الأحد، 10 نوفمبر 2013

محمــــــــد نبي النور والرحمة والإنسانية




محمــــــــد نبي النور والرحمة والإنسانية 

جمـــــال جادو

كان العرب في مكة قبل الإسلام يعشون حياة الجاهلية المظلمة, يصنعون بأيديهم أصناماً يرفعونها حول الكعبة، ثم يعبدونها من دون الله ، وكان يسُود بينهم قانون الغابة حيث الحكمُ للقوة، فكانت غارات القبائل علي بعضها وعلي القوافل أمرٌ مألوفٌ في ذلك المجتمع المضطرب الذي تسيطرُ عليه الفوضي والفتن، وفي غمرة الظلامُ والفسادُ المطبق علي حياتهم كانوا يستبيحون الأعراض من غير خوفٍ من وازع أو دين، وكان الرجل يعمد إلي وأد بناته خوفاً مما قد تجلبه إليه من العار أو خشية إملاق، وطغي الإنحلال علي حياتهم، وفشي بينهم الفسق والفجور، وخلت قلوبهم من الرحمة فكانوا يسرفون في إيذاء الرقيق، يهدرون آدميتهم ويسومونهم سوء العذاب، وبينما كان أهل مكة غارقين في الجهل والضلال كان هناك سيدٌ من أكرم فتيان قريش هــــو محمـــــد بن عبد الله الذي عصمه الله تعـــالي من ضلال الجاهلية، فإنصرف عن فسادهم ولهوهم وكان يأوي الي غار حراء بقمة الجبل حيث يقضي الأيام الطوال وحيداً يتأمل ويتعبد ويتحنَّث ، حتي نزل عليه نزل عليه جبريل الأمين بأول آية من الذكر الحكيم : ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ) ثم جاءه الوحي وهو في بيته متدثراً في فراشه وناداهُ : ( يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُقُمْ فَأَنذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّر ْوَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ ). وإستجاب محمدٌ لنداء ربه الذي إصطفاه نبياً لهذه الأمة، وسار بين الناس شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا ، وقد آمنَ بدعوته وأسلمُ معهُ عددٌ قليل كان يلتقي بهم في دار الأرقم بن أبي الأرقم، وظل سادة قريش علي جهالتهم وإستكبارهم غارقين في الإثم والفسوق، ظل يدعو إلي عبادة الله الواحد الفرد الصمد دون غيره، لاقي رسول الله صلي الله عليه وسلم في دعوته مالا يمكن وصفه ولا تحمله من صعوبات ومعاناة ولم يثنيه ذلك عن مواصلة نشر رسالة النور والإنسانية . . وتمت هجرة النبي  صلي الله عليه وسلم بإذن الله تعالي ليبدأ جهاده العظيم وليتخذ المدينة التي نصرته منطلقاً إلي نشر دعوة الإسلام ..نواصل ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق