استباح شعبه، وأصر على تدمير مدنه بصورة منهجية إلى تدخل إقليمي عدّ سوريا مشاعاً لمطامعه وأهدافه إلى جماعات إرهابية طالت النسيج الإجتماعي الثري لسوريا، وارتكبت الفضائع تحت غطاء الدين، وهو منهم براء".
وأكد معاليه " أصبحت سوريا ملعبا تتصارع فيه الإرادات يعينها تمسك فرد بكرسيه والضحية مواطني سوريا وتاريخها العريق ومستقبلها الواعد ".
وقال " ومنذ بداية الأزمة وسوريا تعاني وتنزف وحلب بكل فظاعتها لن تكون الفصل المأساوي الأخير، ولن يكون مواطنوها وأطفالها ونساؤها وشيوخها آخر ضحايا هذه المأساة التي يندى لها جبين الإنسانية".
واكد معاليه " سوريا مثال سياسي واضح لفشلنا على المستوى العربي والإقليمي، وهي في الآن ذاته نموذج لسقوط الإرادة الدولية في التصدي لهذه الكارثة الإنسانية والسياسية".
وتابع " نعم، انه خذلان جماعي، وبرغم سقوط حلب وتعري انسانيتها، فإن الخذلان مستمر، وبألوان سوداء مخيفة، وطفولة ضائعة، وأرواح أُزهقت بكل رخصٍ وبشاعة، وفي هذه الفوضى والفراغ طغى في الأزمة أسوء ما حولنا من إرهاب مريع، وطائفية نتنة وتدخل في عالم العرب طولاً وعرضا".
واكد " لن تنتهي الحرب بسقوط حلب ولن ينتهي هذا الجحيم الحي، ولن ينتصر طرف على آخر، برغم المشاهد المروعة في الشهباء، ولن يحسم هذا الصراع المستمر هذه المعركة أو ذاك الحصار، فبرغم أن ملامح الخروج من الأزمة مازالت غائبة إلا أن طريق الخلاص هو الحل السياسي ، نعم ، يبدو هذا التوجه خيالاً في لحظتنا هذه ولكنه يبقى الحقيقة الوحيدة لمن يعي أن هذا الجنون يجب أن ينتهي، وأن المواساة وإدراك الجروح وترميم الوطن لن تكون له فرصة دون الحل السياسي".
وقال " ونحن مجتمعون في هذه الظروف الحرجة، لا يسعنا إلا أن نشدد على المسار السياسي، ولا خيار أمامنا إلا الوقوف مع الشعب السوري، الضحية الأولى لهذه المعارك، يجب أن نعين هؤلاء وأن نضمد جراحهم ونسعى من خلال الجهود الإقليمية والدولية إلى حمايتهم، وأن نعمل أن لا تتبع حلب حلبَ أخرى".
واختتم معاليه كلمته قائلا " إن الإمارات من منطلق مسؤولياتها العربية ستواصل العمل مع كافة الدول والمنظمات الدولية المعنية بالأزمة السورية، لدعم الجهود الإنسانية والسياسية للتعجيل في إنهاء هذه الأزمة بكل أثارها المأساوية على وجداننا وعلى عالمنا العربي".
وكان معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش قد تقدم في مستهل كلمته بخالص التعازي للأشقاء في كل من جمهورية مصر العربية على الحادث الإرهابي الغاشم الذي استهدف الكنيسة البطرسية بالقاهرة مؤخرًا والمملكة الأردنية الهاشمية على ضحايا الهجوم الإرهابي الغادر في مدينة الكرك ، سائلا المولى تعالى أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته وأن يمن على المصابين بسرعة الشفاء والعافية ..مؤكدا ان الامارات تقف بجانب الشقيقتين مصر والأردن في كل ما يتخذ من إجراءات للحفاظ على أمنهما واستقرارهما.
كما تقدم بالتعازي لكل العرب الذين يتعرضون لخطر الإرهاب في ليبيا واليمن والعراق ، هذا الخطر الذي يهددنا جمعياً في حياتنا وأمننا .
وتوجه بالشكر الى دولة الكويت الشقيقة على دعوتها لحضور هذا الاجتماع الطارئ بشأن التطورات الأخيرة في سوريا وبالأخص لما يجري في مدينة حلب.
من جانبه أكد خميس الجهيناوي وزير الخارجية التونسي "رئيس الاجتماع" ان استمرار الوضع المتردي في سوريا وخاصة في مدينة حلب وما نتج عنه من مآسي انسانية يشكل خطورة كبيرة على الامن القومي العربي.
وقال الجهيناوي - في كلمته الافتتاحية لاعمال الجلسة بحضور معالي أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية - ان ضعف الدور العربي وتواصل غياب الجامعة العربية عن الازمة السورية امر لايجب ان يستمر طويلا ..داعيا الى ضرورة المساهمة بشكل فاعل مع الاطراف الدولية لدعم مسار التسوية السياسية في سوريا.
من جانبه حذر احمد ابو الغيط من خطورة استمرار الوضع في سوريا ، مشددا على ان الساحة السورية اصبحت مسرحا للتجاذبات والاطماع الدولية التي جاءت على حساب الشعب السوري من دماء وقتل وتشريد وتدمير لمقدراته وعمرانه.
وطالب ابو الغيط المجتمع الدولي ممثلا في مجلس الامن الاضطلاع بمسؤولياته واستصدار قرار بوقف اطلاق النار في جميع انحاء سوريا ..مشيرا الى ان هناك اجماعا عربيا على جملة من الامور فيما يخص الازمة السورية والتي تتلخص في ضرورة دعم الحل السياسي .
واعتبر ان وقف اطلاق النار وتوفير حماية للمدنيين تشكل الاولية المطلقة في الوقت الراهن ..محملا النظام السوري وحلفاؤه مسؤولية ما يحدث من جرائم ، وأكد رفضه للصمت والعجز الدوليين.
من جانبه وصف الشيخ صباح خالد الحمد الصباح وزير الخارجية الكويتي الازمة السورية بأنها اسوأ كارثة انسانية في التاريخ المعاصر والتي انعكست تداعياتها على المنطقة والعالم بأسره ..وقال ان حلب التي كانت تعد احد اهم مدن الحضارة العربية والانسانية اصبحت الان تدمر بالكامل.
ودعا المجتمع الدولي ممثلا في مجلس الامن التحرك بشكل فوري ووضع حل دائم لهذا النزاع وانهاء الدمار الذي حل بكافة المدن السورية والعمل على ايجاد حل سياسي وشامل وقائم وذلك وفقا لما نصت عليه القرارات العربية ومقررات جنيف وقرارات مجلس الامن ذات الصلة.
من ناحيته اكد الشيخ محمد عبدالرحمن ال ثاني وزير الخارجية القطري ان ما يجري في حلب يشكل مذبحة وجريمة انسانية لايقوم بها الا استعمار استيطاني.
وشدد على ان العالم اجمع يتابع بشاعة النظام السوري بدون اي وازع والذي يستخدم اعتى انواع الاسلحة لقتل المدنيين والاطفال وتدمير المستشفيات ..وقال " اننا لانعفي انفسنا من تحمل المسؤولية كما انه لايوجد اي مبرر او منطق حتى تتقاعس الجامعة العربية عن القيام بدورها ازاء الازمة السورية" ..داعيا الى ضرورة الوقوف مع الحق بعيدا عن الروئ الضيقة ومواجهة خروقات النظام السوري الجسيمة الذي حول جيشه لمجموعة من المليشيات.
واكد ان التأخر عن معالجة الوضع في حلب سيكون له انعكاسات خطيرة وواقع اليم ..داعيا في الاطار ذاته لوقف اطلاق النار في جميع انحاء سوريا.
من جانبه اكد سامح شكري وزير الخارجية المصري ان الوضع المأساوي الذي تعيشه مدينة حلب السورية وكافة المناطق يأتي نتيجة تقاعس المجتمع الدولي عن القيام بدوره المنوط وتحمل مسؤولياته لوقف اطلاق النار وتحقيق تطلعات الشعب السوري فضلا عن محاربة التنظيمات الارهابية والجماعات المسلحة و وقف التدخلات الاجنبية.
ودعا شكري الى ضرورة التحرك بشكل فوري لوقف اطلاق النار وتقديم الخدمات الاغاثية للمدن السورية والشروع في مفاوضات سياسية تنهي المأساة ووقف التدخلات الاجنبية.

هناك تعليق واحد: