الاثنين، 11 يناير 2016

ولي عهد الشارقة يشهد انطلاق فعاليات مؤتمر " التدخل المبكر "

 الشارقة في 10 يناير/ وام
 شهد سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة صباح اليوم إنطلاق فعاليات مؤتمر التدخل المبكر " مكعبات ملونة " والذي ينظمه مركز التدخل المبكر التابع لمدينة الشارقة وللخدمات الإنسانية .
بدأت وقائع الافتتاح في غرفة تجارة وصناعة الشارقة وبحضور كل من الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي رئيس دائرة العلاقات الحكومية وعدد من مدراء الدوائر والمسؤولين في حكومة الشارقة ومدينة الشارقة للخدمات الإنسانية .. بعزف السلام الوطني لدولة الإمارات وتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم.
ورحبت منى عبد الكريم اليافعي نائب مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في كلمة المدينة " بالحضور في مدينة الشارقة التي وهبها الله سبحانه وتعالى قيادة حكيمة رشيدة ممثلة بشخص صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة مجسدة بأقواله وأفعاله وحرصه الواضح على خير الإنسان كما أراده الله عز وجل في أحسن تقويم والشواهد على ذلك أكثر من أن تحصى وأقربها إعتماد منظمة الصحة العالمية مدينة الشارقة مدينة صحية وإعلان سمو الحاكم في ديسمبر الماضي الشارقة أول مدينة صديقة للطفل عالميا .
ونوهت اليافعي بمواقف صاحب السمو حاكم الشارقة التي خص بها أبناءه من ذوي الإعاقة منذ افتتاحه رسميا لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية سنة 1979 وصولا إلى كل النجاحات والتطورات التي شهدتها .. وخصت في هذا المقام مركز التدخل المبكر بالشارقة هذه الدرة المضيئة والقلعة المتقدمة الأولى من نوعها في المنطقة للحد من أسباب الإعاقة والتخفيف من آثارها وأعبائها بالكشف والتدخل المبكرين.
وأضافت أنه " منذ أن بدأ مركز التدخل المبكر عمله الفعلي في أكتوبر 1993 وحتى اليوم لم يكف لحظة واحدة عن أداء رسالته تجاه الأطفال المعرضين للخطر بغض النظر عن انتماءاتهم وجنسياتهم .. وبالفعل فقد نجح المركز في أداء رسالته والقيام بواجباته تجاه هؤلاء الأطفال ولكن دوره لم يقتصر جغرافيا على إمارة الشارقة أو دولة الإمارات .. ولم يكن محصورا بالأطفال وأسرهم .. ولم تكن عبارة أول مركز من نوعه في المنطقة مسألة لفظية أو إثباتا لأسبقية بل كانت توجها أصيلا رسمه صاحب السمو حاكم الشارقة للمدينة والمركز .. عندما كان يؤكد في أكثر من مناسبة أن المدينة ليست للشارقة وحدها أو لدولة الإمارات أو لمنطقة الخليج العربية إنما هي إنطلاقة عربية عالمية تقدم الخدمات في جميع المجالات لأصحاب الإعاقة في أي مكان على هذه البسيطة" .
وفي مجال الأسبقية .. أشارت إلى شهادة للدكتور رون سايمنسون أستاذ علم النفس بجامعة كارولينا الأمريكية الذي أكد أن البداية الرسمية للتدخل المبكر في أوروبا وأمريكا كانت سنة 1986 أما في الشارقة فكانت في سنة 1992 أي بعد حوالي ست سنوات.
وبينت أنه في مجال توسيع ونشر فلسفة التدخل المبكر وتعميمها .. أسهم المركز على مدار عقدين من الزمن وأكثر بتطوير وتدريب الكفاءات المحلية والخليجية والعربية ونظم لهذا الغرض أكثر من / 24 / ورشة وبرنامجا تدريبيا في الشارقة وخارجها استفاد منها عدد كبير من الاختصاصيين من 14 دولة عربية ومنها على سبيل المثال ورشة عمل بالتعاون مع المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في قطر ودورة في علاج النطق في اليمن ودورات أخرى في سلطنة عمان بالإضافة إلى الزيارات العديدة التي كانت تقوم بها وفود من داخل الدولة وخارجها لنقل تجربة وخبرات المركز إلى مراكزهم وبلدانهم .. منوهة في هذا الصدد بدور المدينة في تأسيس مؤسسة القاهرة للتدخل المبكر لذوي الإعاقة في مصر وتزويدها بكل المعارف والخبرات اللازمة لانطلاقتها .
واختتمت نائب مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية كلمتها مؤكدة أن "ما نشهده اليوم في هذا المؤتمر مع وجود كل هذه الخبرات العربية والأجنبية هو استمرار وتجسيد للرسالة والأمانة التي حمل صاحب السمو حاكم الشارقة لواءها وتشرفنا بأن نكون في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ومركز التدخل المبكر جزءا منها .. وكلنا أمل بأن يحقق المؤتمر بورشه وجلساته وأوراق العمل والتجارب التي ستعرض فيه أهدافه في إكساب العاملين في المجال مهارات ومعارف جديدة لرفع مستوى الخدمات المقدمة للأطفال من ذوي الإعاقة وأن يفتح آفاقا جديدة للمؤسسات والأفراد على حد سواء للتعاون وتبادل الخبرات في هذين المجالين الهامين لمرحلة الطفولة المبكرة ".
وتخلل ذلك عرض فيلم تسجيلي عن حياة "إيمان عبد الله" إحدى منتسبات مركز التدخل المبكر والتي التحقت به في العام 1996 وهي اليوم تشغل وظيفة إدارية في إحدى الدوائر الحكومية .
بعد ذلك ألقى الدكتور يوسف القريوتي المدير السابق لمكتب منظمة العمل الدولية لإقليم شمال أفريقيا وأحد مؤسسي مركز التدخل المبكر في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية كلمة قال فيها "أقف أمامكم اليوم للمشاركة في هذا المؤتمر حيث مرت علينا منذ أيام الذكرى الثانية والعشرون لتأسيس مركز التدخل المبكر التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وهذه الذكرى الطيبة أعادتني إلى الوراء ردحا من الزمن لا لأتذكر جهدي المتواضع في الاسهام بخبرتي الفنية في إنشاء هذا المركز بل لأقدم لكم شهادة صادقة عن الجهود المخلصة التي قدمتها مدينة الشارقة للخدمات الانسانية ممثلة بالرعاية الكاملة التي أولاها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي للمشروع آنذاك من ألفه إلى ياءه وبجهود الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية من أجل إنشائها ".
وأوضح أن فكرة التدخل المبكر لم تكن فكرة مألوفة في المنطقة العربية ولا حتى في منطقة الشرق الأوسط كافة كان واضحا للعاملين في مدينة الشارقة للخدمات الانسانية أن هنالك كثيرا من الحالات التي تستقبلها تعاني من صعوبات كان يمكن تحاشيها أو التقليل من آثارها على الأطفال لو توفرت لهم رعاية وتدريب أبكر كما لوحظ أن كثيرا من الأهل لا تتوفر لهم الدافعية لمتابعة التدريب الذي تقدمه المدينة بمراكزها المختلفة أو أنهم فقدوا الأمل بإمكانية تحسن أطفالهم ".
وقال إنه " في ظل هذا الواقع برزت أهمية أن توفر المدينة خدمات للأطفال الذين يعانون من صعوبات معينة أو هم عرضة للإصابة بها منذ مرحلة الولادة وحتى سن الخامسة وتتمثل هذه الخدمات في الكشف المبكر عن هذه الحالات وتقديم الخدمات الوقائية والعلاجية والتدريبية لهم ولأسرهم ".
ولفت إلى أنه عندما طرحت فكرة إنشاء المركز التي تبنتها الشيخة جميلة بكل حماس كانت الموارد المادية المتاحة للمدينة محدودة بينما التكلفة التقديرية لإنشاء المركز بمبانيه وتجهيزاته وكلفته التشغيلية عالية وتتجاوز الإمكانات المتاحة. ولكن رد الشيخة جميلة كان " الله برزق المهم يكون شيء يخدم الناس ويبيض الوجه" . وعندما أعدت مخططات البناء طلب صاحب السمو حاكم الشارقة الاطلاع عليها وبعدها بأيام سافر في إجازة قصيرة وفوجئنا بعد أيام بإعادته للمخططات وعليها التعديلات التي أجراها سموه بنفسه والأهم من هذا كان سموه يتابع مراحل البناء في زيارات متعددة مما أعطانا الثقة بأن نمارس نوعا من الضغط على المكتب الهندسي والمقاول المشرف عندما نرى تباطؤ في العمل أو نرغب  في تعديلات ".
وأكد أن متابعة سموه لم تتوقف هنا بل كان يطلب من معاونيه الاتصال بجهات مختلفة يسميها لحثهم على المساهمة في دعم المشروع ونظرا لفرادته وأهميته وافقت منظمة اليونيسيف وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة العمل الدولية على تقديم الدعم المادي والفني له .
ونوه بما قاله المدير الإقليمي لمنظمة اليونيسيف في حينه بأن "صاحب السمو لا يعمل على جعل الشارقة منارة ثقافية وحضارية بل أيضا منارة إنسانية وإن إنشاء مثل هذا المركز في الشارقة سيكون نموذجا تستفيد منه الدول العربية الأخرى" لافتا إلى أنه "بعد سنوات قليلة على إنشاء المركز وتقديمه لخدماته المتميزة بادرت العديد من الدول بإنشاء مراكز مماثلة ولكن يحق للشارقة ولصاحب السمو الحاكم وللشيخة جميلة أن يفخروا بأن معظم هذه المراكز من دول الخليج وغيرها أرسلت كوادرها للاطلاع التدرب في مركز التدخل المبكر في الشارقة ".
وأكد في الختام أن المركز جاء واستمر بمبادرة من الشيخة جميلة وبرعاية وأبوة حانية من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي .. فكم من طفل تم إنقاذه من أن يصبح شخصا معاقا وكم من أسره تمت مساعدتها وتعليمها كيفية التعامل مع أطفالها الذين يواجهون صعوبات نمائية وكم من طفل لديه صعوبات تم العمل مبكرا معه وإدماجه مع أقرانه في المدارس والصفوف العادية .
كما تم خلال حفل الافتتاح عرض فيلم وتقرير عن مركز التدخل المبكر قدمه محمد فوزي مدير المركز أشار خلالهما إلى أن المركز يعد أيقونة من أيقونات مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وهو نقطة البداية للحد من أسباب الإعاقة والتقليل من آثارها والحيلولة دون تطور الضعف إلى إعاقة أو تحول الإعاقة إلى عجز .
وأورد فوزي خلال عرض التقرير جملة من الإحصائيات تمحورت حول الخدمات التي يقدمها المركز فقد استفاد من خدماته في السنوات الماضية الفان و/ 763 / طفلا وقدم قسم العلاج الطبيعي والوظيفي خدماته منذ بداية عمل المركز لألف و/ 576 / طفلا و بين عامي 2014 و 2015 قدمت خدمات التدريب الأسري لـ/ 160 / طفلا وأسرة وانتظم في فصول المركز الدراسية / 46 / طفلا وقدم قسم الإعاقة البصرية خدماته لـ 33 طفلا كما بادر المركز سنة 2006 إلى إجراء حملات المسح والكشف المبكر عن الصعوبات والمشكلات لدى الأطفال في / 37 / روضة ودار حضانة بالشارقة شملت 4710  طفلا منذ بداية عمليات المسح وحتى اليوم ليتم توسيع الحملة العام الماض لتشمل الأطفال حديثي الولادة واستفاد منها 52 رضيعا .
وفي ختام حفل افتتاح المؤتمر قام سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي بتكريم رعاة الحفل والشركاء والمتحدثين المشاركين في المؤتمر .
وتثمينا لعطائه وتقديرا لحضوره المؤتمر قدم طلبة ومنتسبو مركز التدخل المبكر درعا تذكارية لسموه تعبيرا عن امتنانهم وتقديرهم له .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق