الثلاثاء، 21 يونيو 2016

محمد بن زايد و حاكم أم القيوين وعدد من الشيوخ يشهدون محاضرة حول تأثير التجارب المبكرة على نمو الدماغ


 أبوظبي في 20 يونيو/ وام 
 شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة و صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين مساء اليوم في مجلس محمد بن زايد المحاضرة الرمضانية الرابعة بعنوان " تأثير التجارب المبكرة على نمو الدماغ " والتي ألقاها البروفيسور ديمتري كريستاكيس بروفيسور طب الأطفال بجامعة واشنطن.
كما شهد المحاضرة سمو الشيخ راشد بن سعود بن راشد المعلا ولي عهد أم القيوين وسمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي ولي عهد رأس الخيمة ومعالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي وسمو الشيخ سيف بن محمد آل نهيان و سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية و سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة و سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي و سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة ومعالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان عضو المجلس التنفيذي.
وركز المحاضر على مسألة النمو الادراكي لدى الأطفال الذين اصبحوا يفكرون بطريقة تختلف عن طريقة الكبار ووصفهم بأنهم " رقميون" لكثرة استخدامهم وسائل التكنولوجيا المتعددة.
و عرض المحاضر للموضوع وفق ثلاث ظواهر أساسية هي نمو الدماغ لدى الطفل وتطويره للمهام التنفيذية وتأثره بالاعلام .. مشيرا إلى أن حجم دماغه عند الولادة في حدود 330 جراما لأنه ينمو على فترات ليزداد حجمه بشكل أكبر خلال السنوات الثلاث الأولى من عمره.
وقال إن لدى الدماغ البشري خلايا متعددة ومترابطة مؤكدا أن دماغ الطفل يحوي العادات والثقافة التي تحيط به ويتعلم منها.
وأشار المحاضر إلى أن الطفل في اليوم الأول لولادته يستطيع عند سماعه الموسيقى على سبيل المثال أن يفرق بين هذه القطعة وتلك.. وقال إن الطفل قد يتعلم لغة البلد الذي ينتقل إليه أبواه لكنه لا يتحكم في أصوات هذه اللغة لأن لدى مجالات الدماغ مهام مختلفة وجزءا يسيرا منها فقط يسيطر على بعض الأمور الحيوية.
وأكد أن الطفل في الشهر الرابع من عمره يستطيع أن يدرك الأمور البصرية والسمعية بينما تتحرك عنده العواطف في شهره العاشر ولا يستطيع السيطرة عليها بشكل تام عندما يكون عمره ما بين السنة والسنة والنصف.
ولفت إلى أنه مع تطور الجزء الأخير أو الخلفي من الدماغ تكون المهام التنفيذية الثلاث ممثلة في السيطرة والقدرة على التركيز ومقاومة الكثير من الأمور وحفظ المعلومات في الذاكرة وتعلم الشيء وتحويله إلى شيء آخر .. مشيرا إلى أن إحدى الدراسات التي اعتمدت تجربة استخدام بعض اللقيمات مع ثلاثة أطفال توصلت الى ثلاث نتائج.
و أوضح أن هذه النتائج كشفت أن 20 في المائة انتظروا 10دقائق قبل البدء بالأكل كما هو مطلوب منهم بينما لم ينتظر جزء آخر .. وأشار إلى دراسة أخرى أجراها العلماء على ألف طفل في مرحلة ما قبل المدرسة بهدف تطوير الألعاب وتعليمهم على سبيل المثال السير على خط مرسوم دون الخروج عنه لتقوية القدرة الجسدية والفكرية ضد التشتت.
و انتقل المحاضر بعد ذلك إلى ما يتعرض له الأطفال في الشهر الرابع من عمرهم من أثر بسبب مشاهدة التلفاز لعدة ساعات .. مشيرا إلى أن الطفل المثالي من هؤلاء يقضي سبع ساعات أمام الشاشة البيضاء.
وقال إن ذلك يؤثر بشكل سيىء على الدماغ حيث تظهر علامات اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة .. مؤكدا صحة ذلك من خلال عرض بعض الصور التوضيحية.
ولفت إلى دراسة أجرتها جامعة الشارقة حول هذا الموضوع وأثبتت أن 15 في المائة من الأطفال يعانون من ذلك .. مشيرا إلى أن النسبة قريبة مما هي عليه في الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال إن لاضطراب نقص الانتباه علاقة بالجينات التي تلعب 75 في المائة وأن لدى التوأم مثلا فرصة الإصابة بهذا الاضطراب رغم أن بعض العلماء لا يقولون بعلاقة الجينات بهذا المرض.
**********----------********** وأضاف المحاضر إن التجارب تبحث في القدرة على التركيز لتشخيص الاضطراب والتحكم في الذات مشيرا إلى أن العلماء توصلوا في السنوات الماضية إلى أن الافراط في الحركة سببه تغيير الصور المتلفزة التي يشاهدها الطفل.
وأكد ضرورة مراقبة المحتوى الذي يبثه التلفاز وعدم ترك الطفل يشاهد المناظر ذات الحركة السريعة التي تسهم في اضطراب السلوك وخاصة قبل سن الثالثة.
وأوضح أن نسبة العنف في بعض الافلام والبرامج تصل الى 110 في المائة مستعرضا بعض التجارب التي أجريت على الفئران وغيرت من سلوكها ونمو دماغها.
ولفت إلى أن الانتباه المشترك يمثل جزءا مهما من نمو الدماغ وأن على الوالدين الاعتناء بالطفل منذ شهره الرابع من خلال تبادل رسائل الانتباه والنظر إلى أن تركيزه واهتمامه وانجذابه إليهما يزداد في شهره العاشر.
وطرح المحاضر سؤالا حول أثر وسائل الاعلام على الطفل وقال إن هناك دراسة حول نمو الدماغ ومرض التوحد والتلفاز وأوضح أن الطفل الذكر يستمع إلى 656 كلمة مقارنة بـ 200 كلمة بالنسبة للانثى نظرا لأنها تتحدث أكثر منه.
ولفت المحاضر في ختام محاضرته إلى أن التكنولوجيا تحرم الأهل من التفاعل مع الأبناء كما يجب وإن هؤلاء بحاجة إلى وقت حقيقي للجلوس مع ذويهم والمشاهدة البطيئة للتلفاز.
بعد ذلك رد على الاسئلة مؤكدا أن الطفل يتأثر بسرعة بوسائل الاعلام وأن عليه أن يهتمأايضا بما لا يحبه وأن يحقق الاستفادة القصوى من ذلك.
وشدد على ضرورة الاجابة على أسئلة الطفل وتنفيذ قواعد المنزل و احترامها وجعل الطفل قادرا على التركيز والانتباه.. وأضاف إن ظاهرة تعدد المهام ليست دقيقة لأن الدماغ ليس قادرا على ذلك .. لافتا إلى دراسات تشير إلى تراجع الأداء حين تتعدد المهام .
وقال إن على الاطفال عندما يكبرون أن يركزوا على أمر واحد فقط ..
مشيرا الى أن اختلاف الجنسيات لايعني وجود فرق في الدماغ وإن للقدرات والثقافة والوضع الاقتصادي دورا محددا في التأثير على دماغ الطفل.
و ردا على سؤال آخر نوه إلى إرشادات الاكاديمية الأمريكية لطب الأطفال التي تؤكد ضرورة أن لا يشاهد ذوو العامين التلفاز وكذلك الوسائل الاعلامية التفاعلية السريعة ونصح بتجنبها.
و قال إنه يمكن عند الشهر الثامن عشر من عمر الطفل أن يستخدم وسائل الإعلام بطيئة الحركة وتطبيقاتها على الآيفون والآيباد .. وأشار إلى وجود مئات آلاف من التطبيقات وإن على الآباء أن يستخدموا تطبيقا واحدا وهو إعطاء الطفل كل ليلة قصة مع أسئلة اختيارية لتثبيت معلوماته وتفادي الهوس لديه.
و أكد مجددا أنه لابد من نظام يتعلق بمشاهدة وسائل الإعلام باعتدال تماما مثل النظام الغذائي وتقليل ما يشتت الانتباه ومعالجة نقص الانتباه الخفيف والبطش.
و لفت إلى أن طريقة عدم إدمان الطفل على التكنولوجيا تبدأ من خلف الدماغ وأنه لابد من مكافأة الطفل بألعاب فيديو .. مشيرا إلى أن مايكروسوفت عملت على تعقيد هذه الألعاب كي لايدمنها.
وقال إن تلفازا واحدا كان يجمع الأهل معا في غرفة واحدة بالمنزل غير أن الأمر تغير وأصبح موجودا في كل غرفة بل وفي الجيب والنتيجة أن التكنولوجيا أصبحت عاملا في تفريق أفراد الأسرة.
وردا على سؤال حول وضع الأطفال في الامارات وعلاقتهم بوسائل الإعلام طلب المحاضر من الأهل مراقبة البرامج وتأثيرها على الأطفال وتدوين أنشطتهم.
وقال إن هناك تطبيقات تقوم بذلك وأكد ضرورة الحديث مع الأطفال وعدم تركهم فريسة مشاهدة التلفاز ووسائل الاعلام الآخرى ساعات طويلة حيث يقضي الفرد العادي ثلاث ساعات أمام الفيس بوك وحده وهو أمر صعب.
وشدد البرفيسور في الختام ضرورة اعتماد خطة لاستخدام التلفاز وشبكة الإنترنت ووسائل الاعلام الآخرى وأن لا يكون الآباء في ذلك مثالا سيئا يقلده الأبناء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق