سؤال مهم ومهم جداً يجب أن يوجَّه بشكل علني وجريء وشجاع الى شبابنا، سؤال يجب أن يوزع على كل الشباب في مختلف القطاعات والمجالات، هل فكرت بالهجرة من الكويت أو تفكر حاليا؟ ولماذا؟
إجابات هذا السؤال يجب أن تجمع في صندوقين، الأول يعلق عند بوابة مجلس الوزراء، والثاني عند بوابة مجلس الامة، اي عند بوابتي السلطتين التنفيذية والتشريعية.
تعرفون لماذا عند بوابتي هاتين السلطتين؟ لأن كلا منهما تلقى اللوم، والسبب على الطرف الآخر، وكلا منهما تدّعي أنها تبذل كل الجهد، إلا أن عصا الجهة الأخرى توضع غالبا في دولابها، فتعيق حركتها وتشلها في مكانها.
هل نحن في حلم أم في علم؟، في السابق لم نعرف كلمة هجرة إلا للكويت، وليس من الكويت، إخواننا العرب هاجروا الى ارضنا، حيث الرزق والعيش المريح، واليوم أبناؤنا وفلذات أكبادنا يرددون هذه الكلمة في تعبير منهم عن مستوى الملل والضجر الذي وصلوا اليه بعد ان وقفت أعمالهم وضاعت خبراتهم، وتبخّرت أحلامهم.
من يتحمّل مسؤولية ذلك؟ ومن يلتفت الى هذا الموضوع الجاد، الذي سيسلب من الوطن ذراعه القوية الفتية؟
ما ان أجتمع مع ابنائنا من شباب بلادي المميزين المتميزين والمبدعين، حتى يكون موضوعهم الأول هو الهجرة الى بلاد الله الواسعة، حيث أفق الأعمال مفتوحة ومساحة الإبداع واسعة.
ما الذي أوصل الشاب الكويتي الذي فتحت له كل الأبواب ومنح كل ما يسهل حياته خلال مراحل علمه وتعليمه، الى التفكير بمثل هذا الأمر بعد أن وضع رجله على أولى درجات العمل والمهنة؟
من يعمل بالقطاع العام يئن من سوء تقدير الخبرات ووضعها بالمكان الصحيح، وإهمال الكفاءات والاستفادة منها حسب قدرتها على العطاء والإنجاز.
ومن يعمل بالقطاع الخاص يئن هو الآخر من سلاسل القوانين والتشريعات والقرارات التي تكبل مشاريعهم الصغيرة وتحول دون انطلاقها والمضي قدما فيها إلى سماء الإنجاز وتحقيق الأحلام.
يا جماعة، يا سلطة، يا دولة، يا حكومة، لحقوا على عيالنا وشبابنا، استمعوا لهم بكل جدية وليس رفع عتب فقط، اسألوهم «ليش تفكرون بالهجرة، شنو اكو هناك مو موجود بالكويت، راح تكتشفون بلاوي ما تدرون عنها، أو تدرون عنها ومالكم خلق تعدلونها»، ساعتها لا تلومون الشباب اذا عبر عن استيائه بطريقته الخاصة.
 

*نقلا عن "القبس" الكويتية