الأحد، 8 ديسمبر 2013

المستشفى منعت مني الأكل والعلاج وتركتني في غرفة الصيانة..ومسؤولوا السفارة لن يستطيعوا مساعدتي بناء على تعليمات السفير..!!

Sout Elgalia(صوت الجالية)
عبد العزيز عادل... السوداني المحتجز في مستشفى الهرم يروى معانته مع المرض والإهمال
عبد العزيز لـ" صوت الجالية " : مسؤولوا السفارة أكدوا لي أنهم لن يستطيعوا مساعدتي بناء على تعليمات السفير .
عبد العزيز لـ"صوت الجالية" : المستشفى منعت مني الأكل والعلاج وتركتني في غرفة الصيانة .
عبد العزيز لـ "صوت الجالية" : مدير المستشفى قالي لي " انتو بلد غنية عندكم بترول خلي أهلك يدفعوا المصاريف" .
جلس عبد العزيز عادل البالغ من العمر 30 عاماً على كرسيه المتحرك شاردًا يتأمل مصير مستقلبه الذي بات مهدداً ومستقبل الأسرة التي يعولها ،والدته التي لم تحتمل صدمة ماحدث له ورقدت طريحة الفراش منذ أشهر، والده الذي أنهكه المرض ، وتكسو عينوه الحسرة على ابنه الأكبر ، أخوته وأصدقائه في " الحلة" التي شاءت الأقدار أن يفتقدهم في أصعب لحظات حياته ،يدور في رأسه شريط من الذكريات المؤلمة لما حدث له طيلة الـ 7 أشهر الماضية أخذ نفساً عميقًا ،وبدأ يسرد قصته لنا في الحوار التالي:ـ
متي جئت إلى القاهرة ؟ وماهو سبب الزيارة ؟
جئت إلى القاهرة في شهر مايو 2013 للتجارة ، وزيارة عمي ، وعندى وصولي للمطار اتصلت بعمي ، وأخبرني بأن أذهب إلى وسط البلد سأجد شخص هناك سيوصلني إلى شقته ، جلست مع هذا الشخص فترة وبعدها تحركنا إلى شقة في فيصل كان معانا 3 أشخاص آخرين ، وعندما وصلت إلى الشقة دخلت الحمام ، وبمجرد خروجي وجدتهم فتحوا شنطتي ، وأخذوا يتفحصوا الموبايلات التي اصحطبتها معي لبيعها في القاهرة ، طعنني أحدهم 6 طعنات من الخلف ، وانهالوا علي ضرباً ، وعندما فقدوا الأمل في أن أموت بين أيديهم ألقوا بي من الدور الثالث .
ماذا حدث بعد ذلك ؟
ذهبت إلى المستشفى ، وكنت فاقد الوعي تماماً ، وبحسب روايات الجيران أنهم امسكوا بأحدهم ، وهرب الآخرون ، وأن سيارة الإسعاف تأخرت أكثر من ساعة ونصف كنت فيها بين الحياة والموت وذهبوا بي إلى مستشفى الهرم .
كيف تم استقبالك في المستشفى ؟ ما الصعوبات التي واجهتها؟
دخلت المستشفى وكانت حالتي سيئة للغاية، ومكثت في العناية المركزة 11 يوم ،وكنت في حاجة لكميات كبيرة من الدم ، وكان هنالك فتاة مصرية تحتاج إلى دم في الغرفة المجاورة لي سعى أخوها في البحث لي معاها عند دم ، وتمكن من توفير أكثر من كيس دم لي . وأولى الصعوبات التي واجهتها في المستشفى ، عندما أصرت الإدارة على أن أسدد تكاليف العملية ، قبل دخولي إلى غرفة العمليات ، وهنا تدخل د. سوداني يعمل في المستشفى أسمه د. أسعد ، وضمنني ووعد الإدارة بتوفير المبلغ بالتنسيق مع السفارة .
هل زارك أحد من أهلك أو من المسؤولين في تلك الفترة ؟
لم يزرني أحد من أهلي في تلك الفترة ، واتذكر أنني اتصلت بعمي ، وأبلغته بأنني في المستشفى وقالي أنه "يعرف أنني في المستشفى وسيأتي لزيارتي ولم يأتي مطلقاً " ، أما بالنسبة للمسؤولين بعد خروجي من العناية المركزة جاء القنصل العام خالد الشيخ لزيارتي وأطمئن علي ، وقال لي بالحرف الواحد " كمل علاجك وماتشيل هم أحنا معاك " ، وكان يتواصل معي هاتفياً كل فترة ، وطالبني بأن أذهب إلى الخارجية في السودان وأخاطب "الكمسيون الطبي" و" الخارجية " لكي تتم الموافقة على طلب علاجي على نفقة الدولة ، وظل والدي يتواصل مع الخارجية في السودان لكن دون فائدة .
متى طالبتك المستشفى بسداد المصروفات ومارد فعل السفارة؟
طالبتني المسشتفى بالسداد عقب مرور شهرين ، وحددوا لي يوم 30 / 7 كآخر يوم لي في المستشفى إذا لم أسدد المصروفات ، واتصلت بالقنصل وابغلته بهذا الأمر ، وأكد لي أن السفارة لن تستيطع أن تدفع لي أى مبلغ وأرسل لي كرسي متحرك على نفقته الخاصة .
وماذا فعلت المتسشفى حيال رد فعل السفارة ؟
تغيرت المعاملة تماماً معي ؛ فتم نقلي إلى غرقة الصيانة ، وهي غرفة مخصصة للأمتعة والأجهزة التالفة في المتسشفى ، ومنعوني من الأكل فقد كنت أكل طيلة الـ 4 أشهر الماضية مع العمال ، ومنعوا أي طبيب داخل المستشفى من زيارتي ومتابعة حالتي الصحية ، وبالرغم من ذلك كانت المستشفى تحاسبني على هذه الغرفة ، وتؤيد مبالغ خرافية في الفواتير إلى أن أوصلت المبلغ المستحق سداده إلى 46 ألف جنيه معاملة ، ومن أكثر الأشياء التي أثرت في نفسيتي معاملة نائب مدير المستشفى د. محمد حسن الذى كان يقول لي " أنتو بلد غنية عندكم بترول خلي أهلك يدفعولك فلوس المستشفى بدل ما أنت قاعد كده " .
هل حاولت التواصل مع السفارة مرة أخرى؟
تواصلت معهم أكثر من مرة ، واتصلت بالمستشار الطبي د. الصادق الجعلي الذي أكد لي أن "السفارة لن تستطيع دفع أي مبالغ مادية للمرضى السودانيين في القاهرة وأن هذه تعليمات وجهت لهم بشكل مباشر من السفير د.كمال حسن علي" ، وحينما طالبته بأن يأتي لزيارتي ، كان دائماً يتعلل بأنه مشغول ووقته لا يسمح .
كم الملبغ الذى طالبتك به المستشفى ؟ وكيف تمكنت من سداده ؟
المبلغ كان في البداية 15 آلف جنيه وصل لـ 46 آلف جنيه ، سددت منهم 10 الآلف عند طريق تبرع ديوان الزكاة في السودان بـ 5 الآف جنيه منهم ، والـ 5 الآخرين دفعهم أهلى وأبناء "الحلة " ، وظللت منتظر والدي قرابت الشهرين إلى أن باع بيت ورث في السودان ، وسدد 9 الآف جنيه من المبلغ المتبقى في المستشفى .
كيف تواصلت مع قناة "أم بي سي" ؟
عقب حادث قطار "دهشور" جاء إلى مستشفى مجموعة كبيرة من المصابين منهم شخص دخل نفس غرفتي لأن المستشفى كانت مليئة بالحالات، وعندما طلبوا منه بأن ينقل إلى غرفة أخرى رفض ، وقال لمدير المستشفى " أنا هفضل قاعد هنا مع عبد العزيز " وأبناءه وأقاربه ساعدوني في توفير ملابس لي وأكل وأحدهم أوصلني بقناة " الأم بي سي" ، وتحدثت عن مشكلتي وبعدها اتصلت وزيرة الصحة وأكدت أن الوزارة ستتكفل بمصاريف علاجي حرصاً على العلاقات مع السودان .
كيف تعامل معك طاقم المتسشفى بعد مداخلة وزير الصحة في التلفزيون ؟
المعاملة اختلفت 180 درجة أصبح الاهتمام بي أكبر وزارني مدير المسشتفى وأجروا لي فحص طبي كامل وأكدوا لي أننا أشقاء وانهم سينهوا إجراءت خروجي من المستشفى في أسرع وقت ممكن .
ومارد فعل السفارة على هذه المداخلة ؟
وصلني رد الفعل عن طريق د. أسعد بأن المستشار الطبي غاضب جدا مما قولته، وأنني بهذه الطريقة نكرت ما فعلوه معي ، وأساءت للسودان كثيراً ، وفي الحقيقة هم من أساؤوا إلى السودان بعد احترامهم لرعايهم وتخليهم عنهم في الغربة ، و"أنا بحب بلدي أكتر من زول وما ممكن أن أعمل شئ يسئ ليها أبداً ".
ماذا فعلت بعد خروجك من المستشفى ؟
قبل خروجي بأيام زارتني أسرة "صوت الجالية " وأطمئنت على حالتي وتابعت معي إجراءات خروجي من المستشفى ، وظلوا معي طيلة الأيام التي مكثتها في القاهرة ، ووفرا لي مسكن بعد أصرت المستشفى على خروجي أنا ووالدي ، ولم يمكن لنا مكان نذهب إليه، ولم أرى وجه أي مسوؤل غير هؤلاء الشباب الواعدين الذي أتمنى من الله أن يجعل مافعلوه معي في ميزان حسانتهم ما الرسالة التي تحب أن توجها في نهاية حديثك معنا ؟
أحب أن أوجه رسالة للسفارة السودانية بأن تقوم بدورها بحماية رعايها ، وأن الإنسان عند يمر بموقف مثل الذي ممرت به لايحتاج إلى الدعم المادي فقط بل يكون في أمس الحاجة إلى الدعم المعنوي ، وأن لم يستطيعوا حل المشكلة مادياً فأبسط شئ أن ينقلوه إلى السودان حتى "لو حدث له مكروه لاقدر الله يكون بين أهله وسط أهله بدل مايرموه في الشارع "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق