وزير خارجية ايران يحمل الغرب مسؤولية عدم التوصل إلى اتفاق
الثلاثاء، 12 نوفمبر 2013
وردا على تصريحات كيري في أبوظبي امس الاثنين قال ظريف إن تحميل إيران المسؤولية وحدها لن يؤدي إلا إلى تقويض الثقة في مفاوضات جنيف التي تستأنف في 20 نوفمبر تشرين الثاني.
وقال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي الكبرى وإيران عملت بجد طوال اشهر للاتفاق على اقتراح يمكن من خلاله انهاء الخلاف المستمر منذ عشر سنوات حول برنامج إيران النووي. وزاد الأمل في التوصل إلى اتفاق مع توجه وزراء خارجية القوى الست العالمية إلى جنيف ليلقوا بثقلهم وراء المحادثات.
وفي باديء الامر غضب دبلوماسيون من دول غربية أخرى واتهموا فرنسا بالمزايدة على القوى الأخرى وإثارة مشاكل لا ضرورة لها في المحادثات.
لكن كيري قال امس الاثنين إن القوى الست كانت "متحدة يوم السبت حين قدمنا عرضا للإيرانيين ووافق عليه الفرنسيون ووافقنا عليه واتفق الجميع على أنه اقتراح عادل. كانت هناك وحدة لكن إيران لم تستطع قبوله في تلك اللحظة المحددة لم تستطع قبول ذلك الشيء المحدد."
وأكد البيت الأبيض على ذلك اليوم الثلاثاء وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن القوى العالمية كانت متحدة في جنيف "وما زلنا متحدين".
ونفى ظريف مسؤولية إيران عن التعثر. وتساءل عبر حسابه على موقع تويتر "سيدي الوزير هل كانت إيران هي من حذف أكثر من نصف المسودة الأمريكية مساء الخميس وادلى علنا بتعليقات معارضة لها صباح الجمعة؟
"لا يمكن لاي قدر من المراوغة ان يغير ما حدث داخل (مجموعة القوى الست) في جنيف من السادسة مساء الخميس حتى 5.45 مساء السبت. لكنه يمكن أن يزيد من تقويض الثقة."
وأضاف "نحن ملتزمون بالتعامل بشكل ايجابي. التواصل على اساس المساواة ضروري لتحقيق الاهداف المشتركة."
وأيد مصدر في وزارة الخارجية الروسية رأي ظريف في الأحداث. وقال لرويترز تعليقا على تصريحات كيري "يبسط هذا التفسير كثيرا فحوى ما حدث في جنيف بل ويشوهه."
وأضاف "كانت المسودة التي أعدها الأمريكيون للوثيقة المشتركة مناسبة للجانب الإيراني.. لكن اتخاذ قرار في محادثات بمثل هذه الصيغة يتم بالإجماع لذا لم يتسن التوصل إلى اتفاق نهائي للأسف. لكنه لم يكن ذنب الإيرانيين."
وتصر الدول الغربية على منع إيران من اكتساب القدرة على صنع اسلحة نووية وقالت الولايات المتحدة وإسرائيل مرارا ان كل الخيارات مطروحة لتحقيق هذا الهدف وهو تعبير يشير إلى امكانية التحرك العسكري.
وتقول إيران إن برنامجها سلمي تماما وان من حقها تخصيب اليورانيوم لمحطات الطاقة المدنية والابحاث الطبية.
وتدور المحادثات حول اتفاق مبدئي مقترح يحد من قدرة إيران على صنع الوقود النووي ويجعل أنشطتها النووية أكثر شفافية لمفتشي الأمم المتحدة مقابل تخفيف محدود ويمكن الرجوع عنه لبعض العقوبات الاقتصادية.
وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو اليوم الثلاثاء إن المفتشين سيكونون على اتم الاستعداد للتحقق من تطبيق اي اتفاق بين إيران والقوى العالمية الست.
واستخدم كيري اليوم الثلاثاء نبرة أكثر إيجابية مشيدا بالتقدم الذي تحقق في جنيف والذي جاء نتيجة للانفتاح الدبلوماسي الإيراني بعد انتخاب الرئيس المعتدل حسن روحاني في يونيو حزيران.
وقال كيري لراديو هيئة الاذاعة البريطانية اليوم "كنا قريبين جدا جدا .. في الواقع قريبين للغاية.. لم نكن نتحادث طوال 35 عاما. وتحادثنا في 30 ساعة أكثر مما فعلنا في الثلاثين عاما السابقة."
وقال كيري في وقت لاحق انه سيكون خطأ من الكونجرس الأمريكي ان يفرض عقوبات اضافية على إيران الآن في حين تجرى مفاوضات مع طهران بشأن برنامجها النووي. ومن المقرر ان يتحدث كيري عن إيران في جلسة مغلقة للجنة المصرفية بمجلس الشيوخ غدا الاربعاء.
وقطعت واشنطن علاقاتها الدبلوماسية مع إيران عام 1980 بعد ان اقتحمت مجموعة من الطلبة الإيرانيين السفارة الأمريكية في طهران واحتجزت 52 دبلوماسيا أمريكيا كرهائن لمدة 444 يوما.
وبين الولايات المتحدة وإيران خلافات أخرى تدور حول دعم إيران للرئيس بشار الأسد في الحرب الأهلية السورية وعدد من القضايا الأمنية الإقليمية لكن كيري قال إن المحادثات ركزت على الخلاف النووي وحده.
وقال عندما سئل عن التداعيات الأوسع نطاقا للمحادثات "نحن لا نجري مناقشات في شؤون السياسة الدولية. محور التركيز مع إيران الآن هو برنامجها النووي."
وأضاف "تحدثنا عن سوريا لمدة 30 ثانية اتفق فيها الجانبان على أنها قضية خطيرة للغاية وينبغي حلها وهذا هو كل شيء."
ويعتزم وزير الاقتصاد الإسرائيلي نافتالي بينيت وهو عضو يميني في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المصغرة المعنية بالشؤون الأمنية لقاء أعضاء كبار في الكونجرس الأمريكي في واشنطن يوم الخميس للتعبير عن معارضة إسرائيل للاتفاق النووي المقترح.
وقال نتنياهو في كلمة اليوم "(الاتفاق المقترح) يحمل مخاطر اضفاء الشرعية على إيران كدولة على اعتاب ان تصبح قوة نووية. هذا يتعارض بشكل واضح مع مصالح المجتمع الدولي."
وأضاف "كل يوم يمر يتزايد فيه الضغط الاقتصادي على إيران. لا يوجد ما يدعو للعجلة لإبرام اتفاق سيء. الاتفاق الجيد هو الذي يقضي بتفكيك القدرة النووية العسكرية لإيران. الموعد النهائي لتحقيق هذا هو اليوم الذي يتحقق فيه ذلك وليس قبل ذلك."
وتلقى إسرائيل عادة دعما كبيرا في الكونجرس الأمريكي حيث يدعو عدد من الأعضاء الكبار إلى فرض عقوبات أكثر صرامة على إيران رغم تحذيرات البيت الابيض من أن مثل هذه الخطوة قد تضر بالجهود الدبلوماسية.
ويعارض الحرس الثوري الإيراني ورجال الدين المتشددون في إيران اي وفاق مع الغرب قائلين انه لا يمكن الوثوق في الولايات المتحدة وان هدفها الحقيقي هو "تغيير النظام" في الجمهورية الإسلامية.
لكن النهج الذي يتبعه روحاني والذي يصفه بأنه افضل وسيلة لرفع العقوبات عن إيران يحظى بدعم الزعيم الإيراني الأعلى الذي طالب المتشددين الإيرانيين بعدم التدخل في المحادثات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق