الأحد، 30 نوفمبر 2014

مي العمدة..إفشاء أسرار العمل لماذا ..!!.

بقلم مي العمدة  
يعتبر إفشاء أسرار العمل عند الله تعالي حرام شرعاً، لأمره تعالى لنا بالأمانة وإلتزام العقود 
{يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود}
             صدق الله العظيم
قال العباس رضي الله عنه، يوصي إبنه الذي كان مقرباً من أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه : لا تفشين لأمير المؤمنين سراً ولا تغتابن عنده أحداً ولا تجرين عليه كذباً، ولا تعصين له أمراً، ولا يطلع منك على خيانة .
يعتبرعقد العمل الذي يربطنا بالمؤسسة التي نعمل بها عقداً ملزماً شرعاً وقانوناً، حيث يفترض علينا الوفاء به، خاصةً إن جاء في مقدمة بنوده وأولياته التكتم علي أسرار العمل وضرورة المحافظة على خصوصياته.
وإخراج المعلومة التي تتعلق بالعمل مهما كان حجمها لخارج المؤسسة، يعتبر خيانة صريحة للأمانة، وتنافي شريعتنا السمحاء حيث أمرنا الله تعالى أن نؤدي الأمانات إلى أهلها وأكثرها أهمية وحساسية هي أمانة العمل .
كما أن إفشاء أسرار العمل مصنف قانوناً كجنحة يعاقب مقترفها بالغرامة والحبس، بجانب كونه جريمة أخلاقية وخيانة للأمانة ويتسبب في الكثير 
من الإرباك والفوضى وتأثيره سلبي على المصلحة العامة .
وتداول المعلومات وإفشاؤها بين الموظفين شأنه شأن بيع قواعد المعلومات إلى شركات منافسة، ولا يقل عن ذلك الأمر خطورة .
 كما أنه معصية لله ويتسبب بالكثير من الإساءة لأصحاب العمل وهي الخيانة عيانا بيانا وأنه مُكر وخبث بما تعني هاتين الصفتين المذمومتين من معني .
والقانون يعاقب علي جرائم إفشاء أسرار العمل بإعتبارها جنحة وتقتضي غرامة تزيد على 1000 درهم، والحبس لمدة تتراوح مابين الشهر والثلاث سنوات .
بجانب غرامة مالية تحدد وفقاً لمدى الضرر الذي لحق بالمؤسسة التي تم إفشاء أسرارها حيث يرتبط حجم وطبيعة الضرر بمدى سرية المعلومات وحساسيتها . 
وهنا كان لا بد من توفرعنصر أساسي لتوجيه الاتهام وهو إرتباط المدان بالمعلومات التي أفشيت بحيث تكون طبيعة عمله تمكنه من الإطلاع على تلك المعلومات، أو يكون مسؤولاً أساسياً عنها.
وعند التأكد من إثبات جنحة إفشاءه لأسرار العمل، توجه له تهمة خيانة الأمانة .
والجهات الأكثر تعرضاً للخيانة وتسريب الأسرار هي المؤسسات الصناعية والتكنولوجية، والتجارية، يتم إفشاء أسرارها إلى أخرى عند الإنتقال للعمل بها.
وإذا كان تناقل عادي للمعلومات من خلال موظفي المؤسسة الواحدة، لا يعتبر ذلك جنحة، بل يدرج تحت بند المعاملات اليومية الروتينية للعاملين بهذه المؤسسة وفق مايقتضيه سير العمل .
وهنالك بنود واضحة لعقد العمل وميثاق شرف الأعمال وهو من الإجراءات الثابتة المسلم بها في  كل مؤسسة أو جهة عمل ويتم التوقيع عليه من جميع الموظفين.
وعند مخالفة أياً من الموظفين أحد بنود عقد العمل  أوالميثاق، وبعد إدانته من خلال التحقيق الداخلي لشؤون الموظفين، يتم فتح بلاغ خيانة أمانة بالنيابة العامة.


رسالة أولي



 إن الله عز وجل  يمقتُ الخائنين حيث قال تعالي في محكم تنزيله ( إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ) 


رسالة ثانية


  إن تسريب معلومات العمل المؤتمن عليها عمل خسيس وغير أخلاقي ولا ينبغي ولا يجوز وإن عانينا الأمرين،

ولئيمٌ من أفشى الأسرار عند الغضب ، وصاحب الطباع السليمة من كتمها عند رضاه.
بجانب ضمائرنا اليقظة، لابد من إنتهاج أُسس وقواعد تضمن إلتزامنا لمسارات الأمانة وحفظ البيانات وأسرار العمل في مؤسساتنا وبين كافة فئات مجتمعنا لتصبح الأمانة والإلتزام سلوكاً حضارياً عاماً يحتذي به .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق