الأحد، 23 أكتوبر 2016

الإمارات تشارك في افتتاح قمة المستثمرين العالمية بالهند


اندور- الهند في 22 أكتوبر / وام 
 شاركت دولة الإمارات العربية المتحدة في افتتاح قمة المستثمرين العالمية 2016 التي انطلقت أمس في مدينة اندور عاصمة ولاية ماديا براديش الهندية.
ترأس وفد الدولة سعادة عبد الله بن أحمد آل صالح وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية والصناعة بحضور سعادة الدكتور أحمد عبد الرحمن البنا سفير الدولة لدى جمهورية الهند وضم الوفد نخبة من مسؤولي مؤسسات ودوائر حكومية وممثلين من القطاع الخاص .
حضر مراسم افتتاح القمة - التي تستمر يومين - أكثر من 5 ألاف مشارك من بينهم قادة وصناع قرار ورؤساء تنفيذيون وخبراء في مجالات التجارة والاستثمار من مختلف أنحاء العالم.
ويأتي حضور دولة الإمارات في هذه القمة بصفتها إحدى الدول الخمس الشركاء للقمة إلى جانب اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة والمملكة المتحدة .
وتتضمن القمة ندوات وجلسات حوارية تبحث سبل تعزيز الاستثمارات المشتركة بين الهند ودول العالم في مجالات الزراعة والصناعات الغذائية والتقنيات التكنولوجية وصناعة السيارات والطاقة المتجددة والصيدلة والنسيج والسياحة.
كما تنظم ولاية ماديا براديش على هامش قمة المستثمرين العالمية 2016 معرضا تجاريا واستثماريا ضخما على مساحة 60 ألف قدم مربع يستعرض أحدث الاتجاهات والتقنيات والمنتجات والخدمات في مختلف قطاعات التكنولوجيا والزراعة والصحة والسياحة في الولاية الهندية.
شهد افتتاح القمة التي أقيمت تحت رعاية فخامة رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي - حضور معالي ارون جيتلي وزير المالية في الحكومة الهندية وسعادة شيفراج سينغ شوهان رئيس السلطة التنفيذية بولاية ماديا براديش.
وأكد سعادة عبد الله آل صالح في كلمة خلال افتتاح القمة على قوة العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين حيث تعد جمهورية الهند الشريك التجاري الأول لدولة الإمارات إذ بلغ حجم التجارة الخارجية بين البلدين نحو 50 مليار دولار سنويا خلال عامي 2015-2016 في ظل إمكانات هائلة لمواصلة تلك الأرقام نموها نحو مستويات قياسية.
وأوضح آل صالح أن التجارة الخارجية مع الهند تشكل نحو 9.8% من إجمالي التجارة الخارجية غير النفطية لدولة الإمارات .. كما تعد الهند أكبر مستورد للسلع من الدولة بحجم صادرات بنحو 14.9% من إجمالي الصادرات الإماراتية ونحو 8.7% من إعادة التصدير لتمثل الهند ثاني أكبر سوق تصدير لدولة الإمارات.
 وفي المقابل تعد الإمارات أكبر مستثمر عربي في الهند بإجمالي استثمارات تجاوزت نحو 10 مليارات دولار من بينها 4 مليارات دولار استثمارات مباشرة ما يعادل 85% من إجمالي الاستثمارات العربية في الهند.
وأشار وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية والصناعة إلى أن متانة العلاقات الاقتصادية بين البلدين تنعكس أيضا في استضافة الإمارات أكبر جالية هندية تضم نحو 2.6 مليون هندي يعيشون ويعملون بالدولة فيما يقدر محللون التحويلات النقدية السنوية للجالية الهندي في حدود 12 مليار دولار.
ولفت آل صالح إلى أن النموذج المتميز للتعاون الثنائي في مجال النقل الجوي شكل دفعة قوية للتبادل التجاري والسياحي إذ تجاوز عدد رحلات الطيران الأسبوعية بين البلدين 1000 رحلة أسبوعية.
وأكد وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية والصناعة أن الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى من قيادات البلدين عززت من الجهود المشتركة في مواصلة الارتقاء بالعلاقات الثنائية على كافة الصعد ووضعت أساسا قويا لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين الصديقين .
وقال " إنه في ظل الفرص الاستثمارية والتجارية الواسعة التي يطرحها الطرفان هناك توقعات هائلة لنمو العلاقات الاقتصادية والتجارية .. مشيرا إلى أن ولاية ماديا براديش الهندية وهي ثاني أكبر ولاية بجمهورية الهند وتضم نحو 77 مليون نسمة تعد من أسرع الاقتصادات نموا بالهند بحجم ناتج محلي إجمالي للولاية بلغ نحو 83 مليار دولار".
وشدد على أهمية المنصة المتميزة التي تقدمها قمة المستثمرين العالميين في إتاحة المجال للاطلاع على أبرز الفرص الاستثمارية وأيضا استعراض سبل بناء شراكات.
ضم وفد الدولة كلا من سعادة جمال سيف الجروان الأمين العام لمجلس الإمارات للمستثمرين في الخارج وسعادة مانع محمد سعيد الملا الرئيس التنفيذي لمنطقة خليفة الصناعية بأبوظبي /كيزاد/ وسعادة شريف حبيب العوضي المدير العام لهيئة المنطقة الحرة بالفجيرة وسعادة فاطمة حضروم الغفلي عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة رأس الخيمة و عايدة الخوري مدير إدارة الترويج الاقتصادي الدولي بدائرة التنمية الاقتصادية بأبو ظبي وتوني ويتبي مدير الشبكات والاستراتيجية بطيران العربية ومحمد كامل المعيني مؤسس المعهد الدولي للدبلوماسية الثقافية إلى جانب السيد أحمد الفلاحي الملحق التجاري للدولة لدى الهند ومحمد ناصر حمدان الزعابي مدير إدارة الترويج التجاري والاستثمار بوزارة الاقتصاد.
وعلى هامش حضوره فعاليات القمة .. عقد سعادة عبد الله آل صالح لقاء ثنائيا مع سعادة شيفراج سينغ شوهان رئيس السلطة التنفيذية بولاية ماديا براديش ناقشا خلالها مجموعة واسعة من القضايا الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.
وأكد الجانبان حرص الطرفين على بذل كافة الجهود الرامية إلى تعزيز العلاقات بين البلدين وتحديدا العمل على تنمية أوجه التعاون الاقتصادي والتجاري بين الإمارات وولاية ماديا براديش في القطاعات ذات الاهتمام المشترك حيث يتمتع الطرفان بخبرات وقدرات وإمكانات واعدة أبرزها التعاون في المدن الذكية والصناعات الغذائية والسياحة وتكنولوجيا المعلومات ومجالات الغزل والنسيج.
وأعرب سعادة آل صالح عن رغبته في توسيع أفاق الشراكة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وولاية ماديا براديش.. مشيرا إلى أهمية العمل على فتح خطوط طيران مباشرة بين الطرفين لما لها من أثر كبير في نمو التبادل التجاري والسياحي إلى مستويات متقدمة.
كما التقى سعادة آل صالح .. سعادة تشاندراجيت بانيرجي مدير عام اتحاد الصناعات الهندية بحضور سعادة الدكتور أحمد عبد الرحمن البنا سفير الدولة لدى جمهورية الهند حيث ناقش الطرفان سبل تعزيز تبادل الاستثمارات الصناعية والاستفادة من الموارد والقدرات والتسهيلات المتاحة لدى الطرفين في هذا الصدد.
 وشهدت فعاليات قمة المستثمرين العالمية تنظيم جلسة حوارية عن دولة الإمارات بصفتها شريكا في القمة تناولت الجلسة استعراض أبرز الفرص الاستثمارية والتجارية بالدولة أمام المستثمرين من الهند ومن الدول الأخرى المشاركة وأدار الجلسة سعادة تشاندراجيت بانيرجي مدير عام اتحاد الصناعات الهندية.
وخلال كلمته بالجلسة استعرض سعادة عبد الله آل صالح أبرز ملامح النمو الرئيسية لاقتصاد الإمارات في ظل رؤية الدول لبناء اقتصاد تنافسي متنوع ومستدام قائم على المعرفة والابتكار.
وقال " إنه في ظل تلك المسيرة التنموية والتي نجحت الدولة خلالها في خفض الاعتماد على النفط إلى أقل من 25% من الناتج المحلي مقابل أكثر من 75% لمساهمة القطاعات الغير نفطية فإن هناك العديد من الفرص الاستثمارية الواعدة المطروحة أمام الاستثمارات الأجنبية ".
وأشار إلى العلاقات القوية التي تجمع الإمارات والهند على مختلف الصعد، مستعرضا لقوة العلاقات الاقتصادية والتجارية إذ تعد الهند أكبر شريك تجاري للدولة، فيما تشكل الإمارات ثالث أكبر شريك تجاري للهند إذ تتمثل التجارة الخارجية بين البلدين نحو 7.75% من إجمالي التجارة الخارجية للهند.
وأكد آل صالح على أنه في ظل العلاقات المتميزة التي تجمع البلدين وفي ظل القدرات والإمكانيات والخبرات التي يتمتع بها الطرفان هناك العديد من الفرص في قطاعات عديدة أبرزها الطيران والنقل البحري والطاقة المتجددة، والتقنيات التكنولوجية الحديثة واستكشاف الفضاء.
ولفت إلى أنه في ظل المبادرات التنموية والاستثمارية التي تطرحها الهند وفي المقابل ما أحرزته الإمارات على صعيد تنويع اقتصادها وتعزيز بيئة مساندة ومشجعة للابتكار وهو ما ساهم في احتلال الدولة المرتبة 41 عالميا والأول عربيا على مؤشر الابتكار العالمي، فإن الإمارات تسعى لاحتضان الأنظمة المبتكرة والتكنولوجيا الحديثة وتحرص على الاستفادة من التجربة الهندية في هذا المجال وتعزيز أوجه التعاون وتبادل الخبرات في هذا الصدد بما يخدم مصالح الطرفين.
من جانبه قال سعادة الدكتور أحمد عبد الرحمن البنا سفير الدولة لدى جمهورية الهند، إن العلاقات الإماراتية الهندية تحمل أفاقا واعدة للنمو وتعزيز أواصر الروابط على كافة الصعد .. معربا عن شكره لاختيار دولة الإمارات كشرك لقمة المستثمرين العالميين.
وأضاف أن هناك العديد من المؤشرات التي تعكس قوة الروابط الاقتصادية بين البلدين من حجم تبادل تجاري ضخم واستثمارات مشتركة متنامية .. مشيرا إلى دخول عدد من الشركات الإماراتية الرائدة إلى السوق الهندي من أبرزها، موانئ دبي العالمية، وشركة إعمار العقارية وشركة الاتحاد للطيران وشركة طيران الإمارات وفلاي دبي والعربية للطيران، وهم جميعا من الشركات الرائدة والتي تعزز من التواصل بين البلدين.
وأكد سفير الدولة على أن الزيارات المتبادلة لقيادات البلدين عكست المستوى الاستراتيجي للعلاقات بين البلدين وساهمت في إثراء العلاقات الثنائية والارتقاء بها إلى مستويات أكثر تقدما وزخما.
 من جانبه قال سعادة جمال سيف الجروان الأمين العام لمجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج إن الهند تحظى بأهمية خاصة بالنسبة لمجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج، مشيرا إلى أنه في ظل تنامي العلاقات الاستثمارية والتجارية بين البلدين، فإن الحاجة لتعزيز التواصل بين رجال الأعمال والتواجد في محافل اقتصادية تضم مسؤولين ورجال اعمال من الجانبين تكتسب أهمية خاصة.
وأوضح أن المشاركة في قمة المستثمرين العالميين تأتي في إطار الشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الهندية، وتسهم في دعم التنمية الاقتصادية بين البلدين.
وأشار إلى أن الجلسة الحوارية تطرح المجال لبحث الفرص والتطرق إلى التحديات التي تواجه المستثمرين الاماراتيين في الأسواق الهندية خاصة في ظل التواجد الواسع للشركات الإماراتية الرائدة في مختلف القطاعات الاقتصادية ومن أبرزهم شركات اتصالات وإعمار والاتحاد للطيران بالإضافة إلى موانئ دبي العالمية.
من جانبه استعرض سعادة مانع محمد سعيد الملَا، الرئيس التنفيذي لمدينة خليفة الصناعية / كيزاد/ فرص الاستثمار التي تطرحها /كيزاد/ امام المستثمرين، وأكد الحرص على المشاركة في فعاليات القمة لإتاحة مجال أوسع لاستكشاف جميع الفرص التي تمكننا من تعزيز مكاسبنا واستقطاب المزيد من الاستثمارات إلى إمارة أبوظبي من خلال مدينة خليفة الصناعية التي تعد وجهة تجارية وصناعية تضاهي أعلى المستويات العالمية لما تتمتع به من مزايا تنافسية مقوماتها البنية التحتية الداعمة للأعمال، وسهولة الاتصال بالأسواق العالمية والإقليمية عبر ميناء خليفة في بيئة تشغيلية تكاملية ذات كفاءة عالية.
من جانبها قدمت عايدة الخوري مدير إدارة الترويج الاقتصادي الدولي عرضا عن مقومات الاستثمار في إمارة أبو ظبي ووجهت دعوة للشركات الهندية بالاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة ومن البيئة الخصبة للاستثمار في أبوظبي.
من جهته أفاد سعادة شريف حبيب العوضي مدير عام المنطقة الحرة بالفجيرة وعضو منطقة الفجيرة للصناعات البترولية بأن الهند شريك استراتيجي للإمارات حيث تحتضن المناطق الحرة كثير من المشاريع الهندية المتميزة في قطاعات مختلفة .. وقال " نحن نتطلع لمزيد من هذه المشاريع التي يمكنها خدمه القطاع الاقتصادي بمختلف أنشطته اضافة الى المشاريع البتروكيماوية " .
من جهتها أكدت فاطمة الغفلي عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة رأس الخيمة الحرص على التواجد في قمة المستثمرين العالميين في الهند، بهدف تمكين فرص التعاون بين الجانبين وتحقيق تواصل إيجابي مع أهم المستثمرين في السوق الهندي.
بدوره رحب توني ويتبي مدير مدير الشبكات والاستراتيجية بطيران العربية بالمبادرات التي طرحت من قبل ولاية ماديا براديش للترويج السياحي للولاية في المنطقة .. معربا عن أمله في إطلاق رحلات مباشرة بما سيسهم في تحقيق الأهداف المرجوة لكلا الطرفين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق