الثلاثاء، 20 ديسمبر 2016

قرقاش: سوريا مثال واضح لفشلنا على المستويين العربي والإقليمي..الإمارات تؤكد مواصلة العمل مع جميع الأطراف لإنهاء الأزمة السورية

أكدت دولة الإمارات أنها ستواصل العمل مع كافة الدول والمنظمات الدولية المعنية بالأزمة السورية، لدعم الجهود الإنسانية والسياسية للتعجيل في إنهاء هذه الأزمة بكل آثارها المأساوية.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، خلال ترؤسه، وفد الدولة المشارك في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، الذي عقد، مساء أمس، بالقاهرة لبحث تطورات الأوضاع في سوريا، وخاصة في مدينة حلب.
ضم وفد الدولة المشارك المستشار عبد الرحيم العوضي مساعد وزير الخارجية للشؤون القانونية، والمهندس جمعة مبارك الجنيبي سفير الدولة بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، وعلي المناعي، مدير مكتب وزير الدولة للشؤون الخارجية.

وقال الدكتور قرقاش «إن المأساة التي تشهدها مدينة حلب، وقتلت أطفالها ونساءها وهجرتهم ودمرت منازلهم وحياتهم جزء من كابوس حوّل سوريا إلى جحيم وسرق طفولة الأطفال، ويتمهم وفرق الأسر وثكل الأمهات». مشيراً إلى أن حلب حلقة من مسلسل رعب مستمر طال سوريا الشقيقة من أقصاها إلى أقصاها.
وأضاف «أصبحت سوريا مشاعاً لكل تدخل من نظام استباح شعبه، وأصر على تدمير مدنه بصورة منهجية إلى تدخل إقليمي عدّ سوريا مشاعاً لمطامعه وأهدافه إلى جماعات إرهابية طالت النسيج الاجتماعي الثري لسوريا، وارتكبت الفظائع تحت غطاء الدين، وهو منهم براء».
وأكد أن سوريا «أصبحت ملعباً تتصارع فيه الإرادات يعينها تمسك فرد بكرسيه، والضحية مواطنو سوريا وتاريخها العريق ومستقبلها الواعد».
وقال «ومنذ بداية الأزمة وسوريا تعاني وتنزف، وحلب بكل فظاعتها لن تكون الفصل المأساوي الأخير، ولن يكون مواطنوها وأطفالها ونساؤها وشيوخها آخر ضحايا هذه المأساة التي يندى لها جبين الإنسانية».
وأكد أن «سوريا مثال سياسي واضح لفشلنا على المستوى العربي والإقليمي، وهي في الآن ذاته نموذج لسقوط الإرادة الدولية في التصدي لهذه الكارثة الإنسانية والسياسية».
وتابع «نعم، إنه خذلان جماعي، وبرغم سقوط حلب وتعري إنسانيتها، فإن الخذلان مستمر، وبألوان سوداء مخيفة، وطفولة ضائعة، وأرواح أُزهقت بكل رخصٍ وبشاعة، وفي هذه الفوضى والفراغ طغى في الأزمة أسوء ما حولنا من إرهاب مريع، وطائفية نتنة وتدخل في عالم العرب طولاً وعرضاً».
وأضاف «لن تنتهي الحرب بسقوط حلب ولن ينتهي هذا الجحيم الحي، ولن ينتصر طرف على آخر، برغم المشاهد المروعة في الشهباء، ولن يحسم هذا الصراع المستمر هذه المعركة أو ذاك الحصار، فبرغم أن ملامح الخروج من الأزمة ما زالت غائبة إلا أن طريق الخلاص هو الحل السياسي، نعم، يبدو هذا التوجه خيالاً في لحظتنا هذه، ولكنه يبقى الحقيقة الوحيدة لمن يعي أن هذا الجنون يجب أن ينتهي، وأن المواساة وإدراك الجروح وترميم الوطن لن تكون له فرصة دون الحل السياسي».
وقال «ونحن مجتمعون في هذه الظروف الحرجة، لا يسعنا إلا أن نشدد على المسار السياسي، ولا خيار أمامنا إلا الوقوف مع الشعب السوري، الضحية الأولى لهذه المعارك، يجب أن نعين هؤلاء وأن نضمد جراحهم ونسعى من خلال الجهود الإقليمية والدولية إلى حمايتهم، وأن نعمل ألا تتبع حلب، حلبَ أخرى».
واختتم كلمته قائلاً «إن الإمارات من منطلق مسؤولياتها العربية ستواصل العمل مع كل الدول والمنظمات الدولية المعنية بالأزمة السورية، لدعم الجهود الإنسانية والسياسية للتعجيل في إنهاء هذه الأزمة بكل آثارها المأساوية على وجداننا وعلى عالمنا العربي».
وكان الدكتور قرقاش تقدم في مستهل كلمته بخالص التعازي للأشقاء في كل من جمهورية مصر العربية على الحادث الإرهابي الغاشم الذي استهدف الكنيسة البطرسية بالقاهرة مؤخرًا، والمملكة الأردنية الهاشمية على ضحايا الهجوم الإرهابي الغادر في مدينة الكرك، سائلاً المولى تعالى أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته، وأن يمن على المصابين بسرعة الشفاء والعافية.. مؤكداً أن الإمارات تقف بجانب الشقيقتين مصر والأردن في كل ما يتخذ من إجراءات للحفاظ على أمنهما واستقرارهما.
كما تقدم بالتعازي لكل العرب الذين يتعرضون لخطر الإرهاب في ليبيا واليمن والعراق، هذا الخطر الذي يهددنا جمعياً في حياتنا وأمننا.
وتوجه بالشكر إلى دولة الكويت الشقيقة على دعوتها لحضور هذا الاجتماع الطارئ بشأن التطورات الأخيرة في سوريا، وبالأخص لما يجري في مدينة حلب.
من جانبه، أكد خميس الجهيناوي وزير الخارجية التونسي «رئيس الاجتماع» أن استمرار الوضع المتردي في سوريا وخاصة في مدينة حلب وما نتج عنه من مآس إنسانية يشكل خطورة كبيرة على الأمن القومي العربي.
وقال الجهيناوي - في كلمته الافتتاحية لأعمال الجلسة بحضور أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية - إن ضعف الدور العربي وتواصل غياب الجامعة العربية عن الأزمة السورية أمر يجب ألا يستمر طويلاً، داعياً إلى ضرورة الإسهام بشكل فاعل مع الأطراف الدولية لدعم مسار التسوية السياسية في سوريا.
من جانبه حذر أحمد أبو الغيط من خطورة استمرار الوضع في سوريا، مشدداً على أن الساحة السورية أصبحت مسرحاً للتجاذبات والأطماع الدولية التي جاءت على حساب الشعب السوري من دماء وقتل وتشريد وتدمير لمقدراته وعمرانه.
ووصف الشيخ صباح خالد الحمد الصباح وزير الخارجية الكويتي، الأزمة السورية بأنها أسوأ كارثة إنسانية في التاريخ المعاصر التي انعكست تداعياتها على المنطقة والعالم بأسره. وقال: إن حلب التي كانت تعد إحدى أهم مدن الحضارة العربية والإنسانية أصبحت الآن تدمر بالكامل.
ودعا المجتمع الدولي ممثلاً في مجلس الأمن إلى التحرك بشكل فوري ووضع حل دائم لهذا النزاع، وإنهاء الدمار الذي حل بكافة المدن السورية.
من ناحيته، أكد الشيخ محمد عبد الرحمن آل ثاني وزير الخارجية القطري، أن ما يجري في حلب يشكل مذبحة وجريمة إنسانية لا يقوم بها إلا استعمار استيطاني.
وشدد على أن العالم أجمع يتابع بشاعة النظام السوري بدون أي وازع، الذي يستخدم أعتى أنواع الأسلحة لقتل المدنيين والأطفال وتدمير المستشفيات.
ودعا سامح شكري، وزير الخارجية المصري إلى ضرورة التحرك بشكل فوري لوقف إطلاق النار وتقديم الخدمات الإغاثية للمدن السورية والشروع في مفاوضات سياسية تنهي المأساة ووقف التدخلات الأجنبية.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق