الأحد، 24 يوليو 2016

يعود تاريخها إلى قرون خلت..عبرأشرعتها وسواعد رجالها سطرت تاريخ بحري خالد وأمجاد لا تنسى..سفن الإمارات واجهة متميزة وعطاء بلا حدود



تقرير عبد الوهاب عبدالله - رأس الخيمة في 23 يوليو / وام 
 تتميز دولة الامارات العربية المتحدة بثراء تاريخي بحري وامجاد بحرية سطرتها الأشرعة وسواعد أبنائها حملوا من خلالها رايات الامارات عالية خفاقة بين الأمواج مع ارتفاع شراع كل سفينة حيث يعود تاريخ الملاحة البحرية في الامارات إلى قرون خلت وعبر سنين طوال .
ويعود لأمير البحار الملاح العربي الشهير أحمد بن ماجد الذي ولد في مدينة جلفار في امارة رأس الخيمة الفضل في إرساء قواعد الملاحة للعالم حيث بقيت آراؤه وأفكاره في مجال الملاحة سائدة في كل من البحر الأحمر والخليج العربي وبحر الصين حتى سنة 903 هجرية .
و نشأت على شواطئ دولة الامارات مهن وصناعات أهمها صناعة السفن الخشبية التي توارثها الأبناء عن الأجداد وحافظوا على أسرارها وأبدعوا في صنعها .
وتميز أهل الامارات في الماضي بالسفر و صيد السمك و الغوص على اللؤلؤ وغيرها من المهن والصناعات البحرية التي أعطت الامارات بحكم موقعها الجغرافي وتاريخها الحافل مكانا متميزا بين الدول ومن أهم هذه الصناعات صناعة السفن .
ونظرا لأهمية البحر في حياة أهل الإمارات فقد تفوق الآباء والأجداد الاماراتيون في صناعة السفن و إتقانها على نحو مكنهم من الإبحار في مهامهم المتعددة ليتمكنوا من الوصول بها شرقا وغربا إلى أماكن بعيدة كالصين والهند وشرق أفريقيا .
وحرص أهل الامارات مثل باقي أهالى دول الخليج العربي على استخدام خشب "الساج" الهندي في صناعة السفن الذي يستعمل كألواح لهيكل السفينة لما يتحلى به من مقاومة الماء وبنية متينة ومقاومات وتيارات مياه البحر.
وتنوعت الأدوات المستخدمة في صناعة السفن كما تنوعت هذه السفن فمن هذه الأدوات "الجدوم" و هو فأس من الحديد ذو حافة من فولاذ يستخدم كثيرا في تسوية سطوح الخشب و"المجدح" وهي آلة اسطوانية الشكل و رأسها من حديد مدبب الطرف وحين يدار بالقوس يحدث ثقبا في اللوح قبل تثبيته بالمسامير حتى لا يتشقق اللوح من جراء دق المساير.
ويستخدم " ميزان الماء " للتأكد من استواء قاعدة السفينة على الأرض وأيضا تستخدم المسامير و المطرقة وكذلك "الفتايل" وهي خيوط قطنية توضع في الفراغات بين الأخشاب بعد دهنها وكذلك هناك "حبال السفن" والمصنوعة من الليف و"النسيج" والمستخدم لصناعة الشراع بالإضافة إلى "زيت الصل" هو الصل وهو زيت يستخرج من سمك القرش و هي مادة لا غنى عنها لطلاء السفينة من الداخل و الخارج لتحميها من التآكل و الحرارة و تطيل في عمر السفينة .. وأيضا "الشونة" التي تتشكل من خلط الجير والدهن حيث يتم طلاء الجزء السفلي للسفينة بهدف مقاومة الخشب للملوحة ويدهن داخل السفينة المعروف باسم "الخن" بمادة القار الأسود وذلك منعا لتسرب المياه الى داخل السفينة.
و اشتهر عدد من الرجال الاماراتيين في صناعة السفن في جميع امارات الدولة التي كانت في البداية متخصصة في صنع السفن متوسطة الحجم التي تستعمل لصيد الأسماك والغوص على اللؤلؤ .. كما كانت هناك سفن وقوارب صغيرة تستخدم للتنقل السريع بين السفن الكبيرة والاخوار والشواطئ داخل الإمارات يطلق عليها الأهالي تسميات مختلفة مثل " الشاحوف والماشوة والهوري واللنج والشاشة " وغيرها وهذه السفن غالبا ما تستخدم للغوص في مسافات قريبة من الشاطئ وأحيانا يتنقل بها الطواويش بين سفن الغوص الكبيرة وهي في مواقع الصيد .
واستخدم أهل الامارات عددا من السفن في رحلات الصيد والغوص والتجارة ولها أسماء وصفات.. ومهام منها "جالبوت" وهي من السفن المستخدمة في دولة الإمارات وتصنع محليا وكثيرا ما تستعمل في رحلات الغوص والبحث عن اللؤلؤ وفي الأسفار ونقل البضائع وصيد السمك في الأعماق البعيدة ويتراوح طول "الجالبوت" ما بين 20 و 30 قدما وتبلغ حمولته ما بين 15 و 60 طنا .
ومن بينها أيضا "السنبوك" الذى يصنع محليا ويستخدم في أسفار الغوص وصيد السمك ويبلغ طوله حوالي "60" قدما وتتراوح حمولته ما بين 25 و60 طنا وكذا "الشوعي" وهي سفينة تصنع محليا وتستخدم في أسفار الغوص وصيد السمك يتراوح طولها ما بين 40 و 60 قدما وقد دخلت هذه التسمية في دولة الأمارات أواخر ستينيات القرن الماضي ويطلق عليها أحيانا "اللنج" وهذا النوع من السفن هو الشائع في الدولة في الوقت الحاضر وبالتسمية نفسها .
و تشمل السفن .. أيضا سفينة " بتيل " وانقرض هذا النوع من السفن منذ عام 1940 وهو من السفن الخليجية القديمة وهي سفينة متوسطة الحجم ذات شراعين وتستعمل في رحلات الغوص على اللؤلؤ وتتسع لحوالي ثمانين بحارا فيما يعد " البوم " من أشهر وأفضل السفن التي كانت تنقل البضائع عبر موانئ الخليج العربي وموانئ الهند وباكستان وشرق أفريقيا والتي حلت محل "البغلة" و" الغنجة " طولها ما بين 100 و 150 قدما وحمولتها تتراوح ما بين 300 و 750 طنا "جمعها أبوام" والأبوام على نوعين .. بوم سفار للأسفار البعيدة وبوم قطاع ويستخدم للأسفار القريبة في موانئ الخليج العربي.
و"البغلة" من السفن القديمة الكبيرة الحجم تستعمل للتنقل بين موانئ الخليج العربي والهند والباكستان وذلك قبل ظهور البوم وتمتاز بمؤخرتها العريضة و حمولتها ما بين 150 و 400 طن .
أما " الصمعة " فيتراوح طول البيص فيها بين 20 و30 قدما والصغير منها لا يتجاوز 20 قدما تقريبا أما العرض فهو شبيه بالسنبوك ويتراوح بين 15 و 17 قدما تقريبا إلا أنها تختلف عنه في السعة والعمق فهي في حجم الوسط بين الجالبوت والبكارة وهي من أقدم سفن الغوص في الإمارات / البقارة كانت تستخدم قبل استخدام الشاحوف ويتراوح طول البيص فيها ما بين 30 و 40 قدما والعرض 15 أو 17 قدما وتحمل من الأشخاص حوالي 20 شخصا .
وهناك أيضا سفن وقوارب صغيرة تستخدم للتنقل السريع بين السفن الكبيرة والأخوار والشواطئ داخل الإمارات يطلق عليها الأهالي تسميات مختلفة مثل "الشاحوف" و"الماشوة" و"الهورى" وغيرها " وهذه السفن غالبا ما تستخدم للغوص في مسافات قريبة من الشاطئ وأحيانا يتنقل بها الطواويش بين سفن الغوص الكبيرة وهي في مواقع الصيد / الماشوة قارب صغير يستخدم للتردد بين السفينة والساحل لنقل البحارة وبعض الامتعة الخفية ومؤخرة الماشوة مربعة .. والهوري زورق صغير لا يتسع لعدد يتراوح ما بين ثلاثة وخمسة أشخاص ويصنع من جذع شجرة ويحفر الجذع ويسوى على شكل قارب .. أما الشاحوف أصغر من البقارة وكانت تستخدم في الصيد و نقل الأغراض الخفيفة والتنقل بين الأماكن المتقاربة والنقل أيضا من السفن الى البر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق