السبت، 25 يونيو 2016

#يوم_زايد_للعمل_الإنساني .. جامع الشيخ زايد الكبير ينظم أمسية " حب ووفاء لزايد العطاء".



أبوظبي في 24 يونيو / وام 
شهد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة مساء اليوم بجامع الشيخ زايد الكبير" أمسية يوم زايد للعمل الإنساني" تحت شعار "حب ووفاء لزايد العطاء" والتي أقيمت تحت إشراف وزارة شؤون الرئاسة وبالتعاون مع مركز جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي والهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف وذلك بمناسبة " يوم زايد للعمل الإنساني " الذي يوافق الذكرى الثانية عشرة لرحيل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه.
حضر الأمسية .. فضيلة العلامة الشيخ عبدالله بن بيه رئيس " منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة" والدكتور محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف وأصحاب الفضيلة العلماء ضيوف صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وعدد من سفراء الدول العربية والإسلامية وكبار المسؤولين.
ورفع الدكتور محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف أسمى آيات التقدير والإكبار للقيادة الرشيدة في الدولة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله متوجها بالشكر لله سبحانه وتعالى الذي أكرم دولة الإمارات وشعبها بقادة حكماء رحماء مخلصين وقيادة رشيدة رائدة على نهج المؤسسين سائرين ووطن منيع آمن مزدهر.
وقال الدكتور محمد مطر الكعبي : "إذا كان العظماء هم من يصنعون التاريخ بإنجازاتهم العسكرية والعلمية فإن أقوى العظماء هم من يصنعونه بمآثرهم الإنسانية عطاء وحكمة وريادة للسعادة أو سعادة في الريادة فبناء الإنسانية أسمى بناء وما خلد التاريخ الأنبياء والقادة الحكماء إلا لأنهم أسعدوا الإنسانية ولم يعذبوها بل شادوا لها قيم السعادة والتسامح والسلام وهي أقل كلفة لكنها أعمق فائدة وتأثيرا في موازين بناء الأوطان والإنسان والقائد المؤسس الراحل هو من هذا الرعيل الفريد من العظماء".
وأكد أن " شمس زايد " لم تغب عن أهل الإمارات يوم وفاته في التاسع عشر من رمضان 1425هجرية الموافق 2 نوفمبر العام 2004 فمآثر القائد الراحل لا تزال حية في الذاكرة الشعبية زاهية السطوع في التراث الشفهي أكثر مما كتب وأضاف : "من حق الأجيال علينا نحن الذين عاصروا عبقرية زايد أو سمع منه أو حظي بمجالسته أن ننقل إليهم ما اختزنته الذاكرة الحية من مواقفه الإنسانية والدينية والسياسية لتعرف الأجيال كيف خط عظماؤهم التاريخ الوطني والإنساني لهم بأحرف من بهاء وثراء".
وأشار الكعبي إلى أن أبرز ما في شخصية القائد المؤسس اهتمامه بإسعاد شعبه وقد وعد بذلك فوفى وقال إنه منذ تبوأ مقاليد الحكم :" يجب علينا الآن أن نسابق الزمن وأن نواصل الليل بالنهار للعمل على إسعاد الشعب وتحقيق العدالة والرفاهية له" ..ومفاهيم السعادة والعدالة والرفاهية لا تتحقق إلى عبر منهج ورؤية وريادة .
واستعرض رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بعض ما ذكره أهل العلم الذين كان يستضيفهم طيب الله ثراه في رمضان والذين أكدوا نهجه الانساني والسامي وشيم الرحمة والحب والعطف التي تميز بها رحمه الله .
وقال الكعبي في ختام كلمته : " أيها القائد العظيم لتهنأ حيث أنت عند رب كريم فلقد قلت ذات يوم " إذا كان الله عز وجل قد من علينا بالثروة فإن أول ما نلتزم به لرضا الله وشكره هو أن نوجه هذه الثروة لإصلاح البلاد وسوق الخير إلى شعبها" .. وقد حققت لنا قيادتنا الرشيدة وهم الأوفياء لنهجك هذا الالتزام الذي قطعته بشقيه بناء وطن حضاري رائع وسعادة شعب وفي قانع.
و أكد فضيلة العلامة الشيخ عبد الله بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة في كلمته تحت عنوان "زايد والسلم" أن ذكرى وفاة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه تهتز لها القلوب والنفوس وتستخلص منها العبر والدروس .. مشيرا إلى أن السلم ورمزيته كانا عنوان قائد البلد ومؤسسه الذي بذل جهودا كبيرة من نوع صدقة السلم التي لا يعرفها أكثر الناس .. كما أنه في المناسبات الكثيرة حين كان يحضر الشيخ زايد تنشرح النفوس وتتسع الصدور لأنها سوف تسمع كلمة خير وسوف تنتفع بفعل الخير.
واستعرض أعمال المغفور له الشيخ زايد الإنسانية على الصعيد العالمي والتي إمتد عطاؤها للمسلمين وغير المسلمين فكانت مثالا رائعا للدعوة ضد الإسلاموفوبيا وهو ما ليس بعيدا عن منهج الشيخ زايد منهج الإنسان الذي يستنبط في حقيقته منهجا إسلاميا صحيحا وإن أعماله الإنسانية شملت المسلمين وغير المسلمين وظلت باقية لم تنس على امتداد العالم.
و أكد أن أعمال الخير التي قام بها الشيخ زايد لم تخص أحدا على أحد وعمت جميع دول العالم وهي تمثل المنهج الصحيح للرد على دعوات التعصب والكراهية التي نراها في العصر الذي نعيشه وإن معدن الشيخ زايد هو معدن الذهب الذي يظل صامدا مهما كان الابتلاء والذي امتد إلى القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة " حفظه الله " و صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي و صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وإخوانهم أصحاب السمو حكام الإمارات .
من جانبه أكد سماحة الشيخ عبد الكريم سليم الخصاونة مفتي عام المملكة الأردنية الهاشمية رئيس مجلس الإفتاء والبحوث والدراسات الإسلامية في كلمته " زايد وروح الاتحاد" أن من نعم الله على دولة الإمارات أن من عليها بقيادة حكيمة والاتحاد فتآلفت القلوب والمشاعر واتحدت الغايات والمناهج مشيرا إلى أن الاتحاد قوة وهو الدعامة الوطيدة لتقدم الدولة وسر نهضتها ونجاح رسالتها.
ولفت إلى أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه رسخ أركان المحبة والمودة وزرع الرحمة واحتضن الخير وأقام العلاقات الطيبة بين الراعي والرعية.. منوها إلى أن هذه الأسس التي قامت عليها الدولة والقيادة الرشيدة الحكيمة والاتحاد دفعت المواطنين والوافدين إلى البذل والعطاء والإخلاص والوفاء فأنتجت سماحة راقية وعدلا ومساواة كما انتشر الفضل والاحترام وحب الحق وإسداء المعروف عن رغبة منهم لا عن تكليف أو إكراه.
وأضاف سماحته : "عاش الشيخ زايد طيب الله ثراه وأكرم مثواه كالطود الأشم لم تجرفه الغمار السائدة ولم تطوه اللجج الصاخبة فأسس القيادة الحكيمة والاتحاد وأصبح حب الوطن ملازما للمواطن واصطفوا صفا واحدا في وجه دعاة الفتن وحاربوا الفكر الظلامي المتطرف الذي شوه صورة الإسلام السمحة وقيمه النبيلة رحم الله شيخنا الشيخ زايد وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا ووفق الله ولاة أمورنا ونسأل الله أن يحفظ هذا البلد آمنا مطمئنا، في سخاء ورخاء وسائر بلاد المسلمين".
من جهته قال فضيلة الدكتور عبد الله عبد الغني سرحان أستاذ البلاغة والنقد وعميد كلية الدراسات العليا في جامعة الأزهر: "إن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه كان رجلا قل أن يجود الزمان بمثله فهو رجل نادر في عطائه وسخائه لشعبه ولغيره من الشعوب ولو أمكننا أن نجسد قيمة العطاء لكان العطاء نفسه متمثلا في الشيخ زايد رحمه الله والعطاء الذي جسدته هذه الشخصية النادرة واضح وضوح الشمس في رابعة النهار فحيثما وليت وجهك في أي شبر من هذه البلاد الطيبة المباركة تقع عيناك على منجزات حضارية لم تتوافر في كثير من البلاد التي حباها الله عز وجل بمثل ما حبا به هذه الدولة الأبية فهذه الحضارة التي نشاهدها في هذه البلاد والتي حول فيها المغفور له الشيخ زايد الصحراء الجرداء إلى واحة خضراء راجعة إلى أن العطاء كان صفة فطرية عند الشيخ زايد رحمه الله فسخا على بلده ووطنه وشعبه وحقق على أرض هذا الوطن من المنجزات الحضارية الحديثة ما لا يضارع في هذا الزمان حتى صارت دولة الإمارات ـــ بفضل الله تعالى ـــ في مصاف أهم الدول العالمية من حيث قوة اقتصادها وارتفاع مستوى المعيشة والرخاء الذي ينعم به مواطنوها ولم يكتف زايد الخير والعطاء بتأسيس دولة عصرية حضارية على هذا الطراز المتميز بل كانت الثروة الحقيقية عنده متمثلة بوضوح شديد في إعداد الإنسان الإماراتي والاهتمام به، وإسعاده وتوفير الحياة الكريمة له".
وأضاف فضيلته: " وكان ـ رحمه الله تعالى، يتحلى بذكاء فطري نادر حيث أدرك بفطرته وألمعيته أن الثروة الحقيقية ليست في توافر الإمكانات المادية بل تكمن في الرجال الذين يصنعون المستقبل ولذا انصب اهتمامه على تنشئة الأجيال الصاعدة على أصول هذا الدين الحنيف وتحصينها من الأفكار الهدامة لأن الدين في نظره هو أساس التنمية الحضارية ولهذا دعا إلى حسن رعاية هذا الجيل وتعليمه وتكوينه على أسس سليمة وتنشئته تنشئة دينية تصونه من كل انحراف لينهض بأعباء رسالته الوطنية وكان له ما أراد حتى حقق هذا الشعب الكثير من المنجزات الحضارية بفضل استمساكه بالدين العظيم والخلق القويم والأخذ بأسباب العلم ومعطياته في شتى المجالات ولم يكن هذا الخير والعطاء قاصرا على أبناء شعبه بل امتدت قيمة العطاء وشيمة السخاء إلى شتى بقاع العالم دون تفريق بين جنس أو لون أو دين، فأينما صوبت بصرك في مختلف دول العالم تجد صروح الخير والعطاء التي أسسها الشيخ زايد رحمه الله تقف شاهدة على عظمة مواقفه الإنسانية فالمشاريع الحضارية في كثير من البلدان العربية والإفريقية والأسيوية ـــ وغيرها ـــ التي أسسها من المدن والمستشفيات والصروح التعليمية والبنية التحتية وشق الطرق وحفر الآبار للارتقاء بحياة الإنسان في هذه البلدان جعلت شعوب هذه الدول تلهج باسمه وتذكر له هذه المآثر الكريمة وتلك الأيادي البيضاء وصار اسمه يتردد بين شعوب العالم حتى عرف بأنه زايد الخير والعطاء" .
وقال : "لقد رزق الله عز وجل هذه البلاد بخير خلف لخير سلف فترسموا خطوات والدهم العظيم واقتدوا بحكمته وحنكته وساروا على نهجه في تدعيم مسيرة الخير والعطاء ومد يد العون للمستضعفين والمحتاجين والضعفاء داخل دولة الإمارات وخارجها حتى أضحى العمل الإنساني ومساعدة الشعوب البائسة والمنكوبة سمة بارزة من سمات شعب الإمارات وصارت هذه الدولة المباركة اسما مرادفا للخير ونبراسا لثقافة العطاء، وقدوة حسنة في العمل على تنمية الإنسان في كل مكان دون نظر إلى عرقه أو دينه أو جنسه تصديقا لقول نبينا عليه السلام: " من أحيا سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة واليوم التاسع عشر من رمضان تمر الذكرى الثانية عشرة على رحيل الشيخ زايد طيب الله ثراه، ونحن في يوم الاحتفال السنوي بيوم زايد الإنساني نؤكد على أن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله سيبقى ملهما للعالم كله قيم العطاء والتسامح والتعايش والعمل الإنساني والاجتماعي".
وقال الدكتور قطب موسى سانو وزير المستشار الدبلوماسي لفخامة رئيس جمهورية غينيا في كلمته "زايد العلم والسعادة": " إن الأمة الإسلامية حزنت بوفاة حكيمها الفذ الذي سخر عمره للأمة الإسلامية والعربية ونذر حياته من أجل السلام ورفض الشقاق بين الأمم وأسس دولة حديثة متماسكة بتراثها ونسيجها الوطني وإن التاريخ يذكر صفاته من صدقه وعدله وحيائه وشجاعته وكان يقدر العلم وأهله وكان يدرك أهمية العلم وأن رصيد الأمة أبناؤها المتعلمون.. ووفر الإمكانيات للعلم ولولا العلم لضاع المال وأفضل استثمار هو الإنسان وفالعلم يبني الأمم وينهض بها فأنفق على أبنائه ورعايتهم إناثا وذكورا واهتم بتعليم المرأة وجعل سعادة المواطن همه وتوفير الحياه الكريمة للمواطنين من صحة وسكن وتعليم حتى يستطيع المواطن الشعور بالأمن والاستقراروالشيخ زايد ترك إرثا كبيرا من الأعمال .. لكنه غرس في أبنائه حب الخير وصناعة المعروف" داعيا أن يديم الله على البلاد بنعمة الاستقرار والأمان.
وثمن الدكتور عبد الحكيم جاكسون صاحب كرسي الملك فيصل للثقافة الإسلامية في جامعة كاليفورنيا في كلمته بعنوان "زايد والكرامة الإنسانية: جهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه وإنجازاته الباهرة في خدمة شعبه ودينه والبشرية جمعاء من خلال تمسكه بالقيم الإسلامية وعاداته وتقاليده مستعرضا بعضا من أعماله الخيرية التي شملت الإنسان في كل مكان بغض النظر عن دينه ولونه من بناء المستشفيات والمدارس وتبني الأيتام، إلى جانب مواقفه المشرفة على المسرح العالمي.
وأشار فضيلته إلى أن الشيخ زايد من خلال أعماله التنموية في الدولة أسهم في تعزيز لغة الحوار والتعايش والتسامح بين الحضارات بدلا من التصادم معها وأنه المسلم الواثق من نفسه منوها إلى أن ما حققه الشيخ زايد وشعبه يؤكد أن الإسلام دين حضارة وإعمار لا تطرف وعنف وأن الشيخ زايد مصدر فخر وخير للمسلمين ومن أكثر الشخصيات التاريخية احتراما لحقوق الإنسان.
وألقى الشاعر الدكتور علاء جانب خلال الأمسية قصيدة شعرية بعنوان: " زايد .. حب الله مالئ قلبه" وتاليا آبياتها إلى روح الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق