الاثنين، 25 نوفمبر 2013

دبلوماسية الإعتذار الكاتب جمال جادو



 

دبلوماسية الإعتذار

جمــــــال جــــــــــادو

حياتنا.. نعيش فيها أيامنا السعيدة كما نتألم فى الأخري الحزينة نتعامل معها من خلال أحاسيسنا... فتتأرجح ما بين شعورنا بالفرح والضيق والحزن والمحبة والكره ومابين الرضى والغضب .. جميل أن نبقى على إتصال بدواخلنا ... لكن الأجمل أن نراعي مشاعر الغير .. فلا نجرح مشاعرهم بقصد او من غير قصد .. او نتعدى على حقوقهم .. أو ندوس بلا وعي منا على كرامتهم ..؟

للأسف .. هذا مانقوم به أحياناً كثيرة !!
معتقدين بأننا فقط نحن الحياة وعلى كل من هو سوانا أن يتحمل ما يبدر عنا ... بالطبع إننا نخطئ ,, ولكن كثيرة هي المسببات لذلك.. فنبرع فى إجادة تقديم الأعذار ( وليس الإعتذار طيعاً )...!! فنكابر ونتعالى ونعتبر إعتذارنا كل الهزيمة والضعف ,, والبعض منا لا ينقصه فقط عدم الدراية بطرق الإعتذار بل يحسبه تحجيم وتقليل لشخصيته ومكانته .. وكأننا نعيش في معترك مستمر مع الأخرين .. كم كثيرة هي المواقف التى تحتاج منا الى إعتذار حقيقي ..لماذا لا نقولها ... أنــــا آســـف ... كلمتان جميلتان تطيب النفوس وتجبر الخواطر وتطمئن القلوب ونتقرب بها الى بعضنا البعض ..لو نطقناها بصدق من دواخلنا وحسسنا بها الأخرين لبددنا الغضب وداوينا قلباً مكسوراً وكرامةً مجروحة ... ولأعدنا الثقة فى نفوسنا ان دنيانا مازالت بخير .. بأعتذارنا لبعضنا البعض نعيد البسمة الى وجوهنا ونقوي من صِلاتنا ونسترجع الكتير من علاقاتنا المتصدعة الخربة ... كم من المشاكل تفاقمت وإزادت حدتها إلى حد المقاطعة والفجور فى الخصام بينما كان من الممكن ان تحل ببساطة لو قدمنا إعتذاراً بسيطاً ( بدلاً عن التصرفات التي لا تراعي شعور الأخرين) ..!! أو إتهامنا للغير لنهرب من موقف ما !! هل من الصعب علينا الإعتراف بمسؤليتنا تجاه خطأ ما ؟! ... هل كل من هو سوانا يخطي ونحن لا ؟... هل رمي اللوم على الظروف أو أي شماعة أخرى لا تمسنا من قريب أو بعيد بصلة هو المخرج دائماً ؟ ... ان الإعتذار كِبر ووقار للكبار قبل الصغار وهو يعد من أجمل تجليات الروح وقمة الرقى فى أتصالاتنا الإجتماعية.. فقط علينا أن نستشعر الندم عما بدر منك ...وأن نتحمل مسؤوليتنا كاملة تجاه كل خطأ نرتكبه أكان صغيراً ام كبيراً ..ولتكن لدينا الرغبة الأكيدة في إصلاح الوضع ... وعلى كل من أراد منا أن يعيش وحيداً متقوقعاً داخل أحزان وألامه أن يتكبر ويتجبر !! وكل من يريد العيش مع الأخرين ليرتقي بهم .. لا عليهم .. أن يجيد فن مهارات الإعتذار.. بئس القلوب الوحيدة المكتئبة .. إن المشاركة مانحتاج إليه فعلاً لنشعر بإنسانيتنا .. أقول لك .. ... أنا آسف.. هل ستعفين عني وتغفرين لي ذلتي ؟!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق